الشبكة العنكبوتية بوابة للتضامن مع الأسرى في معركتهم

موضوعات ذات صلةً

• الهيئة القيادية لأسرى الجهاد تعزي بوفاة المفكر د.سميح حمودة
• "الأسرى في رمضان" معاناة مستمرة ولوعة الاشتياق لذويهم

لم يتوقف التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الذين خاضوا إضرابا أسطوريا عن الطعام في وجه سياسة القمع الصهيونية العنصرية بحقهم، على المشاركة في المسيرات التضامنية ونصب الخيم فحسب؛ بل إن الشبكة العنكبوتية باتت هي الأخرى منفذا وطريقا قوية للتضامن معهم من خلال نقل أخبارهم وإنشاء مجموعات شبابية لنصرتهم.
واستحدث نشطاء الشبكة العنكبوتية وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأساليب لحشد التأييد والدعم للتضامن مع الأسرى، فمنهم من عمد إلى تغيير صورة البروفايل الخاص به ليحمل بدلاً من صورته الشخصية صورة رمزية تعبر عن الأسرى في محنتهم وتجربتهم النضالية مع الاحتلال.
وكان الآلاف من المتضامنين الفلسطينيين والعرب والأجانب مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ ""28على التوالي، قد عمدوا إلى توحيد الصورة الشخصية لبروفايلاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، دعما ونصرة لهم في معركة الأمعاء الخاوية.

صور التضامن
وكصورة أخرى من صور التضامن مع الأسرى على شبكات التواصل الاجتماعي الدعوى إلى إقامة الخيم الالكترونية التضامنية، حيث تجمع هذه الخيم الوهمية المئات من المشاركين الذين يسخرون أقلامهم وأفكارهم للحديث عن الأسرى وأخبار إضرابهم المتواصل في سجون الاحتلال.
وجادت أقلام الكثيرين من نشطاء الفيس بوك بالحديث عن الأسرى وتمجيد بطولاتهم والحديث عن سيرهم الذاتية في شكل دلل على مدى التعاطي الشعبي مع قضية إضراب الأسرى التي أشغلت الكثيرين وأعادت إليهم الحس الوطني التكافلي الذي فقد منذ سنوات.
الشاب محمد الخروبي أحد نشطاء "الفيس بوك" يقول: "إن الفيس بوك والتويتر وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي هي شاشة صغيرة يمكن من خلالها التضامن بأقل الإمكانيات مع الأسرى في إضرابهم الأسطوري".
ويضيف: "قد يكون هناك عذر لبعض الأشخاص بأنه غير قادر على المشاركة في مسيرة أو الجلوس في خيمة تضامنية من الخيم المنتشرة هنا أو هناك ولكن لا أظن بأن أحدًا عاجز أن يشارك الأسرى قضيتهم ويتضامن معهم من خلال نشر همهم وأخبارهم".
في حين ترى الشابة أمل كما تسمي نفسها على "الفيس بوك" أن قضية الأسرى وإضرابهم خلقت لدى الكثيرين الحس الوطني الذي فقد لسنوات بل أنه فجر إبداعات الكثيرين وجعل من مواهبهم الدفينة تخرج للعلن كشكل من أشكال التضامن مع الأسرى.
وقالت: "وجدنا أشخاصاً أبدعوا بكتاباتهم وآخرين بتصاميمهم الرائعة حول الأسرى ومعاناتهم"، مضيفة: "قضية الأسرى باتت محركاً أساسياً لكافة المضامين الأخلاقية الكامنة في نفوس الشباب وفي ظل حالة التغيير والثورات التي أوجدتها الشبكة العنكبوتية في العالم العربي".
وتشير إلى أن الشباب الفلسطيني هم الأجدر بجعل الشبكة العنكبوتية نافذة لهم نحو الداخل والخارج للتضامن مع الأسرى ولفضح ممارسات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني وأسراه الأبطال أمام العالم أجمع".

طريقة مبدعة
بدوره؛ اعتبر الكاتب والباحث في شؤون الأسرى علاء الريماوي، أن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ك"الفيس بوك والتويتر"، طريقة عمل جديدة ومبدعة لنصرة الأسرى، "لكنها تحتاج إلى تأطير وإعادة الاعتبار إلى التفاعل الواعي".
وأعرب الريماوي وهو أسير محرر، عن تمنياته بأن تتصاعد تلك النماذج وأن يكون الانترنت وسيلة لفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني وأساليبه القمعية ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
وقال: "حالة التفاعل مع الأسرى عبر الشبكة العنكبوتية في صورتها الحالية ورغم إيجابياتها لم تتحول بعد لمنهجية لإدارة تضامن عملي وإن بقيت عبارة عن حركة تفاعل عاطفي وثقافي في منظومة العمل الإعلامي".
وأضاف: "إن دور شبكات التواصل الاجتماعي في خلق منظومة عمل جدي متفاعل بات واضحًا"، وأشار الريماوي إلى عدم وجود جماعات عالمية عبر صفحات الفيس بوك لتنظيم نشاط عالمي، لكنه أكد أن ذلك لا يزال ممكنًا في حال ظهر جهد قوي وموحد من الداخل ومن الخارج حيث الجاليات والمتضامنون.

 (المصدر: صحيفة فلسطين، 15/5/2012)

تعليقات الفيسبوك