10 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    شحنة نصر اسمها بلال

    آخر تحديث: الإثنين، 14 مايو 2012 ، 00:00 ص

    بقلم: قدري أبو واصل

     

    عضو لجنة متابعة الأسرى لقد رأيت بلال ذياب وثائر حلاحلة في المحكمة العليا بالقدس... رأيت رموز النضال والقيادة... ورأيت الضمير الصامت. أطل علينا بلال على كرسي عجلات وساعدوه ليجلس على مقعد المعتقلين في المحكمة. لوح بيديه لجميع من كان في القاعة وعلى وجهه تعلو ابتسامة العزة والكرامة مؤمنا بالنصر لا يساوم بل يقاوم رغم الجوع والألم...رأيت صورة التحدي بملامح وجه بلال وثائر...ابتسامة لبلال لم تدم طويلاّ سقط مغشياّ عليه أثناء المحكمة ورأيت في غيبوبته خوف السجان ليس على بلال بل من بلال وثائر وتحديهم ومواجهتهم وقوة إيمانهم بالنصر بعد 68 يوماّ من الإضراب.
    تذكرت في تلك اللحظة كلمات الشيخ خضر عدنان في يوم استقباله ببلدته عرابة جنين..في يوم الأسير الفلسطيني أمام الحشد الكبير الذي جاء لاستقباله مخاطبا: الإيمان وصقل الإيمان... العزيمة في التحدي..الإرادة القوية..عوامل أساسية للنصر بإذن الله.
    نعم أيها المناضل رأيت ذلك في بلال ذياب وثائر حلاحلة.. وعرفت وتعلمت الكثير الكثير وأن نصرنا وخلاصنا من الاحتلال بأيدينا..وأتساءل: لماذا البعض منا يتعايشون مع الهزائم ولا يريدون النصر لشعبهم..أم أن كلمة النصر غابت عن قاموسهم وأصبح الاندماج والتعايش والتطبيع سمتهم ويتحدثون عن الأسرى وإضرابهم وبطولات الآخرين ولا يتحدثون عن نصر الأسرى ويتمنون أن لو ينتهي الإضراب ليعودوا لحياتهم الطبيعية والتطبيعية..
    في اليوم 71 لإضراب بلال وثائر رأيت بلال للمرة الثانية...مع متابعتي للإضراب اتصلت يوم الاثنين وأثناء وجودي بتل ابيب بالمحامي جميل خطيب وسألته: هل هناك قرار من المحكمة..أخبرني بالنفي وأخبرني أنه زار بلال في مشفى أساف هروفيه وانه مستمر هو وثائر في الإضراب رغم خطورته على حياتهم. أسرعت إلى المشفى وفي الطريق تسارعت الأفكار.. هل حقا سأراه فهذا المشفى ليس بمشفى صفد فإلى جانبه مشفى صرفند العسكري...لا بئس سألوح له بيدي من بعيد..الحراسة مشددة ربما يراني !! كيف سيعرف أنني جئت من أجله.. فهو لا يعرفني وفقط رآني بالمحكمة لأول مرة, وهل في وضعه الخاص مع الألم والجوع سيتذكر ملامحي؟! و يرن هاتفي المحمول ليخبرني المحامي جميل الخطيب أن قرار المحكمة هو رفض الاستئناف.
    هذه هي عدالتهم..وهذه هي محاكمهم..وكيف لقاض بعد أن رأى بأم عينيه بلال يغمى عليه داخل قاعة المحكمة حكم بقرار الرفض...أليس هذا القرار بعد 68 يوما من الإضراب حكم بالموت البطيء...أين إنسانيتهم أين ضميرهم...أم أن الفلسطيني في نظرهم يبقى متهما حتى لو قام محاميه بإثبات براءته..
    بلال وثائر كانا يواجهان التعنت الصهيوني بالتحدي والإيمان بالنصر لقضيتهم وإلغاء الاعتقال الإداري..لا إيمانا منهم بعدالة المحاكم. وصلت المشفى باحثا عن الغرفة الموجود بها بلال , تجولت وتفحصت غرف المشفى حتى وصلت الى غرفتين تحيطهما الستائر ببابها رجل امن وسمعت اصواتا فعرفت انه حديث يدور بين حراس الغرفة.. من الصعب الدخول , ومع مراقبتي من بعيد رأيت ثلاثة من الحراس يخرجون من خلف الستائر ورجل الأمن يتحدث بالهاتف. نعم انها الفرصة الوحيدة أمامي وبشكل سريع دخلت من فتحة الستائر ولأول وهلة رأيت حارسين داخل الغرفة احدهما سألني ماذا تريد..أجبته سمعي ثقيل ولم أسمعك جيدا ودخلت الغرفة وإذا بي أرى بلال على سرير الشفاء كان في غفوة استفاق على صوتي لأحييه بأحسن تحيه واطمئن على صحته في يومه ال 71 فابتسم وحياني فتدخل السجان وقال إن هذا ممنوع...ولكني شعرت بالعزة والكرامة في نظرة بلال ومعنوياته العالية. فقلت للسجان إنني أتيت من تل ابيب وأعمل في مؤسسة حقوقية اتصل بي أهله طالبين زيارة المشفى لأطمئنهم عن بلال.. نعم فهم بلال الحديث وما اعني مع ابتسامة وداع ابتسامة عزة وكرامة وإصرار على النصر أو الشهادة...لم استطع إبلاغ بلال بقرار المحكمة...وشعرت بالنصر وتحقيق ما أتيت من أجله..انها شحنة نصر اسمها ابتسامة بلال. في اليوم ال 72 تم نقل بلال الى مشفى سجن الرملة وقام المحامي جميل خطيب بزيارة الأسيرين بلال وثائر واخبرهما بقرار الرفض , وكان ردهما الاستمرار في الإضراب رافضين اخذ السوائل والدواء رغم كل المحاولات في المشفى والسجن.. ورأوا في ذلك تحايل من السجان والطبيب ومؤامرة لإنهاء إضرابهم.. وقالا للمحامي أنهما مستمرين في الإضراب حتى تحقيق النصر أو الشهادة...نعم ستنتصر بكم فلسطين على موعد مع الحرية لكم ولجميع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية...وشعبكم بأسره معكم على درب الوفاء والعهد لتضحياتكم من اجلنا كي نعيش بعزة وكرامة في وطننا.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد ناهض أبو هداف من سرايا القدس أثناء مواجهات مع قوات الاحتلال بمنطقة القرارة شمال خانيونس

09 مايو 2004

الأسرى في سجن مجدو يعلنون الاضراب عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم المعيشية

09 مايو 2002

قبول العرب بشروط الهدنة مع العصابات الصهيونية

09 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية