10 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر نشَّبت: بالأمل قضيت 23 عامًا وبه خرجت من الأسر

    آخر تحديث: الإثنين، 19 أغسطس 2013 ، 00:00 ص

    "دخلت السجن حمادة.. وتحررت منه أبو جابر"، كلمة قصيرة لخص بها الأسير المحرر محمد جابر نشبت من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، بكل بساطة وروح دعابة حياته التي زادت عن العقدين داخل سجون الاحتلال الصهيوني.
    روح الدعابة والفكاهة لم تفارق "نشبت" ذا العقد الخامس من عمره، وهو يستقبل مهنئيه بإطلاق سراحه، بعد 23 عامًا من الأسر، راويًا عليهم بين الفينة والأخرى ذكريات ما قبل الأسر، وطرائف أصدقائه وأبناء حيه التي عاشها معهم خلال الانتفاضة الأولى عام 1987.
    ورغم تقدمه في العمر وطغيان الشيب - الشعر الأبيض - على شعر رأسه، ووصف حاله بـ"الختيار الذي لم يتبق له من الحياة إلا بضعة أعوام"، إلا أنه يتذكر حياته ومواقفها التي عاشها في مخيم البريج قديمًا، أما الآن فهو بحاجة إلى جولة ميدانية للتعرف على المخيم من جديد بعد دخول متغيرات كثيرة عليه.
    واعتقلت قوات الاحتلال، المحرر نشبت بعد اقتحام بيته في 20 سبتمبر/ أيلول 1990، وكان يبلغ من العمر آنذاك 29 عامًا، وذلك بعد مقتل الجندي الصهيوني"أمنون بوميرنتس" وسط مخيم البريج وسط قطاع غزة.
    وأطلقت سلطات الاحتلال سراحه في 14 آب/ أغسطس 2013م ضمن 26 أسيرًا أطلق سراحهم في الدفعة الأولى من أسرى "أوسلو" الـ 104، الذين وافقت حكومة الاحتلال على الإفراج عنهم على دفعات متفاوتة كـ"بادرة حسن نوايا" لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
    وعندما اعتقل نشبت كان لديه أربعة من الأبناء، وهم: جابر، محمود، أحمد، وشيرين، أما الفترة الحالية فهو جد لخمسة من الأحفاد من جابر وشيرين، لهذا يعلق "دخلت حمادة" أي شابًا، "وخرجت أبو جابر" في إشارة إلى أنه أصبح جدًا كبيراً في السن.
    ويستذكر ذاك الزمن جيدًا، بأعمار أبنائه إذ كان جابر يبلغ من العمر 7 أعوام، ويبلغ حاليًا 30 عاماً، وشيرين 9 شهور والآن24 عامًا، متسائلاً بعبارة ضاحكة: "أليس كلامي صحيحًا أنني أصبحت اختيارًا كبيرًا؟!".

    ظروف صعبة
    ويشير المحرر إلى ظروف اعتقاله التي عاش بدايتها آنذاك في سجن غزة المركزي في تسعينيات القرن الماضي، ثم الانتقال إلى سجن عسقلان، وهكذا حتى تنقل بين جميع سجون الاحتلال.
    ويقول: "لم أدع سجنًا صهيونيا إلا وقضيت فترة زمنية بداخله، وخاصة سجون الجنوب، وجميعها سجون لا تصلح للعيش الآدمي".
    ويقصد بسجون الجنوب: السبع، ونفحة، وعسقلان، وريمون، والنقب الواقعة جنوب فلسطين المحتلة، التي يقبع بداخلها أسرى قطاع غزة.
    ويضيف: "السجون الصهيونية غير صحية، وغير مناسبة للعيش، فلا طعام ولا شراب صحي فيه، ولا حتى أجواء السجن، فجميعها توحي لك بالبؤس والمرض"، متهمًا الاحتلال بعدم احترامه لأي اتفاقية دولية أو إنسانية في العالم. كما اتهم المؤسسات القانونية والإنسانية بعدم الاكتراث إ بأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.
    ويرفع الأسير المحرر كبير السن من صوته، معبرًا عن غضبه الشديد من تجاهل العالم والمؤسسات الإنسانية لكبار السن، والمرضى، والأطفال والنساء في سجون الاحتلال، إذ يشير إلى أن معظم هؤلاء لا تهمة محددة توجه إليهم، غير أن العربدة الصهيونية تقف وراء اعتقالهم.
    وخاض نشبت خلال فترة اعتقاله العديد من الإضرابات الجماعية التي نظمتها الحركة الأسيرة، ومنها: إضراب عام 1992، وإضراب 1995، وإضراب 1997، وإضراب 2000، وإضراب 2004، وإضراب 2012، إلى جانب العديد من الإضرابات المتفرقة ليوم أو يومين، وجميعها للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية والصحية للأسرى.
    ويبدي الأسير المحرر ثقته بالتأثير الجيد للإضرابات الجماعية على سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أن إضراب عام 1992 هو أساس الإضرابات جميعها، إذ أن مطالبه هي ذات المطالب في الإضرابات المتلاحقة؛ لأن الاحتلال تنصل منها فيما بعد.

    تجاهل كامل
    ويرى أن التجاهل الدولي والرسمي من قبل السلطة، دفع الأسرى القدامى وخاصة أسرى ما قبل "أوسلو" إلى توجيه العديد من رسائل التحذير من خوضهم لخطوات احتجاجية.
    وكانت السلطة تبعث لهؤلاء الأسرى برسائل مطمئنة بأن حدثاً ما متعلق بقضيتهم قادم، حتى جاء موعد الإفراج، وفق نشبت الذي أشار إلى أن الإفراج عن أسرى القدس والداخل المحتل سيكون ضمن آخر دفعة.
    وتربط قوات الاحتلال الإفراج عن الأسرى القدامى، بمدى سير المفاوضات مع السلطة وتعاونها في التعاطي مع المقترحات الأمريكية والصهيونية، في ظل معارضة الشارع الفلسطيني والقوى الوطنية والإسلامية لتلك المفاوضات التي تراهن السلطة على تحقيق الإنجازات من ورائها.
    وخلت دفعة الأسرى الأولى التي أفرج خلالها عن 26 أسيرًا، من أسرى القدس والداخل المحتل، وهي المآخذ التي يراها مراقبون على تلك الدفعة، التي حررت أسرى شارفت محكومياتهم على الانتهاء، إلى جانب أن الإفراج عن الأسرى الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال قبل معاهدة السلام مع السلطة "أوسلو" 1993م، هو استحقاق وطني كان يجب أن يتم آنذاك.
    وعلى أية حال، فإن المحرر نشبت يثني على الإفراج عن الأسرى، داعيًا رئيس السلطة محمود عباس لبذل المزيد من الجهود للإفراج عن كافة الأسرى، كما طالب حركتي "حماس" و"فتح" بإنهاء حالة الانقسام الداخلي والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 17/8/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد اسماعيل صالح من سرايا القدس أثناء تنفيذه عملية جهادية شمال قطاع غزة

10 مايو 2002

استشهاد الأسير محمد سلامة الجندي نتيجة التعذيب في سجن الخليل والشهيد من سكان مخيم العروب

10 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية