السبت 18 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر المشوخي: الأسرى أمانة في أعناق المقاومة

    آخر تحديث: الخميس، 26 يوليو 2012 ، 00:00 ص

    إنهم الأبرار، دفعوا ضريبة الجهاد والمقاومة خلف غياهب السجون، ليحيى شعبنا وامتنا بعزة وكرامة، وليؤكدوا لهذا العدو أن لا وجود لك فوق الأرض المباركة "فلسطين"، فبزهرات عمرنا وحياتنا سنضحي بها فداءً للدين والوطن، "فإما عظماء فوق الأرض أو شهداء تحتها".
    فلا يعرف العشاق أين سيلتقون، في السجن، أم في الموت، أم في ظل وردة، هكذا تعلمنا في مدرسة الشقاقي الأمين، تأبي قلوبنا الذل والخنوع ولا ترضي الدنية في دينها ودنياها، فتذهب هناك بعيداً وتصول وتجول في ميادين العز والفخار، لتصنع مجداً مداده الدم حتى تنال وعد الله، إما النصر أو الشهادة.
    من هذه المدرسة الجهادية الشقاقية، تخرج الأسير المحرر المجاهد "إيهاب صالح المشوخي" أحد أبرز مجاهدي سرايا القدس بـ"لواء رفح"، وأحد الفرسان الذين عاشوا لحظات المقاومة الأولى منذ اشتعال انتفاضة الأقصى في وجه الغاصبين الصهاينة، بصحبة الشهيد القائد "محمد الشيخ خليل" والقائد "ياسر أبو العيش".

    س1: بدايةً تحدث لنا عن رحلتك الجهادية في صفوف حركة الجهاد وسرايا القدس ؟

    في بداية حديثي أود أن أترحم على الشهداء الذين ضحوا من أجل عزتنا وكرامتنا، وخاصة إخواني الذين عشت معهم أروع لحظات حياتي في طريق الجهاد. فمنذ انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة اعتادت عيني على رؤية الدماء المسفوكة ظلماً وعدواناً ورؤية أشلاء الأطفال والنساء المتناثرة والبيوت المهدمة وإلي الكروم التي تقلع بفعل الإجرام الصهيوني، فكل هذه المشاهد ألهبت مشاعري تجاه وطني وقضيتي وأنبتت بداخلي بذرة الجهاد والمقاومة، فكان لي حقاً أن أكون مجاهداً في سبيل الله حتى أدافع عن وطني المسلوب، فهذا كان دافعاً أساسياً في التحاقي بصفوف المقاومة.
    وقد التحقت بحركة الجهاد الإسلامي منذ بدايات انتفاضة الأقصى، ومن ثم بالجناح العسكري "سرايا القدس" في بدايات عام 2003م، وكانت أمنيتي أن أكون استشهادي في سبيل الله، وتدرجت بالعمل الجهادي في صفوف السرايا حتى تم تكليفي من قبل الشهيد القائد "محمد الشيخ خليل" بالمسؤولية عن إحدى الخلايا العسكرية لسرايا القدس في منطقة الشابورة برفح، حيث لقيت العناية والاهتمام الشديدين من القيادة، وكان لنا الشرف والحمد لله القيام بأعمال جهادية ضد العدو برفقة إخواني المجاهدين.

    س2: أين تم اعتقالك، وما هي التهم التي نسبها لك العدو داخل السجون ؟

    تم اعتقالي علي حاجز أبو هولي وسط قطاع غزة، ووجه لي العدو الصهيوني تهمة التخطيط لعملية استشهادية ضد الجنود والمستوطنين، وعلى إثرها تم التحقيق معي ميدانياً في منطقة حاجز أبو هولي لعدة ساعات، بعدها تم نقلي إلى موقع كيسوفيم العسكري القريب من الحاجز، ومن ثم إلى سجن عسقلان الصهيوني، والذي قضيت فيه فترة اعتقالي الأولى.

    س3: ØªØ­Ø¯Ø« لنا عن مراحل التعذيب في سجون الاحتلال ØŸ

    كانت فترة التحقيق معي داخل سجون الاحتلال الصهيوني قاسية جداً، وكانت أصعب لحظات التحقيق، عدنا قام السجان الصهيوني بتكبيلي بشريط بلاستيكي كان يؤلمني، ولكن استطعت أن أحرر نفسي منه وتهجمت على أحد السجانين الموجودين والذين قاموا بتكبيلي، فما كان من بقية السجانين الآخرين إلا أن انهالوا علي بالضرب بالبنادق التي كانت بحوزتهم حتى أغمي علي، وكذلك استخدم العدو الصهيوني معي التعذيب الجسدي والنفسي.
    وكان هناك وحدات عسكرية صهيونية تسمى "متسادا" و"داروم" و"نحشون" وكلها مخصصة لقمع الأسرى داخل السجون، فكانت تقوم بعمليات تفتيش واعتداء على الأسرى داخل غرف الأسر. وعندما كانت تقوم المقاومة بتنفيذ عمليات استشهادية وفدائية هنا أو هناك وتوقع قتلى وجرحى في صفوف العدو، كان يقوم جنود العدو بعقاب الأسرى عند كل عملية والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وهذا ما لا يعلمه الجميع إلا القليل ويتعرض الأسرى في تلك الفترات إلى الكثير من المضايقات والتي هي بمثابة ردة فعل على الأعمال البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد الجنود والمغتصبين الصهاينة.

    س4: ØµÙ لنا شعورك عندما أصدر العدو الحكم ØŸ

    عندما أصدر القاضي الصهيوني علي الحكم النهائي بالسجن لمدة 8 سنوات، ما كان مني إلا أن حمدت الله عز وجل على قضائه رغم الصدمة والألم الذي غص قلبي على لحظات البعد التي سأقضيها بعيداً عن أهلي وأحبابي، وتذكرت إخواني الأسرى داخل السجون الذين أمضوا عقوداً طوال داخل الأسر فهان علي ما أنا فيه.

    س5- هل تنقلت بين سجون العدو الصهيوني ؟

    خلال فترة محكوميتي التي قضيتها داخل السجون الصهيونية على مدار 8 سنوات، تنقلت بين العديد من السجون، وهي سجن "عسقلان" Ùˆ "رامون" Ùˆ"ايشل" Ùˆ"نفحة"ØŒ وكان لي شرف اللقاء بقادة السجون الذين أمضوا محكوميات عالية تزيد عن 20 عاماً وما يزيد، والذي كان أبرزهم في تلك الفترة الأسير المحرر "خالد الجعيدي" Ùˆ "ياسر الخواجا" Ùˆ "فؤاد الرازم" Ùˆ "أحمد أبو حصيرة" Ùˆ"وائل أبو فنونة" Ùˆ"نائل البرغوثي" Ùˆ"حسن سلامة"  ÙˆØºÙŠØ±Ù‡Ù… ممن خرجوا وممن لا زالوا يقبعون داخل السجون الصهيونية حتى هذه اللحظة، والذي اسأله تعالى أن يفك قيدهم عما قريب، وأن ينعموا بالحرية.

    س6: كيف كنتم تقضون أوقاتكم داخل السجون، وخاصة في شهر رمضان المبارك ؟

    استطعنا بحمد الله أن نصنع من السجون التي تقهر النفوس، مدارس تنمي العقول وتصون الثوابت، وتحافظ على الإرث الجهادي، فالمحتل كلما كان ينظر إلينا، ويرى تلك الحياة المنظمة بقدر ما، يجن جنونه فينفذ الهجمة تلو الهجمة لقمع الأسرى، ظناً منه أنه بذلك يكسر إرادتنا وأن يحبط عزيمتنا، فكنا ننظم أوقاتنا بالساعة بين استراحات وجلسات علمية ودينية وثقافية وعبادة وغيرها.
    ففي شهر رمضان الفضيل الذي كنا نعيشه في سجون العدو، كنا نستقبله بطقوس خاصة تليق به، من حلقات القرآن وجلسات الذكر وتنظيم جدول دعوي متواصل ومكثف طوال الشهر المبارك. ولا أنسى لحظات إعداد الطعام ولحظات الإفطار التي كانت تجمعنا كأسرة واحدة تعيش هماً وقلباً واحداً فكانت هذه اللحظات مذاق وطعم خاص في نفوس وقلوب الأسرى.

    س7: ما هو شعورك عندما تلقيت خبر الإفراج ؟

    تلقيت الخبر بفرحة وشعور لا يوصف، وكنت أعد الساعات واللحظات حتى أبلغ تلك اللحظة التي كانت بمثابة الحلم بعد أن أنهيت 8 سنوات داخل سجون الظلم والظلام الصهيونية. حيث تم نقلي إلى سجن عسقلان تمهيداً لنقلي إلي معبر بيت حانون المسمي "بايرز" وتم إبلاغي من مصلحة السجون بأنه سيطلق سراحي يوم الخميس 2012/7/5م.
    وفي ليلة الإفراج أصابني الإعياء الشديد جراء تعرضي للتفتيش الجسدي أكثر من مرة، والذي لم أتعرض لمثله من قبل حتى وأنا أثناء السجن، وجلست مع المخابرات الصهيونية أكثر من ساعتين قبل الإفراج ومن ثم تم تسليمي للجانب الفلسطيني.

    س8- ما هي رسالة الأسرى إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة ؟

    حملت رسالة مثقلة بالآهات من أناس ساروا في دروب الحق حاملين لواء الجهاد إلى حدود الوطن المسلوب، طلبوا مني أن أوصل رسالة إلى كل شريف وغيور على وطنه وقضيته لا سيما قادة التنظيمات، وأن أذكرهم بآلاف الأسرى الذين لا زالوا داخل السجون، يعانون أوضاعاً معيشية صعبة وتنهكهم الأوجاع والأمراض ويموتون في كل لحظة دون ناصر أو مغيث. رسالة هؤلاء الأبطال لشعبنا ومقاومته هي الوحدة والحفاظ على الثوابت والعمل الجاد على خطف جنود صهاينة لتحرير كامل أسرانا من سجون العدو الصهيوني، فكافة الأسرى أملهم بالله عز وجل أولاً ثم بالمقاومة الذين هم أمانة في أعناقهم.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 24/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة في تل السلطان بمدينة رفح

18 مايو 2004

جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوان قوس قزح في رفح، ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً

18 مايو 2004

دخول أول دفعة من شرطة سلطة الحكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريحا

18 مايو 1994

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية منصورة الخيط قضاء صفد

18 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية