26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    خضر عدنان.. انتصار الإرادة

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: عكرمة ثابت

     Ù„ا زال شامخا يشّرع جناحيه للريح ويسرج الجسد على أضواء الإرادة ويعلو الى كبد السماء... إنه الأسطورة الخالدة في ضمير الشعب وذاكرة الذين سبقوه في ال درب الطويل... هكذا يعلو فوق سمائنا لنرى فيه عبد القادر أبو الفحم وعلي الجعفري وراسم حلاوة واسحق مراغة وأنيس دولة وعمر القاسم وتحسين حلبي، ذاك البطل القادم على جواده من سهل حوران. كم هو جميل هذا "الخضر العدناني" عندما يعلن الحرب على قوانين الاعتقال الإداري ويقف وحيدا منذ ما يقارب الشهرين – وبأمعائه الخاوية - ليقاوم عدم شرعية اعتقاله !! وكم هو صامت في رحلته الخالدة التي تعلو فيها الروح على الجسد ويمتشق المناضل سلاحا آخر هو وحدة المعاني التي من أجلها نضحي بأنفسنا، ومن أجلها نخّضر ونزهّر كشجيرات لوز على قبر شهيد. يا أنت المحّلق في كل سماء ويا أنت الرافض قيد السجان ورغاء الدهماء... يا ابن المروج الخضراء وجنين القسام وفلسطين الشهداء... ها نحن نراك عاليا وكلما ارتفعت غربانهم للنيل منك، تنظر إليها من الأعلى بسخرية، وتمضي بطريقك.. كم أنت شبيه بالذين مروا من على هذا التراب الطاهر وفتحت لأجل أرواحهم الشريفة أبواب السماء... وكم نحن في رحلتك محزونون، فالزمن زمن العظماء أمثالك، الذين لا ينظرون خلفهم ولا يعدون مقاعد المتفرجّين... فسر الى نجمك وكن كما أنت واثقا من النصر... أقرأ على نفسك ما تيسر من القرآن وترحّم على الذين ينتظرون !!! فقد أصبحت أيقونة فلسطين والعلم الذي يمتزج باللحم والجوع والصبر الطويل... لم تيأس ولم نيأس نحن من جوعك، فقد أصبح فكرة بعد أن كان صخرة تتحطم عليها انتهاكات المحتلين فأنت الفكرة التي لا تموت والضمير الباقي في عالم الكفاح والثورة. أنت "الخضر المخضّر" في عروق الأرض وضفاف البحار وأنهار الوديان... صف من النخيل وأشجار الصنوبر وسهول من الزيتون الفلسطيني ترتفع في موكب واحد على كفك البيضاء وتسبّح في ضميرك "بسم الله القهار... بسم الله الجبار... بسم الله الغفار"ØŒ ثم بسم الشهداء الذين ينظرون إليك من عليّين فرحين برجولتك الحية وفرحين فيما زرعوا في أرضنا فلسطين... هنيئا لك هذه الإرادة الفذة وهذا الصمود. هنيئا لك هذا الصبر والجوع المنتصر على قهر السجون وعذابات ليلها المرير، فاليوم أنت مرفوع الهامة شامخ الجبين دعني اردد مقولة شاعرنا الراحل الكبير محمود درويش " خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد... وأنا مع الأمطار ساهد عبثا أحدق في البعيد... سأظل فوق الصخر... تحت الصخر... صامد ". ففي يوم انتصار كرامتك على جوعهم وقهرهم سأقرأ عليك بحروف اسمك الظافرة ما تيسر من أشعار هذا الشاعر الخالد.. خذيني أمي إذا عدت يوما وشاحا لهدبك وغطي عظامي بعشب تعّمد من طهر كعبك... ضعيني إذا ما رجعت وقودا بتنور نارك وحبل غسيل على سطح دارك لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك.. رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكر، قيدي الحديدي يوقظها في المساء المبكر.. هذا احتمال الذهاب الجديد الى العمر على هذه الأرض ما يستحق الحياة... نهاية أيلول وساعة الشمس في السجن.... دقات الساعة تقضم عمري ثانية ثانية وتقصّر أيضا ع مر الليل. نحن الذين أتوا لكي يأتون وينتصروا... رمتنا الكاهنات بشمال غربتنا.... أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون... يا أمنا انتظري أمام الباب... إنا عائدون. نصف دائرة ترجع الخيل قوسا ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا. الحرية لأسرى الحرية..

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 19/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية