الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر عمرية: الإضراب هو الخطوة الإستراتيجية لتحقيق المطالب

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    في قريته ابطن التي عاد إليها بعد 23 عاما خلف القضبان، يحاول المحرر علي عبد الله عمرية – 45 عاما - استعادة حياته الطبيعية ورسم خطوات مستقبله إلى جانب والدته وعائلته التي ساندته ووقفت إلى جانبه طوال مدة اعتقاله فيشعر بمسؤولية وواجب كبير ليكرمها عرفانا لوفائها وتضحياتها لأجله وبخاصة والدته أم جميل التي يصفها بأنها أروع إنسانة ضحت لتراه حرا فلم تنقطع عن زيارته.
    ما زال المحرر علي يعيش ألم ومرارة وذكرى تجربة الاعتقال ويشعر أن حريته منقوصة ولن تكتمل مادام مناضل خلف القضبان وفي مقدمتهم أسرى الداخل الذين ما زالت قضيتهم مهمشة، ورغم الأفراح والاستقبال الحاشد ومتطلبات الحياة يسعى جاهدا لإيصال رسالتهم وإبقاء قضيتهم حية، إذ حرص على المشاركة في كل فعالية خلال معركة الكرامة التي خاضتها الحركة الأسيرة.
    في عام 1966، ولد علي في قرية ابطن قضاء حيفا ليكون السابع في العائلة المكونة من 10 أفراد، أنهى الثانوية العامة بنجاح في مدرسة راهبات الناصرة، وحصل على عدة شهادات في إدارة الحسابات، وخلال مرحلة دراسة متقدمة اعتقل فجر 14 - 11 - 1988، تاريخ ولحظات ما زالت ماثلة في مخيلة علي، ويقول: "حاصر العشرات من الجنود منزلنا واقتحموه بطريقة غير إنسانية روعت أسرتي واعتقلوني وفورا نقلوني للتحقيق والتعذيب وسط عزله كاملة وفي المحكمة المركزية في اللد رفضت إبداء الندم فصدر بحقي حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء لتنظيم معاد وتنفيذ عملية وفي عام 1996 تم تخفيض الحكم إلى 40 عاما.
    يحفظ عمرية أسماء السجون ومراكز الاعتقال وأشكال الأقسام وتفاصيل كل محطات الاعتقال التي تنقل بينها على مدار السنوات الطويلة وسط رفض حكومة الاحتلال الإفراج عنه في الصفقات والإفراجات منذ أوسلو، ويقول: "صمدنا وتحدينا وتصدينا لسياسات الاحتلال للتفريق بين الأسرى وإثارة مسألة أسرى الداخل والضفة في وقت بدأنا نشجع فيه ظاهرة الدراسة والتعليم لكسر سياسة الاحتلال وشرعنا في تحويل السجون لجامعات ومراكز نضال".
    انتسب علي للجامعة المفتوحة وحصل على شهادة البكالوريوس في علم النفس التي اتبعها ببدء دراسة الماجستير التي لم تكتمل بعد قرار منع التعليم، في نفس الوقت برزت لديه ملكة الكتابة والإبداع الثقافي، فكتب المقالات السياسية وألف مجموعة من القصص القصيرة أبرزها "لا تستحق أن تكون أخاها". خلال اعتقاله بكى علي بحسرة ومرارة عندما رحل والده في 18 / 8/ 2007 إثر مرض عضال دون أن يتحقق حلمه برؤيته حرا بلا قيود، لكنه صمد وانتظر مستلهما روح الإصرار والوفاء من إيمانه برسالته التي وهب حياته لها وحب ورعاية ودعم والدته.
    تنتظر أم جميل لحظة زفاف ابنها علي، ورغم أنها زوجت باقي الأبناء الذين ملئوا حياتها بالأحفاد فإنها تقول: "طوال سنوات اعتقال علي عشت سجينة مثله لم اشعر بفرح في مناسبة أو عيد وحتى عندما تزوج أبنائي كنت أبكي فلا أحد يسد مكانه وبعدما تحقق حلمي وعاد ليعيش معي تمنى آن أحقق وصية والده واراه عريسا".
    في نفس الوقت، يسعى المحرر علي للانخراط في واقع الحياة، ويقول: "طبعا ساحقك كل أمنية لأمي فلها دين كبير في رقبتي، وبعدما تعرفت على العائلة وأبناء أشقائي بدأت أعمل على التأقلم مع الواقع والتطورات الجديدة، وفي الجوهر لم يحدث تغيير كبير في العلاقات الاجتماعية وأنا أتعلم على التكنولوجيا الجديدة مثل جهاز الكمبيوتر، بينما عاداتنا وتقاليدنا مازالت على حالها وأخذت شكلا مختلفا حيث غيرت التكنولوجيا نمط الحياة لكن الجوهر مازال محفوظا".
    المحرر علي لا يتوقف عن الحديث عن الأسرى وقضيتهم والحث على توفير كل أدوات الدعم والمساندة لهم، وبرز نشاطه الفاعل في تنظيم الفعاليات خلال الإضراب الذي نظمته الحركة الأسيرة، وقال: "كأسرى سياسيين ويعرفوننا بالأسرى الأمنيين لم تكن تقدم لنا سلطات السجون انجازاتنا على طبق من ذهب لا ننتزعها عن طريق الإعلان عن الإضراب عن الطعام،فمثلا بعد 1967 وضع في غرفة واحدة مكتظة 30 أسيرا ينامون على الأرض بدون غطاء وبظروف صعبة ومعاملة سيئة، وفي العام 1975 نفذ الأسرى إضرابا عن الطعام استمر 40 يوما حققوا من خلاله مطلبهم بالحصول على فراش، إذن فالإضراب هو الخطوة الإستراتيجية لتحقيق المطالب بعد استنفاد جميع الوسائل".
    ويتابع المحرر علي: "في ذلك الواقع حياتنا في كل شيء جحيم بينما كان يتمتع السجناء المدنيون بظروف إنسانية وحياتية مهيأة لراحة السجين، فانا وأصدقائي كنا ندرس في ساعات نوم الرفاق الآخرين في السجن لأننا أردنا الهدوء والتركيز كما أن التلفاز محصور على قنوات صهيونية وروسية ومحطة أفلام والصحف العربية لا يدخلونها إلا باشتراك وهذا هدفه التعجيز ومضايقة السجناء". وقال: "حتى الزيارات استخدمت كعقاب فهي من وراء الزجاج والحديث عبر الهاتف ولوقت محدد إذ يمنع اللمس هذه الأمور بحاجة إلى تغيير لتحسين ظروف الأسرى الذين يقضون سنني طويلة في السجون لذلك كانت المعركة والتي توجت بحمد الله بانتصار الأسرى". ويؤكد المحرر علي أن التحرك الجماهيري والحزبي غير كاف لإعلاء ودعم قضية الأسرى، ويقول لاحظت نفس الأشخاص والوجوه والأهالي الذين يتظاهرون من نقطة إلى نقطة أما الأغلبية الساحقة من الناس فلا يعرفون أن هناك أسرى وأن من واجبهم دعم قضيتهم وهذه كارثة يجب تغييرها.
    أما بالنسبة للجنة المتابعة العربية، يقول: "توجهت إلى المسئولين فيها بشكل شخصي لأنهم الوجه السياسي لعرب الداخل ولنا كأسرى سياسيين أبناء هذا الشعب وهذه الأرض" وقلت لهم:"أنتم تمثلوننا من الناحية السياسية فأين عملكم السياسي لإطلاق سراح الأسرى من أجل تحريرهم من الأسر أو لتحسين ظروف اعتقالهم وأين عملكم مع أهالي الأسرى؟ "، وأضاف كان هناك 16 أسيرا من الداخل امضوا فترات تزيد عن 20 عاما في السجون ونحن نسال: لماذا لا تتوجه لجن المتابعة إلى رئيس الدولة أو وزارة العدل لإثارة قضيتهم وللمطالبة بالإفراج عنهم؟، ولماذا لا تبادر إلى نشاطات للضغط والسعي لإطلاق سراح كافة الأسرى أو لتحسين ظروفهم على الأقل حتى تحررهم؟.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية