الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى الفلسطينيون.. عزيمة لا تلين

    آخر تحديث: الأربعاء، 02 مايو 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: محمد عبيد

    الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية العازمون على الاستمرار في معركتهم السلمية الكبرى، المقاتلون بأمعائهم الخاوية وإرادتهم العصية على الكسر، يدخلون اليوم الرابع عشر من إضرابهم المفتوح عن الطعام، وكلهم عزم على مواصلة المعركة، رغم ما يواجهون من سياسات صهيونية متواصلة، يستمرون في معركة الموت البطيء، أمام جانب لا يعبأ بشيء، ولا يردعه حس إنساني أو أخلاقي، يواصل هو الآخر حربه عليهم بشتى الطرق والوسائل، في محاولة يائسة لضرب صمودهم الأسطوري، وكسر إضرابهم.
    أسبوعان من الإضراب عن الطعام، لا يمكن قياسهما، فالأيام في حياة الشعوب الطويلة لا تعد أحياناً كثيرة، لكنها في هذه الحالة تأخذ منحى يتعدى المعنى المجرّد للعدد، إلى رمزية صمود عظيم، لم ولن يكسره الاحتلال وهي مع كل يوم يمر منها، تعطي الدافع للأسرى للاستمرار في المعركة بإصرار لا يمكن لنا إلا أن نرفع له القبعات، وننحني إجلالاً لهذا الموقف التاريخي، الذي عز قبيله في العالم.
    السلطات الصهيونية تعاني أزمة حقيقية أمام هذا الحشد من المناضلين السلميين، وإن ادعت أنها غير عابئة، وليس أدل على ذلك من المحاولات المتواصلة منذ اليوم الأول للإضراب المفتوح الذي تزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، لكسر هذه الحركة التاريخية، وإحباط محاولة الأسرى الفلسطينيين الانتصار لكرامة تهدرها ما تسمى "مصلحة السجون" كل دقيقة، عبر سلسلة لا متناهية من الممارسات الماسة بالكرامة الإنسانية، ومن ضمن هذه المحاولات تلك القرارات التعسفية بنقل عدد كبير من الأسرى بين المعتقلات والتركيز بشكل أساسي على معتقل نفحة الصحراوي، الذي انطلقت منه شرارة الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي وضعت قيادة الحركة الأسيرة فيه، الوثيقة الشهيرة المعروفة باسم "وثيقة العهد والوفاء"، الناظمة لفعاليات الإضراب وقيادته، وآليات إدارته وتعليقه وإنهائه، وأسس التفاوض مع سلطات السجون وسبل دعمه من خارج المعتقلات في الداخل الفلسطيني المحتل.
    هذه الهجمة العامة على مختلف المعتقلات، والتركيز على معتقل نفحة بشكل خاص، تؤشر بالضرورة إلى إدراك السلطات الصهيونية لحجم الأزمة التي تواجهها، وإدراكها أيضاً لما تنطوي عليه خطوات الأسرى التصعيدية، من خلال انضمام أسرى جدد بشكل يومي إلى الإضراب المفتوح.. وهي لذلك تسعى بكل الوسائل، بدءاً بحركة النقل التعسفي للأسرى، ومروراً باتباع سياسة الإهمال الطبي بحق الكثيرين منهم الذين يعانون آلام وأعراض إضرابهم المتواصل، وأخيراً وليس آخراً استمرارها في سياسات العزل الانفرادي لكثير من قيادات الحركة الأسيرة، ورفضها المتواصل لإنهائها، وتواصل استخدامها للسلاح غير الشرعي المتمثل بالاعتقال من دون تهمة ولا محاكمة (الاعتقال الإداري).
    الأسرى الفلسطينيون مستمرون في المعركة، ومن المفروغ منه أنهم لن يضعوا أوزار هذه الحرب المفتوحة قبل تحقيق مطالبهم.. وأمام هذا المشهد واضح المعالم، يبدو العالم ضريراً أبكمَ، يدعي الانشغال بقضايا حقوقية وإنسانية، ويزعم أنه يعبأ بكرامة بني البشر، وكأن الشعب الفلسطيني بأسراه وجرحاه، وأمهاته الثكالى، وأطفاله اليتامى، غير موجود على "الخريطة".

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 1/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير خليل سلامة الرشايدة نتيجة نوبة قلبية بعد الإعتقال مباشرة والمماطلة والإهمال في العلاج وهو من سكان بيت لحم

28 إبريل 1968

استشهاد المجاهد إبراهيم الحجوج من سرايا القدس بقصف صهيوني في عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا

28 إبريل 2008

استشهاد المجاهد محمد صالح الفقي من سرايا القدس أثناء اشتباك مسلح مع قوة صهيونية شرق مدينة غزة

28 إبريل 2007

فوزي القاوقجي يتسلم مهمة الدفاع عن يافا، والعصابات الصهيونية تشن هجوماً مكثف على المدينة لإجبار أهلها على الرحيل

28 إبريل 1948

العصابات الصهيونية تحتل الشطر الغربي من مدينة القدس

28 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية