مطالبات بتشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق في سجون الاحتلال

موضوعات ذات صلةً

• الهيئة القيادية لأسرى الجهاد تعزي بوفاة المفكر د.سميح حمودة
• "الأسرى في رمضان" معاناة مستمرة ولوعة الاشتياق لذويهم

طالب مشاركون خلال مؤتمر تضامني في العاصمة المصرية القاهرة، بتشكيل لجنة تقصى حقائق دولية حول أوضاع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني، حيث تمارس بحقهم إدارة السجون وأساليب مخالفة لقواعد القانون الدولي والإنساني. وشارك في هذا المؤتمر نخبة من السياسيين والشخصيات العامة والمنظمات الحقوقية المصرية والعربية، فضلا عن ممثلين لأهالي الأسرى الفلسطينيين. وفضح المشاركون الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى، واصفين إياها بـ "جرائم نازية"، وقالوا إنها تكشف عن الوجه القبيح لدولة الاحتلال.
ووجه المشاركون اللوم والانتقادات لـ "الأنظمة العربية التي لم تقم بالدور الفاعل في تسويق الأزمة سياسيا ودبلوماسيا، والضغط على الصهاينة بكل الوسائل من أجل حل الأزمة منذ البداية بدلا من استمرار الأسرى في إضرابهم أو اللجوء إلى هذا الخيار من الأصل".
وقال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي راجي الصوراني: "عندما يعجز المناضلون داخل سجون الاحتلال عن الدفاع عن حقوقهم بالوسائل التقليدية، يستخدمون السلاح الأخير الإضراب عن الطعام".
وأكد في كلمته ألهبت حماس المشاركين في المؤتمر الذي نظمته نقابة الصحفيين بمشاركة المنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب، أن الفلسطينيين لن يكونوا ضحايا جيدين  Ù„لاحتلال وأن الاحتلال الذي انتهك اتفاقية جنيف الرابعة وكل المواثيق الدولية من الوريد إلى الوريد دفع هؤلاء الأسرى إلى اتخاذ هذا الموقف الجماعي.
وتساءل: هل يعقل أن تمنع سلطات الاحتلال أهالي بعض الأسرى من زيارتهم لمدة تزيد عن 13 عاما؟ هل يعقل أن تستمر في تطبيق سياسة الاعتقال الإداري لمدة 45 عاما، حتى أن 27 نائبا منتخبا، يتصدرهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك يعتقلون إداريا؟".

لجنة تقص حقائق
بدوره؛ طالب رئيس منظمة التضامن "الأفروآسيوي" حلمي الحديدي، بضرورة التحرك العاجل على كل المستويات لإنقاذ الأسرى في سجون الاحتلال، وتشكيل لجنة دولية لتقصي أوضاع الأسرى الفلسطينيين والعرب، ودعم التوجه الفلسطيني والعربي لتدويل القضية، واستصدار حكم من محكمة العدل الدولية في لاهاي حول الموقف القانوني للأسرى.
وعبر في كلمته عن أن الأسرى يمثلون إرادة الحرية ومواجهة ظلم المحتل، كما أنهم رمز للعدالة الإنسانية وحرية الإنسان الفلسطيني الذي تعرض مليون شخص منه للاعتقال منذ عام .1967 وحمل رئيس اتحاد المحامين العرب سامح عاشور، بشدة على القوى الكبرى في النظام الدولي، كونها تكيل بمكيالين فيما يتعلق بالحقوق العربية والفلسطينية المشروعة، ووجه اللوم للنظام العربي المنبطح الذي ارتضى بدور التابع، وتقديم التنازلات المستمرة. وتهكم على تراجع الطموحات والأحلام العربية والفلسطينية الكبيرة، التي كانت تتحدث في البداية عن تحرير كامل فلسطين، فإذا بها تتحدث عن دولة على حدود 67، ثم الضفة والقطاع، ثم بعض القدس، والآن تدافع عن بعض الأسرى، وهو وإن كان حقا مشروعا إلا أنه يدل على تضاؤل الأحلام العربية، ويكشف أن الأنظمة والجيوش العربية ليست على مستوى المسئولية.
وانتقد الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عمر زين، عدم تحرك الأنظمة العربية بشكل فاعل لدعم قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب، متسائلا: هل تم ذلك بداعي الانكفاء على الداخل أم بسبب التبعية التي ارتضتها هذه الأنظمة؟".

واستغرب عدم تحرك منظمة التحرير الفلسطينية والأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية لوضع قضية الأسرى على أولوياتها، ووجه اللوم نفسه إلى البرلمانات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لمواجهة العنصرية الصهيونية التي يتبناها الاحتلال ليس في مواجهة الأسرى فقط، لكن في التعامل مع الشعب الفلسطيني ككل.
وفى حين؛ دعا رئيس لجنة الشئون العربية في نقابة الصحفيين المصريين هشام يونس، الخارجية المصرية إلى التحرك السريع لإنقاذ الأسرى المصريين في سجون الاحتلال، فقد أوضحت فدوى البرغوثي "زوجة المناضل مروان البرغوثي" الأوضاع الصعبة التي يعانيها الأسرى، وقالت: "إن الشعب الفلسطيني سوف يظل مستمرا في جهاده لنيل حقوقه المشروعة، وصولا إلى الهدف الأسمى لتحرير فلسطين وفى مقدمتها مدينة القدس درة فلسطين".
وتحدث عدد كبير من أهالي الأسرى في ختام المؤتمر، الذي حظي بمشاركة مكثفة من وسائل الإعلام والشخصيات العامة، بينهم سفير فلسطين في القاهرة الدكتور بركات الفرا، والأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقا سعيد كمال.
وبحسب الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي، فإن المؤتمر استهدف التعريف بقضية الأسرى وتوضيح أبعاد المعاناة التي تنال من الأسرى وذويهم وتقوض قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود في مواجهة الاحتلال العنصري باتخاذه الأسرى كرهائن وورقة للمساومة في إطار عملية التفاوض اللامنتهية.

وقال: "إن المنظمين حرصوا على مشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة والسفراء العرب والاتحادات المهنية العربية ومنظمات حقوق الإنسان والأحزاب والقوى السياسية والقيادات البرلمانية والخبراء والإعلاميين في هذا اللقاء التضامني".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 15/5/2012)

تعليقات الفيسبوك