السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر أحمد الصوالي محاصر بقيود الاحتلال وأوجاع الأمراض

    آخر تحديث: الثلاثاء، 10 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    تحرر من جحيم السجون الصهيونية لكنه لم يعش حياة الحرية أو يعرف معانيها منذ زمن، فقد اجتمعت عليه قيود الاحتلال التي تقيد حركته وأمراض السجن التي غزت جسده يضاف إليها مرض طفله ومعاناة زوجته فتحولت حياته لسجن من نوع آخر، بل ومن وجهة نظره أشد صعوبة من الزنازين فهو ما زال أسيرا بعجزه عن ممارسة أبسط حقوقه في الحياة، فالطريق لعائلته في غزة مغلقة، وإقامته محدودة في دائرة ينتظره السجن إذا اجتازها، وصغيره بحاجة لأدوية لا يملك ثمنها، وزوجته تحتاج لأدوات مساعدة تخفف معاناتها كونها صماء وكل الأبواب مغلقة حتى أمام وظيفة.
    المحرر الغزي أحمد جمال رمضان صوالي يعيش في ظلال هذا الواقع المرير يوميا يتجرع كل صنوف العذاب التي يعجز عن احتمالها بشر ولكنه ما زال صامدا يقرع الأبواب بحثا عن نافذة أمل وكل ما يسعى إليه كما يقول: "وظيفة أو عمل أعيش فيه بكرامة وأعيل أسرتي، لا أريد أموالا أو منحا أو مساعدات بل أبسط حقي كانسان فلسطيني قدم كل شيء في سبيل الوطن".

    في غزة
    في غزة ولد وعاش وتربى أحمد الابن السادس في عائلته المكونة من 13 نفرا، ومنذ نعومة أظفاره واجه مع أسرته أياما قاسية فحافظ على دراسته وعمله واختلفت فصول حياته عن أقرانه، ويقول: "وفقني الله بالنجاح في كل مراحل دراستي ولكن بسبب ظروف عائلتنا الاقتصادية كنت أدرس وأعمل في مهنة لمساعدة عائلتي الفقيرة".
    تحقق حلم أحمد بنجاحه في الثانوية العامة رغم الأعمال الشاقة التي كان يؤديها خلال دراسته ثم التحق بجامعة الأقصى في غزة تخصص تربية خاصة "تأهيل معاقين"، ويضيف "لم يكتمل الحلم بالتخرج والشهادة لأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة لأسرتي لم تمكنني من توفير الأقساط فتركت الجامعة وعملت في مجال البناء والزراعة لأنني أصبحت المعيل الوحيد لعائلتي".

    المرض والاعتقال
    تحمل أحمد كل الظروف العصيبة وتفانى في سبيل عائلته حتى أصابه المرض بشكل مفاجئ بسبب ظروف العمل التي أثرت في صحته فدفع الثمن الذي لم يتوقعه أبدا، أزمة في الصدر والتهاب الشعب في القصبة الهوائية ولعدم توفر العلاج المناسب في غزة قرر الأطباء تحويله لرام الله ليمضي في المستشفى الحكومي 40 يوما منها 38 يوما في العناية المركزة، ويضيف "كانت حالتي الصحية صعبة وخضعت لعلاج مكثف ووصف لي دواء مناسب ولكن صدمتي الكبرى عندما قرر الأطباء منعي من العمل بسبب طبيعة المرض ومضاعفات أي عمل على حياتي وصحتي".
    خلال فترة عالجه، استقر أحمد مع زوجته في بلدة سلواد في منزل مستأجر وبينما كانت تتكاثر فوق رأسه الهموم والمشاكل كان على موعد مع أسوأ كابوس في حياته الاعتقال، ويقول "أوقف الجنود المركبة على حاجز قرب منطقة "عوفر" ودققوا في بطاقتي الشخصية واعتقلوني بدعوى أن هويتي غزاوية ولأنني أشكل خطرا على الأمن الصهيوني".
    في 28 / 10 / 2009، أدرج اسم احمد ضمن قائمة المعتقلين ولم يعد لمنزله حيث كانت تنتظره زوجته وأطفاله الذين صدموا بنبأ اعتقاله، ويضيف "نقلوني من تحقيق لآخر وبين السجون حتى استقررت في سجن النقب لتزداد أزمتي ومعاناتي بسبب ظروف السجن الواقع في الصحراء ولم أتلق العلاج المناسب رغم تقارير الأطباء"، ويكمل أحمد "مأساتي الكبرى أصابني خلال رحلة الاعتقال مرض الغدد اللمفاوية والآلام شديدة في أسناني والمصيبة أن طبيب الأسنان وبعد إهمال طويل متعمد وافق على علاجي على تخريب الطواحين وحتى اليوم معاناتي مستمرة بسبب آثار علاج الأسنان ويكلفني ذلك مبالغة كبيرة".

    السجن الجديد
    أمضى أحمد رهن الاعتقال الإداري عامين ونصف العام وخمسة أيام دون تهمة أو محاكمه وأفرجت سلطات الاحتلال عنه في 2012-1-5 إلى بلدة سلواد ولم يتمكن من العودة لغزة لكنه واجه معاناة جديدة، ويقول: "انتقلت من سجن خلف القضبان إلى مركز اعتقال بعد الحرية التي ما زالت محروما من الشعور بها فقد فرضت علي الإقامة الجبرية في سلواد وممنوع مغادرتها بسبب عدم تغيير مكان السكن في البطاقة الشخصية من غزة لضفة"، ويضيف "راجعت كل الجهات لحل هذه القضية ولكن دون جدوى حالتي في قمة المأساة أسير وعاجز عن تغيير واقعي وحتى لا استطيع العمل بسبب مرضي الذي تفاقم بسبب السجن".

    صور معاناة
    في سجن الحياة الذي يحاصره، أكثر لحظات الألم التي ترافقه يوميا عجزه المستمر عن توفير احتياجاته طفله محمد البالغ من العمر 3 سنوات والذي يعاني من مرض "الروماتيزم"، ويقول: "بدأت معاناة طفلي بعد 6 شهور من ولادته اكتشفنا المرض الذي اشتد عليه وأصبح بحاجة لعلاج أكثر وهو باهظ الثمن". لم يتمكن أحمد من ضبط أعصابه خلال حديثه عن مأساة طفله الذي لم يعش يوما كباقي الأطفال حتى داهمته الدموع فخنقت كلماته ويعجز عن التعبير وعن تحديد قيمة المبلغ الذي يحتاجه شهريا لتوفير علاجه من أدوية يومية وحقن وكشفيات علاج تصل إلى 800 شيقل شهريا.
    ويقول: "من الممكن أن أتحمل آلامي وأوجاعي وأصبر عليها ولكن كيف لقلبي أن يحتمل معاناة طفلي المستمرة وعجزي عن توفير العلاج له بشكل منتظم". ويكمل "رحلة علاج ابني طويلة وما دام مداوما على الدواء تتحسن حالته ولكن إذا تأخر تظهر لديه أعراض تشنج في الأعصاب وانتفاخات في كافة جسده". ويستشعر أحمد بخطر كبير على حياة ابنه في ظل تحذيرات الأطباء من خطورة أي خلل في علاجه لأنه قد يؤدي لتضخم الطحال لديه و فشل كلوي.
    يضاف لهذا الواقع، معاناة أحمد بسبب عجزه عن توفير سماعات لزوجته سهير "28" عاما التي تعاني من الصمم، وقال: "وفق تعليمات الأطباء يجب تغيير السماعات كل عام مرتين ولكن هي تدفع أيضا ثمن واقعنا المأساوي فمنذ 4 سنوات لم تغير السماعات".

    البحث عن وظيفة
    مرات عديدة حاول أحمد تغيير الواقع لتوفير حياة كريمة لأسرته المكونة من 5 أنفار، ورغم خطورة ممارسته لأي عمل طرق أبواب كافة المؤسسات والوزارات لكن دون جدوى، ويضيف "أرفض نظرة الشفقة والعطف والاستجداء لذلك توجهت لوزارة الأسرى وغيرها من المؤسسات لاستيعابي في وظيفة ولم أحصل على أي نتيجة ايجابية".
    وناشد المحرر الغزي أحمد الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض تبني قضيته ومساعدته في تأمين وظيفة ليوفر على الأقل احتياجاته أسرته الطبية والعلاجية، ويقول: "يمكن الصبر على الجوع والطعام ولكن من يملك القدرة على مقاومة المرض والألم، الوظيفة طريقي لإنقاذ طفلي ورفع المعاناة عن زوجتي فمن يلبي النداء ويحقق الأمل".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 8/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية