الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر حلاحلة: أهل غزة الملاذ الأخير للأمة

    آخر تحديث: الأربعاء، 13 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    في بيت متواضع يقع في بلدة خارس شمال غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، جلس الأسير المحرر ثائر حلاحلة الذي دخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية عن أطول فترة امتناع عن تناول الطعام لمدة (78) يوماً متواصلاً، يحدثنا عن يومياته في خضم معركة الأمعاء الخاوية التي كانت سلاحه الوحيد في مقاومة إرادة الاحتلال الصهيوني.
    حلاحلة، هو شاب فلسطيني في أوائل الثلاثينات، يتميز بعينين تملأهما قوة الإرادة ونشوة الانتصار على السجان رغم إعيائه وتعبه الشديدين، بدأ حديثه إلينا بالقول: "بدأنا وزميلي الأسير بلال ذياب الذي كان يعيش معي في نفس الغرفة في سجن النقب الصحراوي في خوض الإضراب المفتوح، بعدما أضربنا تضامنا مع الأسير خضر عدنان لمدة أحد عشر يوماً".
    وأكد أنه حينما رأى إنجاز المحرر عدنان ومن ثم المحررة هناء شلبي، قرر الدخول في الإضراب المفتوح ضد سياسة الاعتقال الإداري الذي مكث فيه (21) شهراً، وعرض على محاكم الاحتلال (12) مرة دون أن يستفيد من هذه التمثيلية الكبرى التي تسمى زوراً وبهتاناً محكمة، حيث كان يمدد له الاعتقال يوم الإفراج عنه مما شكل عبئاً كبيراً وثقلاً نفسياً عليه.
    وأضاف: "الحياة عزيزة ولا يمكن للإنسان أن يفرط بها بسهولة ولكن بالتوكل على الله بدأنا الإضراب"، وأكد أنه كان يتذكر والده ووالدته وزوجته وابنته "لمار" التي ولدت بعد اعتقاله، في كل لحظة. وفي اليوم الخامس عشر من إضرابه، نقل المحرر حلاحلة إلى مستشفى سجن الرملة، مقيداً على سريره الخاص، في انتظار ما يقدره الله له، متمسكاً بسلاح العزيمة والإرادة، ولسان حاله يقول "لا مفر".
    وأوضح أنه وفي اليوم الـ(75) من إضرابه المستمر، راوده شعور بأن روحه ستخرج الآن، وأن الموت قادم لا محالة، لافتاً إلى أنه رأى في مخيلته ابنته تدور حوله وتطالبه بإحضار لعبة لها، حيث قال لها: "كنت أتمنى أن ألقاك وأن ألعب معك، وكان أملي أن أهنأ بالحياة في بيتنا بوجودك، كل أملي في الحياة أن احتضنك وأقبلك ولكن يبدو أن قدري أن لا أرى هذه اللحظات".
    وبيّن أن الاعتماد على الله هو المحرك الأساس الذي دفعه للصبر طوال فترة الإضراب ومن ثم دعاء الوالدين والصالحين، كل هذا كان يدفعه للصبر والاحتساب رغم صعوبة الأمر، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني عظيم ووقفته بجواره كانت رائعة ونبراساً له في الصمود والتحدي.

    اتفاق الإضراب
    وعن تفاصيل اتفاق إنهاء إضراب الأسرى، قال: "في بداية الأمر لم أكن أعلم بأن الاتفاق يشملنا حتى جاءت قيادة الإضراب، والتقيت القائد الأسير جمال الهور من حركة حماس، الذي كان يبكي على حالي والأسير ذياب".
    وأضاف: "إن الهور أقسم بالله أن لا يفك إضرابه حتى يجد حلولاً لمشكلتنا، وحتى نقبل بما يتم الاتفاق عليه، وبقي ومعه قيادة الإضراب في تفاوض حتى حصل على ضمانات الإفراج عنا"، مؤكداً أنه عندما تحدث إلى ذويه ليشاورهم في فك الإضراب كان عضو قيادة الإضراب الأسير جمعة التايه من حركة الجهاد الإسلامي يبكي بشدة تأثراً للموقف والحديث الذي دار مع أهلي.
    وعن لحظات الإفراج، قال: "كنت أبكي من شدة الفرح منذ لحظة خروجي من مستشفى سجن الرملة وحتى وصول الحاجز الصهيوني في سيارة الإسعاف، وازدادت سعادتي كثيراً حينما رأيت الاستقبال المهيب في بلدتي".
    وعن لقاء ابنته "لمار"ØŒ أكد أنه بالرغم من إعيائه الشديد، كاد يطير إليها فرحاً إلا أنه استدرك حديثه وعيناه تفيض بالدمع، وأضاف: "مع ذلك كنت أشعر بمرارة كبيرة لأن ابنتي لم تقبلني وهي لا زالت تعتبر أن والدها هو الصورة"-  ÙˆØ¯Ø®Ù„ في نوبة بكاء استمرت لدقائق معدودة.
    وشدد على أن وضعه الصحي صعب، حيث يعاني من آلام شديدة في الظهر، والتهابات حادة في المعدة واضطرابات في البنكرياس، وحصوة في المرارة وإعياء تام وعدم القدرة على الكلام بسلاسة.

    تحية لغزة
    وبيّن أن أكثر ما كان يغيظ "إدارة السجون"، التضامن الكبير الذي كان يراه في غزة والضفة المحتلة، لافتاً إلى تخوف الاحتلال من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة جراء إضراب الأسرى عن الطعام. وثمن جهود أهل غزة في التضامن معه وإخوانه الأسرى، معتبراً أنهم "الملاذ الأخير للأمة" لقدرتهم على مواجهة المؤامرة الصهيونية في تفريغ أرض فلسطين من أهلها وسكانها الأصليين "الفلسطينيين". وأضاف: "رفضت الإبعاد إلى غزة بالرغم من أنها جزء غالٍ من وطني وأكن لأهلها كل تقدير لكنني كنت لن أوافق على فك إضرابي إلا بالعودة إلى بيتي في القرية التي اعتقلت منها".
    وشدد على أنه في ظل عدم الإيفاء بـ "اتفاق الكرامة" وتجديد الاعتقال الإداري لمجموعة من الأسرى، "فلابد من اتخاذ خطوات عملية جماعية، والأسرى وحدهم القادرون على وضع برنامج نضالي متكامل يأخذ في الحسبان كل المعطيات، والمطلوب من الكل الفلسطيني مساندتهم فيما يطلبونه".
    وأكد أنه يريد أن يعيش حياته بشكلها الطبيعي، وأنه يرغب في الحياة في كنف أسرته وزوجته التي لم يعش معها إلا بضعة أشهر قبل الاعتقال، وأضاف: "أريد أن أرى ابنتي تقبلني بطريقة سليمة، وإكمال مشواري التعليمي في جامعة الخليل، التي التحقت بها منذ العام2004 ، ولم أستطع إكمال دراستي في كلية الشريعة".

    وأشاد بشدة بدور وسائل الإعلام الفلسطينية التي غطت وكانت على قدر من التحدي، ووجه شكره الخاص لصحيفة "فلسطين" التي كان يتابع أخبارها وما تكتبه عنه عبر صفحاتها من خلال إذاعة الأقصى التي يستطيع التقاط بثها الهوائي في مستشفى سجن الرملة.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 11/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية