الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    انتصار الأسرى وتطور أساليب المقاومة

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بقلم/ إياد ابراهيم القرا

    الانتصار الذي حققه الأسرى في معركة "الأمعاء الخاوية" إنجاز فلسطيني في مرحلة حساسة ومهمة من النضال الفلسطيني، وفي ذكرى النكبة الفلسطينية التي ما زال يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني غالياً من دماء أبنائه، وتعذيبهم وتشريدهم.
    ما تحقق من اتفاق بين قيادة الأسرى ومصلحة السجون الصهيونية، هو نمط آخر وجديد في تاريخ النضال الفلسطيني بأن يفرض السجين على سجانه شروطاً واتفاقيات يلزمه بها، ويستجدي فيها الاحتلال السجين أن يوقف إضرابه عن الطعام.
    الانحناء الصهيوني للأسرى الفلسطينيين هو انعطافة أخرى في الفكر الصهيوني الذي أصبح يقدم يوماً بعد يوم التنازلات والخضوع لمطالب المقاومة الفلسطينية بأشكال مختلفة، بدأت تنهار من لحظة انسحاب الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة، وما تبعه من انهزامه أمام صمود المقاومة الفلسطينية خلال الحرب على غزة، وما تلا ذلك من استسلام لمطالب المقاومة الفلسطينية في صفقة "وفاء الأحرار".
    معركة الإضراب عن الطعام التي يمارسها الأسرى في سجون الاحتلال هي نقلة نوعية في أساليب المقاومة الفلسطينية لنيل الحقوق، وإن كانت مرتبطة بحقوق إنسانية تنص عليها المواثيق والأعراف الدولية ويجب أن يتمتع بها الأسرى، لكن الاحتلال مارس كل ما يمكن من أساليب للتفرد بالأسرى في سجون الاحتلال منذ عام1996 ، بعد أن حول قضيتهم إلى مجرد حسن نوايا في مسيرة التفاوض مع السلطة الفلسطينية.
    كثير من التحليلات ومزيد من التوقعات قدمت حول أسباب خضوع الاحتلال لمطالب الأسرى بهذا الشكل وبهذه السرعة، بعضها له أبعاد عسكرية وأخرى إقليمية وبعضها دولية، لكن ما تجمع عليه كافة التحليلات أنها تتركز على عامل قوة المقاومة الفلسطينية ودورها المركزي في إمكانية إشعال المنطقة وخلط الأوراق في حال فقدان أي أسير في سجون الاحتلال.
    أدرك الاحتلال جيداً أن تهديدات المقاومة الفلسطينية باستهداف الاحتلال في حال وفاة أي أسير مبنية على تغيرات نوعية وقفزة حقيقية في إمكانيات المقاومة الفلسطينية المعتمدة على استهداف العمق الصهيوني، خاصة بعد أن أصبحت غزة تحديداً حصن المقاومة المنيع ومستودع مقومات المقاومة في القدرة على التهديد، ومواجهة الاحتلال، وتحقيق عامل الردع بعد أن نجحت في تحقيق عامل توازن الرعب.
    الاعتبارات الصهيونية في مواجهة معركة الأمعاء الخاوية كانت مبنية على عامل أن أي انفجار للأوضاع من شأنه أن يشعل فتيل مواجهة حقيقية يمكن أن تتصاعد سريعا وتهدد العمق الصهيوني في وقت تحتاج فيه حكومة الاحتلال الصهيوني مزيداً من التخطيط والتنظيم لملفاتها الداخلية المرتبطة بالتحالف اليميني المتطرف بين نتنياهو وموفاز، وأن أي مواجهة حالية من شأنها أن تمثل ضغطاً على حكومة الاحتلال بالدخول في مواجهة موسعة، وخاصة في ظل تواجد موفاز صاحب نظرية الاغتيالات، والذي ما زال يعاني من تمرد داخل حزبه كاديما من سيدة الحرب على غزة تسيفي ليفني.
    معركة الأمعاء الخاوية التي شنها الأسرى تجاه الاحتلال أربكت حساباته الدولية، بما استطاع الأسرى الفلسطينيون من تشكيله من تشويه وفضح لصورة الاحتلال بما يمارسه من سياسيات عنصرية وقمعية ضد الأسرى الفلسطينيين، تصل إلى حد اعتقال أشخاص ووضعهم في قبور من الخرسان لما يزيد على عشر سنوات.
    المعركة التي انتصر فيها الأسرى يجب ألا تتوقف عند ما حققت من انتصار، بل هي خطوة حقيقية نحو طرح قضية الأسرى على المجتمع الدولي وبقوة، في إطار خطوات تصاعدية لفضح الاحتلال بما يمارسه من عدوانية وفقدانه للقدرة على التعامل مع القضايا الشعبية مثل التحركات الشعبية تجاه الحواجز الصهيونية، وإضراب الأسرى وغيره من الخطوات، وبالتأكيد لا يمكن لكافة هذه الخطوات أن تحقق نتائجها لولا الذراع الرادعة للمقاومة الفلسطينية.
    التغير الحقيقي في معركة الأمعاء الخاوية هو التأثير الكبير الذي تركته المعركة على التغير الجمعي الفكري الصهيوني بالخضوع والاستسلام لمطالب المقاومة ممثلة بالأسرى، وأن أدوات المقاومة تتغير وتتنوع مدعومة بقوة المقاومة العسكرية، وهذا مرتبط أيضاً بتطور الفكر الجمعي الفلسطيني والعربي بأن المقاومة المسلحة تعتبر الوسيلة الأساسية والداعمة الأولى لكافة أشكال المقاومة الشعبية والسلمية ولا يمكن أن ينجح أي منها بدون ذلك.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 18/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد راجح كميل من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية بالحارة الشرقية في قباطية القريبة من مدينة جنين

19 مايو 2005

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة بحق مسيرة احتجاج سلمية في رفح تسفر عن 12 شهيداً

19 مايو 2004

الاستشهادية هبة ضراغمة من سرايا القدس تفجر نفسها بمجمع تجاري في مدينة العفولة المحتلة موقعةعشرات القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة

19 مايو 2002

بدء الإضراب العام في فلسطين

19 مايو 1936

الأرشيف
القائمة البريدية