الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسرى يجوعون وغيرهم يرتعون

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    د. فايز أبو شمالة

    قبل أن يكونوا أسرى، كانوا هم رجال المقاومة الذين حاربوا عدونا، وقبل أن يصيروا أسرى كانوا عشاق الكرامة والقتال، وكانوا القنابل والتفجيرات والرصاص الذي لعلع في كل مكان، إنهم الرجال الذين تطهمت أيديهم بدم الصهاينة، ولمع سنا قنابلهم في سماء فلسطين. 
    إنهم الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام، الذين فرضوا علينا بإضرابهم أن نتعرف على شخصيتهم؛ كي نحدد هوية أصدقائهم، وكي نميط اللثام عن وجه أعدائهم، وأزعم أن القارئ العربي قد أدرك أن كل من اقتنع بالمقاومة المسلحة طريقاً لتحرير فلسطين هو حبيب الأسرى وصديقهم، وهو من يتوجع لوجعهم، بينما كل من نبذ المقاومة وكره المقاومين هو عدو للأسرى، وشامت بهم، وهو لا يحس بأوجاعهم. 
    إنهم الأسرى الفلسطينيون بعد واحد وعشرين يوماً من الامتناع الكامل عن تناول أي لقمة خبزٍ، أو طعام، أو أي محلول مغذٍ، إنهم يصمدون على شربة ماء ولحس بعض حبات الملح، وهم يعرفون أن أجسادهم تذوب، وأن عظمهم يتهاوى، وأن حواسهم قد يصيبها الوهن، وتموت، وقد يموتون، ولكنهم الأسرى الذي حاربوا عدونا بالسلاح، وأوقعوا فيه، وكانوا جاهزين للشهادة، هم أنفسهم الذين يحاربون عدونا بصمودهم، وجاهزون للشهادة في سبيل الله.

    إنهم الأسرى الفلسطينيون الذين أجابوا بإضرابهم عن الطعام عن تساؤلات بعض الفلسطينيين والعرب الذين نسوا الأسباب التي من أجلها صار السجن الصهيوني مقاماً للرجال، ونسوا أننا تركناهم، وغرقنا في تعقيدات المشهد السياسي الفلسطيني، حتى صعب على بعضنا حل لغز الانقسام الفلسطيني، وارتج أصبع البعض خشية أن يشير إلى الحقيقة المرة التي تصفع قضيتنا في كل صباح، وتطرح علينا التساؤلات التالية: 
    لماذا هم أسرى، بينما ندعي نحن الحرية؟ لماذا هم تحاصرهم الجدران، بينما لا يطبق على أنفاسنا قيد السجان؟ لماذا لم تغفل عنهم الأحقاد الصهيونية، بينما نتفاخر نحن بأننا عبرنا عن الحواجز الصهيونية؟ لماذا هم محرومون من رؤية الأهل والأحبة، بينما نحن نحتضن أهواءنا كل عشيّة؟ لماذا هم أسرى مختطفون في السجون الصهيونية، بينما بعضنا في طرقات المستوطنين يمشي واثق الهوية؟ 
    لماذا مروان وعباس وعبد الله وأحمد وحسن في السجون ينزفون يومهم، ويعذبون، ويحرمون، بينما محمود ونبيل والطيب وفرج وسلام يسافرون، ويمرحون، ويمزحون، ويأكلون، ويشربون، ثم يخرجون على وسائل الإعلام يتفاخرون!؟ لماذا؟!.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 9/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية