الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المطلوب تعزيز وحدة نضال الأسرى في إضرابهم الملحمي

    آخر تحديث: السبت، 05 مايو 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: راسم عبيات

     Ù…Ù† العوامل الهامة التي أفشلت الإضراب المفتوح عن الطعام في آب/2004ØŒ هي عدم وجود قيادة مركزية ‏وموحدة للإضراب، قيادة تمسك بخيوط المعركة من ألفها إلى يائها، قيادة لها برنامج وخطة وإستراتيجية ‏موحدة، والحدود العليا والدنيا للمطالب، وضمن أي شروط وعلى أي أسس يتم وقف الإضراب وغيرها. 
    وفي ظل عدم وحدة الأداة الوطنية التنظيمية للحركة الأسيرة، فإن إدارة مصلحة السجون، هي من امتلكت زمام ‏المبادرة في تلك المعركة، وتمكنت من اللعب على تناقضات الحركة الأسيرة وعدم توحد قيادتها، وبادرت الى ‏الهجوم على الحركة الأسيرة، متمكنة من إفشال الإضراب وإنهاءه وعدم تحقيقه لمطالبه رغم التضحيات الجسام ‏التي قدمها الأسرى في تلك الملحمة البطولية، وعلى ذلك الفشل بنت إدارة مصلحة السجون حساباتها، وشنت حرباً ‏شاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية، حرب أريد لها أن تنسخ كلياً من أذهان الحركة الأسيرة بأن السجون، هي ‏مدارس وجامعات، تخرج القادة والكادرات في مختلف الميادين والتخصصات، في العمل الحزبي والتنظيمي ‏والجماهيري والثقافي والفكري والسياسي وغيرها، حيث رسمت إستراتيجية جديدة تحد من التواصل بين أبناء ‏الحركة الأسيرة الفلسطينية، إستراتيجية تقوم على تحويل السجن الواحد الى عدة سجون مستقلة، بحيث يمنع ‏التواصل بين أقسامه المختلفة، وكذلك الحد من التواصل بين السجون المختلفة من خلال ترتيبات خاصة للنقل في ‏‏"البوسطات" لسجون الشمال والجنوب، وكذلك العمل على الزج بأسرى القدس والداخل الفلسطيني في أقسام ‏خاصة في السجون، مع تحويل سياسة العزل الى استراتيجية ثابتة في سياسة إدارة مصلحة السجون والعمل على ‏توسيعها، وكذلك استخدام سياسة النقل المستمر لأبناء الحركة الأسيرة بين السجون المختلفة، وبما لا يمنحها أي ‏فرصة لالتقاط أنفاسها وبناء منظمات حزبية- تنظيمية ومؤسسات اعتقالية ولجان وطنية.
    ومنذ ذلك التاريخ تراجعت أوضاع الحركة الأسيرة الفلسطينية كثيراً، وجاء الانقسام ليفاقم من أوضاعها، ومع ‏تشديد إجراءات القمع بحق الحركة الأسيرة، حدثت حالة من التململ في أوضاعها وصفوفها، ولكن ذلك التململ لم ‏يكن كافياً لنظم موقف اعتقالي موحد يجمع كل ألوان الطيف السياسي الاعتقالي، فكان إضراب 27/9/2011 ‏المفتوح عن الطعام، الذي بدأ به رفاق الجبهة الشعبية والتحقت به مجموعات من أسرى الفصائل الأخرى، ورغم ‏انه امتد لمدة 22 يوماً، والتزمت إدارة مصلحة السجون بتنفيذ المطالب التي رفعها الأسرى المضربين، إلا أنها ‏استغلت عدم وجود موقف اعتقالي، وتنكرت للمطالب قبل أن يجف حبرها، وليتبع ذلك موجة من القمع بحق ‏الحركة الأسيرة، معركة كسر إرادة وتحطيم معنويات وفكفكة منظمات الأسر، وإحلال الطابع العشائري والجهوي ‏والبلدي محل الحزبي والتنظيمي في بناءها وهيكليتها واوضاعها الداخلية، وجاءت خطوة الأسير الإداري خضر ‏عدنان وخوضه لإضراب تاريخي مفتوح عن الطعام، محطماً لكل الأرقام القياسية التي خاضها الأسرى ليس على ‏المستوى الفلسطيني، بل وعلى المستوى العالمي، ومن بعده المجاهدة هناء الشلبي، لكي يثبتا بأن الحركة الأسيرة ‏الفلسطينية قادرة على النهوض وصنع المعجزات من خلال ملاحم معارك الأمعاء الخاوية، ولتنضج الأمور وتتفق ‏كل ألوان الطيف السياسي والإسلامي على خوض إضراب مفتوح عن الطعام في السابع عشر من نيسان ‏الماضي، المصادف ليوم الأسير الفلسطيني، وبالفعل بدأ الإضراب وها هو متواصل.
    ولكن المقلق أنه رغم الاتفاق بين كل ألوان الطيف السياسي على خوض هذا الإضراب بشكل موحد وبمطالب ‏موحدة وبرنامج موحد وقيادة موحدة، فإنه حتى اللحظة الراهنة تبدو الأمور رجراجه وغير واضحة، حيث أنه لم ‏يجر الالتحاق من كل أبناء الحركة الأسيرة في هذه المعركة الكبيرة، ونرى بأن هناك تباينات واجتهادات في ‏مواقف البعض، حيث يجري الحديث عن انه للحظة الراهنة والتي مضى فيها على اضرب الحركة الأسيرة 18 ‏يوماً فإن الملتحقين بالإضراب من الأسرى رغم تزايدهم المستمر لم يتجاوزا نصف أبناء الحركة الأسيرة ‏بقليل، مع ترجيح أن يلتحق كل أبناء الحركة الأسيرة بكاملهم في الأيام القليلة القادمة في ملحمة الإضراب المفتوح ‏عن الطعام، حيث أن ردود مصلحة السجون الصهيونية على مطالب الأسرى سلبية، وهي تتعمد المماطلة ‏والتسويف في ملحمة الإضراب المفتوح عن الطعام، والخشية هنا رغم أننا لا نشكك في وطنية أحد أو نفرق بين ‏احد من الأسرى أو الفصائل والأحزاب، على اعتبار أن إدارة مصلحة السجون تستهدف الأسرى كمجموع ومن ‏مختلف ألوان الطيف السياسي، ولكن هذا التأخير في حسم الأمور وعدم وضع النقاط على الحروف من شأنه أن ‏يمكن الإدارة من اللعب على وتر التباينات والخلافات في الاجتهاد بين قيادة الحركة الأسيرة ‏وعناصرها، والاستفراد بالأسرى المضربين عن الطعام.
    ولا نريد للحركة الأسيرة أن تعيد تجربة الفشل والانكسار في إضراب آب/2004ØŒ فالفشل والهزيمة من شأنها خلق ‏تداعيات جداً خطيرة على أوضاع الحركة الأسيرة لجهة حقوقها ومنجزاتها ومكتسباتها، وزيادة حدة تغول ‏وتوحش إدارة مصلحة السجون وأجهزة مخابراتها، ولذلك فالمطلوب هو الوحدة ثم الوحدة لكل أبناء ‏الحركة الأسيرة والالتفاف حول المطلوب المرفوعة، ويجب الإسراع في التحاق الأسرى غير المضربين ‏بالإضراب، فإدارة مصلحة السجون علمتنا دائما على المماطلة والتسويف، وهي تراهن على عدم ‏صلابة ومتانة الوحدة الداخلية للأسرى، وقد تلجأ إلى خوض حوارات هنا أو هناك بغرض تفتيت الموقف الموحد ‏للحركة الأسيرة.
    وبالقدر الذي نطالب به أسرانا بالوحدة وشحذ الهمم، فإنه كذلك مطلوب من قادة فصائلنا وأحزابنا الابتعاد عن ‏التصريحات والمقابلات التوتيرية والتي من شأنها التأثير على الوحدة الوطنية التنظيمية للحركة ‏الأسيرة، ومطلوب منهم أيضا ومن السلطة والمؤسسات والجماهير الفلسطينية أن توسع من دائرة نشاطاتها ‏وفعالياتها التضامنية مع أسرانا، بحيث لا تبقى في إطار الأنشطة الاستعراضية والخطابية، فيجب أن يشارك ‏الشارع والفصائل بعمل جماهيري واسع لنصرة الأسرى، فحتى اللحظة الراهنة فإن الفعاليات والأنشطة ‏الجماهيرية لا ترتقي الى المستوى المطلوب، وبصراحة لا يوجد أي جهد جدي وحقيقي في هذا الجانب، وكذلك من ‏الهام والضروري جداً ابتداع أشكال نضالية وتضامنية مع الأسرى تخرج عن الأنماط التقليدية، بحيث تنقل للعالم ‏صورة حية وحقيقية عما يتعرض له أسرانا من جرائم ترتقي الى جرائم الحرب في سجون الاحتلال ومعتقلاته‏.
    وختاما أعود وأقول الوحدة....الوحدة...في الإضراب....وشدوا الهمة يا شباب.‎

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير خليل سلامة الرشايدة نتيجة نوبة قلبية بعد الإعتقال مباشرة والمماطلة والإهمال في العلاج وهو من سكان بيت لحم

28 إبريل 1968

استشهاد المجاهد إبراهيم الحجوج من سرايا القدس بقصف صهيوني في عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا

28 إبريل 2008

استشهاد المجاهد محمد صالح الفقي من سرايا القدس أثناء اشتباك مسلح مع قوة صهيونية شرق مدينة غزة

28 إبريل 2007

فوزي القاوقجي يتسلم مهمة الدفاع عن يافا، والعصابات الصهيونية تشن هجوماً مكثف على المدينة لإجبار أهلها على الرحيل

28 إبريل 1948

العصابات الصهيونية تحتل الشطر الغربي من مدينة القدس

28 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية