10 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الحركة الأسيرة تقترب من لحظة الانتصار

    آخر تحديث: الأحد، 13 مايو 2012 ، 00:00 ص

     

    بقلم: راسم عبيات

    مع دخول إضراب الحركة الأسيرة الفلسطينية المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال يومه الرابع والعشرين، ومع فشل كل المحاولات التي قامت بها إدارة مصلحة السجون الصهيونية وأجهزة مخابراتها من أجل كسر إرادة المضربين بالترهيب والترغيب وممارسة كل أشكال وأنواع الضغط، ومحاولتها جر المضربين الى مربع المفاوضات الفردية أو الجزئية من اجل خلق بلبلة وإحداث شرخ وشق لوحدة الحركة الأسيرة، كانت الحركة الأسيرة واعية لتلك الألاعيب والأكاذيب، حيث على سبيل المثال لا الحصر رفض الأمين العام للجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات التفاوض مع وفد إدارة مصلحة السجون الذي توجه لمفاوضته في مستشفى سجن الرملة، وكذلك جربت إدارة مصلحة السجون إجراء مفاوضات فردية وفصائلية مع قادة الأسرى من فصائل أخرى ولكن تلك الخطوة والمحاولات فشلت أيضا حيث أكد الأسرى أنه لا تفاوض أو فك للإضراب إلا من خلال الهيئة القيادية الموحدة للأسرى، وأية مفاوضات واتفاقيات خارج إطار تلك الهيئة القيادية غير ملزم للحركة الأسيرة الفلسطينية.
    نعم الصمود والثبات على الموقف ووحدة الأداة الوطنية التنظيمية للأسرى وان لم تكن مكتملة هي من العوامل الهامة في تحقيق الانتصار على السجن والسجان وإدارة قمعه وأجهزة مخابراته، ونحن شهدنا تطوراً نوعياً من قبل أبناء الحركة الأسيرة في تسجيل أرقام عالمية قياسية في طول ومدة الإضراب عن الطعام، مدة تجاوزت السبعين يوماً لبعض الأسرى وبإرادة وعزم كبيرين وتثبتان بشكل قاطع على أن امتلاك الإرادة والصبر والثبات على الموقف هي البوابات الرئيسية لتحقيق المطالب والانتصار.
    هؤلاء القادة العظام بثباتهم وصبرهم وطول نفسهم يعطون قادة كل الفصائل في الخارج الدروس والعبر بأنه لا انتصار ولا تحقيق للأهداف والمطالب إلا بامتلاك الإرادة والوحدة، ولا طريق غير هذا الطريق، وأنه آن الأوان لمغادرة تجريب المجرب الذي ثبت فشله في ارض الواقع، فالاحتلال لا يقدم أي تنازل طواعية أو بشكل مجاني طالما لا يدفع كلفة وثمنا عاليا لذلك، ثمناً لاحتلاله ويصبح مشروعه الاحتلالي خاسراً.
    إن تجارب الحركة الأسيرة في النضال والمقاومة والصمود فيها الكثير الكثير من الدروس والعبر التي نستطيع أن نبني عليها في إطار مقاومتنا وحركتنا السياسية في إطار مصلحة الوطن والقضية ووحدة الهدف، وليس في إطار المصالح الخاصة والفئوية والأجندات الخادمة لأهداف ومصالح ليس لها علاقة بالوطن والقضية.
    اليوم تلوح بشائر النصر في معركة بطولية وملحمية كانت الإضرابات السابقة سواء الفردية أو الحزبية بروفات معبدة لها الطريق نحو تحقيق الانتصار والانجاز، وكذلك لا ننسى ما صنعته وعبدته الحركة الأسيرة من انجازات ومكتسبات كبيرة وعظيمة عمدت بالدماء والتضحيات قبل مرحلة الجدب والقحط والتراجع وبهتان دور الحركة الأسيرة، مرحلة أوسلو التي كانت الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، مرحلة ضربت وحدة الأداة الوطنية التنظيمية للحركة الأسيرة، وغاب فيها القرار الجماعي والرؤيا والإستراتيجية الموحدتين، مما فتح الطريق أمام تغول غير مسبوق لإدارة مصلحة السجون وأجهزة مخابراتها على الحركة الأسيرة الفلسطينية، حيث شهدنا حرباً غير مسبوقة في هذا الاتجاه، من مصادرة للمنجزات والمكتسبات وتعدي صارخ على الحقوق، وزيادة وتوسيع لظاهرة العزل وبدون سقف زمني، ومنع طويل ومتواصل لزيارات الأهل، وتحويل للأكياس الحجرية والصفيح الساخن الى مقابر لأسرانا الحياء، وترافق ذلك مع حملة بطش وتنكيل وإذلال وامتهان للكرامة عبر عمليات الدهم والتفتيش المذلة والعارية من قبل قوات قمع السجون بوحداتها وتسمياتها المختلفة، وما تقوم به من عمليات عربدة وزعرنة واستفزاز من ض رب وتدمير لممتلكات ومقتنيات الأسرى ومصادرتها وفرض عقوبات عليهم لأتفه الأسباب كل ذلك دفع الحركة الأسيرة الفلسطينية إلى أن تقف أمام ذاتها، لكي تقول إما حياة بعزة وكرامة أو شهادة على مذبح الحقوق والمنجزات والمكتسبات، ولتخوض ملحمتها البطولية في السابع عشر من نيسان الماضي، ولتستمر فيها بكل عزيمة وإصرار متسلحة بقوة الإرادة ووضوح الهدف والإصرار على تحقيق المطالب، وعبر قيادة جمعية تمسك بالموقف والقرار بشكل مركزي وحدوي لكل ألوان الطيف السياسي.
    صحيح أن صمود الأسرى وثباتهم على مواقفهم ومطالبهم من العوامل الأساسية في تحقيق الانتصار، ولكن أيضا العامل الآخر هو الدعم والإسناد لهم من قبل الجماهير الشعبية والقوى والأحزاب السياسية الفلسطينية، عامل هام أيضا في تحقيق الانجاز والانتصار، وقد شهدنا تطوراً ملحوظاً ونوعياً في أكثر من منطقة على الصعيد الشعبي والوطني في نصرة ومساندة الأسرى، حركة جماهيرية صاعدة ومتصاعدة طالت فلسطين على امتداد جغرافيتها، وحتى جرت التحركات والاحتجاجات في عقر مؤسسات الاحتلال التعليمية، حيث انتصر طلبتنا الفلسطينيين في تلك الجامعات والمؤسسات التعليمية لأسرانا بالتضامن معهم عبر الاعتصامات والمسيرات وغيرها.
    إن رفع منسوب ووتيرة الدعم والإسناد شعبيا فصائليا وسلطويا من شانها أن تسرع في الضغط الكبير على حكومة الاحتلال وإدارة سجونها وأجهزة مخابراتها لكي تستجيب لمطالب أسرانا المحقة والعادلة، وهذا الحراك الشعبي الواسع يجب بالضرورة أن يتواصل ويزيد من حدة ضغطه على المؤسسات الدولية لكي تأخذ دورها ومسؤولياتها تجاه ما تردده وترفعه من شعارات عن حقوق الإنسان، وتطلب من الكيان احترام تلك الحقوق لأسرانا بدلا من الصمت المخزي والانحياز السافر لدولة وحكومة الاحتلال الخارجة على كل القوانين والأعراف الدولية، فهي بصمتها وانحيازها شريك للاحتلال في خرقها وتعديها على حقوق شعبنا الفلسطيني، وتتحمل مسؤولية أية تبعيات وتداعيات قد تنشأ لا سمح الله عن استشهاد أي أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
    بشائر النصر تلوح في الأفق لحركتنا الأسيرة في ملحمتها البطولية - ملحمة الأمعاء الخاوية - التي ثبت نجاعتها وفاعليتها في تحقيق الانتصارات والانجازات، ولتأخذ القيادة الفلسطينية الدروس والعبر من بطولات وتضحيات الحركة الأسيرة وتجاربها، فهي تعرف جيدا باحتكاكها اليومي والمباشر العقلية العنجهية الصهيونية ومدى ما تتشبع به من غطرسة، وهي غير مستعدة لتقديم أي تنازلات دون أن يكون هناك ثمن، فإدارة مصلحة السجون الصهيونية التي تكبل وتقيد أرجل وأيدي الأسير إلى السرير وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى سجن الرملة، وتعزل الأسرى لسنوات طويلة، لن تستجيب لا بالحوار ولا بالمفاوضات لأية مطالب، دون أن تشعر بأن عدم استجابتها سيترتب عليه الكثير الكثير من النتائج لجهة وجودها واستقرارها واقتصادها وأمنها.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 11/5/2012)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد اسماعيل صالح من سرايا القدس أثناء تنفيذه عملية جهادية شمال قطاع غزة

10 مايو 2002

استشهاد الأسير محمد سلامة الجندي نتيجة التعذيب في سجن الخليل والشهيد من سكان مخيم العروب

10 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية