الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر حجازي: العودة إلى القدس نعمة كبرى

    آخر تحديث: الخميس، 14 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    أوراق تتحدث عن نفسها..وصور تفضح همجية أساليب معاملة إدارة السجون للأسرى المعزولين، وشاهد عيان مقدسي يتحدث عن سنوات العزل الانفرادي في أقبية الاحتلال. الأسير المقدسي معتز إبراهيم حجازي يعتبر المحرر الثاني الذي قضى في العزل الانفرادي سنوات طويلة وتحرر، والأول هو عبد الناصر الحليسي الذي تحرر في 18 – 10 – 2011 بصفقة الأحرار.
    معتز أفرج عنه الثلاثاء 5 - 6 من عزل الشارون بعد اعتقال 11 عاما ونصف. ورغم سنوات الظلم والأسر والعزل إلا أن معتز - 30 عاما - من سكان حي الثوري بالقدس يتمتع بمعنويات عالية وإرادة وتفاؤل، ويقول: "إيمان وعقيدة الأسرى وتضحياتهم استعصت على السجان في تحطيم نفسية الأسير وتحييده عن خطه الجهادي لأنه مؤمن بقضيته". وعن يوم الإفراج قال: "لقد ولدت فعلياً عام 1982 لكن يوم الإفراج عني كان تاريخ ميلادي الثاني بعودتي إلى مدينتي القدس وهي نعمة كبرى".
    وعن مدة عزله قال: "لا شك أنه يوجد في الحركة الأسيرة من قضوا أكثر مني في العزل منهم حسن سلامه ومحمود عيسى ومحمود عطون، وقد وصف حسن سلامه غرف العزل بمقابر الأحياء، وتزايد عدد الأسرى المعزولين ما بين عامي 2003 و 2004، وتم عزلي من شتاء عام 2001 حتى آخر يوم في أسري". وأضاف: "العزلة أخطر على الأسير أو الإنسان من الكحول والدخان، فهو يخسر الحياة الاجتماعية ويعتاد على نمط حياة انفرادي، ومن الصعب عليه العودة للحياة الاجتماعية العادية، إضافة إلى التأثيرات السلبية على الذاكرة والتركيز والعضلات والأطراف بسبب الجلوس بطريقة معينة لمدة 23 ساعة يوميا"ً.
    ويصف زنزانته بقوله: "نقلت إلى الشارون مطلع آذار الماضي، إلى زنزانة صغيرة لا يوجد فيها تهوية فشباكها الصغير مغلق بألواح الصاج، وفي أعلى بابها شباك صغير مغلق معظم الوقت، وتوجد كاميرات مراقبة داخل الغرفة، والحمام غير مفصول تماما عنها، وفيها رطوبة وعفن في كل الجوانب". وعن برنامجه اليومي داخل السجن يقول: "كان لي برنامج خاص أحرص على تنفيذه يوميا، حيث أبدأ بترتيب الغرفة وجلي الأواني والغسيل والرياضة لساعات والاستحمام، إضافة إلى الاستماع للقرآن والأحاديث والندوات، وقراءة القرآن الكريم"، موضحاً أن الخروج للفورة يكون حسب مزاجية السجان، ويكون فيها مقيد اليدين والقدمين.
    وأصيب حجازي بآلام في كليته بعد إضراب عن الطعام والشراب خاضه عام 2006 لمدة 22 يوما وبسبب عدم عرضه على الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، عالج نفسه ببعض المواد المتوفرة كشرب الميرمية وقشر البطيخ. وقال: "حراس السجن لا يحتاجون لمبررات للضرب والاهانه، فقد تعرضت في عام 2004 للضرب المبرح والتنكيل من قبل الحراس، فأصبت برضوض في جسدي ونزيف في رأسي، وتم جري وأنا مقيد اليدين والرجلين على الدرج، وبعدها تم نقلي للعلاج في مستشفى آساف هاروفيه وخلال فترة عزلي منعت من زيارة أهلي مرتين الأولى لمدة ستة أشهر والثانية لمدة عام".
    وأوضح معتز أنه جرت بينه وثلاثة سجانين بينهم ضابط مشاكل عام 2004ØŒ بسبب معاملتهم السيئة وتوجيه الألفاظ النابية، عدا عن ظروف الإهمال واللانسانية. وقال: "لقد اعتبروني في السجن متطرفا، ولكني اعتبرت أنه من حقي الدفاع عن نفسي. وأشار إلى أنه أعتقل في 6 – 12 – 2000 بتهمة المشاركة بفعاليات انتفاضة الأقصى وحكم 6 سنوات، وبسبب الشجار الذي وقع بينه والسجانين أضافوا لحكمه خمس سنوات ونصف وبالتالي قضى في الأسر 11 عاما ونصف". وأضاف: "عام 2004 كنت بالعزل مع الأسير محمود عيسى وحضر وقتها قاضٍ ومحامٍ فلسطيني وشاهدا الأوضاع غير الإنسانية في الزنزانة، فأمر القاضي بنقل عيسى بعد ثلاثة شهور، في حين بقيت أنا فيها، حيث وجهت عدة شكاوى ورفعت قضايا لكن دون جدوى فقمت وكوسيلة احتجاجية على أوضاعي السيئة المتعارف عليها في السجون بحرق الزنزانة".
    وقدم معتز طلبا بتاريخ 5 – 8 – 2008 ومرة ثانية بتاريخ 19 – 2 – 2011 للإفراج عنه بعد انتهاء ثلثي المدة، فرفض القاضي بحجة وجود ملف سري من المخابرات، وتشكيله خطرا على الجمهور ولم يغير خطة الأيديولوجي، وبعدها قدم شكوى لقاضي المحكمة المركزية في بئر السبع وقد رفض التحدث بملفه السري، وقال له: "معاملتك سيئة جدا مع السجانين"ØŒ أما بالنسبة للإفراج عنه فقد تزامن ذلك مع صفقة إطلاق الأسرى، ورفضوا الإفراج عنه في إطار قانون شاليط فخاض الإضراب المفتوح عن الطعام وكان يأمل أن يخرج من الزنازين –رغم من أن حكمه قارب على الانتهاء- لكن إدارة سجن الشارون رفضت دون إبداء الأسباب ويقول: علمت بخبر عقد صفقة مع قيادة الأسرى لإنهاء الإضراب ومن أحد بنودها إخراج كافة الأسرى المعزولين، وبعد انتهاء المهلة الأخيرة بقيت في الزنزانة، وبعد المطالبة بنقلي كان السجان يقول لي: ليش مستعجل؟ محكوميتك قاربت على الانتهاء!!ØŒ وآخر يقول:اسمك غير موجود ولن يتم إخراجك!! فأضربت عدة أيام، وعقد مسؤول الاستخبارات اجتماعا معي لتسوية الموضوع وقال لي: "يا معتز إدارة السجون لن تخرجك فأنت والأسير ضرار السيسي ستبقيان في العزل"ØŒ فطالبته بورقة مكتوبة لما دار في الاجتماع وحصلت عليها ثم قمت بفك إضرابي.
    وأعرب المحرر حجازي عن استغرابه الشديد من التنصل الصهيوني من الاتفاقيات وعدم تنفيذها، معتبرا ذلك استهزاءً بالاتفاقيات الموقعة. وعن خوضه لإضراب الأسرى الأخير عن الطعام قال: "كانت مشاركتي في الإضراب تعبيرا عن شعوري مع الآخرين وتضامنا مع باقي الأسرى، وعن هذا الإضراب نقولها وبكل فخر أنه كان ناجحا لأن إدارة السجون لا تعطي أي شيء بسهولة".
    وقال: "إن الإضراب الأخير أثبت أن الأسرى الأمنيين لديهم قوة وعزيمة وإرادة وتحدي يكفي لفرض شروطهم على السجان، وبالتضحيات فقط استطاعوا تحقيق الانجازات، وتحطمت كلمة المستحيل على صخرة إضرابهم الطويل. وإصرارا من الأسير المحرر حجازي على إكمال حياته بعد تحرره رغم معاناته داخل السجون يقول: "أنا متعطش للعلم، وسأكمل تعليمي فورا، علما أن إدارة السجون رفضت طلبي للتعلم في الجامعة العبرية لأني أسير عزل..
    وصدق من قال أن أسرى العزل هم في مقابر الأحياء، وبصعوبة تحدثت مع الناس يوم الإفراج عني. وكان قد تعلم اللغة العبرية بمساعدة الأسرى داخل السجن، فاستطاع قراءة الصحف العبرية والاستماع إلى محطات الإذاعة العبرية ويقول: "في العزل أنت مضطر لتعلم العبرية لأنه لا يوجد ممثل للأسرى المعزولين ويجب أن تطالب بكل ما تحتاج إليه". وأضاف: "تنفست نسيم الحرية ورأيت الأهل والأصدقاء، وسأحاول تقديم بعض مما قدموه وأنا في السجن، وكان احتضان والدي بمثابة بلسم للجروح التي عشتها خلال الأعوام الماضية".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 10/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية