السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى يتسلحون بأمعائهم

    آخر تحديث: الأربعاء، 25 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    بقلم/أمجد عرار
     ÙŠØµØ¹Ø¯ الأسرى في سجون الاحتلال “الصهيونية” درجة أعلى في مواجهتهم عجرفة جلادين يجدون في رؤية الفلسطيني والعربي خلف القضبان فرصة للتعبير عن ساديّتهم بأعلى درجاتها. Ø§Ù„سابع عشر من إبريل/نيسان هو يوم الأسير الفلسطيني، ويبدو أن الأسرى أوصلوا المعيار التراكمي لاستعداداتهم إلى لحظة النضوج بالتزامن مع المناسبة، إذ إنه من غير الوارد في حسبان قادة الحركة الأسيرة تحديد ساعة الصفر "اعتباطا" أو بتركيب القرار على أجندة الزمن بلا مراعاة للظروف الذاتية والموضوعية، ولاسيما حين يتعلق الأمر بخطوة حاسمة من مثل الإضراب المفتوح عن الطعام. ألف وستمائة أسير يخوضون بالتزامن مع يومهم معركة الجوع.. يبدأون أصعب أنواع المعارك على الإطلاق: معركة ضد كيان ترهبه دول لم تختبر نفسها أمامه إلا وهي في أسوأ حالاتها، فجعلت عناصر ضعفها تبدو كأنها قوة فيه. 
    هؤلاء العزل إلا من أمعائهم الخاوية وإرادة تستعصي على الجلادين يخوضون معركة الشرف ضد محتل لم يدون في سج له يوما ما ما يمت للإنسانية بصلة،ّ ولا يسمح لحق أن يفلت من براثنه عائدا لصاحبه إلا إذا انتزع منه رغما عنه سواء في معارك الأسرى أو في حروبه السياسية والعسكرية. الأسرى الفلسطينيون والعرب ومعهم أحرار أمميون سجلوا في مسيرة الأسر انتصارات مشرفة على الجلادين منذ تحول الأسرى من فرادى متناثرين إلى جسم منظم بات حركة وطنية أسيرة تشكل الامتداد العضوي للحركة النضالية خارج الأسر، بل إنهم انتزعوا من إدارات السجون اعترافا بهم كجزء من الكيان الفلسطيني النضالي، فاضطرت هذه الإدارات للتفاوض مع ممثليهم قبل أن تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية بأكثر من عشرين سنة. ووفقا لما جرت عليه تجارب الإضرابات المفتوحة فإن الأسرى لم يتخذوا قرارهم بلا مقدمات، بل جهزوا وحضروا واستعدوا جيدا، وعملوا ليلا ونهارا على تعبئة أنفسهم نفسيا، وضمنوا استمرار الاتصالات بينهم في أسوأ الظروف، وأجروا اتصالات مع المؤسسات الجماهيرية والإعلامية والفصائل لكي تواكب الإضراب فعاليات شعبية تضامنية متصاعدة. من الواضح أن معركة الأسير خضر عدنان والأسيرة هناء الشلبي وعدد آخر من الأسرى الذين تبعوهما في معركة الإضراب تشكل جزءا من حالة الاستعداد النفسي والتحشيد الشعبي والإعلامي لهذه المعركة. لا أعرف كيف تعامل الأسرى وهم يستعدون لمعركتهم مع البعد العربي والدولي، ففي التجارب السابقة كان قادة الحركة الأسيرة يبعثون برسائل للمنظمات العربية والدولية والمؤسسات الدينية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، ولكن في Ù‡Ø°Ù‡ الأيام أظنهم لا يراهنون على أحد خارج السجنين: سجن الاعتقال الصغير وسجن الوطن الأكبر قليلا.
    إنهم يراقبون الصورة الواسعة ويدركون تراجع الاهتمام بهم وبقضيتهم برمتها في الشارعين العربي والإسلامي، ويقدرون مبادرات متضامنين مع القضية الفلسطينية من غير الناطقين باللغة العربية، ولا شك في أنهم يرصدون الغياب الكامل لردود الأفعال العربية والإسلامية اتجاه تهويد القدس، ولا يتوسمون خيرا من هذه المرحلة التي لا يختلف فيها الربيع عن الخريف إلا بحجم النزف والخسائر والتراجع.
    اليوم سنشهد بداية معركة على جبهتين: واحدة خلف القضبان يخوضها الأسرى، والثانية خارج الأسر يخوضها ذووهم وأصدقاؤهم وكل فلسطيني ما زال يمسك بجمر المبادئ ولم يتلوث بفيروس فقدان المناعة الوطنية المكتسبة وعدوى الانقسام السياسي والطائفي والقبلي. وبهذه الثنائية سينتصر الأسرى لأنهم لم يبدلوا ع لمهم براية الاحتلال، ولم يغيروا شعارهم الذي انتصروا به في المعارك السابقة دون سلاح. إنهم بدؤوها وأكاد أسمع أمعاءهم تهتف واثقة: “نعم لآلام الجوع.. وألف لا لآلام الركوع” .

    (المصدر: صحيفة الإستقلال, 19/4/2012)

    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية