السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    إياد عبيات: وُلد من جديد يوم حكم عليه القاضي بالمؤبدات!

    آخر تحديث: الإثنين، 09 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    كان محاصراً في كنيسة المهد لمدة أربعين يوماً، ثم أفرج عنه بينما أبعد أخوه "رائد" إلى غزة، لتعاود قوات الاحتلال اعتقاله بعد ثمانية شهور من الإفراج عنه. حُكم عليه بالسجن بثلاثة مؤبدات، قضى منها تسع سنوات، ثم أفرج عنه، لكن إلى قطاع غزة وليس إلى مسقط رأسه "بيت لحم"، التي رغم أنه لا يشعر بالغربة فيها لأنها بالنهاية جزءٌ أصيل من وطنه. لكن فصول معاناته لم تنتهِ فوالداه الطاعنان في السن وأخته وأخوه ممنوعون من زيارته لأسبابٍ أمنية، وابنته "سلوى" ممنوعةٌ هي الأخرى من زيارته بدعوى أنهما لا تجمعهما صلة قرابة.
    الأسير المحرر إياد عبيات يتحدث حول تجربة الاعتقال المريرة، التي يحاول نسيانها إلا أنها لا تزال تظهر له في هيئة كوابيس تباغته ليلاً يُخّيل له فيها بأنه قد عاد للمعتقل فيصحو من نومه فزعاً..

    تعذيب شديد
    وبتعريفٍ مختصر لعبيات.. فهو من مواليد بيت لحم، وأبٌ لثمانية أبناء، اُعتقل في العاشر من فبراير لعام2003 م، ليلة عيد الأضحى، وحُكم ثلاثة مؤبدات بعد إدانته "بالتهمة" التي يُدان بها كل أبناء شعبنا وهي مقاومة الاحتلال". وينتمي عبيات لكتائب القسام، وشارك في عدة عمليات مقاومة بالمشاركة مع عددٍ من الفصائل الأخرى، قُتل فيها ثلاثة صهاينة، واعتقل ضمن خمسة عشر شخصاً اعتقلوا على ذات التهمة.
    ولأن عبيات كان مشاركاً في إطلاق النار في هذه العمليات، فقد ظلَّ مطارداً لمدة ثمانية شهور، ثم اضطر تحت إلحاح أبنائه للعودة للبيت ليلة عيد الأضحى ليحضر لهم بعض الحاجيات ليدخل السعادة على أبنائه، لكنه كان مراقباً فما أن دخل بيته حتى تم اعتقاله. يستهل حديثه بالقول: "تمت حادثة اعتقالي في الشتاء القارس، ونقلتُ من البيت إلى المعتقل معصوب العينيين، وتعرضتُ للضرب عدة مرات، ثم وضعونا في مياهٍ شديدة البرودة، لأدخل بعدها إلى مركز التحقيق.
    وتابع: "مكثت في التحقيق سبعين يوماً، وتعرضتُ فيها لصنوفٍ مختلفة من التعذيب منها الشبح على الكرسي لفتراتٍ طويلة، والمعاناة من الجوع والعطش حتى أنني عندما كنت أطلب ماءً لأشربه، كان يطلب مني الاعتراف وعندما أرفض يسكب الماء فوق رأسي دون أن يمكنني من شربه". لم أعترف ولكن؟ .
    وواصل عبيات قائلاً:" ورغم أنني لم أعترف بالتهم المنسوبة إليَّ، إلا أنني أدنت لوجود اعترافات سابقة عليَّ، وحكم عليَّ بالسجن اثنين وعشرين عاماً، وبعد ثلاث سنوات قدمت المحكمة استئنافاً بحقي، ليصدر الحكم عليَّ بعد ثماني سنوات بالسجن في عام2010 م بالسجن ثلاثة مؤبدات".
    والمفارقة هنا..أن عبيات لم يحزن.. تعلم لِمَ عزيزي القارئ؟ يجيبُ ضاحكاً: "كلا.. فقد قلتُ للقاضي يومها: "أنتَ بذلك وقعّت قرار الإفراج عني"؟!، فسألني كيف؟!، قلت له: "لأنه في صفقة شاليط سيُفرج عن المحكومين بالمؤبدات، وأنا الآن أصبحت منهم، لذلك سيفرج عني وأنا سعيدٌ لذلك"، وفعلاً أفرج عن عبيات في صفقة وفاء الأحرار بعد هذا الحكم بعشرة شهور.

    مواقف في غاية الصعوبة
    ووصف السجن بـ "الصعب جداً" بل كتلة من الصعوبات، مضيفاً:" أن يكون هناك من ثمانية إلى عشرة أشخاص يقضون وقتهم في غرفة أبعادها "5x 3.5" متر، والغرفة فيها الحمام والمطبخ، وتقضي في هذا المكان سنوات عديدة قد تمتد لعقود فهذا واقع مرير". والإهمال الطبي الشديد - وفقاً لعبيات-  ÙŠØ¹Ø§Ù†ÙŠ منه السجناء كثيراً حتى أنهم قد يشارفون على الموت دون أن يلتفت لهم السجان، مضيفاً: "لقد حدث معي أن كاد أحد زملائي الأسرى يشارف على الموت، فأخذتُ بمناداة السجان بحرارة وإخباره أن زميلي يموت، فما كان منه إلا أن يطلب منا إعطاءه "أكامول" أو شربة ماء أو حبة بطاطا مسلوقة، فكان موقفاً في غاية الصعوبة بالنسبة لي".
    واستأنف حكاية السجن قائلاً: "كنا نعاني من إهمالٍ طبيٍ مخيف، إلى جانب أنه رغم أن أهالينا كانوا يزوروننا إلا أنّا كنا نعاني أكثر ممن أهاليهم لا يزورونهم، لأنهم كانوا يعذبون أهالينا في الزيارة، ويتعرضون لعذاب مرير بما فيها التفتيش المذل منذ الساعة الثالثة فجراً وحتى الحادية عشرة ليلاً لكي يزورونا لمدة خمس وأربعين دقيقة فقط".
    ومن أصعب المواقف التي تمر على الأسير يقول: حدوث حالة وفاة في العائلة، أو حالة فرح، "فقد حدث أن توفي والد أحد الأسرى وطُلب مني إخباره بعد تناول وجبة العشاء، فعندما شرعتُ في إخباره لم أتمالك نفسي من البكاء..فكان موقفاً في غاية الصعوبة".
    وأضاف: "في مناسبة الفرح كان زواج ابنتي "زينب" و"سلوى" وأنا في المعتقل في غاية الصعوبة، خاصةً عندما تزوجت زينب ولم أتمكن من حضور زفافها، فبكيتُ يومها بكاء مراً، وبكيتُ ثانيةً عندما جاءت لتزورني في المعتقل وهي تحمل حفيدي الأول "مجد".
    وتابع: "أما سلوى فما عزّاني هو أنني زوجتها لابن أسير كان معي في الزنزانة، فكنا معاً في المعتقل في وقت الزفاف".

    غزة وطني
    وعدّ عبيات أن السماح له بالعودة إلى بيته بعد أن كان محاصراً في كنيسة المهد كان لعبةً ذكية هدفها اعتقالهم، وبعد قضائه لتسع سنوات في المعتقل، يرى عبيات أنهم لو اختصروا المسافة وأبعدوه إلى غزة منذ البداية لكان أفضل له. وأضاف: "هنا أنا في وطني، فنحن شعب واحد وعدونا واحد، وعشر سنوات في غزة أفضل من ساعة في السجن، فقد استقبلنا أهلونا هنا استقبالاً رائعاً، وأجلسونا في بيوتهم، واحترمونا وحتى اليوم يغمروننا بحبهم". وتابع حديثه الشيق: "نتمنى من الله أن يُفرَج عن بقية زملائنا كما أُفرج عنا، لأن السجن من أشد العقوبات خاصةً في ظل الضغوطات التي تمارس على الأسرى بعد سنّ "قانون شاليط".
    واستمر قائلاً: "يكفيك من صعوبة الاعتقال تنقلات البوسطة "المحاكم" التي قد تمتد ليومين أو ثلاثة، يكون فيها الأسير معصوب العينين، بجانب "التفتيشات الفجائية" التي قد تكون في منتصف الليل، فالأسير يحلم ليل نهار بالحرية ويتابع كل نشرات الأخبار، عسى أن يلتقط خبراً يكون فيه أمل بالإفراج.
    ويختم حديثه: "لقد كان الإفراج عنا جميلاً، لكنه صعب لأننا تركنا وراءنا أعداداً كبيرة من الأسرى خاصةً من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، ففي المعتقل تكون هناك صداقة صادقة، لأنها بعيدة عن المصالح، لكنك بالنهاية مقيد الحرية، حتى في الطعام والنوم".

    ومن أجمل ما ختم به عبيات قوله: "يوم ميلادي كان يوم خروجي من المعتقل، وهو ما أخبرتُ به الضابط المسؤول عن الفحص الطبي لي قبل الإفراج عني، الأمر الذي جعل الأخير يشعر بالغيظ الشديد مني".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 7/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية