المطالبة بضرورة نصرة قضية الأسرى ومعاقبة الاحتلال

موضوعات ذات صلةً

• الهيئة القيادية لأسرى الجهاد تعزي بوفاة المفكر د.سميح حمودة
• "الأسرى في رمضان" معاناة مستمرة ولوعة الاشتياق لذويهم

طالبت فصائل وهيئات وطنية، بضرورة نصرة قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وتفعيل ملفهم في معظم الساحات، بما يحقق الإفراج عنهم، أو نيل حقوقهم المسلوبة من قبل إدارة مصالح السجون.
ودعا هؤلاء في مؤتمرات صحفية عقدت أمام خيمة التضامن مع الأسرى بساحة الجندي المجهول بغزة، إلى تضافر الجهود المحلية، والتواصل مع كافة الهيئات الإنسانية والحقوقية، لإبراز معاناة الأسرى والوقوف معهم، بالإضافة إلى وضع قضيتهم على رأس أولويات العمل الوطني.
ويواصل الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم عن الطعام لليوم 22 على التوالي، احتجاجًا على ظروف اعتقالهم القاسية داخل السجون، وفرض جملة من السياسات العنصرية بحقهم، ولاسيما سياسة العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري، والحرمان من الزيارات والتعليم.

ركن أسياسي
و قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن دعم الأسرى في سجون الاحتلال "واجب شرعي" على كل أبناء الشعب الفلسطيني وقواه الحية، والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، لأنهم يمثلون نموذجاً متقدماً ومناضلاً ساهم في الدفاع عن الأرض والمقدسات.
وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة نافذ عزام في مؤتمر صحفي أن الأسرى يساهمون بتضحياتهم بصنع تاريخ جديد للشعب الفلسطيني، ويؤكدون في معركتهم الجديدة بأن القضية لا يمكن لها أن تموت و تندثر، مشيراً إلى أن الاحتلال حاول مراراً كسر إرادة وشوكة الأسرى.
وشدد عزام على أن الأسرى يموتون موتاً بطيئاً بدون تحرك جدي لأطراف عدة في العالم، وأن الإضراب عن الطعام الذي يخوضونه قد فتح القضية من جديد، وقال: "الأسرى يمثلون الوجه الحقيقي ولابد أن نتفرغ لمساندتهم".
بدورها قالت لجان المقاومة الشعبية: "إنه من الواجب الشرعي على الجميع أن ينتصر لقضية الأسرى، عملًا بوصية رسول الله صلى الله علبه وسلم "فكوا العاني"، مطالبة بضرورة تفعيل ملفهم على كافة الساحات الدولية والعربية وبما يعزز من صمودهم ونيل حقوقهم المسلوبة.
وتساءل متحدث باسمها "أبو إسلام" في مؤتمر صحفي بقوله: "إلى متى ستستمر هذه المعاناة، ويستمر اعتقال أكثر من  5آلاف أسير كرهائن يتعرضون لشتى صنوف التعذيب، وانتهاك حقوق الإنسان، والإذلال"ØŒ مشيرا إلى أن إضراب الأسرى لم يكن ليحدث لولا زيادة حدة الاعتداءات عليهم.
وذكر أن الحركة الأسيرة شكلت منذ اللحظة الأولى للاحتلال ركناً أسياسياً من الشعب الفلسطيني، وأنها بقيت صامدة مجاهدة رغم ما تعرضت له من ممارسات وقمع إسرائيلي، مطالباً إياهم بالوحدة ورص الصفوف.
وخاطب القوى الوطنية والإسلامية بقوله: "إنه قد آن الأوان لترجمة الأقوال إلى أفعال حقيقية، تثبت احترامنا لتضحياتنا هذه من خلال الارتقاء بتضحياته وعذابات أسراه وذويهم، وضرورة إنهاء حالة الانقسام السياسي، وإعادة الاعتبار لبوصلة الصراع الحقيقي المتمثل في مواجهة الاحتلال الصهيوأمريكي".
وفي نفس السياق، قال عضو المجلس الثوري في حركة "فتح" النائب فيصل أبو شهلا: إن الشعب الفلسطيني يأمل بشكل كبير في دعم الأمة العربية والإسلامية لقضية الأسرى، ونصرتهم، بعد مضي أكثر من 20 يوماً متواصلاً لإضرابهم المفتوح عن الطعام.

مقاطعة الاحتلال
ودعا أبو شهلا الدول العربية والأجنبية للذهاب اتجاه مقاطعة الاحتلال، وتعرية ممارساته العنصرية التي ينتهجها بحق الأسرى، ولا سيما العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري، والتفتيش العاري والحرمان من التعليم.
وأضاف :"إن هؤلاء الأسرى أسرى حرية، حسب اتفاقيات جنيف الرابعة، وما يمارسه الاحتلال بحقهم من ممارسات مخالفة للقانون الدولي"، مشيدا بتحرك جامعة الدول العربية المتجه نحو الذهاب إلى الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة في هذا الملف.
وعبر عن أمله في وجود تحرك مماثل في كافة المحافل الدولية الحقوقية والإنسانية، وإيصال قضية الأسرى أيضا إلى محكمة العدل الدولية في جنيف، مشيرا إلى أن ذلك يعد تدويلا للقضية، وضغطا جيدا تجاه الاحتلال وإدارة السجون.
وشدد المتحدث باسم حركة الأحرار "إقليم الشمال" ياسر خلف، على ضرورة نصرة قضية الأسرى، ووضعهما على سلم أولويات العمل الوطني، والحكومي، وذلك ردا لجميل نضالهم وتضحياتهم اتجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

الحرية والعدالة
وقال: "أيتها الشعوب العربية ما عاد مسموحا اليوم الصمت الطويل، أيها القادة الفلسطينيون ما عاد اليوم مسموحًا تجاوز قضية الأسرى، بحال من الأحوال، علينا كشف وفضح الاحتلال وممارساته المخالفة لاتفاقيات ومواثيق العالم الذي يدعي الحرية والعدالة".
من جانبها، ناشدت نقابة المحامين الفلسطينيين كافة الجهات الدولية والعربية المحلية الرسمية وغير الرسمية، بضرورة التحرك وتأييد نضال الأسرى في سجون الاحتلال، وفضح ممارسات الاحتلال التي ينتهك فيها القوانين الدولية كافة بما فيها اتفاقيات جنيف والمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وقال نائب نقيب المحامين في غزة في مؤتمر صحفي سلامة بسيسو :"إن الممارسات الصهيونية بحق الأسرى والتي تتمثل في الانتهاكات المتكررة لحقوقهم الإنسانية وكرامتهم وكرامة أبناء عائلاتهم تشكل تحديا صهيونياً واضحا للمعايير الإنسانية التي أقرها المجتمع الدولي لصون كرامة وحياة الإنسان".
واستطرد بقوله: "إن ما يتعرض له أسرانا من إذلال يومي وعقوبات لا إنسانية متمثلة في التفتيش العاري، ومنع الزيارات وخصوصا للأسرى من قطاع غزة، واقتحام الغرف، ومنعهم من التعليم والعلاج، تستهدف المس بكرامتهم ومعنوياتهم بشكل ممنهج ومستمر، وتشكل ضغطا مضاعفا عليهم داخل المعتقل".

لجنة تحقيق
من جانبهم طالب مبعدو كنيسة المهد، الأمم المتحدة بإرسال لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الممارسات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والتي ترتقي إلى جرائم حرب بحسب القانون الدولي الإنساني.
وأكد الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد فهمي كنعان في مؤتمر صحفي عقده المبعدون، خلال وقفة تضامنية مع الأسرى بعنوان "أسرانا في العيون" في ساحة الجندي المجهول بغزة، أن الاحتلال الصهيوني يرتكب جرائم حرب ضد الأسرى الفلسطينيين من خلال الممارسات العنصرية التي تمارس بحق الأسرى، وعلى رأسها الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والإهمال الطبي ومنع أهالي قطاع غزة وكذلك الممنوعين أمنيا من زيارة أبنائهم منذ أكثر من ستة أعوام، إضافة إلى قانون شاليط الذي حرم الأسرى من حقوقهم الطبيعية والمنصوص عليها دوليا.
وأضاف كنعان إن الاحتلال الصهيوني ومن خلال هذه الممارسات ينتهك القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الأسرى، مشددا على ضرورة قيام الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة الأسرى، وخاصة الذين مضى على إضرابهم 71 يوما.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 8/5/2012)

تعليقات الفيسبوك