26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    في البعد الإستراتيجي للأسرى: أمل وعمل وحب

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

     

    أرى ما أريد"
    ما أجملها من عبارة من الجميل الرائع محمود درويش..
    لي أن أكمل وأقول من عندي مضيفا عبارة أتمنى تحقيقها دائما..
    "أرى ما أريد"
    لا كما يريدون!
    هل نقرأ الأسرى بمفهوم شمولي وإنساني ووطني..
    هناك قضبان أخرى غير مرئية..
    ثمة رمزية في الموضوع، فرغم خصوصية موضوع الأسرى في المعتقلات، فنحن أيضا مثلهم ولكن السجن أوسع..
    سأحتاج هذه الرمزية.. فقط لو يبقى القارئ/ة معي قليلا..
    للأسرى موضوع كل ساعة، لرفاقهم الذين سيتحررون من الأسر قريبا، ولمن سيتحرر بعدهم احترام يرتقي لأسمى ما نشعر؛ تجاه معاناتهم الإنسانية: معاناة الذات الأسيرة ومعاناة القلق على الأهل خارج القضبان.. ومعاناة الأهل على الأبناء والبنات، ومعاناة الأهل الذاتية؛ فمع كل صباح وكل كاس شاي وفنجان قهوة، وغسل وجه، وحلاقة ذقن، ومشي وحديث وحياة.. للمعتقل والأهل والأقارب والأصدقاء.. مع كل صباح وظهر ومساء يتألق الأمل بالتحرر من القيد والتحرر من الاحتلال.. وهما إلى زوال..
    العمل، بأن نقرأ الحدث من منظورنا الوطني والإنساني، ونحتفل معا، وهكذا رأيت أبناء شعبي من مساء الخبر السار بإتمام صفقة تبادل الأسرى حتى هذه اللحظة، فكل الحب والاحترام لهذا الشعب الواعي..
    وهكذا نكون قد كسرنا على من أراد لتوقيت الخبر أهدافه الباطنية السيئة!
    فالعمل الوطني اليوم مدعو إلى تجاوز الوعي الذي يتحلى به الرأي العام إلى عمل مشترك متناغم، خصوصا ونحن -كشعب وقيادة ذكية واعية منتمية لهمها وقضيتها الكبرى- Ù†Ù…ر في مرحلة مهمة هي مرحلة المدّ الفلسطيني، على المسرح الدولي الذي لأول مرة نزيح دولة إسرائيل )كدولة احتلال( Ø¹Ù† لعب دور البطولة..فليست القوة هي كل شيء!
    فما دمنا متفقين مثلا في مناسبة الحديث عن الأسرى، إنهم يدفعون ضريبة التحرير..
    وما دمنا كشعب نعيش معاناة ما نعيش ضريبة رفض الظلم والاحتلال..
    فقد صار لزاما علينا أن نتتبع التصرفات والسلوك، والكلام، بما يصبّ في هدف تحرير الوطن..
    وحتى نحرر الوطن اليوم، لعلنا نفكر في ما هو مقبول وسائد في العالم..
    ولنفكر في قضيتنا بعيدا عن التحالفات..
    اترك العالم يتصادق ويتحالف ويحارب..له ما له، وله أن يفعل ما يريد لسبب بسيط أن دولة مستقلة متحررة من الاحتلال..
    أما نحن فلم ننجز تحررنا واستقلالنا لندخل في تلك المتاهة..
    لسنا بحاجة لنفق مظلم آخر وآخر..
    كفانا أنفاق..ومتاهات..
    لنكن معا، فنحن من ناحية رمزية وواقعية أسرى، نحتاج الكثير من التصاريح والأذونات، ونمر يوميا عن نقاط التفتيش..نحن أسرى أيضا بدون قضبان كقضبان المعتقلات..
    فما نحتاجه حتى نحرر الآلاف من الأسرى الباقين في المعتقلات، في ظل سيرنا لتحرر وطننا وشعبنا أيضا، هو أن نلبي استحقاق أي وعي سياسي وأي موقف وطني وقومي، وأي مكسب أيضا على الساحة الدولية..
    ليس بالكلام حتى ولو كان ساحرا سنقطف ثمار التحرر والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والعامل والطالب والمعلم والأم والشجرة والورد والتراب والحب..
    لقد أبدع القائد في قيادته السفينة منذ استلامها من أخيه الراحل والمجاهد أبو عمار. ولم يكن استلامه لها من فراغ أو صدفة، بل جاء تتويجا لمشاركته طوال سني حياته في القيادة الوطنية، بل في مقدمتها وصفها الأول..
    ولم يأت نجاحه المذهل عالميا والذي ما زال يحققه في جهات الأرض، في الدول الكبيرة والصغيرة ..الكبيرة كلها بشعبها وإنسانها وموقفها الرافض للظلم والاحتلال، فكل وسام يتقلده أبو مازن هو وسام لنا، لك، لي، لكم.. وكل تصفيق يقطفه هو لنا جميعا..
    لقد توّج أبو مازن بخطابه ونجاحه الفلسطيني والعربي والدولي نهجا سلكه بقوة وشجاعة وصبر وتحمل النقد والأذى، لماذا؟ لأنه آمن بطريقه نحو التحرر، ولم يكن ليهدف خلاصا فرديا بل خلاصا لشعبه..
    وهو بذلك انتصار لنهج عقلاني ووطني لزملائه في القيادة، قبل الرئاسة، وخلالها -أطال الله عمره ومنحه موفور الصحة والعافية ليرى كمواطن وكقائد وطنه حرا ..وليتجول في القدس كما يهوى كمحب وكاتب ومؤرخ..
    هل أكمل؟
    لأكمل، برجاء المتابعة حتى ولو لم تهو قارئي ولم تهوي قارئتي..
    لما أكمل؟ لأن للمعارضة -صغيرة كانت أو كبيرة - Ø¯ÙˆØ± أساسي لا ثانوي...
    ولأن الوطن لكلينا، لمن يمدح أو يقدح....
    حين مدح قائد حماس السيد خالد مشعل خطاب الرئيس، فقد مدحه بحق منطلقا من فهم موضوعية ومسؤولية وطنية..
    جاءت إسرائيل بتوقيتها بأمر الصفقة لتخرّب شيئا نبنيه..
    لكنها فشلت، فليس هناك من يجرؤ على التساوق مع هدفها السيئ..
    والسلطة الوطنية في فلسطين، تتابع قضية الأسرى جنبا إلى جنب مع التحرك الشعبي..
    ونحن في حاجة لتكامل الجهد هنا وفي المحافظات الجنوبية في قطاع غزة قطاع من قلوبنا..
    العمل، هو جعل التعاون والتكامل في قضية الأسرى )وقد نجحنا في ذلك كما يبدو) مقدمة جادة للتعاون في تحقيق أهدافنا الوطنية كلها، نحن بحاجة إلى قيمة التعاون وضرورة التكامل في:
     Ø§Ù„حبّ والاحترام والتقدير وخلق التسامح، وهذا أساس لا نختلف عليه وفيه!
    ا
    لمفاوضات، تلك الحرب الصعبة مع إسرائيل، والتي هي أصعب من أي حرب مادية معرضين لخسارتها ..ولهذه شروطها وتكتيكاتها التي يجب أن تكسر على إسرائيل مبرراتها..وأظن أن حركة حماس ناضجة اليوم للمشاركة في المفاوضات، من خلال وجودها المستقبلي قريبا في الحكومة ووجودها الأهم في منظمة التحرير.
     Ø§Ù„إصلاح، ولربما أسميه إعادة البناء، أو المشاركة في إعادة البناء، بالبناء على كل ما هو إيجابي في حكومة د. سلام فياض.. وحكومة الأخ إسماعيل هنية.. وليكن ذلك متروكا لحكومة الوحدة القادمة، التي لا يجب أن نتشاجر على من يرأسها بل على اتجاهاتها
    وسياساتها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والأمنية..مستندة إلى توجيهات الرئيسأبو مازن الحكيمة، التي لها مصداقية عالية، فهو أولا وأخيرا ليس رئيسا للسلطة الوطنية فحسب بل زعيم كبير؛ ومعروف أن صفات الزعيم تترفع عن المكاسب الفئوية ..وأبو مازن جربه الكل.. ونجح في كل الامتحانات الصعبة، وما دعوته لانتخابات العامة وانتخابات "فتح" وتجميد المفاوضات وذهابه لطالب العضوية من مجلس الأمن الدولي في ظل ضغوط كبيرة بالأمور البعيدة..
     Ø§Ù„إدارة والحكم الرشيد، وليس هذا مقتبسا من أدبيات مؤسسات حقوقية بقدر ما هو حاجة ماسة لشعبنا، وأظن أننا رغم مبالغة الحكومة (هنا والحكومة المقالة) بالإصلاح، وقد تحقق جزء منه، إلا أن هناك ما يحتاج لتطوير وتعديل وإصلاح لا ينطلق أيضا من منطلقات الترضية أو الفئوية أو التقاسم الوظيفي والمحاصصة، بقدر ما ينطلق من الحاجة.. والعلم.. ومن ينظر اليوم مثلا في إدارة الوزارات والتنازعات بين الوزراء والوكلاء وبين الوكلاء وبمن يساعدونهم/Ù† من وكلاء مساعدين، وبين الأخيرين والمدراء العامين، وبين كل فئة من القيادات، وبينها جميعا، وما يحدث من ثقافة الاصطفاف والولاءات، والتهميش، والعناد، والحرد، وما أحدث ذلك من تدني الأداء العام للموظف يجد المجال مفتوحا للإصلاح لو أردنا، لكنه ليس الإصلاح الذي
    ينتقص من كرامة أحد، وهو إصلاح يبني على ما هو ناجح لا على ما يريد حكام الوزارات الجدد.. الإصلاحيون دوما يتمتعون بحس ثوري، هذا صحيح، لكن إن لم يتحل بحس علمي تصالحي فإنه يدخلنا في أزمات جديدة، ولنتذكر ما حلّ من إرتجالات في الحكم والإدارة بعد تغير النظام السياسي بعد الانتخابات، وما أوصل من نزاعات كانت سببا في الانقسام ولا أزيد غير ضرورة أخذ العبر، ووضع الإنسان )وليس الرجل (المناسب في المكان المناسب.. لعل وعسى!
    أخيراً، ما نحتاجه كثير، وأوله كما ذكرنا الحب والتسامح والاحترام ..فهل نقدر ..لا بدّ أن نقدر..عيب ألا نفعل!
    فهل سنسمع يوماً من يقول كما قال خالد بن الوليد حين عزل عن القيادة فعاد مقاتلا لا منقلبا: إنني أقاتل ليس من أجل عمر ولكنني أقاتل من أجل رب عمر؟
    ليتنا نعمل من أجل فلسطين.. فهي وربي تستحق الأفضل..
    وأخيرا وأولا: للأسرى، ولنا جميعا الحرية.. فهي حق لنا، وستتحقق بالعمل الذي اجتهدت بوصفه مصحوبا بالأمل، وبالمحبة..

    (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 15/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية