26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر غبن ... بين الطُرفة والألم عاش "عطشاً للحرية"

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "اتفقنا على أن نستبدل بكلمة تفتيش كلمة عنب لحظة ما تباغتنا دوريات السجانين بالتفتيش فجأة لمصادرة هواتفنا النقالة، وكانَ صاحب الفكرة زميلنا أبو نضال، وفي أحد الأيام صرخَ زملائنا: "عنب عنب"، وفي قصدهم أن دوريات التفتيش في طريقها إلينا، فحملَ أبو نضال علبة صغيرة واتجه إلى مكان الصوت يسأل عن العنب، حتى وصلت دوريات السجانين إلى زنزانته وصادرت هاتفه المحمول وحبسته في السجن الانفرادي، وبعدَ أسبوع عادَ يعاتبنا لأننا لم نحذره".
    تلكَ كانت من أكثر المواقف طرافة التي مرَ بها الأسير المحرر جهاد غبن الذي قضى في الأسر ثلاثة وعشرين عامًا متواصلات بتهمة المشاركة في قتل صهيوني، وأُفرج عنه في الدفعة الأولى من صفقة "وفاء الأحرار".

    الكثير من المواقف الصعبة عاشها غبن في أسره، وأشدها وأقساها على الإطلاق كانَ عندما تعرضت الأسيرات في سجن "هداريم" إلى القمع والاعتداء بالضرب، وكانَ الأسرى الرجال في السجن الذي لا يبعد عنهم أكثر من خمسين مترا، فما استطاعوا إلا أن يضربوا على أسوار السجن وأبوابه؛ احتجاجًا واعتراضًا.
    عن ذلك الموقف قال غبن: "أصعب ما يمكن أن تعيشه هو أن تسمع صراخ فتاة تتعرض للضرب والتعذيب وأنت عاجز عن مساعدتها، وكُنت أتمنى أن أُستثنى أنا من صفقة التبادل حتى تخرج كافة الأسيرات، فبقاؤهن في الأسر إهانة لكل فلسطيني شريف".
    حُرمَ غبن رؤية والديه العجوزين اللذين كان يشعر دونهما بأنه كالأيتام، إذ قال: "كُنت كلما أنقل خبر وفاة والد أحد زملائي الأسرى أخشى أن ينقل أحدهم خبر أعزائي وأقاربي، وأشعر بألم شديد إن تخيلت أن أحدًا من أهلي في خطر، وكنت أتمنى أن أخدم والديَّ بكأس ماء".

    في ذكرى يوم الأسير في أحد الأيام، اعتدت وحدة خاصة مسلحة بالنار و"الفلفل" ورصاص مطاطي، على الأسرى في سجن نفحة، وأصابت الأسير مصطفى رمضان بأربع رصاصات، وبعدَ الهدوء النسبي نُقل الأسرى إلى سجن نفحة.
    "كُنا مكبلي الأيدي والأقدام، والغريب أن أحد السجانين طلبَ مني حمل مصطفى رمضان المسجى على الأرض، دونَ أن يفك قدميّ أو يديّ، فسألته: "كيفَ أفعل ذلك؟!"، ولما رفضَ الإجابة عن تساؤلي أو فك قيودي قلت له بحدة: "احمله أنت"، فحلَ قيودي وأحاطتني ومصطفى مجموعة من السجانين وبدؤوا بضربنا، فصرت أحامي عن صديقي، وأتلقى الضربات وداخلي بركان يشتعل، كيفَ يجرؤ هؤلاء الحيوانات على ضرب أسير مصاب؟!".

    رغم كافة المآسي التي يعيشها الأسير في سجنه، الانفرادي أو غرف الزنازين التي تجمعه برفاقه، يعيش أعظم لحظات الانتصار يومَ يرضخ السجانون إلى مطالبهم.
    قال غبن: "يومَ يرضخ السجان إلى مطالبنا بعدَ أي إضراب يستنفد منا قوانا وطاقتنا، نشعر تلكَ اللحظة بالانتصار والشرف، ونثبت للسجانين أنهم هم المنكسرون لا نحن".
    تحدى الأسير المحرر التجهيل الذي يدفعه إليه السجان بكافة قوته، فتعلم وانتسبَ للجامعات العربية والعبرية وحصلَ على شهادات، فغبن نالَ شرف دراسة 33 ساعة من الدراسة في تخصص التربية الإسلامية، بالانتساب إلى جامعة القدس المفتوحة، وهو في طريقه إلى مواصلة تعليمه.

    عاشَ غبن الكثير من الإضرابات في الأسر، وهو بعدَ نيله الحرية وعدَ أن يكون من أول المشاركين لزملائه الأسرى المضربين عن الطعام لتحقيق مطالبهم الشرعية، وفق قوله، إذ أضاف: "سأشاركهم من أول يوم لآخر يوم، فنحن نعرف ما قيمة الإسناد الشعبي، ونتمنى أن تتحرك مؤسسات السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان لفضح ممارسات الاحتلال وإيقافها عند حدها".
    وختم غبن حديثه قائلًا: "لو رفعت قضية دولية على أي سجان أو شرطي يُعذب أسيرا فلسطينيا، فسيخشى كافة السجانين بعدَ ذلك من التعرض لهم؛ خشية الملاحقة في المحاكم الدولية".

     (المصدر: صحيفة فلسطين، 20/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية