26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى يوحدون الوطن

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

     

    بقلم: Ø±Ø¬Ø¨ أبو سرية

    كان يوم الثلاثاء الماضي، بمثابة يوم عيد وطني، عند الفلسطينيين، وكانت ذروة الاحتفاء بإطلاق سراح نحو خمسمائة أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الصهيوني، حين وقف الرئيس محمود عباس يتحدث إلى جموع المواطنين في رام الله، يحيط به قادة "حماس" في الضفة الغربية-عزيز الدويك، حسن يوسف وناصر الشاعر.
    هذه هي الروح التي أفقدتها شهوة السلطة والصراع عليها، كلاً من "حماس" و"فتح"، وعادت مجدداً الى الوطن الفلسطيني التوّاق للوحدة. وكأن "فأل" شاليت لم يكن خيراً على الفلسطينيين، فما أن أسر حتى فرض الحصار على غزة، ثم حدث الانقسام، فتلته حرب على غزة، وبذلك دفع الفلسطينيون جميعاً ثمناً باهظاً ليوم حرية ألف أسير فلسطيني، يشكلون ما نسبته 20% من مجموع أسرى الحرية في السجون الصهيونية.
    اعتبار المنجز المسجّل باسم حركة حماس، منجزاً وطنياً، بتقدم الرئيس شخصياً، ليكون على رأس الاحتفال، وانطلاق حركة فتح بكل إمكاناتها إلى الشارع، ليس في رام الله فقط، بل وحتى في غزة، قرّب القلوب ووحّد العقول، خاصة وأن الأسرى، كما القدس، عنصر من العناصر الأساسية والرئيسية، التي يتوّحد حولها الفلسطينيون دون تردد أو دون أدنى تحفظ.
    وقد كانت هنالك مقدمات مسئولة، أفضت إلى هذه اللحظة النادرة من الفرح، الذي عزّ على الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، ف"حماس" من جهتها، عامة، لم تميز بين أسرى "حماس" وأسرى "فتح"، فيما حافظت السلطة ومن ثم حركة فتح على الإشادة بالصفقة وعلى إطلاق هذه الاحتفالية بها، رغم بعض النواقص والملاحظات عليها.
    تفتح الآن أجواء حرية خمسمائة أسير فلسطيني الباب واسعاً لإتمام عملية المصالحة. وتقدم الفلسطينيين-كل الفلسطينيين-قدماً باتجاه تحقيق الحرية للوطن الفلسطيني، ولكل الأسرى ولكل المواطنين الفلسطينيين، المسلوبة حقوقهم وحرياتهم بسبب الاحتلال الصهيوني، ولعل أهم رد فعل يعزز من احتمالات هذه الوجهة، ما جاء على لسان الأخ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في لقائه بمجموعة دعم وإسناد المصالحة، في القاهرة، من إشادة أولاً بالرئيس عباس، ومن إشارة للانجازات المتحققة منذ خطاب الرئيس في الأمم المتحدة وصولاً إلى إتمام صفقة التبادل. على أن أهم إشارة وردت في معرض حديث السيد مشعل -بتقديرنا- هي قوله بضرورة التوصل إلى برنامج وطني يتم التوصل إليه، عبر حوار شامل، يعتمد المقاومة الشعبية، الشاملة والجدية.
    وفي الحقيقة فإن الفلسطينيين-بشقيهم-الآن، في حالة أفضل كثيراً من حالة الصهاينة، فأبو مازن حقق مكانة شعبية لا مثيل لها، لدى شعبه، حيث واصل الصمود في وجه الضغوط الدولية -باعتراف مشعل- وذهب إلى الأمم المتحدة، وما زال يقاتل على الجبهة السياسية لكسب معركة التصويت في الأمم المتحدة على الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى المنظمة الدولية.
    و"حماس" رفعت من مستوى حضورها في الشارع الفلسطيني بانجاز صفقة تبادل الأسرى، وهكذا فإن الطرفين وهما في أوج ألقهما، يمكنهما أن يذهبا إلى انتخابات عامة، يضمنان فيها الفوز -معاً- بثقة الشعب الفلسطيني، والشراكة في سلطة على طريق الدولة، بعد أن تقاسماها -نقسمة- وكل على جانب، مدة خمس سنوات مضت.
    اللحظة الداخلية باتت مناسبة إذاً، يعزز من فرصتها، الأسرى أنفسهم، الذين يبدون الآن كأسود في العرين، وهم يحققون نصراً أولياً على السجّان الصهيوني، حيث علقوّا الإضراب، بعد تحقيق الهدف الأول له، وهو إلغاء العزل الانفرادي، فيما يرجح أن تعود ظاهرة زيارة الأقارب والمحامين، بعد أن تم الإفراج عن شاليت، وبعد أن "تلهى" الفلسطينيون بمشاكلهم الداخلية، وغفلوا عن أسراهم وعن ظروفهم الإعتقالية. كذلك فأن الحالة الإقليمية تدفع بالاتجاه أيضاً، فالرئيس أبو مازن يثق بتركيا ومصر، ويستند إليهما في تحركاته السياسية، لتعزيز الموقف الفلسطيني إقليمياً ودولياً، والشيء ذاته ينطبق على "حماس"، التي تحولت في علاقتها الخارجية من ثنائية:سورية/إيران إلى ثنائية مصر/تركيا، هذه الثنائية الأخيرة التي لا تحقق شرطاً سياسياً أفضل للحركة المسلمة، ولكن أيضاً تعيد لها التوازن الفكري، وتحررها من اشتراطات ومواقف كانت تضطر لدفعها من حساب علاقتها بشعبها الفلسطيني، وحتى من حساب علاقاتها مع كثير من الدول العربية وشعوبها.
    التوافق في الذهاب ضمن سباقات الترتيب الإقليمي الجديد عزز من خطاب أبو مازن السياسي، وعمق من بعده الكفاحي باعتماد المقاومة الشعبية السلمية، فيما ساهم الربيع العربي في "هزّ" قناعات "حماس" السياسية.
    يمكن إذاً إن تجتمع "فتح" Ùˆ"حماس" على برنامج وطني، يلقى الدعم والإسناد من مصر وتركيا، عنوانه الكفاح السياسي من أجل فرض الدولة الفلسطينية المستقلة على الكيان الصهيوني، وإنهاء احتلالها للضفة الغربية والقدس، مسنودا بكفاح ميداني-شعبي وسلمي-على طريقة الشعوب العربية، ولم تعد هناك من حجة، بعد أن تقدم Ø§Ù„رئيس أبو مازن نفسه الصفوف وأعلن بنفسه عن الربيع الفلسطيني، حيث يمكن للشراكة أن تتحقق من بوابة الكفاح المشترك، الذي يتم فيه تبادل وتكامل الأدوار، حيث تبدع "فتح" بتجربتها السياسية وبمكانة أبو مازن وحتى فياض الدولية، على الجبهة السياسية، فيما تبدع "حماس" في المقاومة الشعبية بحضورها ومكانتها في الشارع، وحتى في تجربتها كمعارضة وخبرتها في إدارة الجمعيات والمؤسسات الشعبية.
    وفي التفاصيل فإن الكفاح المزدوج من أجل تحرير الضفة والقدس من الاحتلال، وتحرير غزة من الحصار، بات ممكناً في هذا السياق، وفي انتظار لقاء عباس Ù…شعل، يمكن استثمار لحظة الاحتفاء بإطلاق سراح الأسرى، وتتويجها بوضع القدم الثابتة على أول الطريق الذي يفضي إلى الحرية الكاملة لكل الأسرى ولكل الوطن الفلسطيني، ذلك أن الحرية مصادرة بسبب الاحتلال، ولا يمكن انتزاعها كاملة وبشكل نهائي إلاّ بإزالة هذا الاحتلال، على أنه لا بد من القول، ولإكمال الصورة، بأن مظهرها على الجانب الآخر، بدا مكملاً ومثيراً، فالصهاينة أيضا خرجوا بدورهم للاحتفاء بتحرير أسيرهم جلعاد شاليت، وحيث أن أفراح الصهاينة، كانت دائماً أتراحاً للفلسطينيين -منذ النكبة عام 1948- فأن هذه اللحظة، يوم الثلاثاء الماضي، كانت لحظة نادرة جداً، حيث قلما شاهد أحد الفلسطينيين والصهاينة يفرحون معاً، وارتباطاً بحدث واحد!
    وهذا يفتح الباب للتساؤل، عمّا سيكون عليه الحال، لو تم التوصل الى اتفاق سلام نهائي، يحقق للطرفين ما يحلمان به منذ سنين، أي الحرية والاستقلال للفلسطينيين، والأمن والتعايش للصهاينة، وهذه المناسبة تدعو إلى تعزيز الأمل والثقة بإمكانية فرض السلام العادل والممكن، وبذلك يمكن أن يقوم الأسرى المحررون على الجانب الفلسطيني، كذلك شاليت، لو وجد حزباً سياسياً ينجح في توظيف تجربته في الأسر، الى دعاة سلام بين الجانبين، فيما يمكن أن يظل نحو أربعة آلاف أسير فلسطيني بوصلة الوحدة والكفاح، وعنوانهما، وقوة لتفعيل الموقف الفلسطيني ودفعه الى الشارع بشكل دائم ومستمر حتى يغير المعادلة السياسية القائمة، ويعزز برنامج أبو مازن ليكون بإمكانه "كسر" شوكة نتنياهو وأن يفرض عليه وقف الاستيطان، كما فرض عليه تحرير الأسرى.

     (المصدر: جريدة الأيام الفلسطينية، 21/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية