السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عرفات النتشة.. عمله مع الأهوال أبعده إلى غزة

    آخر تحديث: الإثنين، 02 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    لم يكن عرفات النتشة بعد اعتقاله عام 1994م إلا الرضا بقدره تعالى؛ لأن مجرد التفكير في صعوبته كان كفيلا بإحباطه وإصابته بالكآبة، ما جعله يرسم لنفسه برنامجا جعله عونا له على محنة الاعتقال.
    ومما كان يهوّن عليه أن هناك معتقلين آخرين أمضوا في المعتقل مددا أكبر من مدة حكمه بكثير، تجاوزت بعضها ثلاثة عقود، لكن عرفات كان كغيره من الأسرى مؤمنا أن فرج الله قريب، وبالفعل هذا ما كان.

    إجابتي كانت ابتسامة
    نبذة سريعة عن ظروف اعتقاله: اقتادوه من منزله في الخليل في التاسع والعشرين من شهر أغسطس من عام 1994م إلى سجن الخليل "المقاطعة"، إذ وُجّهت إليه تهم تنفيذ عمليات لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تتضمن عمليات مسلحة، ومحاولة أسر جندي صهيوني اسمه "روتنر".
    وكان النتشة ضمن مجموعة "الأهوال" بجانب: جهاد غُلمة، وطاهر قفيشة، وحامد يغمور (استشهدوا لاحقًا)، وتلك المجموعة كانت مسئولة عن قتل أحد عشر جنديًّا صهيونيا، شارك النتشة في قتل ستة منهم، وكان ستة من أفراد المجموعة قد اعتقلوا قبل اعتقال النتشة الملقب بـ"أبي جعفر"، الذي كان آخر شخصٍ في المجموعة قد اعتقل، واعترفوا عليه، ما أدى إلى اعتقاله.
    يتحدث عن فترة التحقيق قائلًا: "كانت صعبة جدًّا تخلّلها "الشبح" والتعذيب، وُجهت فيها تهم إليّ بتنفيذ عمليات مسلحة ضد جنود الاحتلال، متمثلة في: عمليات تجاوز لسياراتهم، وإطلاق النار عليهم، لاسيما أني اعترفتُ بأني كنت السائق في هذه العمليات".
    والمفاجأة المؤلمة كانت حين طالب المدعي العام العسكري بالحكم على النتشة بالسجن خمسة مؤبدات، لكن الحكم خُفّض إلى حكم مدى الحياة، قضى منه النتشة ثماني عشرة سنة يرى أنها لا شيء بالنسبة لما فعله، مضيفًا: "خلال عملي العسكري كنت أتوقع أني سأظل على قيد الحياة، واعتُقل ثم يُفرج عني".
    وفي رده على سؤال: "كيف كان حالك عندما نطق القاضي بالحكم؟"، يقول: "لحظتها ابتسمت؛ فقد كنتُ قد هيأتُ نفسي لحكم أكبر منه؛ لأنني مدانٌ بقتل صهاينة، وحين طلب مني القاضي أن أتكلم، قلتُ له: "إن الحكم ليس حكمك، بل حكم رب العالمين".
    ويؤكد أنه شعر بفرحةٍ غامرة؛ لأنه حكم عليه بالسجن مدى الحياة بدلًا من خمسة مؤبدات، لافتًا إلى أنه لم يكن معروف عنه نشاطه في حماس، بخلاف غيره من الشباب الذين كان يُستدل من مظهرهم وحركاتهم على تنظيمهم، حتى إن المحققين تفاجئوا حين علموا أنه ناشطٌ تحت لواء حركة حماس.

    نجاحٌ رغم العراقيل
    ويذكر النتشة: "لأننا كنا في برامجنا التربوية في حماس التي انضممت إليها قبل خمس سنوات من اعتقالي ندرس عن الاعتقال والعصافير والتحقيق وطريقة الاعتراف؛ كان تعاملي مع التحقيق أمرًا ليس صعبًا، لكن لاشك أنه مورس ضغطٌ مكثف عليّ، فلم أذق طعمًا للراحة، وحُرمت النوم باستثناء غفواتٍ قصيرة على كرسي التحقيق".
    ومن الجدير بالذكر أن النتشة قبل اعتقاله كان قد ترك المدرسة بعد إنهائه للصف الأول الثانوي، وأخذ يعمل مع والده في مصنع للأحذية، لكن في المعتقل أكمل النتشة تعليمه ودرس الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، ثم التحق بالجامعة العبرية في المعتقل، لكن بسبب إدارة المعتقل التي تضع عراقل لا نهاية لها أمام التعليم وتحاربه؛ لم يستطع النتشة أن يكمل دراسته، فكان يعاقب لأتفه الأسباب لمددٍ لا تقل عن ستة أشهر وقد تصل إلى سنة.
    وفي شأن التعلم داخل السجن يقول: "كانت طلبات التسجيل للفصول الدراسية بالجامعة تمر على عددٍ كبير من الضباط، فإذا رفضها أحدهم فإنها ترفض إجمالًا، فلم أستطع إنهاء البكالوريوس، وعوضتُ ذلك بالمطالعة في كافة المجالات، صحيحٌ أن الاعتقال صعب لكنني لولاه لما عدتُ للتعليم ولما حفظت القرآن، فقد كنت قبل الاعتقال لا أجيد قراءته".

    برنامجٌ مميز
    وبالحديث عن حالته المعنوية في الاعتقال يقول: "قد تستغربين إذا أخبرتك أنني منذ اليوم الأول لاعتقالي حتى اليوم الأخير لم أشعر بالتعب والضيق، فقد كانت معنوياتي بحمد الله عالية جدًّا، لاسيما أني أعددتُ برنامجًا لذاتي يستغرق معظم وقتي، وجعلني لا أفكر فيما هو خارج المعتقل".
    وتابع:"نحن أسرى حماس كانت لدينا برامج مميزة، أضفت أنا إليها برنامجي الخاص، وذلك ساعدني على التأقلم على حياة المعتقل بسرعة".
    وفيما يتعلق بالأنشطة التي مارسها في المعتقل قال: "كنت أمارس الرياضة، وتعلمتُ اللغة العبرية، واستثمرتُ الصفاء الذهني الذي منحني إياه المعتقل في تثقيف ذاتي، والاستفادة من وقتي، فكنت لا أستسلم للتفكير؛ حتى لا أرهق روحي". عُرض النتشة للعزل عدة مرات ولمدد قصيرة، عن ذلك يقول: "حياة العزل صعبة، لكن مدة عزلي لم تكن كبيرة، لذلك كنت أعدها فترة نقاهة، لكنني في أثناء عزلي في عام2009 م تمنيتُ لو كنتُ خارج العزل؛ لأتابع مع زملائي أخبار صفقة شاليط التي كانت قد قاربت على الانتهاء أيامها".

    لن أترك غزة
    وعندما أنجزت الصفقة بشكل نهائي، وعرف النتشة أن اسمه من بين المفرج عنهم كان الأمر كالحلم في نظره ونظر زملائه الذين معه في الغرفة، فقد تقرر الإفراج عن خمسة منهم ما عدا المعتقل محمد أبو وردة المحكوم عليه بثمانية وأربعين مؤبدًا".
    عن تلك اللحظات الحرجة يقول النتشة الذي شارف على إنهاء الثلاثينات من عمره: "كنا لا نستطيع إظهار مشاعر الفرح؛ حفاظًا على مشاعر أبو وردة، لكننا في الآن نفسه كنا نستغل وجوده خارج الغرفة في تدارس ماذا سنفعل عند خروجنا من المعتقل" وفق قوله.
    ويواصل قائلًا: "عندما علمتُ بأمر إبعادي إلى غزة كان الأمر صعبًا عليّ، صحيح أنني كنت أريد رؤيتها، لكن لم يكن لديَّ فكرة على الإطلاق عنها وكيف يمكنني العيش فيها، وما الذي يمكنني فعله فيها، وأيضًا كان من الصعب عليَّ أنني لم أجد أحدًا من أهلي يستقبلني على معبر رفح، إلا أني فوجئتُ بالاستقبال والاحتضان الرائعين من أهل غزة لنا".
    ويضيف:"لقد شرع الناس كبارهم وصغارهم في تقبيلنا وتقبيل أيدينا واحتضاننا، ذلك الاستقبال الرائع الذي لم نتوقعه قط جعلنا نشعر بالفرحة".
    ويتابع:"بعد أن أعيد اعتقال عددٍ من المحررين ضمن الصفقة في الضفة، شعرتُ أن الإبعاد كان خيرًا لي، وأنا الآن سعيدٌ في غزة ولا أفكر بالعودة إلى الضفة، مادامت أجهزة أمن السلطة فيها".

    ويسرد ما فعله بعد مجيئه إلى غزة بقوله: "تزوجت بحمد الله فتاة فاضلة من غزة، وكنت أول أسير محرر يتملك شقة، واشتريتُ محلًّا للأحذية؛ لأعود إلى المهنة التي كنت أمتهنها قبل اعتقالي".

    (المصدر: صحيفة فلسطين 30/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية