السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    نصرة الأسرى: واجبة بنصوص القرآن والسنة

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    لقد بدأت الانتفاضة الثالثة، ويبدو هذه المرة أنها قوية لكنها محبوسة إذ تنطلق من داخل السجون، فالأسير في السجن ينتفض ويحارب ووسيلته الوحيدة أن يضرب عن الطعام لعله يلقي بمعدته الفارغة في وجه المحتل عوضًا عن الحجر المفقود من يده.
    ولكن عزيزي القارئ..  Ø¥Ù† كان الأسرى يرعون هذه الانتفاضة بإمكانياتهم البسيطة، فما الذي يمكن أن نقدمه نحن لهم من دعم لإنجاح فعاليتهم، وما هي وجهة نظر الشريعة الإسلامية.

    أوجب الواجبات
    يقول: د. الأسطل حديثه بالإشارة إلى أن نصرة قضية الأسرى تدخل في أوجب الواجبات بنص القرآن الكريم وفق قوله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا".
    ويتابع بذكر دليل من السنة النبوية الشريفة" وقال صلى الله عليه وسلم: "أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ الْغَارِمَ"، و"العاني" هو الأسير، مشيرًا إلى أن الحديث هنا بصيغة الأمر للوجوب "وقد ورد في سيرة عمر بن الخطاب قوله: "لأَنْ أَسْتَنْقِذَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي الْكُفَّارِ أَحَبَّ إلَيَّ مِنْ جِزيرَةِ الْعَرَبِ، وكذلك شن الخليفة المعتصم بالله معركة "فتح عمورية" لأجل امرأة سبيت ونادت: (وامعتصماه(.
    ويلفت د. الأسطل إلى أن الإسلام وضع عددًا من التدابير الشرعية التي تقرر كيفية إنقاذ الأسرى، مشيرًا إلى أن التدبير الأول هو مفاداة الأسرى مقابل المال، "إذا لم يكن بيت مال المسلمين قادرًا على تقديم المال الكافي لفداء الأسرى، وجب على الإمام أن يفرض في أموال الأغنياء ما ينقذ به الأسرى من براثن الأعداء"، حسب قوله.
    أما في حال عدم القدرة على الفداء بالمال يلزم حرص المقاومة على أسر عدد كاف من الأعداء لإنقاذ جميع الأسرى، مضيفًا: "وأما إن كان لنا استطاعة أن نقاتل الاحتلال لوجود القدرة والطاقة فنقاتل حتى تحرير الأسرى، وإن انتفت الأمور الثلاث السابقة يبقى الدعاء في الصلوات أن يهيئ لهم الله المخرج والفرج من عنده".

    أساليب جديدة
    وينوه إلى أنه في الزمن الحالي ابتكرت العديد من أساليب الضغط الجديد على العدو، ومنها محاولة فضحه إعلاميًا وتنظيم الفعاليات السلمية التي تؤازر الأسرى وتكشف مظلوميتهم ولاسيما في الحقوق الآدمية التي تعارف العالم على أنها حقوق للإنسان لا يجوز لأي قوة غاشمة أن تصادرها.
    ويتابع: "والتركيز على أن هذا الفعل يصدر من الصهاينة الذين يسوقون أنفسهم في العالم الغربي على أنهم واحة الديمقراطية في محيط الديكتاتورية العربية"، لافتًا إلى أنه حين تنكشف جرائمهم فإنه يحرجون ويتعرضون لضغط نفسي وشعبي يحملهم على إعادة النظر في الإجراءات القمعية التي يعاملون بها الأسرى.
    ومن الإجراءات المعاصرة تبعًا لـ د. الأسطل - الملاحقة القانونية عبر المحاكم الدولية ومحاكم بعض الدول التي تجيز ملاحقة مجرمي الحرب، موضحًا أنه يتطلب: خبرة قانونية وأرصدة مالية لإعداد ملفات الإدانة، وإثبات الشهود وتفريغ مختصين وتجهيز ملفات تستكمل شروط الدعوى لرفعها للجهات المختصة.
    وبالحديث عن ضعف اهتمام الشعب الفلسطيني بقضية الأسرى، يبين أن الانقسام السياسي ألقى بظلاله على القضية، فتعاون بعض الأحزاب السياسية مع الاحتلال يمنعها من المشاركة في الإضراب لعدم قدرتها على ضرب مصالح الاحتلال، إضافة إلى أن إلهاء الشباب بالألعاب العالمية مثل كرة القدم - والتي تقتل الوقت وتضيع الواجبات وتلهي عن القضايا الجوهرية.
    ويتطرق إلى الحديث عن دور العلماء، بقوله: "العلماء هم القادة الروحيون للأمة وقد يكون بعضهم قادة سياسيين، لذا فإن الدور الملقى على عاتقهم كبير في التعبئة والتوعية والتحريض على النصرة فإذ كانوا في مواقع قيادية يزداد واجبهم فيما يتعلق بوضع السياسات ورسم الفعاليات وتوفير الإمكانيات اللازمة لإنجاحها".

    أدوار متعددة
    وأما بالنسبة لمثقفي البلاد وفق ما يقول فدورهم مساند لدور العلماء لما يملكون من الوعي السياسي والثقافي الذي يستطيعون به أن يقدموا النصائح للقيادة السياسية وللشارع في أفضل السبل التي ننصر بها الأسرى في محنتهم ومقاومتهم للأجواف الفارغة.
    ويشير د. الأسطل إلى أن من واجب وسائل الإعلام أن تحتضن الفعاليات التي يقترحها العلماء والمثقفون ويضعها القادة السياسيون في صورة برامج عملية، مكملاً: "وأن يكون الإعلام حاضرًا في إبراز الفعاليات وفي الإسهام الفاعل بالتعبئة والتوعية والتحريض على المقاومة بكل أشكالها، وتغطية فعاليات الأسرى على مدار الساعة وعقد برامج يومية لإبراز معاناتهم وكيفية نصرتهم في انتفاضتهم الجديدة".
    ويحث المواطن العادي على الاجتهاد في الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل لتخليص الأسرى من عذابهم والتخفيف عنهم، والمشاركة في الفعاليات الشعبية كالاعتصامات أمام مقر الصليب الأحمر والمسيرات وجميع الأنشطة الخاصة بقضيتهم، داعيًا إلى رعاية ذوي الأسرى اجتماعيًا وماليًا، وفق قوله صلى الله عليه وسلم: "من خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا".
    ويكمل: "وحينما يعلم الأسرى أن ذويهم مكفولون ماليًا ومحتضنون اجتماعيًا ترتاح نفسياتهم، وتزداد قدرتهم على الصمود والصبر والثبات في وجه الأعداء لعدم وجود ما قد يشتت تفكيرهم ويقلقهم"، مشددًا على ضرورة دعم المقاومة المسلحة لأنها الطريق الوحيد للخلاص من الاحتلال وتخليص الأسرى من معاناتهم.

    ويختم د. الأسطل حديثه بدعوة الشعوب العربية إلى تكثيف الدعاء للشعب الفلسطيني عامة والأسرى على وجه الخصوص، ودعم صمود أهل فلسطين ماليًا وسياسيًا وإعلاميًا ثم عسكريًا سواء كانت حكوماتها تدعمنا أو متنكرة لنا فإن الشعوب قادرة على أن تقدم ما تستطيع من دعم مهما كانت مكبلة في حرياتها أو في تواصلها معنا.

     (المصدر: صحيفة فلسطين، 1/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية