السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    إستراتيجية تحرير الأسرى

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    د.عصام عدوان

    قضية الأسرى الفلسطينيين من القضايا الوطنية الأكثر أهمية. وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمقاومة والنضال الفلسطيني. فطالما كانت هناك مقاومة ونضال، فهناك أسرى. وهذه ضريبة الحرية والكرامة. ولذلك فمن المهام الوطنية الأساسية على كل مؤسسة رسمية وعلى كل قائد: العمل على تحرير الأسرى.

    لقد نجحت المصالحة الفلسطينية في التوصل إلى اتفاق لعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، والذي أوكلت إليه المهام الوطنية العليا، ورسم الاستراتيجيات إلى حين إصلاح المنظمة وانتخاب مجلسها الوطني. وإلى ذلك الحين وجب على الإطار القيادي للمنظمة أن يجتمع في غضون يوم أو يومين ليضع إستراتيجية وطنية عليا للتعامل مع قضية الأسرى، يتم فيها تكامل الجهود، والاستفادة من القدرات المتاحة لدى كل فريق مشارك في هذا الإطار، وعلى الآخرين تذليل العقبات أمامه ليتسنى له القيام بواجبه الوطني تجاه خطة تحرير الأسرى، ومن ذلك:

    1. أثبتت عمليات خطف جنود العدو جدواها عبر سنوات الثورة الفلسطينية من أواخر الستينيات وحتى الآن. ووجب على الإطار القيادي للمنظمة اعتماد هذا الأسلوب وإطلاق أيدي فصائل المقاومة لتنفيذه وفق خطط عسكرية مدروسة. وهذا يقضي بأن تفسح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المجال أمام فصائل المقاومة لتنفيذ هذه المهمة في زمن محدد قصير.
    2. وحيث إن هناك فريقًا في الإطار القيادي للمنظمة لا يؤمن بالمقاومة المسلحة، ولا بعمليات خطف الجنود، فعلى هذا الفريق بذل قصارى جهوده في الإطار السلمي، وضمن خطة معلنة لكل المشاركين في الإطار، تهدف إلى الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، وعلى الأقل في المرحلة الأولى إلغاء العزل، وتحسين ظروف الاعتقال. وهذا يقتضي من جملة أعمال كثيرة، أن يُرسم دور محدد وفاعل للسفارات الفلسطينية المتواجدة في حوالي تسعين دولة للقيام بحراك دبلوماسي نشط للتأثير على الرأي العام في تلك الدول، وصولاً إلى توفير زخم دولي لطرح القضية على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن الطبيعي عدم إغفال الحراك الدبلوماسي الفلسطيني على ساحة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومجموعة العشرين، وغير ذلك من منظمات إقليمية ودولية.
    3. أمام منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس مهام كبيرة، قصَّرت عن القيام بها حتى الآن. وعلينا أن نتذكر أن منظمة التحرير عضو مراقب في الأمم المتحدة، وعضو كامل في الجامعة العربية وفي منظمة الوحدة الإفريقية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو مراقب في معظم المنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة. لكننا لم نسمع عن أي نشاط دبلوماسي لمنظمة التحرير لغرض تحرير الأسرى أو للتخفيف عنهم كحد أدنى. وبينما رأينا محمود عباس يطوف الدنيا من أجل الضغط على الاحتلال لاستئناف المفاوضات بعد توقيف الاستيطان، ومن أجل قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة، ومن أجل التأليب على حماس. لم نجده يفعل ذلك من أجل الأسرى، ولا حتى من أجل أسرى حركة فتح وأسرى فصائل منظمة التحرير. وهذا الأمر يضع محمود عباس أمام مسئولياته الوطنية، وإنما نحن نذكِّره بواجباته، ونتمنى أن يتدارك الأمر قبل فوات الأوان، فأيام الأسرى على وشك النفاد.
    4. إن قوى اليسار الفلسطيني مطالَبة هي أيضاً ببذل جهودها على الساحتين الداخلية والخارجية من أجل الأسرى، ومن أجل أحمد سعدات. فهي تتحدث عن المقاومة، لكنها لا تفعل شيئاً. فلماذا لا تضم جهدها إلى حركتي حماس والجهاد، وتضغط على السلطة في الضفة للسماح بخطف الجنود؟ وخارجياً أين جهودها لدى الدول الشيوعية، كالصين وكوريا الشمالية، وفنزويلا، وغيرها من دول أمريكا اللاتينية؟ وأين جهودها لدى الأحزاب الشيوعية والاشتراكية عبر العالم من أجل تحريك قضية الأسرى وإحراج الصهاينة؟ وأين جهودها لدى ما يسميهم البعض (قوى السلام في دولة الاحتلال)، (ولدى الحزب الشيوعي فيها )راكاح)؟ ويبدو أن هذه الفصائل اليسارية أصبحت ضعيفة وعاجزة حتى عن الكلام. وها هو ميدان النضال أمامها فلتُرِنا ما تستطيع فعله لصالح أسراها أولاً.
    5. إن إستراتيجية وطنية لتحرير الأسرى يجب ألا تغفل دور الإعلام العالمي في التأثير على الاحتلال إذ بمقدوره فضح صورتها، وإجبارها على تغيير سلوكها بمقدار شدته وكثافته. وهذا يقضي بتخصيص ميزانية كبيرة تشترك فيها كل فصائل الإطار القيادي للمنظمة لتمويل برامج دعائية وتثقيفية وأفلام تسجيلية ووثائقية وبثها عبر فضائيات العالم وفي التلفزيونات المحلية في دول العالم، وفي الصحف المحلية لدول العالم، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
    6. ويجب أن توظف هذه الإستراتيجية، الجاليات الفلسطينية في الدول الغربية، وتقديم تمويل لها للقيام بفعاليات كبيرة، ومسيرات، وتغطيات إعلامية، وكتابة رسائل وتوصيلها إلى البرلمانيين الأوربيين، واستخدام وسائل إعلامهم لصالح قضية الأسرى. والكثير مما يمكن فعله إذا صدقت النوايا.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 2/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية