السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى وثورة الأحرار

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بقلم/ ثامر سباعنة

    مما لا شك فيه أن الحرية تعني الكثير بالنسبة للمحرومين منها في حياتهم ماديا و معنويا وقد عانت البشرية كثيرا من سلبها عبر تاريخها الطويل و قدمت في سبيل ذلك أنهارا من الدماء سالت بل إن كل معاناة البشرية بالأمس واليوم والغد في سبيل تحقيق أسمى شيء تحلم به وهو الحرية.

    إن أكثر من أربعة آلاف أسير فلسطيني يُحاصرون ببنادق الموت الصهيوني ويُسلبون حقهم بالحياة والتمتع بالحرية فلا يلتفت لهم أحد إلا القليل من عالم يدّعي أنه يدافع عن الإنسان ويسعى لبث قيم العدالة وحقوق الإنسان وسيادة الحريات، فالعالم في معظمه وخاصة المجتمعات العربية صامتة بصوتها عن قضية أسرانا الذين يصرخون كل يوم بصوت آلامهم ومعاناتهم التي لا تنتهي ولا تجيب أصواتهم إلا صدى ألمهم، فلا أذن واعية لحجم معاناتهم لتتحرك نحو تحريرهم وفتح أبواب السجون لإطلاقهم نحو فضاء حريتهم ووجودهم، و لقد أشهر أكثر من 3000 معتقل من هؤلاء الأسرى والأسيرات سلاح الإضراب في وجه حكومة الجلادين الدموية، وواجهوا بعزيمة أقوى قوانين وإجراءات السجان، من خلال تصعيد شكل الاحتجاج "الإضراب المفتوح" الذي أخذ شكل الإضراب الفردي، ومازال سمته الأساسية على مدى عدة شهور، لينتقل مجدداً نحو شكل متقدم "إضراب جماعي" يعيد للحركة الوطنية الأسيرة وحدتها في وجه قوانين الاعتقال التعسفية.

    هذا الأسلوب الكفاحي الجماعي الوحدوي سيوفر لجماهير الشعب والأمة، ولكل أنصار الحرية ومقاومة الاحتلال والعنصرية، العوامل المساعدة لطرح قضية المعتقلين والمعتقلات كـ"أسرى حرب"، أسرانا اليوم يُسنون وثيقة العهد والميثاق ليتوحد الأسرى بأطيافهم وتوجهاتهم السياسية نحو الإعلان عن الإضراب عن الطعام والتحدث بالأمعاء الخاوية ليمتلئ القلب بالإيمان بحق الوجود والكرامة الإنسانية، ليكون ذلك العهد والوفاء لقضيتهم العادلة المتفرعة من قضايا الوطن كله، وسعي نحو لفت أنظار العالم الإنساني لقضيتهم المشروعة بجميع المواثيق الدولية.

    أسرانا أنتم الأحرار الحقيقيون .. إن هذا الأسر مهما طال فلا بد له أن ينتهي .. ومهما بدا الليل المظلم طويلا وثقيلا ... سوف يبزغ الفجر حتما .. لن يدوم السجن إلى الأبد .. ولن يُخلد السجانون..  ÙˆÙ†Ù‚ول لهم معتقلاتكم عرين أسودنا .. يا كل أسرانا الأبطال الصابرين في سجون الاحتلال ... ها أنتم تمهدون بثباتكم وصبركم ومقاومتكم الطريق إلى الحرية .. طريق الحرية المفروش بالدماء والعرق والدموع والبرد والحر Ùˆ كل أوجاع الغربة والأسر، ومن خلف القيد والقضبان تكتبون رسالة الوطن كل الوطن، ليحمل كلٌ منّا أمانة المسئولية لقضية أسرانا وجميع قضايا فلسطين فهم من قدّموا أعمارهم لأجل كرامتنا وحقنا بالوجود وعلمونا الصبر وبقاء الأمل مهما اشتد الظلام، Ùˆ على المؤسسات الحقوقية الدولية، العمل على تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، كخطوة على طريق تحسين ظروف اعتقالهم، والعمل الجاد والمثابر لإلغاء سياسة الاعتقال الإداري.

    أما عن حكم الإضراب الذي يخوضه الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني للمطالبة بحقوقهم فقد أجاب الدكتور يوسف القرضاوي بـ) من حق الناس أن يضربوا عن الطعام باعتباره وسيلة للضغط على الأعداء، عرف العالم هذه الطريقة من الطرق المهمة أن يجوع الإنسان وأن يصبر عن الطعام والشراب أياماً عديدة وأحياناً تطول أكثر من شهر فقد رأينا من الإخوة الفلسطينيين والأخوات الفلسطينيات من صبروا أياماً طويلة حتى قهروا العدو وصحتهم أصبحت معرضة للخطر من طول الجوع فيضطرون إلى محاولة الاستجابة لهم بطريقة من الطرق، فالإنسان يمكن أن يستعمل هذه الطريقة مع أعدائه وأن يستمر إلى أن يهيئ الله له الأسباب إن شاء الله وهذه الطريقة من الطرق للضغط على الأعداء الذين لا يستجيبون للضمير ولا ينصتون إلى صوت الدين ولا يستجيبون للأخلاق ولا يستجيبون لصيحات الأهالي ولا للأولاد ولا للآباء ولا للأمهات ولا إلى أحد، فهؤلاء يستعملون هذه الطريقة ليؤثروا على هؤلاء). جاعت أمعاء الأسرى لكن كرامتهم وعزتهم لم تجع ..ونحن شبعت أمعاؤنا لكن كرامتنا وعزتنا تموت من الجوع.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 29/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية