26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    إعتذار وانتظار

    آخر تحديث: الأربعاء، 29 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    بقلم الأسيرة المحررة: سناء شحادة

    أخيرا.. قرعت الأجراس وفتحت الأبواب وتحققت الأحلام وخرجنا إلى الحرية... الحرية التي كانت حلم السنين، والتي طالما انتظرناها وانتظرها الكثير الكثير من الأسرى الذين ما زالوا قابعين في الأسر تركناهم رغما عنا. حلمت سنين طويلة بالحرية.. وتحقق الحلم بولادة قيصرية دخلت مراحل المخاض خمس سنوات حتى طرحنا من بطن الحوت إلى يقطينة غريبة لم ترسل أوراقها اتجاهنا لتحمينا من شمس النهار أو برد الليل القارس.. خرجنا من هناك من ظلمات الليل والسجن.. من ظالم المكان وظلم الانسان.. خرجنا من مدافن الأحياء إلى ولادة الحياة.. عدنا من حيث أتينا.. لكن هل نستطيع العودة الى ما كنا عليه فيما مضى؟ هل سنبدأ رحلة الحياة من جديد ونتعرف على تلك الوجوه الغريبة والجديدة؟
    من هنا ستبدأ الحرية.. عدنا والحمد لله.. لكن ماذا أقول لمن سبقوني في الأسر وما زالوا هناك يتجرعون الألم والعذاب والحرمان؟ أأقول أنا سبقتكم وأنتم ستأتون خلفي؟ بماذا أصبرهم ومن جاء خلفهم غادر المكان.. ها هم يتجرعون كؤوس الصبر كل يوم مائة مرة وما زالوا ينتظرون.. أأقول لن انساكم ؟؟ لا.. لا استطيع قولها لأنهم لم يعودوا يثقون بكلامنا.. فقد سمعوها مرارا وتكرارا.. وكانوا في طي النسيان كما كنا في طيه سنين طويلة.. قالوا إننا في قلوبهم.. وقلوبهم مليئة بالهموم والحرمان.. أأعدهم بالخروج؟ إلى متى سينتظرون وكم سنة سيتألمون بعد؟؟
    اعزائي.. أخواتي وإخواني الأسرى والأسيرات.. أعتذر إليكم لأني اليوم هنا وأنتم ما زلتم تتجرعون الألم وحدكم بعدما كنت اتجرعه معكم. اعتذر إليكم لأنني أتنفس هواء نقيا وأنتم تتنفسون هواءكم. اعتذر إليكم لأنني اليوم افتح باب غرفتي وهناك من يغلق عليكم زنازينكم. اعتذر إليكم لأنني بين الاحبة وفي أحضان الاهل، وأنتم تنتظرون زيارة تأتي أو لا تأتي من خلف نافذة تفصل بينكم.
    على ماذا أعتذر بعد.. وأنا عاجزة عن الاعتذار.. لكنني أقدم اعتذاري لكل من بقي هناك في الأسر ينتظر خلفي.. وبداية اقدم اعتذاري إليك لينا الجربوني.. بدأنا معا وتركتك خلفي.. حلمنا بالحرية معا لكن لم يكتمل الحلم.. اعتقدت طوال الوقت أنك ستغادرين قلبنا ولكن رحلنا عنك.. فيا لها من مقادير غريبة.. وانت يا أخي أحمد.. انحني أمامك وأعجز عن التعبير في تلك اللحظة، كنت على موعد مع الحرية.. وها هي تأتي وتنساك خلفها.. فعذرا للتأخير وعذرا لأنني عانقت الوالدة قبلك.
    لا انساك أخي حسام.. كنت وما زلت عونا لي وآثرت حريتي وعلى حريتك فيصمت قلمي تقديرا واحتراما وها أنا على باب بيتك اتذوق كعك العيد قبلك.. فعذرا اخي.. إلى من اعتذر .. وما يفيد الاعتذار.. أخي إبراهيم حامد.. المنسي كريم يونس.. مروان البرغوثي وأحمد سعدات.. أبو الهيجاء.. والأخ عبد الله البرغوثي وعباس السيد.. حسام شاهني ومراد نخلة..
    الاخوة أبو حميد ونضال سمارة.. وإخوان العزل محمود عيسى وحسن سلامة والكثير الكثير الذين تطول اسماؤهم واخجل من حريتي بقيدهم، فكيف لي نسيانهم.. إليكم انتم يا من كنتم معنا قلبا وقالبا.. يا من كنتم تتألمون لآلامنا وكنتم عونا وسندا لنا في السجون .. وغربتنا الطويلة.. يا من كنتم تبثون الأمل والامان في نفوسنا بلحظات يأسنا وقهرنا. إليكم يا من لا نستطيع نسيانهم ونزع اسمائهم في قلوبنا وعقولنا لأنكم ستبقون قادتنا وما زلتم قدوتنا.. إليكم اقول حريتنا هي حريتكم ولن نفرح بحريتنا إلا بعودتكم الى ديارنا.. وعهدا علينا أن ننتظركم أيها الأحرار.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 6/1/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية