الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الاعتقال وقودٌ حرك "حمدونة" و "الحلبي" للعمل الإعلامي في قضايا الأسرى

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "شتان بين الاستماع لتجربة الأسر وبين معايشتها، فإن تكون قد عايشت تجربة ما فإنك ستكون أقدر على وصفها ومعرفة تفاصيلها أكثر من أن تكون قد سمعت عنها فقط، وستتولد لديك الرغبة في أن توصلها للجميع وتدافع عنها". فكيف إذا كانت هذه التجربة هي تجربة الاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي وما تحمله من معاناة لمن عايشها؟!، تلك التجربة التي كانت نقطة تحول في حياة عددٍ من الأسرى المحررين فجعلتهم يتوجهون إلى العمل الإعلامي الذي رأوا فيه مجالاً لخدمة قضية الأسرى ونقلها من غياهب النسيان لتكون حاضرةً في قلوب جميع أبناء شعبنا وتكون بوصلتهم هي العمل على تحريرهم من غياهب السجون.. فكان ل"فلسطين" لقاء مع اثنين من هؤلاء الذين غيرت فترة الاعتقال الطويلة من مسيرة حياتهم ودفعتهم للعمل في المجال الإعلامي وهما يضعان نصب عينيهما هدفاً واحداً وهو جعل قضية الأسرى حيةً في النفوس..

    أنقل مأساتهم
    كانت البداية مع الأسير المحرر رامز الحلبي الذي أمضى في سجون الاحتلال خمسة عشر عاماً ويعمل الآن مذيعاً في إذاعة "صوت الأسرى" ويقدم برنامج "على جناح الطير" الذي يمثل حلقة وصل بين الأسرى وذويهم فقد مثل الاعتقال بالنسبة له نقطة تحول في حياته.
    فقبل الاعتقال كان يعمل مدرساً لمادة التاريخ أما بعد الخروج من المعتقل فرأى أن الواقع الغزي كله يجب أن يُسخر بكل ما فيه من أجل قضية الأسرى إعلاميا وجهادياً.
    فكل شيء يجب أن يصب في اتجاه الإفراج عن الأسرى، "فمن خلال تجربتي الإعتقالية الطويلة، رأيت أن الشيء الأساسي الذي يريده الأسرى هو تحريرهم".
    يضيف الحلبي: ورأى أن تفعيل قضية الأسرى إعلاميا أمر مهم جداً، لأن الاعتقال بحد ذاته هو مأساة، والأسرى بحاجة إلى الإعلامي الواعي بقضيتهم الذي ينقل معاناتهم بشكل جيد ويكون محرضاً على تحريرهم.
    "فرأيت أن الماكنة الإعلامية الضخمة التي منَّ الله عليها بنا، يجب أن يقوم الصحفي من خلالها بتوصيل هذه الرسالة وإشعار المواطنين بمأساة الأسرى التي يعانون منها حتى يتحركوا من أجل تحريرهم ".
    وعبر عن اعتقاده بوجود طواقم صحفية محترفة في قطاع غزة رغم أنها لم تعش تجربة الأسر إلا أنها قادرة على نقل رسالة الأسير بشكل جيد، لكنها قليلة إلى حدٍ ما، فانضمام الأسير المحرر غير المتخصص بالإعلام إلى هذه الطواقم الإعلامية المحترفة يؤدي إلى تكامل هذه ويقدم مادة إعلامية ممتازة للجمهور، كما يرى الحلبي.
    وتابع: لو دمجنا العمل بين الصحفي المحترف والأسير المحرر فستكون الصورة الإعلامية المناصرة للأسرى في أبهى صورها".

    كأنني بينهم !
    ويضيف الحلبي: "وأنا خلف الميكروفون أنسى أني خارج السجن وأشعر بأني ما زلت داخله، فأتكلم بصيغة الجمع، وأتماهى بنسبة مئة بالمئة مع الأسرى، فعندما يتحدث إليهم ذووهم أشعر كأنني أسمع أمي وأبي وهم يوجهون لي رسائلهم وأنا في المعتقل، وأتفاعل مع ابن الأسير وزوجته في أحاديثهم".
    وبين أن هدفه أن يكون هناك احتراف حقيقي لطواقم إعلامية تتخصص بشكل كامل من أجل توضيح قضية الأسرى في المعتقلات، وتعريف الناس بمأساة الأسرى ومعاناة أهلهم وذويهم، أما غايته فتتمثل في خلق حالة جماهيرية حاملة لهمّ الأسرى وتعمل على إزالة هذا الهم (بتحريرهم).
    أصعب المواقف التي تمر على الحلبي وهو يقدم برامجه عندما يستمع لأم أسير طاعنة في السن وتخبره عن شوقها للقائه قبل أن يتوفاه الله، "فأتذكر حينها والدي الذي مات وأنا في المعتقل، ثم أمي التي توفيت قبل الإفراج عني بشهر، فلا أستطيع سوى أن أترك العنان لدموعي كي تنهمر".
    وما يسعدني هو عندما يتحدث ابن أسير عبر الأثير إلى والده يخبره عما حققه من إنجازات، وما أحرزه من درجات عالية في دراسته، وألمس مدى حرصه على إسعاد والده من خلال حصوله على الدرجات العالية.

    فرحة مضاعفة
    "وفي صفقة وفاء الأحرار كانت فرحتي بخروج هؤلاء الأسرى كبيرة ومضاعفة، فكما فرح ذووهم بخروجهم فرحت أنا كذلك فقد كنت رفيقاً لهم على مدى خمسة عشر عاماً قاسمتهم فيها رغيف الخبز وكأس الشاي البارد"، يقول الحلبي.
    فتواصلي مع إخواني المعتقلين داخل السجون لم يتوقف، فهو مستمر بشكل شبه يومي، وما زلت أشعر بأنني بينهم، فأجد نفسي حريصاً على إيصال معاناتهم وآخر التطورات لديهم إلى الناس من خلال عملي الإعلامي.

    انتماء لقضيتهم
    أما الأسير المحرر رأفت حمدونة الذي اعتقل أيضاً لمدة خمسة عشر عاماً، فقد درس التحاليل الطبية قبل اعتقاله وفي المعتقل تخصص في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من الجامعة الصهيونية المفتوحة ليكمل دراسته بعد الإفراج عنه في جامعة أبو ديس تخصص دراسات صهيونية.
    وبعدها طُلِبَ من حمدونة أن يقدم في إذاعة صوت القدس، برنامجاً خاصاً بالأسرى، فكان الفضل للإذاعة لإتاحة الفرصة له ليخدم الأسرى إعلاميا، حيث قدم فيها برنامجي "رغم القيد" و"على جناح الطير".
    يضيف: "أنا لا أعتبر العمل لقضية الأسرى مجرد عمل بل هو موضوع انتماء، وإنني أقوم بواجبي تجاه زملائي خلف القضبان ".
    ويبين أنه يشعر خلال عمله الإعلامي بأنه يؤدي واجبه تجاه زملائه خلف القضبان، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يفهم قضية الأسرى سوى من ذاق مرارة الاعتقال.
    "ما زلت أشعر بأنني أعيش مرحلة الأسر، فكل تحركاتي سواءً في البيت والعمل، تدور في هذا الإطار، "فقضية الأسرى فوق المناكفات السياسية، وفوق الانقسام، ومهمة تحريرهم هي مهمة كل الفصائل"، يضيف حمدونة.

    أعيش معهم!
    "فكل ما يتعلق بالأسرى هو يخصني، ففي الإضراب الأخير كنت أنتظر قرار الاتفاق على تحقيق الأسرى لمطالبهم في خيمة الاعتصام وكأنني في المعتقل أنتظر قرار مصلحة السجون، فشعرت بأنني جزءٌ لا يتجزأ من المعركة، وشعرت بفرحةٍ غامرة عند سماع نبأ انتصارهم وبنشوةٍ ليس لها مثيل ".
    "أما الموقف الأصعب الذي واجهته خلال عملي الإعلامي، فهو أثناء تسجيل حلقات برنامج "دمعة وفاء "لصالح فضائية "هنا القدس" في رمضان 2011 م، حيث صورت ثلاثين حلقة في بيوت أهالي الأسرى، فلم أكن أستطيع تمالك نفسي وكنت أبكي كما يبكون من شدة شوقهم لأبنائهم".
    لكن الحزن تحول إلى فرح عندما كان ما يقارب نصف من صورنا في بيوتهم في هذا البرنامج من المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار" فسجلنا معهم برنامج "بسمة فرح" وكما بكينا مع عوائلهم شاركناهم فرحتهم الغامرة بالإفراج عنهم، فوصل للمشاهدين كم هي مسألة الأسر والحرية تؤثر على نفسية المعتقلين وأهاليهم وجميع نواحي حياتهم.

    أمنيتي.. صفقةٌ أخرى
    "وفي أثناء التغطية الإعلامية للصفقة ، كانت لي لقاءاتٌ حصرية مع أهالي الأسرى المبعدين إلى القطاع، فكنا ندخل إلى الجانب المصري من معبر رفح ونجري لقاءات معهم، ونجري في الوقت ذاته لقاء مع الأسرى أنفسهم، ثم نصور لقاءهم سوياً ".
    ويتابع:" تفاعلتُ بشكل كبير مع الصفقة، فكنت أشعر وكأنني من ذوي المفرج عنهم، حتى أنني ذهبت إلى معبر رفح لأنقل الحدث، لكنني عندما رأيتُ الأسرى الذين عشتُ مع عددٍ كبيرٍ منهم في الغرفة ذاتها تركت التصوير وانطلقت لاحتضانهم ولم أتمالك نفسي حتى أنني عدتُ يومها دون كمٍ كبير من العمل كما كنت قد خططتُ مسبقاً.
    وأعرب عن اعتقاده بأن الإعلامي الذي عايش تجربة الأسر هو الأكثر قدرةً على نقل تجربة الأسر وتفهمها وإيصال رسالة الأسرى، فهو يتأثر أكثر من غيره بمعاناتهم، مبدياً أمله في أن يستطيع الإعلاميون الفلسطينيون إيصال رسالة الأسرى للعالم كله لأنها قضية إنسانية وأخلاقية، متمنياً أن يشهد المستقبل صفقات كصفقة وفاء الأحرار التي أدخلت الفرحة على الأسرى ومحبيهم.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 17/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد راجح كميل من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية بالحارة الشرقية في قباطية القريبة من مدينة جنين

19 مايو 2005

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة بحق مسيرة احتجاج سلمية في رفح تسفر عن 12 شهيداً

19 مايو 2004

الاستشهادية هبة ضراغمة من سرايا القدس تفجر نفسها بمجمع تجاري في مدينة العفولة المحتلة موقعةعشرات القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة

19 مايو 2002

بدء الإضراب العام في فلسطين

19 مايو 1936

الأرشيف
القائمة البريدية