- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
الأسير المØرر جبري يسلط الضوء على إنسانية الأسير الÙلسطيني
عدا عن Øكايات التضØية والنضال والصمود الأسطوري للأسير الÙلسطيني ÙÙŠ سجون ومعتقلات الاØتلال يبرز البعد الإنساني لهذا الأسير ÙÙŠ Øكاية كل أسير عن تجربته، عن Ø£Øلامه وطموØاته وأهداÙه، تماما كما تبرز ÙÙŠ إبداعاته سواء الÙكرية أو الÙنية، Ùهذا الأسير من Ù„ØÙ… ودم له أهل وأصدقاء وعالم خاص به، له مشاعر وأØاسيس كما لكل بني البشر. وضمن هذا السياق يقول د. Ùهد أبو الØاج، مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الØركة الأسيرة ÙÙŠ جامعة القدس أن الأسير الÙلسطيني إنسان أولا وأخيرا، بل إن طبيعته الإنسانية دÙعته للبØØ« عن Øريته ÙˆØرية شعبه والتضØية بأغلى ما يملك من أجل تØقيق ذلك مشيرا إلى أن تجربة الØركة الأسيرة على مدى عقود تجسد Øقيقة البعد الإنساني للأسير الÙلسطيني بنضاله من أجل الØرية وبأØلامه وآماله وتطلعاته وتضامنه مع نضالات كل Ø£Øرار العالم.
التجربة الاعتقالية للأسير المØرر المناضل Ù…Øمود جبري الذي سلط الضوء ليس Ùقط على Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…Ø© والقواسم المشتركة للأسرى بل وأيضا على البعد الإنسان للأسير الÙلسطيني.
الأسير المØرر Ù…Øمود جبري هو Ù…Øمود جبري Ù…Øمد خصيب -أبو طالب-ØŒ من مواليد وسكان قرية عارورة – رام الله، متزوج وأب لأربعة أبناء، وقد تم اعتقاله للمرة الأولى ÙÙŠ العام 1985 لمدة عام ونص٠تلاه العديد من الملاØقات Ùˆ الاعتقالات بلغ مجموعها ثلاثة عشر عاماً كان آخرها الاعتقال لمدة تسعة أعوام منذ بداية العام 2003 بعد مطاردة لمدة عامين وتم الإÙراج عنه بتاريخ 28/12/2011 ÙÙŠ الدÙعة الثانية من صÙقة تبادل الأسرى التي تمت بين Øركة Øماس ودولة الاØتلال.
ويروي الأسير المØرر Ù…Øمود جبري تجربته على النØÙˆ التالي: أستطيع أن أوجز تجربتي الخاصة التي هي ÙÙŠ الأصل جزء من تجربة نضالية عريقة عامة سطر ØروÙها جيل من سبقونا ÙÙŠ الØركة الوطنية الأسيرة ÙÙŠ سÙر المعجزات، Ùأقول إن تجربتي مرت بثلاث مراØÙ„ كل منها لها سماتها الخاصة.
الاعتقال الأول
ÙÙÙŠ الاعتقال الأول دخلت إلى سجن رام الله ÙÙŠ Øينه وبعد ذلك سجن الخليل على واقع منظم شبه مثالي صاغه الÙدائيون الأقدم منا ÙÙŠ الاعتقال يتمثل بالالتزام والانضباط والعلاقات المتينة بين أبناء التنظيم الواØد التي ÙŠØكمها نظم ÙˆÙ„ÙˆØ§Ø¦Ø ÙˆÙ…Ù…Ø§Ø±Ø³Ø§Øª تبدأ بتنمية الأخلاق الØميدة لتصل إلى نظام إداري قائم على توزيع المسؤوليات والاØتكام إلى Ù„ÙˆØ§Ø¦Ø ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ…ÙŠØ© تمثل قانون التعامل بين الأسرى وكما كانت العلاقات الداخلية مهمة داخل التنظيم الواØد كانت لا تنقصها أهمية العلاقات الوطنية والÙصائلية من خلال أعرا٠وقيم ومثل شكلت أساسا ÙÙŠ تنمية الوعي الديمقراطي لدى الأسرى ÙˆÙÙŠ مقدمة ذلك قبول الآخر واØترام وجهات النظر الأخرى وخضوع الأقلية لرأي الأغلبية واØترام الأغلبية لرأي الأقلية، هذه الأمور كانت الأساس ÙÙŠ صقل الشخصية العامة للأسير، أما الجانب الآخر كان بناء الذات وشØØ° الÙكر، وبهذا الجانب كان يتم تØويل الشخص من مناضل عÙوي قد يكون وصل السجن نتيجة اندÙاع عاطÙÙŠ أو عمل عÙوي إلى مناضل Øقيقي عقائدي ينطلق من قناعات Ùكرية قادر على ترويجها والدÙاع عنها، وهذه التجربة كانت ونتيجة للمناخ العام تختل٠عن سنوات الدراسة ÙÙŠ المدرسة، وقد لاØظت الÙرق شديدا إذ أنه لم يكن قد مضى على إنهائي لامتØانات الثانوية العامة سوى أسبوعين قبل اعتقالي.
ÙÙŠ المدرسة كنت اضجر من القراءة والكتب وأقضي جل الوقت ÙÙŠ الدرس متثائباً، لكن ÙÙŠ السجن كنت أقبل على الجلسات والكتب والكراسات بنهم وشغÙØŒ أريد أن اعر٠كل شيء ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت كمن يبØØ« عن سر الأسرار يسابق الزمن ويلتهم المعرÙØ©.
بدأنا ÙÙŠ برنامج المبتدئين وعيوننا تتجه إلى برنامج المتقدمين ما أن وصلناه Øتى اتجهت إلى برنامج الكوادر، لم يبقى شيء إلا وتعلمناه ÙÙŠ السجن.. كان سهلا على الشخص أن يجد عائلة أكبر من عائلته وأهل اقرب من أهله يعيش علاقات لا تØكمها مغريات الØياة ومشاغلها، يتأل٠مع المكان ويأل٠الزمان ويعشق البشر المØيطين به Øتى أن Ù„Øظة الإÙراج تكون صعبة لأنها ستكون Ù„Øظة وداع ÙˆÙراق قد تذر٠Ùيها الدموع ويعلو Ùيها النشيج.
ووسط ذلك كانت Øالة الصدام الدائم مع إدارة السجن تشكل عزاءً ÙˆØاÙزاً على الصمود خاصة بعد صÙقة تبادل الأسرى 1985 (صÙقة جبريل)ØŒ وكانت مصلØØ© السجون تشن هجوما على منجزات الØركة الأسيرة التي Øققها من سبقونا بتضØياتهم وصمودهم ومقاومتهم..
ÙØالة التصدي الدائم لممارسات واستÙزازات إدارة مصلØØ© السجون كانت دائما توقظ شعور الأسير أنه ÙÙŠ خندق نضالي متقدم ÙÙŠ التصدي Ù„Øملات التÙتيش التي كانت تقوم بها إدارة السجن والتي كانت ÙÙŠ ذاك الوقت تستهد٠كراساتنا الثقاÙية والÙكرية والسياسية تلك التي كان قادة الأسرى قد كتبوها بخط أيديهم ونتاج مخزون عقولهم ÙˆÙكرهم المتقد، كما كانت Øالة اليقظة Øاضرة لمواجهة Ù…Øاولات الإدارة المساس بكرامة الأسير، وكثيرا ما كانت تÙتخذ قرارات صادرة عن اللجان النضالية العامة لمواجهة مثل هذه الممارسات مثل رÙض التÙتيش العاري أو ضرب Ø£Øد Ø£Ùراد الشرطة... الخ وكانت هذه القرارات ملزمة واجب تنÙيذها لكل الأسرى.
إن أهم ما ميز تلك المرØلة أنها أوجدت قاعدة علاقات واسعة داخل التنظيمات ساهمت وساعدت ÙÙŠ Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ù†Ø§Ø¡ الهياكل التنظيمية التي قادت الانتÙاضة الأولى المباركة.
خطوات نضالية
كانت الخطوات النضالية لها أشكالها بØسب Øجم المواجهة وكان أرقى هذه الأشكال وأقواها هو الإضراب المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام Ùˆ لهذا الشكل من المواجهة خصوصية عالية Øيث أنه الأمر الوØيد الذي يلزمه قرار نضالي بالإجماع من كاÙØ© الÙصائل والتنظيمات وكذلك استÙتاء عام داخل كل تنظيم على Øدة إذ لا يجوز التÙرد ÙÙŠ القرار ÙÙŠ هذه الØالة وغير Ù…Ø³Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚ÙŠØ§Ù… بخطوات Ùردية كان يقوم شخص أو مجموعة أو Øتى تنظيم بالإضراب لوØده.
كان يسبق الإضراب مسيرة عمل على عدة جبهات أهمها الجبهة الداخلية بØيث كانت تستدعي الإعداد الجيد والتعبئة وشØØ° الهمم وكانت تشكل لهذا الغرض لجان نضالية من كاÙØ© التنظيمات توزع عليها المهام مثل اللجنة الصØية التي تقع على عاتقها مهمة التوعية الصØية للأسير خلال Ùترة الإضراب وطريق ÙÙƒ الإضراب وكيÙية التعامل مع المضاعÙات إن Øصلت، ولجان أخرى تختص بالتعبئة مهمتها إعداد الأسرى لمواجهة إشاعات الإدارة والØرب النÙسية التي ستشنها إدارة مصلØØ© السجون ولجان تختص Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Øقوق المسلوبة والØقوق المهددة الواجب استعادتها والمØاÙظة عليها وكذلك تØدد لجان للتواصل مع الخارج ولجان المÙاوضات مع الإدارة ولجان ظل تقوم بإدارة الواقع ÙÙŠ Øال تم عزل قيادة السجن ÙÙŠ الدقيقة التسعين وعند الإعلان عن بدء الإضراب تشكل لجان وطنية لإدارة شؤون السجن ويتم ØÙ„ الهيئات التنظيمية بØيث لا يكون هناك سلطة أخرى غير سلطة اللجان الوطنية.
كانت تلك الÙترة تركز على تعبئة الأسير بالقيم الثورية التي تجعل منه ÙÙŠ Øال تØرره عنصر جذب وتأثير على الجماهير، وآلية مواصلة عطائه النضالي بطرق آَمنة تبعد عنه Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ø§Ø¹ØªÙ‚Ø§Ù„ وإن اعتقل تجعل منه مناضلا صلبا ÙÙŠ التØقيق بØيث يكون مدركاً لأساليب التØقيق من جهة ومتوقعا للخطوة التالية Øتى يتمكن من مواجهتها. عندما يقال أن السجون كان يراد لها أن تكون مقبرة Ù„Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ© والثورية ومعازل تستخدم لإÙراغ الإنسان الÙلسطيني من Ù…Øتواه الوطني والنضالي وتØويله إلى كم مهمل ومÙرغ يشكل عبئاً على شعبه وثورته ويكون عبرة لمن يعتبر بدلا من أن يكون مثلا أعلى ÙŠØتذى Ùقد تم تØويلها بÙعل عطاء وتضØيات وصمود الأسرى الذين نذروا أنÙسهم لمواصلة النضال ÙÙŠ كاÙØ© الميادين والساØات إلى مدارس ومعاهد وجامعات ثورية تخرج الأجيال لتواصل الثورة والنضال.
اعتقالات متكررة خلال الانتÙاضة
الاعتقالات التي تلت كانت ÙÙŠ الانتÙاضة الأÙولى وما ميز هذه المرØلة كان شموليتها لكاÙØ© Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ الÙلسطيني ÙÙÙŠ الÙترة السابقة كان الأسرى من Ùئات Ù…Øددة أما ÙÙŠ هذه المرØلة ÙأصبØوا مئات وألو٠وعشرات الألو٠ممن دخلوا السجون والمعتقلات سواء ÙÙŠ الإداري أو الاعتقال الاØترازي أو ممن Øوكموا Ù„Ùترات طويلة أو قصيرة كان لهم تأثير ÙÙŠ Øال الØركة الأسيرة إذ أنهم اوجدوا واقعاً جديداَ جعلها تÙتقد للقيادة المركزية التي طالما كانت تقودها ÙÙŠ الخطوات الاستراتيجة، ÙÙÙŠ الوقت الذي اÙØªØªØ Ùيه سجن النقب والأعداد الهائلة التي كانت موجودة Ùيه Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø±ÙƒØ²Ù‹Ø§ آخر للثقل Ùˆ القيادة ومع ذلك Øتى ÙÙŠ مرØلة دخول هذه الأعداد الهائلة من الأسرى ÙˆÙÙŠ وقت قصير للمعتقلات إلا أن الØركة الأسيرة كانت ما تزال تØاÙظ على القيم والمثل والأعرا٠التي تقوم على أسسها صلابة الØركة الأسيرة إذ أن معظم الأسرى الذين اعتقلوا ÙÙŠ بدية الانتÙاضة الأولى هم أصلا كانوا أسرى Ù…Øررين ÙÙŠ أوقات سابقة Ùنقل هؤلاء التجربة وعمموها وآثروها بتجاربهم الشخصية والعملية لذلك نجد أن تجربة معتقل النقب لا تقل نضوجا وأهمية عن تجربة سجون أخرى مثل جنيد وعسقلان ونÙØØ© وشطة.
وميز تلك المرØلة بروز تنظيمات جديدة على ساØØ© النضال الوطني تØاول أن تصبغ الواقع بنموذجها الخاص وكثيرا ما كانت تخشى الانخراط ÙÙŠ المؤسسات النضالية العامة خشية ذوبانها ÙÙŠ عراقة التجربة التي كانت سائدة مثلا كانت التنظيمات الوطنية قد وصلت إلى نتيجة قررت على إثرها وق٠التØقيقات الأمنية القاسية واقتصارها على الاستجوابات Ùˆ المراجعات Ùقط كانت تلك التنظيمات تصر على الإبقاء على هذا الأسلوب من العمل الأمني الذي خل٠الكثير من الضØايا وهذا ناتج عن تباين ÙÙŠ الوعي بين من يعتبر الØالات الأمنية ضØايا اØتلال ومن يعتبرها مجرمين بØÙ‚ شعبهم، مع ذلك Ùان هذه المرØلة كانت راÙدا أساسيا للانتÙاضة الأولى بجيل واع من المناضلين المتمرسين ÙÙŠ العمل التنظيمي ذاك الجيل القادر على إجراء Øراك متÙاعل لتقييم وتقويم الأداء التنظيمي على الأرض.
قيادات ميدانية
كان تركيز العمل ÙÙŠ تلك المرØلة على أعداد اكبر عدد من قيادات الميدان الذين تقع على عاتقهم مسؤولية قيادة الجماهير ÙÙŠ مدنهم وقراهم ومخيماتهم وأØيائهم تلك المواقع التي كانت تمثل ساØØ© المعركة خلال الانتÙاضة الأولى وذلك من خلال العمل على صقل المناضل Ùكريا بØيث يكون قادرا على إشراك أكبر عدد ممكن ممن ÙŠØيطون به ÙÙŠ Ùعاليات الانتÙاضة وتوعيته لطبيعة المهام التي سيقوم بها سواء على الصعد الإدارية أو الأمنية ÙˆØتى القضائية التي كانت تÙض خلاÙات المواطنين دون اللجوء للمØاكم التي كان يشر٠عليها الاØتلال، كما التدريب على آليات تÙعيل كاÙØ© Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ Ùيما يخدم Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ùعاليات النضالية اليومية.
مطاردة
ومع بداية الانتÙاضة الثانية (انتÙاضة الأقصى) وكوني كنت أعمل ÙÙŠ مكتب اللجنة الØركية العليا Ù„Øركة ÙØªØ /الضÙØ© الÙلسطينية مع الأخ مروان البرغوثي أمين سرها وقائد التنظيم ÙÙŠ الضÙØ© ومهندس انتÙاضة الأقصى وكون المكتب Ø£ØµØ¨Ø Ù‚Ø¨Ù„Ø© المناضلين المشاركين ÙÙŠ الانتÙاضة كنا من أوائل المطاردين إلى أن تم اعتقالي ÙÙŠ بداية العام 2003. كثيرة هي الأمور التي وجدتها قد تغيرت ÙÙŠ هذه التجربة عما سبقها وذلك لعدة أسباب منها آثار اتÙاقيات أوسلو وقدوم السلطة إلى أرض الوطن Ùˆ قوة التنظيمات الإسلامية أما القضية الأولى Ùكان لها آثارها السلبية كما الايجابية.
الايجابية كانت وجود مؤسسات تابعة للسلطة تعنى بشؤون الأسير وتأمين اØتياجاته من Ù…Øامين ومعاش ومصرو٠كانتين سيما وأن إدارة مصلØØ© السجون كانت قد عملت تقليصات كبيرة ÙÙŠ مستØقات الأسير مثلا لم تعد تصر٠سجائر للأسير ولا Ø´Ùرات ومعجون Øلاقة ولا Ùرشاة أو معجون أسنان ولا ملابس باستثناء زي مصلØØ© السجون ولا صابون ومواد تنظيÙ.
كل هذه الأمور باتت على Øساب الأسير أي أن تكلÙØ© الأسير باتت تنÙقها إدارة مصلØØ© السجون على تطوير وسائل التضييق والقمع وبناء سجون جديدة وتØصينها، من جانب آخر بات الأسير مسجوناً على Øسابه الشخصي Ùهو مطلوب منه تأمين كاÙØ© اØتياجاته الأساسية وكذلك الطعام المعتمد على ما توÙره كانتين السجن.
تأثير قيام السلطة الوطنية
إن انكشا٠الØالة التنظيمية بعد قيام السلطة وعودة جزء من القيادة من الخارج كان له أثره على الØركة الأسيرة بØيث أن بعض التنظيمات أوقÙت برامجها التنظيمية واقتصر نشاط الهيئات التنظيمية Ùيها على إدارة شؤون الØياة اليومية اختلÙت الرؤى والأولويات Øتى الإضراب المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام خرج عن إطار الإضراب المطلبي ليكون ÙÙŠ بعض الأØيان إضراب سياسي. ÙÙŠ عام 2004 وبعد تمادي إدارة مصلØØ© السجون ÙÙŠ قمعها وتضييقها على الأسرى مستÙيدة من الØالة الدولية التي باتت تناهض الإرهاب ÙˆÙÙŠ Ù…Øاولة منها لوسم نضالنا الوطني بالإرهاب بدأت تمارس شتى أصنا٠الاستÙزاز والقمع وامتهان الكرامة من خلال إجراءات التÙتيش العاري والتنقلات المستمرة وإمعان ÙˆØدات مصلØØ© السجون مثل ÙˆØدة «Ù†Øشون» Ùˆ «Ù…تسادة» Ùˆ«ÙˆØدة السميم» (مكاÙØØ© المخدرات) ÙÙŠ إذلال الأسرى وقمعهم، ولهذا كان القرار بخوض الإضراب المÙØªÙˆØ Ø¹Ù† الطعام Øيث كان قد تأجل عاماً وذلك بسبب صÙقة تبادل الأسرى مع Øزب الله ÙÙŠ العام 2003.
إن تجربة الإضراب لم تكن جديدة علي لكنني اكتشÙت Ùيها شيئا جديدا هو أن أعضاء الجسد وأعصابه وأØاسيسه تنتظم مع إرادته ÙÙŠ الثأر لذاته Ùˆ لكرامته Ùˆ Ù„Øريته المعنوية تبØØ« عنها ÙÙŠ المسامات الدقيقة ÙÙŠ جدران الاسمنت الباردة، ÙÙŠ انسياب شعاع نور تسلل إلى زنزانتك خلسة عن عيون السجان ÙÙŠ أجزاء الثواني الثقيلة التي تمر بتردد تØاول أن تنتزع منك الأمل.
نعم ÙÙŠ إضراب 2004 لم تكن الانجازات كما ينبغي لكنها بالØد الأدنى أوقÙت هجمة شرسة كانت تهد٠إلى علاج الوعي الوطني والثوري الÙلسطيني بالكي بالنار ÙˆØرÙØ© عن الاتجاه الصØÙŠØ.
Øرمان من الزيارة
ÙÙŠ هذا الاعتقال تم نقلي ÙÙŠ معظم السجون ولÙترات زمنية مختلÙØ© ومنعت من الزيارة Ù„Ùترات طويلة تارة كعقاب لي وتارة أخرى كعقاب للأهل ولأسباب واهية Øتى أن Ø£Øد الأسباب أنه لا يوجد صلة قرابة بيني وبين والدتي وهذا Øال معظم الأسرى بل أن منهم لم يزره أهله لمدة تصل إلى عشر سنوات، ÙÙŠ السجن عندما تكون ذو تجربة سابقة يعني أنه مطلوب منك دور مميز كان تكون أب أو أخ أكبر لشبان عديمي التجربة الاعتقالية وأن تستوعبهم وتØتويهم وأن تتعامل مع Ù†Ùسياتهم المختلÙØ© Øتى ولو على Øساب أعصابك وصØتك أي انك لست ملكك بل ملك الآخرين المØيطين بك.
ÙÙŠ السجن عندما تكون طبيعيا Ùانك هيكل قائم على أزمات قد لا تكون مأزوما لكنك تعيش مجموعة من الأزمات صØÙŠØ Ø£Ù† الأسير مناضل وثائر وصنديد واستثنائي قادر على تØمل الصعاب وتطويع الظرو٠ومتوقعا منه ما لم يتوقع من الآخرين لكننا نظلمه إذا لم نتذكر أنه إنسان له همومه وشؤونه واهتماماته وأØلامه وآماله بل قد يكون أكثر من الآخرين Øساسية وعاطÙية ÙˆØالما متÙائلا Ù…Øبا للØياة الكريمة الجميلة الخالية من القهر والذل والاستعباد ولذا Ùهو مناضل Øمل هموم شعبه وقضيته وناضل من أجلها وبالتالي اعتقل ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø£Ø³ÙŠØ±Ø§.
أزمات
قد تكون أزمة الØرية Ø¥Øدى هذه الأزمات Ùهو يبØØ« عن Øريته ÙÙŠ كل شيء، ÙÙŠ تأمله لخيط غبار تعلق على شعاع الشمس المتسلل من شباك زنزانته الذي بالكاد يتسع له يبØØ« عنها ÙÙŠ القراءة Øتى لو كانت ابسط الروايات ليعيش ÙÙŠ Ø£Øداثها خارج نطاق الزمان وضيق المكان أو الكتابة Øتى كتابة رسالة لأي شخص مهما كان بعيدا عنه ليروي له عن Ø£Øلامه وآماله ÙÙŠ Ùضاءات الØرية. يبØØ« عنها ÙÙŠ رسوماته وخربشاته على وجه صÙØØ© استلقت أمامه مخدرة بلا Øراك يترجم عليها خيالاته وشروده ما أن ÙŠÙيق Øتى يرى طوطم Øريته مسجى أمامه.
أما أزمة الخصوصية التي يرغم الأسير أن يتنازل عنها بØكم الظرو٠Ùانه يبØØ« عنها Ùلا يجدها إلا ÙÙŠ بعض مظاهر الØياة المكبلة، Ùقد يجدها ÙÙŠ ترتيب ملابسه ÙÙŠ الر٠المخصص له وربما بعدم ترتيب ملابسه أو التميز ÙÙŠ طريقة طوي Ùراش نومه أو السير بمÙرده ÙÙŠ ساØØ© النزهة وهذه قلما وندر أن ØªØªØ§Ø Ù„Ù„Ø£Ø³ÙŠØ± Ùرصة القيام بها، Ùالمعتقل مجتمع لا خصوصية Ùيه.
وأزمة الصØØ© التي يعيشها الأسير ناتجة عن إهمال متعمد من قبل إدارة مصلØØ© السجون للموضوع الصØÙŠ أو لوجود أزمة ثقة أصلا بين الأسير والطبيب السجان Ùعلاجهم المسكنات وطبيب الأسنان علاجه القلع ولطالما مارس هؤلاء الأطباء الضغط على الأسرى خلال التØقيق أو كانوا يبتزون الأسرى لإجبارهم للعمل عملاء مع إدارة المعتقل، لذا Ùهو يلجا إلى استخدام بدائل مثل الØجامة لعلاج الصداع والÙصد لعلاج آلام المÙاصل وكثيرا ما يلجا الأسرى إلى عمل المساجات القاسية للتخلص من الوّثاب أو التقلصات العضلية وخلطات مواد التنظي٠من أنواع صابون وشامبوهات لعلاج الأمراض الجلدية إن وجدت أو للوقاية منها.
أزمة الروتين
لا جديد ÙÙŠ Øياة الأسير ولو أذعن لهذا الروتين Ù„Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØªØ¢ÙƒÙ„ من الداخل Øتى يذوي وينتهي، Ùالأيام متشابهة والأØاديث كذلك Øتى البشر بعد مضي عدد من السنوات يبدون متشابهين أو على الأقل متعارÙين ومعروÙين لا تتÙاجأ ÙÙŠ أي منهم ولا تندهش مما يبدر منهم Ùلا جديد سوى Ø£Øلام تأوي إلى Ùراشك ذات مساء تØدث بها أصØابك طوال الأسبوع أو تبØØ« عن Ù…Ùأول للأØلام ليÙسرها لك أو تأتي بخبر من زيارة الأهل ÙŠÙضي على الأجواء مظاهر الØياة اليوم يجد الأسير ÙÙŠ Ù…Øطات الإذاعات المØلية Ù…Øطما للروتين من خلال برامج التواصل مع الأسرى.
لو قيل لأØدهم أن الأسير يعاني من أزمة ÙÙŠ الوقت لربما ضØÙƒ بملء Ùيه أو أدار رأسه مستهجنا، لكن الØقيقة أن الأسير يعاني من أزمة ÙÙŠ الوقت، ÙÙŠ إدارة الوقت أو التØكم به، ÙÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ØªØ³ØªÙŠÙ‚Ø¸ على عدد Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙŠØدد وقته السجانون وبعدها يبدأ يومك ÙÙŠ عرÙهم وقت النزهة الصباØية (الÙورة) لا خيار لك إلا أن تخرج أو أن تبقى Øبيس زنزانتك Øتى نزهة المساء، وقت طعامك Øتى وقت ذهابك إلى المرØاض ÙÙŠ بعض الأØيان ليس Øسب إرادتك إذا تزامن مع وقت العدد أو الÙØص الأمني، وقت نومك ÙŠØ³ØªØ¨Ø§Ø ÙÙŠ وقت التÙتيشات الليلية Øتى ÙÙŠ بعض السجون Øاولوا التدخل ÙÙŠ وقت الصلاة مع أن وقت صلاة الجمعة يتØكمون به إذا هي أزمة الوقت التي يعاني منها الأسير وبالØديث عن أزمة العاطÙØ© Ùكما أسلÙنا قد يكون الأسير أكثر من الآخرين عاطÙيةً ÙˆØساسيةً عواطÙÙ‡ جياشة دائم الشوق والØنين للأهل والأØبة والأصدقاء والأمكنة والمساØات والÙضاءات والأشجار والثمار Ùقد ÙŠØنو على عصÙور علق داخل الأسلاك الشائكة Ùتكون عنده قصة Øزينة يتØدث عنها لسنوات، أو تجده يتÙاعل مع نكته بسيطة ويضØÙƒ عليها بنشوة Ø·ÙÙ„ صغير ÙŠØÙ† إلى أدق تÙاصيل الØياة خارج المعتقل ترتعد أوصاله وتنتصب شعيرات جسده عندما يتØدث أو يستمع إلى Øديث شجن عما ÙŠØÙ† إليه، عن الأهل، عن الأبناء، عن الإخوة، عن ØÙلة عرس أو بيت عزاء أو أيام قطا٠الزيتون أو Ùعاليات ÙƒÙاØية بمناسبات معينة، كتلة من المشاعر عندما لا تجد لها مخرجاً تنسØب إلى الداخل Ùتضيق بها النÙس Ùتخرج دون إرادة ÙÙŠ بعض الأØيان بصورة ما وبشكل ما.
قد أكون تناولت التجربة الاعتقالية من زاوية أخرى غير تلك التي طالما تØدث عنها زملائي الآخرين ولكنني واثق من أن ما قلته وغيره الكثير مما يجب أن يقال لهو تعبير Øقيقي عن Øالة الأسر والأسرى هذه الأيام Ùالأسير الإنسان Ù…Ùقود لا يجده Ø£Øد ولا يوجده Ø£Øد ÙÙŠ ذاكرة الشعب والأجيال Ùذاك الإنسان الجبل والمتراس ننسى أو نتناسى أنه ذاك الشاب الصبي الذي يستهلك ويقضم عمره أمام ناظريه Ùالأيام تتوالى والسنون تمر والزمن يمضي ويشيخ ذاك الشاب وهو ÙŠØلم بÙتاة Ø£Øلامه التي رسمها بريشة Ø£Øلام الطÙولة على جدران ذاكرته، إنه ذاك الأب الذي يكبر أبناؤه وهو بعيد عنهم قسريا همهم يثقله، تؤرقه تساؤلاته:- كي٠يمضون أوقاتهم؟... كي٠ينامون؟... كي٠يأكلون؟... من يساعدهم ÙÙŠ دروسهم؟....ØŸ تساؤلات كثيرة تعرÙها أمهم ÙˆØدها، هو ذاك الابن الذي يراقب كي٠يØÙر الزمن قساوته أخاديداً على وجه أمه التي ما عادت تستطيع زيارته بشكل دائم كما كانت بعد أن أعياها المرض ÙˆØرق قلبها طول الغياب.
قد أكون تجرأت ونكأت جرØا طالما أخÙاه الأسرى ØÙظاً لكرامة دÙعوا أعمارهم ÙˆØريتهم دÙاعا عنها، لكنها الØقيقة المرة التي لا بد من تجرعها علها تدÙع إلى تضامن Ø£Ùضل على المستوى الشعبي مع الأسرى واهتمام بهم على المستوى الرسمي ويليق بهذه القضية الوطنية بامتياز ذات البعد الإنساني الصرÙ.
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 5/8/2012)
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
استشهاد المجاهد زياد شبانة من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية المتوغلة ÙÙŠ تل السلطان بمدينة رÙØ
18 مايو 2004
جيش الاØتلال الصهيوني يشن عدوان قوس Ù‚Ø²Ø ÙÙŠ رÙØØŒ ويهدم عدد من المنازل، وسقوط 30 شهيداً
18 مايو 2004
دخول أول دÙعة من شرطة سلطة الØكم الذاتي إلى قطاع غزة ومدينة أريØا
18 مايو 1994
قوات الاØتلال الصهيوني ترتكب مجزرة ÙÙŠ قرية منصورة الخيط قضاء صÙد
18 مايو 1948