الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر أبو عطايا.. الاعتقال أقسى عقوبة دنيوية

    آخر تحديث: الإثنين، 18 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    "أنا ما جنيتُ جنايةً أحيا بها خلف الحديد بذلةٍ وهوانِ *** أنا جنيتُ جنايةً رأسي لها مرفوعةٌ للحق لا البهتانِ *** يا أيها القاضي هل تعي أنني عرفتُ نهايتي فكفاني *** غداً ألقى محمداً وصحبه وغداً أجد ملائكة الرحمن". 
    "أقسم بالله العظيم أنني سأواصل مقاومتي لكم حتى آخر نفسٍ في عمري، فمن حقي أن أقاوم الاحتلال، فهذه أرضنا ولن نسمح لأي محتل أن يعيش عليها، وسنقاوم ونقاوم حتى نطرد المحتل من هذه الأرض". 
    بهذه الكلمات استبق الأسير المحرر محمد عبد الكريم أبو عطايا "43 عاماً" قرار نطق المدعي العام العسكري الصهيوني بالحكم عليه بالسجن لمدة سبعة عشر مؤبداً، على خلفية نشاطه في الخلية الأولى لكتائب القسام في عام 1991م".

    أكبر مصيبة 
    يبين أبو عطايا أن الحكم جاء على خلفية قضايا تصفية عملاء وقتل مستوطنين، خلال عمله في المجموعة الأولى والأساسية لكتائب القسام في غزة والشمال "مجموعة الشهداء" عام 1991Ù…ØŒ التي كشف أمرها في نهاية ذلك العام، متابعا: "وتمت مطاردة قوات الاحتلال لأعضائها، إلى أن اعتقلتُ في رام الله في 24/11/1993Ù… أنا واثنان من زملائي عندما كنا نؤسس لكتائب القسام هناك". 
    ويضيف: "صحيحٌ أن كل إنسان انتمى للعمل المقاوم كان يضع نصب عينيه إما الاستشهاد أو الاعتقال، لكن الاعتقال كان الأثقل على النفس، فلو بحثنا عن عقاب أو مصيبة على وجه الأرض، فلن نجد مصيبة أكبر من مصيبة الاعتقال". 
    "فالأسير يعيش معاناةً كل يوم، ويقاسي موتاً بطيئاً ويشعر بالذل والهوان في كل يوم، صحيحٌ أنه عزيز بنفسه وعمله وإيمانه، لكنه بالمفهوم الدنيوي يلاقي ذلاً وهواناً من قبل الآسرين". 
    ويبين أن بداية الأسر كانت صعبة جداً، تمثلت في فترة التحقيق، موضحا السبب بقوله: "لكوني من اللبنة الأولى لكتائب القسام، وقد تمكنا من تصفية عدد كبير من العملاء الخطرين، ومن قتل عددٍ من الصهاينة في عدد من العمليات، كان أبرزها عملية (ناحال عوز عام 1991Ù…)ØŒ وعملية قتل تاجر مواش صهيوني عام 1992Ù…". 
    ويتابع: "فالتحقيق معي كان يعكس حالةً من الغل والحقد والانتقام من المخابرات الصهيونية تجاهي أكثر من كونه وسيلة لانتزاع المعلومات، خاصةً أن عمل هذه الخلية تميز بالشراسة على العدو الصهيوني". 
    ويضيف: "فكان التحقيق فترة في غاية الصعوبة، تجاوزت الأربعة أشهر، لكننا تخطينا هذه المرحلة بحلوها ومرها"، ثم يستدرك قائلاً: "رغم أنه لا يوجد فيها أي شيء حلو".

    العزل والمعاناة الجديدة 
    ثم انتقل أبو عطايا من معاناة التحقيق إلى معاناة العزل الانفرادي، الذي مثل - وفقاً لأبو عطايا - استمراراً في سياسة الانتقام الصهيونية؛ لكون الظروف الحياتية فيه صعبة جداً، وتنقل بين عدة أقسام للعزل في عدة سجون في فترة استمرت قرابة العام ونصف العام. 
    ويكمل: "فكان الوضع في العزل صعبًا جداً، خاصة في عزل الرملة الذي لا يوجد فيه أي مقومات للحياة، سواء على صعيد الطعام والشراب أو اللباس والفراش، أو الرطوبة العالية في الزنزانة، فكانت زنازين عفنة نتعايش فيها مع الجرذان والعرس". 
    ويتابع: "لكن الإنسان المؤمن بدينه وعدالة قضيته يدرك عدالة نضاله، فإن كل المعاناة تصبح أهون على نفسه، حتى إننا - أسرى حماس - كنا نشعر بالأنس؛ لوجودنا بجانب بعضنا بعض، رغم أن كلاً منا في زنزانة وحده". 
    ويضيف: "إننا بدأنا في العزل حياتنا التنظيمية، ووضعنا لوائحنا الداخلية، وقام كل واحدٍ منا بضبط وقته وتقسيمه بين العبادات، وتصفح ما توفر من الجرائد والكتب على قلتها".
    ويتابع: "حتى إننا كنا نجري المسابقات الثقافية بيننا ثلاثة أيام في الأسبوع، فيقف كلٌّ منا على باب زنزانته، ويبدأ أحدنا في طرح الأسئلة، فكنا ننتزع الترفيه من بين براثن العزل". 
    وبعدها انتقل أبو عطايا إلى سجن عسقلان، حيث اجتمع بالشيخ الشهيد صلاح شحادة في غرفةٍ واحدة، وهناك انخرط بالعمل الإداري والأمني والثقافي داخل المعتقل، وشرع في تلقي العلم على أيدي عددٍ من القادة، من بينهم الشهيد شحادة والشهيد إسماعيل أبو شنب. 

    مميزون 
    ويؤكد أبو عطايا أن أسرى حماس يختلفون عن زملائهم من بقية التنظيمات، مضيفاً: "لم نكن نعيش على الهامش، فكنا ندرك أن وجودنا في المعتقل لن يدوم، فنرتب حياتنا داخله وفق حديث رسول الله (صلَّ الله عليه وسلم): "اعمل لدنياك كأن تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً". 
    "فكنا نرتب أوضاعنا على أن الإفراج عنا سيأتينا في أي لحظة، فعلينا أن نغتنم أوقاتنا بما يعود علينا بالفائدة، حتى إنَّ الناس قد تستغرب إذا قلت "إننا كنا نشعر بأنه ليس لدينا وقتٌ كافٍ لإنجاز كل ما نريده". 
    ويتابع: "كنا نستغل كل لحظة في العلم وقراءة القرآن والرياضة، فكان لنا جلسات ثقافية ودورات تعليمية، وموائد للذكر، وعمل تنظيمي، وكانت لنا إدارة متمثلة في أمير للحركة ومكتب تنفيذي ومجلس شورى ولجان إدارية وثقافية لا أحد يتجاوزها، حتى إن إدارة المعتقل كانت تحترمنا لهذا النظام الشديد، فكنا نحوز نحن أسرى حماس - تقدير إدارة المعتقل، لأن حياتنا منظمة وكلٌّ منا له دوره الذي لا يتعداه ".
    أُعيد أبو عطايا للعزل ثانيةً عام 1996Ù… على إثر عمله الأمني مع الشيخ صلاح شحادة داخل المعتقل وقيامهما بالتحقيق مع العملاء، فحدث أن قام أحد المعتقلين بجرح أحد الضباط في وجهه بشفرة، فعوقب أعضاء اللجنة الأمنية - ومنهم أبو عطايا - بالعزل الانفرادي لمدة خمسة عشر شهراً. 

    ضرب مبرح 
    ثم أُعيد للعزل للمرة الثالثة، في عام 2004Ù…ØŒ في إطار تنفيذه لقرار تنظيمي بمنع إدارة المعتقل من القيام بالتفتيش داخل الغرف في المساء والصباح الباكر، إذ قامت قوة من مصلحة السجون بمحاولة اقتحام الغرفة التي يمكث فيها فما، كان منه إلا أن سحب أحد الضباط داخل الغرفة وقام هو وزملاؤه بضربه ضرباً مبرحاً لمدة خمس دقائق. 
    ويضيف: "حتى إن الضابط - واسمه "يوسف" - أخذ يتوسل لي ويناديني بكنيتي "أبي يوسف"ØŒ راجياً مني أن أرحمه وكان يقول لي: "حرام عليك اتركني"ØŒ فقمنا بإلقائه خارج الغرفة، وأوصلنا رسالة لإدارة المعتقل بأننا مستعدون لمواجهة التفتيش بكل الوسائل، وأننا قادرون على فعل الكثير وإن كنا معتقلين". 
    ويواصل قائلاً: "أُعدت للعزل الانفرادي على إثر ذلك لمدة سبعة أشهر" - "كان العزل قاسياً بالتأكيد، أهذا صحيح؟"ØŒ فأجاب ضاحكاً: "لا، فقد اعتدت، لقد صار لديَّ خبرةٌ بحياة العزل، فكنت أعلم وأنا ذاهبٌ إلى هناك ما عليَّ فعله، فقد أصبحتُ مخضرماً في حياة العزل". 

    "كنا في غاية الشراسة إذا وجدنا أن كرامتنا قد تمس، ولكننا في الوضع العادي كنا في غاية الانضباط، فنعمل وفق برنامجٍ معدٍ سلفا، وهيكل تنظيمي يدير حياتنا، لكن كرامتنا كانت أغلى ما نملكه، فكنا نواجه بقوة أي محاولاتٍ للمساس بها".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 16/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية