الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر الحتو.. وثمانية عشر عاماً في

    آخر تحديث: الثلاثاء، 05 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    طار من الفرحة Ùˆ سجد لله شكراً عندما أخبره المحامي بأنه انتزع له حكماً بالسجن لمدة خمسة وعشرين عاماً !! فقد مكث ثلاثين شهراً في المعتقل والمحكمة تطلب له حكماً بمؤبدين وخمسين عاماً، ثم تعامل مع الاعتقال كأنه مدرسة يمكن أن يوفق فيها، أو يفشل. 
    لكن تنظيم حماس في المعتقلات كان مشهوداً له بقدرة تنظيمية عالية، جعلت الحتو لا يشعر بآلام الاعتقال، بل ويُحوِّل الاعتقال من محنة إلى منحة، بالرضا بقضاء الله وقدره، والتحلي بالصبر.. 

    حماس أفضلها! 
    كان التفاؤل ينبع من بين ثنايا كلام الأسير المحرر أحمد عطا الحتو، الذي اعتقل وهو يبلغ من عمره الأربعة وعشرين عاماً، في 10/11/1993م بتهمة الانتماء لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقضى في المعتقل ثمانية عشر عاماً قبل أن يفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار".. ذاك التفاؤل كان أمراً لم أعهده في لقاءاتي مع الأسرى المحررين من قبل.
    قضى الحتو خمسة شهور و خمسة أيام في سجن السرايا، ثم ستة وعشرين شهراً ونصف الشهر في سجن عسقلان ثم بقية فترة اعتقاله في سجن نفحة الصحراوي.

    يقول الحتو: أنه تعامل مع الاعتقال على أنه مدرسة يمكن أن ينجح فيها الإنسان ويتفوق أو يفشل، مبيناً أن تنظيم حماس هو أفضل التنظيمات في السجون من حيث الإدارة والتربية ومتابعة المشكلات لنشطائه.
    "فلا يترك مجالاً للوساوس أن تفترسنا، ولا لرفاق السوء أن يحيدون بنا"، بل يلحقون الأسير فوراً بالجلسات التربوية، ويزودونه بالنصائح الفورية خاصةً إذا كان شبلاً صغيراً، ونحن ذوو المحكوميات العالية أغلبنا اعتقلنا ونحن صغار في السن، فوجدنا في المعتقل من يوجهنا ويرشدنا.
    ما هي الصعاب التي واجهتك في المعتقل؟، يجيب الحتو: "لم أواجه صعاباً تذكر، بخلاف فترة التحقيق الأولى والتعذيب الذي مورس ضدي خلالها، لكن بعدها فإن رضاي بقضاء الله وقدره وبسنة الله في الابتلاء زودني بالرضا والطمأنينة وعدم الاضطراب".
    ويضيف: "داخل المعتقل، تأقلمت مع الواقع سريعاً، واستفدت من نصائح من سبقوني في الاعتقال بأن هذا هو قسمتي ونصيبي، فكان علي أن أستفيد من فترة الاعتقال قدر استطاعتي وما دمت سأقضي عمراً طويلاً في المعتقل فلماذا أعود إلى بيتي خالي الكفين" .

    الإيمان يهون المصاب 
    حياة المعتقل بالتأكيد قاسية بما تحمله الكلمة من معنى، لكن الإنسان بقوته وعزيمته، يحطم الصعوبات، ما ميزني هو أنني متفائل، فلم أكن أستسلم لمشاعري التي غالباً ما توحي بأن الاعتقال همّ، وكنت أتمتع بصحة جيدة، حتى أن الأسرى الجدد كانوا يعتقدون بأنني سجين جديد لأني كنت محتفظاً بشبابي طوال سنوات الاعتقال. 
    وأضاف: "كلما قوي إيمان الإنسان اعتبر السجن عبادة، وحمد الله على البلاء الذي هو من أعلى مراتب الإيمان، وأنا أحمد الله على الاعتقال فلولاه لما تفقهت في الدين ولما تعلمت التجويد". 
    وتابع: "فالسجن انقلب من محنة إلى منحة، تكونت فيه ثقافتي الدينية والإيمانية، فقد عرفت ُ الله حقاً في المعتقل أما في خارجه فكنت مقاول كهرباء لا أعرف من ديني سوى الصلاة والأشياء الأساسية". 

    اغتنام الفرصة 
    "فالسجن بالنسبة لنا كشباب حماس، كان مدرسة وموسماً لتحصيل العلم واكتساب الحسنات، فالابتلاء واقعٌ لا محالة فلا بد من اغتنام تلك الفرصة"ØŒ يضيف الحتو. 
    وتابع: "فأنا – مثلاً - أتممت حفظ القرآن الكريم وحصلت على السند في تلاوة القرآن الكريم، ودبلوم دعاة ومحفظين من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية".
    "كنت أرتقي في المعتقل من مرحلةٍ لأخرى، حتى صرتُ قادراً على الخطابة وإعطاء المواعظ التربوية، وكان لي وردٌ يومي من القرآن الكريم، وكنت أطالع الكتب وأمارس الرياضة وأداوم على العبادات كالصلاة والصيام وقراءة القرآن". 
    وأردف قائلاً: "الرياضة كان لها جزءٌ كبير من برنامجي اليومي فكنت حريصاً على ممارستها، خاصة رياضة المشي أثناء الفورة، حتى لا يهدني المرض، فأفتر عن عبادة ربي، ففي المعتقل يكون الإنسان متفرغاً لعبادة الله". 

    لا تخلو من صعوبات 
    حياة المعتقل لا تخلو من صعوبات، وصدامات بين الإدارة والمعتقلين لكنها ليست دائمة – وفقاً للحتو- بل تكون فقط في أوقات الإضرابات، أو تتعمد الإدارة استفزاز الأسرى أو الاعتداء على إنجازات الأسرى.
    فالفترة ما بين الأعوام 2004-2007 كانت مرحلة شد وجذب بين الإدارة والمعتقلين، وكانت تفرض عقوبات على الأسرى دون أن يرتكبوا أي مخالفة، وقد حدث ذلك معي أن قاموا بعزلي لمدة سبعة عشر يوماً وفرضوا عليَّ غرامة مالية.
    ولكون أحمد وشقيقه التوأم قد رزقه الله والدتهما بهما بعد عشر إناث، فكان اعتقال أحمد في غاية الصعوبة على نفسها، يقول:"كانت تذهب لاعتصام أهالي الأسرى في كل اثنين حاملة Ù‹ صورتي، حتى أنني عندما أطلق سراحي كان الناس يقولون لي: "ريَّحت أمك". 
    "ثم حدث أن اعتقل شقيقي التوأم في عام 1994Ù… لمدة خمسة شهور أثناء وجودي في المعتقل، فلم تتمكن أمي من زيارته أثناء اعتقاله فكان وضعها صعباً جداً، وكانت متأثرة جداً، فزارتني وقتها وكانت زيارتها كلها بكاء ودموعاً لشدة شوقها إلينا"ØŒ يضيف الحتو. 
    ويتابع: "في المعتقل، كنت أشتاق إلى أمي وأخي التوأم الذي هو بمثابة روح واحدة معي وشقيقاتي، ووالدتي رغم كبر سنها إلا أنها لم تكن تتخلف عن زيارتي أسبوعياً، ورغم أنني كنت أطلب منها أن ترتاح إلا أنها كانت ترفض ذلك وتزورني دائماً".
    ولفت إلى أن وفاة ابن شقيقه البكر "عطا" وهو في المعتقل أثرَّ فيه كثيراً، كما أنه كان يتحرق غيظاً وهو يتابع أحداث عام 96م من داخل المعتقل، والاعتقالات والتعذيب الذي كان يمارس ضد قيادات وكوادر الحركة، في الخارج.
    ويضيف: "كنت أتمنى أن أشارك حركتي في الانتخابات التشريعية عام 2006Ù…ØŒ وأن أكون مع أبناء شعبي في حرب الفرقان 2009Ù… التي فقدت فيها صديقاً عزيزاً هو أحمد الصفدي الذي استشهد في اليوم الأخير منها، وكان قد نذر لله أن يقيم لي حفلة زفافي على حسابه، وبعد خروجي من المعتقل تكفل أصدقاؤه بإقامة هذه الحفلة تنفيذاً لنذره". 

    علمتُ زوجتي التفاؤل 
    التفاؤل طاعة والتشاؤم معصية، وعلينا أن نستقبل كل شيء يحدث لنا بقلب مستسلم لله عز وجل لا أن نرضى فقط ما يوافق هوانا، والصبر كذلك عبادة، فنحن كأسرى لسنا مرضى نفسيين كما يشاع عنا بل نحن مستمسكون بحبل الله، مما يزودنا بالتفاؤل. 
    ويضيف: "كنت وسأظل متفائلاً حتى في أحلك الظروف، حتى عندما اعتقلت، كنت معتقداً أنهم سيعيدونني وأنهم اعتقلوني بالخطأ، صحيحٌ أن تفاؤلي لم يكن في محله، وأنني اعتقلت لمدة خمسة وعشرين عاماً لكنني لم أتخلَ عن تفاؤلي وأنا اليوم أعلم زوجتي – اقترن بها بعد الإفراج عنه - التفاؤل". 
    علمت بنبأ الإفراج عني في الخامس عشر من شهر أكتوبر 2011Ù…ØŒ بعد أن قمت بإمامة المعتقلين في صلاة الفجر، فسجدت لله شكراً ووزعت أغراضي على الشباب، وكنت في فرحة لا يعلم بها إلا الله، ممزوجة بالخشية من غدر اليهود، فما كنا نتفق عليه معهم مساء كانوا ينقضونه صباحاً. 

    " ما أبهرني خلال الاستقبال هو انتشار كتائب القسام من معبر رفح حتى مكان الاحتفال الرئيسي (الكتيبة) لقد أصبحت الكتائب جيشاً قوامه الآلاف، مما أثلج صدري وشعرت بأن زرعنا قد أثمر، فقد خرجنا مرفوعي الرؤوس على أيدي هذه الكتائب الطاهرة، في صفقة مشرفة حاطتها عناية الرحمن منذ بدايتها".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 2/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية