26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    يوم الأسير الفلسطيني.. معاني ودلالات

    آخر تحديث: الأربعاء، 18 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بقلم / عبد الناصر عوني فروانة

    يوم السابع عشر من نيسان / ابريل، يوماً للوفاء للأسرى وتضحياتهم، يوماُ لشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوماً لتكريمهم و للوقوف بجانب ذويهم، يوماُ للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة ولكل من انتمى لها، فكان ولا يزال "يوم الأسير الفلسطيني" يوماً ساطعاً يحيه الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات سنوياً بوسائل وأشكال متعددة.
    وبهذه المناسبة أبعث بأسمى آيات الحب و التقدير لكل أسرانا وأسيراتنا وفي المقدمة منهم الأسرى القدامى ورموز المقاومة والقيادات السياسية وللأسرى المضربين عن الطعام أمثال مروان البرغوثي، أحمد سعدات، كريم يونس، د.عزيز دويك، بلال ذياب وثائر حلاحلة، صدقي المقت، فؤاد الشوبكي، عاهد أبو غلمة، حسن سلامة، حمدي قرعان، خضر عدنان، وعبد الله البرغوثي.
    وحينما نتحدث عن الأسرى، فان حديثنا لا يقتصر على بضعة آلاف يقبعون في سجون الاحتلال، منهم الأطفال والشيوخ، أمهات وقاصرات، نواب وقادة سياسيين، مرضى وجرحى، وإنما نقصد قضية وانتماء، ونتحدث عن تاريخ عريق ورافد أساسي للثورة، نتحدث عن تجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم مورست واقترفت بحقهم من قبل السجان الصهيوني.
    نتحدث عن أصوات لخفقات قلوب أدماها الحرمان والقهر، ودموع ذُرفت لتغرق الأرض وتروي عشباً أخضراً نبت وترعرع بين شقوق الصخور وجدران السجن.
    نتحدث عن أجسام شبان وشيوخ حُفرت عليها سياط الجلاد وعذابات السجان، وأمهات ولدت، وأطفال كبرت، وشيوخ توفيت خلف القضبان، وشبان شابوا وهرموا خلف القضبان..
    نتحدث عن جيش مفعم بالشوق والحنين للأهل والوطن وأزقة المخيم وشوارع المدينة، وإصرار على الحياة، وأمل باقِ لم ولن يغيب.
    نتحدث عن حركة نضالية متجذرة ومتطورة دوماً، انضوى تحت لوائها وانضم لصفوفها منذ احتلال "الكيان الصهيوني" لفلسطين مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهؤلاء هم جزءٌ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وهم من حملوا لواء النضال جنباً إلى جنب مع بقية المناضلين ولم يعرفوا إلا الثورة وطنـًا وهويةً في السراء والضراء وانخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله وأحلك لحظاته وقدموا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة وشرف شعبهم وحقوقه العادلة، وتركوا عائلاتهم فكان لهم في سجل التاريخ والبطولة صفحات مضيئة، والمستقبل الفلسطيني سيبقى مشوها ما لم ينل من تبقى منهم خلف القضبان حريتهم.
    وفي السابع عشر من نيسان الجاري تَطُل علينا الذكرى الثامنة والثلاثين لـ "يوم الأسير الفلسطيني" بصور متعددة الأشكال، ممزوجة المشاعر، ما بين الألم والأمل، ما بين صمود أسرانا وثباتهم وشموخهم، وقهر الاحتلال وفظاعة جرائمه.
    تطل علينا الذكرى الـ 34 في ظل ظروف قاسية تشهدها السجون وأوضاع مأساوية لم تعد تطاق، وفي ظل استمرار الإعتداءات والإنتهاكات الجسيمة والجرائم الإنسانية، وتصاعدها في الآونة الأخيرة بشكل خطير وغير مسبوق بحق أسرانا وأسيراتنا، بل وتمتد لتطال ذويهم وأبنائهم ونسائهم ولتمس بشكل مباشر مشاعرهم الإنسانية والدينية.
    وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني وفي قراءة إحصائية نجد بأن أكثر من (750) ألف حالة اعتقال سُجلت منذ العام 1967 ولغاية يومنا هذا، منهم قرابة خمسة وسبعين ألف حالة اعتقال سُجلت منذ بدء انتفاضة الأقصى في أيلول / سبتمبر 2000، بينهم أكثر من (900) مواطنة، وقرابة (9) آلاف طفل وعشرات النواب والقادة السياسيين اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى.
    والمؤكد بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة محددة أو شريحة معينة، وإنما شملت كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني، مما دفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد مساحات لمفردات الاعتقال والسجن والتعذيب ومشتقاتها والتي أضحت جزء ثابت في القاموس الفلسطيني ومن الثقافة العامة، حيث لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وأن تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال، وهنالك من اعتقلوا مرات عديدة.
    مما جعل من قضية الأسرى قضية مركزية بالنسبة للشعب الفلسطيني وقيادته، وجزء من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن تجنبها وتجاوزها أو القفز عنها.. باعتبارها قضية وطن وشعب.

    الأسرى في أرقام...
    ولكن بالتأكيد ليس كل من اعتقل بقىَّ في الأسر، فالكل تحرر فيما بقىّ قرابة (4700) أسير يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال ينتظرون شروق فجر الحرية والرقم متحرك وغير ثابت نتيجة الاعتقالات المستمرة، بينهم (9) أسيرات وتعتبر الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948، أقدمهن في الاعتقال، حيث أنها معتقلة منذ 18 ابريل / نيسان 2002 وتقضي حكما بالسجن الفعلي 17 عاماً، و(190) طفلاً، و(27) نائباً والعديد من القيادات السياسية، و(320) معتقلاُ إداريا، بالإضافة الى ثلاثة وزراء سابقين.

    "الأسرى القدامى" "عمداء الأسرى" "جنرالات الصبر"
    والمؤلم أن من بين الأسرى (120) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / أيار عام 1994 وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" على اعتبار أنهم أقدم الأسرى وقد مضى على أقل واحد منهم 18 عاماً وما يزيد، ويُعتبر الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً.
     ÙˆÙ…Ù† بين هؤلاء (59) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ويُطلق عليها مصطلح "عمداء الأسرى"ØŒ فيما من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد من هؤلاء سيصل عددهم إلى (23) أسيرا وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح "جنرالات الصبر".
    مصطلحات جديدة وثابتة في قاموس الحركة الأسيرة، وأرقام مذهلة و مؤلمة، لنا كفلسطينيين، واستمرار بقائهم في السجن طوال السنوات والعقود الماضية أمر في غاية الخجل والإحراج، وحينما نستحضر أسمائهم ينتابنا مشاعر الفخر ممزوجة بالألم.. فخر بشموخهم وصمودهم وألم على معاناتهم واستمرار بقائهم في الأسر.
    ولا شك بأن كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يتعرضون لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في إطار سياسة ممنهجة، والأخطر من ذلك بأن سلطات الاحتلال قد أقرت قوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات والجرائم بمشاركة ومباركة كافة مركبات النظام السياسي في " دولة الكيان " بدافع الانتقام ثم الانتقام ثم الانتقام من الأسرى وذويهم.
    وهذا ما منح مقترفيها الحصانة القضائية والغطاء القانوني وفتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيداً من الجرائم، وهذا ما يُفسر تزايد الانتهاكات الفظة بحق الأسرى في الفترات الأخيرة مثل الإفراط في استخدام القوة والاعتداء على الأسرى وانتهاك حقوقهم الشخصية من خلال مراقبتهم الدائمة ومصادرة أبسط حقوقهم التي انتزعوها عبر نضالاتهم وتضحياتهم السابقة وعزل العشرات منهم في زنازين انفرادية وحرمانهم الآلاف من ذويهم من زيارتهم بشكل جماعي كما هو حاصل مع أسرى قطاع غزة أو تحت حجة "المنع الأمني كما هو حاصل في الضفة الغربية، والإهمال الطبي،..الخ.
    وباختصار شديد تحولت السجون بمختلف أسمائها وأماكن وجودها إلى بدائل لأعواد المشانق، فبداخلها يجرى أبشع عمليات القتل الـروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، وبداخلها يتم إعدام الأسرى بشكل بطيء.
    وإدارة السجون تتفنن في ابتداع السبل والوسائل بهدف التضييق على الأسرى ومفاقمة معاناتهم، و تسعى جاهدة إلى استهداف كل جزئيات حياتهم الاعتقالية، من خلال تحديد ساعة النوم وفترتها، كمية الهواء وساعات التعرض للشمس، نوعية الغذاء وما يحتويه من قيمة غذائية وكمية السعرات الحرارية فيه، وتتدخل في لون الملبس ونوعيته...الخ.
    الأسرى يعيشون ظروف مأساوية ولا إنسانية، ويتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة وانتهاكات جسيمة تصل لدرجة الجرائم وفقاً للتوصيف الدولي، وهذا ما دفع الأسرى الى التحرك والبدء بالتحرك النضالي ردا على مجمل الانتهاكات والجرائم والتي لم تعد تطاق، كما لم يعد بالإمكان تحملها أو الصبر والصمت إزائها، وأن هذه الحركة المتصاعدة بدأت منذ أسابيع عدة ومن خلال الإضرابات الفردية وتتطور وتتصاعد تدريجيا وصولا الى الإضراب الجماعي والشامل.
    مما يستدعي توحيد جهود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله ومنظماته، وتجنيد الرأي المحلي والإقليمي والدولي وتوسيع دائرة التضامن مع الأسرى ومساندتهم في إضرابهم ودعم حقهم بالعيش بكرامة على طريق تحريرهم جميعا.
     ÙˆØ¹Ù„Ù‰ العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن لم ولن يتحقق يوماً في المنطقة إلا بالسلام القائم على العدل، الذي يبدأ بإنهاء الاحتلال وإطلاق سراح كافة الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

    (المصدر: موقع فلسطين خلف القضبان، 15/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية