السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    أبو لبدة يتنفس هواء الحرية ليُكمل علاج جسده المُنهك

    آخر تحديث: الخميس، 05 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    زنزانة صغيرة الحجم، ضيقة الجدران، بلا نوافذ.. كانت الحياة هناك ضيقة بالرغم من اتساع خارطة الكون. فكيف إذا كانت على اتساع ثلاثة أمتار مربعة داخل زنزانة عانى فيها الأسير المحرر محمد عبد العزيز أبو لبدة من الوحدة والمرض والضغط النفسي.
    كان العام 2000 باهتًا رماديًا.. مرّ بلون الكآبة عندما أصبح سكن المحرر أبو لبدة الجديد "سجن الرملة".. الذي يصفه بالقول "كنتُ بدايتها لا أعرف أي طعم للنوم.. وإن غلبني النعاس سرعان ما أصحو على كابوس الاعتقال المرير".
    وتنزلت على قلب أبو لبدة (34 عامًا) من مدينة غزة، سكينة نسبية، بعدما أفرجت سلطات الاحتلال عنه بعد قضاء مدة محكوميته البالغة 12 عاما بشكل كامل، ليتجه للخضوع إلى العلاج في مستشفى الشفاء بغزة.
    12 عامًا مرت على المحرر أبو لبدة، حملت في طياتها معاناة وذكريات مؤلمة على مر الأيام، كانت في محصلتها سلسلة من العذاب المتواصل.
    وفور وصوله قطاع غزة عبر حاجز "بيت حانون" شمالا تم تحويل الأسير المحرر إلى مستشفى الشفاء لمتابعة حالته الصحية المتردية، حيث يعاني من شلل، على إثر 4 عمليات جراحية أجراها له الاحتلال بفعل آلام في عموده الفقري.
    وعانى أبو لبدة خلال فترة اعتقاله من آلام شديدة في العمود الفقري، وأهمل الاحتلال علاجه، وكان يجري له عمليات جراحية محدودة، لكنه كان بعد كل عملية يعاني من مزيد من الآلام. 

    ذكريات مريرة
    وحول تفاصيل التعذيب، يقول إنّ الاحتلال أدخله إلى مستوطنة "نيتسانيت" سابقًا في قطاع غزة، وتعرض للضرب على ظهره أثناء التحقيق ما أدى إلى حدوث تكيسات في الحبل الشوكي أدى إلى تدهور كبير في الحركة، سيما الأطراف السفلية.
    وترك المحرر أبو لبدة على تلك الحالة لمدة 8 سنوات، وخضع لعملية جراحية "فاشلة" من قبل أطباء صهاينة عام 2008، مما أدى إلى حدوث شلل كامل في أطرافه السفلية.
    ويوضح أنّ الاحتلال لم يكن يهتم به مطلقاً، "وتم تركيب الكثير من البرابيش لي والتي كانت بمثابة تجارب يجربها الاحتلال على جسدي". ويواجه المحرر أبو لبدة مشكلة في الضغط على عينيه عند نهوضه، حيث يسبب أي تحرك خاطئ له غيبوبة مباشرة.
    ما يُسمى بمستشفى سجن الرملة كان – وفق المحرر- عبارة عن عيادة تبلغ مساحتها 10*10 متر، تحتوي على 4 غرف، وتعج بالأسرى المرضى ممن لا يقدرون على التحرك إلا بالكراسي المخصصة لذلك.
    وذكر المحرر أبو لبدة أنّ الأسير أكرم الريخاوي الذي أمضى أكثر من ثمانين يومًا في إضرابه عن الطعام، يُعاني مشكلة في عضلة القلب ويتناول الكورتيزون منذ 8 سنوات، مبينًا أنّه يواجه خطرًا شديدًا.
    وكان أبو لبدة ورفاقه من المرضى في الأسر، يطالبون أطباء الاحتلال بالتدخل لإنقاذ حياتهم، إلا أنّهم لم يكونوا يلبون مطالبهم، "وكانوا يمارسون علينا أسلوب السادة، ويبلغونا بكل احتقار بالانتظار لمدة 6 شهور للحصول على موافقة للفحص الطبي". 

    الصليب غير مُتعاون
    ويُشير المحرر أبو لبدة إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي يعمل كشاهد زور على الأسرى ولا يُقدّم أي خدمات لهم، "وليس له أي تعاون ملحوظ في هذا الشأن".
    ويقول مدير عام الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي الدكتور أيمن السحباني إنّ المستشفى أجرى عدة فحوصات للمحرر عقب وصوله لمعرفة المشاكل الصحية التي يُعاني منها.
    ويوضح أنّه خضع في السجن لعملية فاشلة بكل المقاييس، نتج عنها حدوث نزيف وتراكم السائل النخاعي بمنطقة الحبل الشوكي بحجم 20 سم مكعب.
    ولفت إلى أن الإهمال الطبي من قبل الاحتلال وترك الأسير أبو لبدة لمدة 8 سنوات دون علاج أدى إلى تدهور وضعه الصحي وأحدث إشكاليات صحية كبيرة، كعدم التحكم في البول والبراز وضمور بالعضلات مما جعله لا يستطيع النوم على ظهره منذ 4 سنوات.
    ويختم السحباني قائلا: “سنضطر لإجراء عدة عمليات له حتى تتحسن صحته، وما حدث للمحرر انتهاك صارخ بعيد عن كل معاني الإنسانية". 

    (المصدر: وكالة صفا الإخبارية، 4/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية