المتغيرات الإقليمية والدولية.. وقضية الأسرى الفلسطينيين

موضوعات ذات صلةً

• الهيئة القيادية لأسرى الجهاد تعزي بوفاة المفكر د.سميح حمودة
• "الأسرى في رمضان" معاناة مستمرة ولوعة الاشتياق لذويهم

د. كمال الشاعر

منذ تاريخ 17 نيسان/ أبريل السابق، الذي صادف ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، والذي بدأ فيه الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أُطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.
فلقد خاض في تلك الذكرى الأسرى الفلسطينيون؛ وعدد من الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية إضرابا جماعيًّا مفتوحا عن الطعام، احتجاجًا على إجراءات الاعتقال الإداري وسوء معاملتهم في المعتقلات؛ ووقعوا وثيقة العهد والقسم بأن يحيوا كراماً أو يموتوا شهداء. 
و تعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الصهيوني، وقرابة خُمس الشعب الفلسطيني قد دخل السجون منذ بداية الاحتلال الصهيوني.. حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 (800.000) أي أكثر من (20%) من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات وطرق مختلفة.
وخلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في أيلول 2000ØŒ ووصل عدد حالات الاعتقال إلى أكثر من أربعين ألف عملية اعتقال لا زال أكثر من (8000 معتقل) داخل سجون الاحتلال، موزعين على أكثر من (27 معتقلاً)ØŒ ومعسكرات لجيش الاحتلال، ومراكز توقيف وتحقيق. 
فلقد عبر وزير الخارجية المصري د. محمد عمرو في مستهل أعمال حركة عدم الانحياز واجتماع وزراء خارجيتها الذي انطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية على البحر الأحمر الذي عُقد بتاريخ 9/5/2012، عن سعادته بأن يكون هذا المؤتمر المهم هو "أول حدث دولي رفيع المستوى يقام على أرض مصر بعد ثورة 25 يناير. "لافتًا إلى أن الثورة المصرية أسفرت عن تغييرات جذرية، مشددا على أنه لا رجعة فيها، في مختلف مناحي الحياة المصرية.. كما أنها عززت قدرة مصر على الاضطلاع بدورها التاريخي على صعيد السياسة الخارجية، بما في ذلك دورها في مختلف المحافل الدولية وفى مقدمتها حركة عدم الانحياز، التي تشرف برئاستها منذ تموز (يوليو) 2009، وحظت بدعمها في خطاها نحو مستقبل مشرق واثق يقوم على الحرية والمساواة والعدالة". وقال أيضاً إنه " في إطار التضامن المستمر لحركة عدم الانحياز مع المحن الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، فإن مصر تدعو جميع أعضاء الحركة إلى التضامن مع المطالب العادلة للأسرى والمحتجزين الفلسطينيين في السجون الصهيونية، خاصة في ظل الظروف غير الإنسانية التي يعيشون فيها والتي دفعت بعضهم إلى الإضراب عن الطعام في الآونة الأخيرة".
في حين أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه اتفق مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لاحقا، على تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية وطرحها على الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هناك اتفاقًا مماثلاً وتنسيقًا كاملاً مع الرئيس محمود عباس حول هذا الملف. خاصة وأن وفدًا من الأسرى المحررين غادر قطاع غزة متوجها إلى القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية لطرح قضية الأسرى المضربين عن الطعام منذ ما يقارب الشهر. 
فهل ستكون الانتخابات المصرية أحد المتغيرات الإقليمية؛ وفوز رئيس جديد لمصر لصالح قضية الأسرى الفلسطينيين؟ وكذلك المتغير الدولي الآخر بفوز الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ونجاحهم في الوصول إلى سدة الحكم بعد ما يقارب عقدين من الزمان لصالح قضية الأسرى الفلسطينيين؛ فهل ستؤثر نتائج الانتخابات الفرنسية وفوز فرنسوا هولاند الاشتراكي على الدفع نحو الانفراج في تلك القضية؟ فلقد حشد مسلمو فرنسا؛ التي تعتبر أكبر جالية مسلمة في أوروبا، أصواتهم للإطاحة بساركوزي في الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الفرنسية الرئاسية عقابا له على سياساته المعادية للمهاجرين العرب وللدين الإسلامي. 
وخاصة أننا مقبلون على انتخابات رئاسية أمريكية ويحتاج فيها المرشح الرئاسي الأمريكي لأصوات الناخب الأمريكي المسلم الذي استطاع أن يطيح بساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عقابا له على سياساته تجاه مسلمي فرنسا وانحيازه الكامل للصهاينة.
فهل ستكون المتغيرات الإقليمية والتي تتمثل في ثورات الربيع العربي وخاصة ثورة 25 يناير المصرية والتي تعتبر مصر دولة محورية في الشرق الأوسط وما أفرزته من فوز الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية بحوالي 75% من المقاعد خاصة ونحن مقبلون على انتخاب رئيس جديد لمصر والذي يحاول فيه أن يعيد مصر إلى الصف العربي وإلى قوتها الإقليمية والقومية؛ وكذلك الثورة التي حدثت في الانتخابات الفرنسية ووصول الرئيس الاشتراكي هولاند إلى سدة الحكم بعد ما يقارب عقدين من الزمان.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 12/5/2012)

تعليقات الفيسبوك