الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    إضراب الأسرى عن الطعام.. من أرقى وسائل الجهاد في سبيل الله

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    دعوات تتعالى هنا وهناك، وفتاوي تتناقلها بعض المواقع الإلكترونية أثارت الرأي العام حول جدوى إضراب الأسرى عن الطعام، بدعوى أن فعلهم ينافي مقصدا مهما من مقاصد الشريعة الإسلامية وهو مقصد العناية بالنفس وحفظها! ويتناسى البعض أن الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لكثير من المعاناة التي تصل بهم على حد الموت مرارا وتكرارا من تعذيب وإهانة.

    بدوره، يوضح رئيس لجنة الإفتاء في رابطة علماء فلسطين د. ماهر الحولي أن إضراب الأسرى عن الطعام من المسائل الفقهية التي لم تكن لدى الفقهاء قديمًا، ولكنها برزت في العصر الحالي، مرجعًا ذلك إلى أن واقع المجتمع الفلسطيني وما يعانيه من تعنت الاحتلال الصهيوني معه دفعه إلى هذا الفعل.
    ويقول د. الحولي: "لا يدرك بعض من العلماء أو العامة مدى أهمية وفاعلية الإضراب عن الطعام لدى الأسرى، لعدم قدرته على معرفة ما يعايشه الأسرى من معاناة ومرارة داخل السجون"، مبينًا أن الرأي الراجح هو جواز إضراب الأسرى عن الطعام.
    ويشير إلى أنه يعد السلاح الأخير في أيدي الأسرى ويرى أنه سلاحٌ فاعلٌ وله تأثير على العدو، "والأسلوب الذي يؤدي لإغاظة العدو ممدوح شرعًا بنص قوله تعالى: "وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِه عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَّ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"، وفق قوله.
    ويبين أنه حق مشروع ومعترف به دوليًا وعالميًا بهدف فضح جرائم الاحتلال، مضيفًا: "الإضراب يعمل على وجود توازن بين السجين والسجان، لأن الجوع جند من جنود الله ووسيلة يتم إرعاب اليهود بها، وفق قوله تعالى: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ".
    ويشدد على أنه لابد من إتباع بعض الضوابط والشروط التي يمكن أن تزيد من قيمة الإضراب وتعطيه الفاعلية والصدى الإعلامي المطلوب على اعتبار أنه نوع من أنواع المقاومة المشروعة، وتخرج به من إطار المخالفات الشرعية، مكملاً: "على الإضراب عن الطعام ألا يأخذ المعنى الشرعي للصيام، فالعبادة لا تكون أداة احتجاج".
    ويتابع: "لا يجوز الوصال في الصيام بل لابد من شرب شيء كما يفعل الأسرى بشرب الماء والملح"، لافتًا النظر إلى أنه على الأسرى الاجتهاد في محاولة الحفاظ على النفس مهما أمكن إلا في حالات الاضطرار الشديدة فوق العادية.
    ويوضح أن الإضراب ما دام جاء بعد استنفاد كافة الوسائل الممكنة ضد السجان فلا ضير في إتباعه، "فهو الوسيلة التي يسمع بها صوت الأسرى، وتحيي قضيتهم لدى العالم، وتساعدهم على نيل حقوقهم"، على حد قوله.
    وينوه إلى أن المجاهد المضرب عن الطعام في سجون اليهود إذا بلغ الموت وتحقق موته فإن ذلك له أثر كبير في قضيته العادلة التي أضرب لأجلها، فلا إثم عليه، ويعد شهيدًا مجاهدًا بنفسه كمن جاهد في سبيل الله مفجرًا نفسه.

    إضرابهم يوافق الشريعة
    ومن ناحيته، يبين أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله في جامعة الأقصى د. محمد العمور: أن إضراب الأسرى عن الطعام هو من أرقى وسائل الجهاد والنضال في سبيل الله، في ظل غياب قدرة الأمة العربية والإسلامية على فك العاني من أسره.
    ويضيف د. العمور: "نضال الأسرى بإضرابهم لا يتعارض أبدًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تسعى للحفاظ على النفس الإنسانية"، "فإن ما يسعى إليه الأسرى من إضرابهم هو نيل حريتهم التي تتحقق بها مقصد الشريعة في تخليص النفس من الظلم الحاصل من الاحتلال"، وفق قوله.
    ويقول: "الأسرى أموات في مقابر الاحتلال، فمنهم من سجن منذ عشرين عامًا أو يزيد، ولم ير والديه، أو أي أحد من عائلته، فلذا لا يكون إضرابهم عن الطعام موتًا بقدر ما هم يعيشون الموت بتلك الأحكام العالية التي تجعل حريتهم بعيدة المنال".
    ويتابع: "على الأسرى أن يسددوا ويقاربوا في إضرابهم عن الطعام بصورة لا تلحق الضرر بهم بمحاولة بذل جهدهم في المحافظة على أرواحهم لأنها غالية"، عاداً أن تأثير الإضراب على الاحتلال كبير، لاهتمامه بصورته الإعلامية أمام العالم، التي تظهر على حقيقتها بإضرابهم عن الطعام".
    ويشدد على ضرورة نصرة الأسرى في قضيتهم بتكثيف الدعاء لهم وتحري أوقات الاستجابة التي يفضل الدعاء فيها لأن الدعاء مخ العبادة، مبينًا أن ما وصلوا إليه من إضراب عن الطعام هو ضرورة شرعية، "لعل الأمة الإسلامية تحاول بذل كل ما لديها من جهد لإنقاذهم.

    ويلفت النظر إلى ضرورة تسليط الضوء على معاناتهم وتكثيف الحديث عن إضرابهم في الوسائل الإعلامية: "لما لها من تأثير فاعل في نشر الحق، بدليل ما حدث في ثورات الربيع العربي".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 15/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد راجح كميل من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية بالحارة الشرقية في قباطية القريبة من مدينة جنين

19 مايو 2005

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة بحق مسيرة احتجاج سلمية في رفح تسفر عن 12 شهيداً

19 مايو 2004

الاستشهادية هبة ضراغمة من سرايا القدس تفجر نفسها بمجمع تجاري في مدينة العفولة المحتلة موقعةعشرات القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة

19 مايو 2002

بدء الإضراب العام في فلسطين

19 مايو 1936

الأرشيف
القائمة البريدية