السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    يجب إنقاذ المرضى المنسيين من ثلاجة الموتى في سجن الرملة

    آخر تحديث: الإثنين، 09 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    أطلق الأسير المحرر المقعد محمد مصطفى محمد عبد العزيز نداء استغاثة للقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية لبذل كل جهد مستطاع لإنقاذ حياة المرضى الشهداء مع وقف التنفيذ في عيادة سجن الرملة ومنع تكرار الجريمة التي ارتكبت بحق الشهيد المحرر زهير لبادة في ظل ما يتعرضون له من إهمال طبي متعمد.
    محمد  (35 عاما) الذي تنسم هواء الحرية بعدما أنهى كامل محكوميته البالغة 12 عاما قضى منها 7 سنوات في ثلاجة الموتى كما يسميها، ورغم حاجته الماسة للعلاج ورعاية طبية كبيرة، كانت مهمته الأولى إيصال رسالة وعذابات إخوانه المرضى الذين يحفظ أسمائهم وحكاياتهم وتفاصيل أوجاعهم وصور معاناتهم، استصرخ الجميع مطالباً إياهم التحرك والعمل المستمر لرفع الظلم والمعاناة عن الأسرى المرضى المنسيين الذين حملوه رسالة وأمانه للجميع.
    ويقول: "رغم آلمهم ووجعهم وموتهم في كل ثانية تمضي خلف القضبان فإن رسالتهم وصرختهم الأولى للرئيس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والفصائل لتنفيذ اتفاق المصالحة لإعادة ترتيب أولويات البيت الفلسطيني وفي مقدمتها قضية الأسرى وخاصة المرضى". وأضاف "باسم كل أسير وخاصة المنسيين في الرملة نقول لكم الوحدة وإنهاء الانقسام أمانة في أعناقكم، فلا طريق نحو تحقيق أهداف شعبنا والخلاص من الاحتلال وسجونه وتحرير الأسيرات والأسرى دون وحدة واتحاد وموقف وطني موحد وصلب".
    المحرر محمد الذي استمرت السلطات الصهيونية باحتجازه حتى آخر دقيقه في اليوم الأخير الذي ينتهي فيه حكمه رغم مرضه ومعاناته، بدت عليه علامات التأثر والغضب وهو ينقل رسالة الأسرى الثانية، وقال: "أحمل معي صرخة إخواني الذين يتحدون ويصبرون رغم العذاب الذي تعجز عن وصفه كلمات وهي ضرورة إثارة ومتابعة قضية جميع المرضى في ثلاجة الموتى المنسية حيث لا علاج ولا رعاية من إدارة السجون التي تتفنن في تعذيبهم، لكن الأشد ألماً بالنسبة لهم أن الفصائل والقوى نسيتهم سواء بقصد أو بغير قصد لكن النتيجة كارثية". وأضاف "رغم كل الرسائل والمناشدات التي أرسلت طوال السنوات الماضية لم تجد قضيتنا كمرضى الاهتمام المطلوب بل وجدنا إهمال كبير بحقنا لذلك يعتبرون أنفسهم ظلموا ويناشدون المفاوض الفلسطيني طرح ملف المرضى كأولوية ملحة وقبل أي قضية أخرى".
    ورغم أجواء الفرح، والاستقبال الحاشد الذي أقيم للمحرر محمد من غزة حتى منزل عائلته في بيت لاهيا إلا أنه لم ينس للحظة إخوانه الأسرى وتلك الأجواء التي غادرتها في الرملة أثرت عليه كثيرا حتى وصف مشاعره بالحرية بالقول: "إنها فرحة يتيمة وحزن وألم وفي كل لحظة ابكي وأتحسر"، وأضاف "انتظرت طويلا عناق أسرتي وحريتي ولكني ما زالت مقيدا وأسيرا وأكثر إنسان حزين على وجه الأرض لأنني تركت ورائي 16 أسيرا مريضا منهم 5 مقعدين و 3 مرضى في القلب وأسيرين مصابين برصاص القوات الصهيونية أحدهما في قدمه وآخر في بطنه، واثنين يعانون من مشكلة في القولون، وشقيقين من الداخل الفلسطيني هما أمير ومحمد أسعد والأول مقعد يعاني من شلل نصفي بقدميه والثاني يعاني من مرض يسمى "الفيل" وهو عبارة عن تجمع سوائل في رجله، فتنتفخ لتصبح ضخمة جدا".
    وتابع محمد يقول: "لن أنسى طوال حياتي لحظات وداع إخواني الأسرى الذين حاولوا تحريري من الحزن والدموع، كانت لحظات بريئة جدا ببراءة الملائكة، ممزوجة بالبكاء مرة والفرح مدة أخرى، لحظات طفولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهم يتمنون أن يلحقوا بي"، وأضاف "أما أنا فروحي ما زلت تسكن معهم ولن تكتمل فرحتي حتى إنقاذهم من الموت".
    ورفض الأسير المحرر الحديث عن وضعه وحكايته وأصر على ضرورة تركيز وسائل الإعلام على المرضى لأن ذلك يشكل كما يقول: "حصانة وحماية لهم فكلما أبرزت قضيتهم يزداد الاهتمام بهم، وبعد تحرري الأهم مني هو رصد وإثارة قضية كل أسير وخاصة المضربين عن الطعام الذين يتعرضون لضغوط وقمع ويجب منع التفرد بهم". وأفاد المحرر محمد، أن الأسير اكر الريخاوي يتمتع بمعنويات عالية ولكن وضعه الصحي سيء جدا وتزايدت عدد حالات إصابته بالإغماء بسبب مضاعفات إعراضه خاصة كونه يعاني من السكري والضغط، وطالب بالضغط لنقل لمستشفى مدني لأن بقاءه في الرملة يعني حكم بالإعدام". وذكر، أن الأسير سامر البرق من قلقيلية يرفض فك إضرابه رغم مضاعفات معاناته من مشاكل في الضغط، أما الأسير حسن الصفدي فهو يعيش عزلة تامة وقرر عدم فك إضرابه المفتوح عن الطعام حتى الإفراج عنه، محملا إدارة السجون المسؤولية عن حياته لعدم التزامها باتفاق الإفراج عنه وتجديد الاعتقال الإداري له". وأشار إلى أن الأسير محمود السرسك، ينتظر وباقي الأسرى الموعد المحدد للإفراج عنه بموجب الاتفاق الذي أبرم بين محاميه والمخابرات الصهيونية، موضحا أنه يعاني حاليا من فيروس في الكبد يعرف باسم "هبيتيتوس" نتيجة تزويده ببلازما ملوثة خلال خوضه معركة الأمعاء الخاوية، مطالبا كافة الجهات متابعة وضعه لضمان الإفراج عنه لأنه بحاجة لعلاج طويل.
    ويتابع المحرر محمد تسليط الضوء على حكايات وصور معاناة باقي المرضى، موضحا أن الأسير مراد أبو معيلق من مخيم النصيرات في غزة والمحكوم بالسجن الفعلي لمدة 22 عاما ويعاني من التهابات في القولون وبحاجة لعملية جراحية طارئة. وقال: "لا يوجد عدالة أو حقوق إنسان في هذا العالم، فأي قانون أو ضمير يجيز استمرار اعتقال الأسير المقعد اشرف مسالمة 27 عاما من الخليل، فهو يعاني من ضمور في العضلات ويموت كل يوم دون علاج"، وأضاف "تركت رهينة للمرض وظلم السجان".
    وأضاف "الأسير ناهض الأقرع من غزة مقعد وقدمه اليسرى مبتورة وقدمه اليمين يوجد فيها جسر حديد كامل لتطويل العظم في القدم فإلى متى يصمت الجميع أمام هذا الاستهتار بالإنسان وحياته". وبصوت حزين يعكس مدى تأثره وحزنه، تابع المحرر محمد يقول: "متى تتحرك مؤسسات حقوق الإنسان لتوقف الانتهاكات الخطيرة بحق الأسرى علاء حسونة المريض في القلب، خالد الشاويش من طوباس والذي أدى رصاص الاحتلال لإصابته بشلل وأصبح مقعد ويقضي حكما بالسجن المؤبد 10 مرات، وكذلك محمود سلمان من بيت لاهيا الذي قضى 20 عاما خلف القضبان ويعاني من مرض في القلب".
    هل سمع المتباكين على حقوق الإنسان الذين أقاموا الدنيا من أجل شاليط، أن دولة الاحتلال تعتقل المقعدين المرضى كالأسير رياض العمور من بيت لحم الذي دخل مرحلة الخطر ووضعه الصحي صعب جدا والمقعد منصور موقدة من الزاويا الذي يموت كل ثانية فلماذا لا تثار قضيتهم؟". أما الأسير عثمان الخليلي من نابلس، والقابع رهن الاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، فذكر محمد أنه مقعد ويعاني من السكري وشلل نصفي وعلاجه بالمسكنات. وطالب بالضغط على دولة الاحتلال لإجراء عملية جراحية مستعجلة للأسير معتصم رداد من طولكرم المحكوم بالسجن 20 عاما والذي أصبح عاجزا عن الطعام والشرب بسبب مشكلة في الأمعاء، وكذلك الأسير القاصر محمد راشد من يطا الذي أصبح غير قادر على السير بسبب رصاص القوات الصهيونية الذي أصاب قدميه.
    وقال المحرر محمد: "لا توجد لدي كلمات يمكن أن تعبر وتصف الوضع المأساوي لكل أسير، فالأسير عامر بحر من العيزرية المحكوم بالسجن 12 عاما، يعاني من التهاب القولون العلوي ووضعه سيء جدا ومؤخرا أصيب بمرض جلدي و لم يعد قادرا على النوم طوال الليل"، أما الأسير القاصر صلاح الزغير (17 عاما) من الخليل فهو مصاب في الرئة وبطنه وكل يوم مضاعفات جديدة ولا علاج أو اهتمام".
    في كل لحظة ترافق تلك الصور محمد الذي دفع الثمن الغالي بعد اعتقاله، فقد كان يعاني من حالة مرضية ولكنه إثر تعرضه للضرب على يد السجانين فقد القدرة على السير وعاد لمنزله مقعدا، منظر أبكى والدته أم حسام التي ألقت نفسها فوق صدره، وتقول: "قبلت رأسه ويديه كما فعل هو ولكني بكيت وسأبقى حزينة لأن ابني يدفع ثمن سياسة الاحتلال الذي سبب مرضه وإعاقته"، وأضافت "ورغم ذلك، فان انقضاء محنة الاعتقال وعودته لمنزلنا يفرحني لأن الله استجاب لدعواتي وحماه وكلنا إيمان أن الله سيكرمه بالشفاء".
    في 2- 7- 2002، اعتقلت القوات الصهيونية محمد الابن الرابع في عائلته المكونة من 8 أنفار عن معبر "بيت حانون" عندما كان في طريقه إلى رام الله للعلاج إثر معاناته من مشاكل في قدمه، وبعد التحقيق والحكم انصهر في حياة الحركة الأسيرة حتى كان اليوم الأسود بعد 3 سنوات ونصف من اعتقاله، ويقول محمد: "أثناء احتجازي في سجن المجدل داهمت الإدارة الأقسام وتعرضت لاعتداء بالضرب على ظهري ورفضوا علاجي حتى تدهورت حالتي الصحية وتبين إصابتي بانفصال في الفقرة الأخيرة من العامود الفقري"، ويضيف "استمرت المماطلة في متابعة وضعي حتى فقدت القدرة على السير وتدهور وضعي بعد فشل عمليتين جراحيتين أجريتا لي في الفقرة الأخيرة من العمود الفقري".
    بعد مماطلة وتسويف، نقل محمد إلى مستشفى سجن الرملة، ولكن حالته لم تتغير، ويقول: "أصبحت مقيما في الرملة الذي لم يختلف عن باقي السجون، عالجوني بالمسكنات مما اضطرني لخوض إضراب عن الطعام للمطالبة بعلاجي ولكن دون جدوى استمروا في عقابي وفرض العذاب علي حتى عشت لحظات توقعت فيها وفاتي"، ويضيف "احتجازنا في الرملة خداع وتضليل للعالم لأنه لا علاج ولا تتوفر الرعاية وليس أمامنا سوى الثبات والصمود والتمسك بالأمل وسر صبري إيماني أنني احمل قضية ورسالة كبيرة"، ويكمل "تلك الجدران لو نطقت لصرخت من كثرة ألمها وتأثرها علينا ولكن صبرنا ونحن نؤمن أنه ليس أمام كل مريض فينا سوى أن يعض على جراحه وكلمته بكل بساطة تحكي كلمتين اوجعيني يا جراحي اوجعيني لان هناك شعب ورائي، فرغم الإهمال والنسيان كان رهاننا دوما على شعبنا كبيرا".
    في كل لحظة، لا ينسى أصعب محطة جعلته يبكي في السجن، ويقول: "لم يؤثر المرض والسجن والإعاقة علي ولكني عندما رأيت الأسير زهير لبادة في آخر لحظاته وهو يموت أمامنا والجميع يعجز عن علاجه بكيت وتمنيت إنقاذ حياته"، وأضاف " لكنه لم يعد لمنزله وإنما استشهد بعد أيام من تحرره وهذه الصورة تدب الرعب في صفوف أسرى الرملة لذلك أناشد الجميع الضغط للإفراج الفوري والسريع عنهم لأنهم لا يريدون العلاج في السجون وإنما تنسم هواء الحرية حتى يموتون بين أبنائهم وعوائلهم".
    ومحمد المقعد الذي يتمنى ويدعوا لهم بالحرية والنجاة من السجن وعذاباته نقل فور الإفراج عنه لمستشفى الشفاء بغزة وأجريت له فحوصات أولية وقرر الأطباء تحويله إلى المستشفى الأوروبي برفح نتيجة سوء وضعه، ويقول: "حاليا أعاني من نزيف في سائل المخ في أسفل الظهر وأمامي طريق علاج طويلة أملي بالله كبير بالوصول لدواء شافي، ولكن روحي وعقلي هناك مع المرضى أرجوكم أن لا تنسوهم وحرروهم قبل فوات الأوان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية