الأحد 12 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    مراقبون: نجاح إضراب الأسرى سينعكس على القضية الفلسطينية

    آخر تحديث: الأحد، 20 مايو 2012 ، 00:00 ص

    لم يكن النجاح الذي حققه الأسرى في سجون الاحتلال خلال إضرابهم المفتوح عن الطعام، الذي استمر ثمانية وعشرين يوما، واستجابة الدولة العبرية لمطالبهم، محطة عابرة على ساحة الصراع الفلسطيني - الصهيوني، لاسيما في وقت يرى فيه مراقبون صعودا لأسهم المقاومة والصمود، وانحداراً لصورة الصهيوني على مستوى العالم.
    ويتوقع المراقبون أن يكون لنجاح هذا الإضراب تداعيات كبيرة على المدى القريب والبعيد، فيما يخص قضية الأسرى، وعلى القضية الفلسطينية برمتها، وعلى طريقة التعامل الصهيوني مع قضايا الفلسطينيين، مؤكدين أن عنوان ذلك سيكون مزيدا من الصمود والإرادة الفلسطينية في مواجهة الصلف الصهيوني.
    ورضخ الاحتلال لمطالب الأسرى في سجونها بعد  28يومًا من إضرابهم المفتوح عن الطعام، ووقعت مع قيادة إضراب الأسرى بحضور السفير المصري في الدولة اتفاقًا يقضي بإنهاء الإضراب ويحقق مطالب الأسرى بنسبة كبيرة جدًا.

    تنازل صهيوني
    ويرى المحلل السياسي عدنان أبو عامر، أن نجاح الإضراب "سيكون له تداعيات على طريقة التعامل الصهيوني مع القضية الفلسطينية وقضية الأسرى كذلك خلال الفترة القادمة".
    وقال أبو عامر: دولة الاحتلال رضخت وتنازلت لأول مرة بشكل غير مسبوق.. بعدما حذرتها أجهزتها الأمنية من الاستمرار في العنجهية، وإلا فإنها ستواجه انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة، ودولة الاحتلال تدرك أن تنامي الضغوط الدبلوماسية والحقوقية سيفتح المجال أمام حركة احتجاج واسعة ضد سياسات الاحتلال".
    وأضاف: أن "الأيام القادمة ستحمل مزيداً من الخوف الصهيوني من نجاح الأسرى في مرات قادمة، لا سيما بعد هذا الانتصار الذي جاء بعد صفقة التبادل الأخيرة".
    واعتبر الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، تجربة نجاح إضراب الأسرى بأنها أثبتت أنه "إذا كانت هناك إرادة للتصدي للحقوق؛ فإن ذلك يقود إلى التفاف شعبي حول هذه القضية". وقال أبو رمضان ل"قدس برس: "إضراب الأسرى وانتصارهم شكل رافعة لاستنهاض الطاقات الوطنية، وشكل بداية لهبة شعبية خشي منها الاحتلال كثيرًا".
    وأضاف: "أثبت هذا الانتصار كذلك أن الالتفاف حول القضايا المشتركة يحظى دائمًا بتعاطف ليس فقط من الفلسطينيين، بل كذلك من الشعوب العربية والأوروبية، ورأينا ذلك واضحًا خاصة في قضية الأسرى، حيث استنفرت الدبلوماسية العربية والدولية، كما أدت لاستنهاض قوى التضامن الشعبي والدولي".

    القضايا الكبرى
    وقال: "هذا الأمر يشير بوضوح إلى أن النضال والمقاومة وتوحد الشعب حول قضاياه الكبرى، يشكل أداة ضغط على الاحتلال ويحرجه أمام المجتمع الدولي، ولا أدل على ذلك من الحرج الذي يعاني منه الصهاينة اليوم على مستوى العالم بعد انكشاف عورتها وتحديها للقانون الدولي".
    يذكر أن إضراب الأسرى رافقته حركة تضامنية شعبية ورسمية وحقوقية كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مخيمات اللجوء، وفي عدد كبير من دول العالم التي يتواجد بها أصدقاء للفلسطينيين.
    ويرى خبير الشؤون الصهيونية، محمد مصلح، أن نجاح إضراب الأسرى وتحقيق مطالبهم "جاء بعد معركة إرادات وسيكون له تداعيات في المستقبل فيما يتعلق بالسياسات الصهيونية تجاه الأسرى. وقال مصلح: "إن الإرادة الفلسطينية وإرادة الأسرى التي تجسدت في هذه المعركة أثبتت أن بالإمكان أن نغير طريقة التعامل الصهيوني مع الأسرى داخل المعتقلات إيجابا".
    لكن في الوقت نفسه أضاف: "الاحتلال لا يمكن أن يقبل بالهزيمة مرة أخرى أمام الرأي العام العالمي، ودولة الكيان على المستوى السياسي والأمني أدركت ما لحق بها جراء هذا الانتصار للأسرى، وحاولت أن تستدرك ذلك بأن تضرب بسهم في جدار الوحدة الوطنية المنقسم أصلا، فكانت مسألة الإفراج عن جثث شهداء بالتزامن مع انتصار الأسرى".

    الاستدراج للمفاوضات
    ويرى مصلح في هذه الخطوة التي تحدث عنها الصهاينة كبادرة حسن نية على أنها استدراك للفشل في معركة الأسرى، وفي محاولة لشق الصف الفلسطيني وتبهيت الانتصار، ولاستدراج السلطة للمفاوضات، والاحتلال يدرك أن ذلك له أثره السلبي على المستوى الشعبي والرسمي الفلسطيني، وهذا ما تريده.
    بدوره، تحدث رياض الأشقر، الباحث والمختص بشؤون الأسرى والمحررين، عن أن "تحقيق الأسرى مطالبهم كان له انعكاس إيجابي على نفسياتهم، الأمر الذي نشر الفرح والسرور في أوساطهم بعد الإعلان عن توقيع الاتفاق".
    ورأى الأشقر: "أن هذا الانتصار لن يعقبه على الصعيد القريب تصعيدًا من قبل إدارة مصلحة السجون، "بل إنها ستحاول أن تهدئ الأسرى لتظهر بمظهر الذي يطبق الاتفاق ويظهر حسن النية، والأيام القادمة قد تشهد تحسينا على ظروف حياة الأسرى وإخراج المعزولين".
    لكن على المدى البعيد، لا يتوقع الأشقر أن يستمر الاحتلال في تحسين الظروف المعيشية للأسرى، بل يرى أن الاحتلال سيعاود الكرة مع الأسرى، وسينتقم منهم بكل السبل، وهذا ما حدث فعلا بعد توقيع صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، حيث كثفوا العزل، واقتحام السجون، وكان هناك عدد كبير من الإصابات بين الأسرى.
    واستدرك بالقول: "على أي حال، هذا الانتصار سيشجع الأسرى في المنظور البعيد على معاودة الكرة من جانبهم والانتصار لحقوقهم من جديد، فهم يملكون إرادة وعزيمة يتعلم منها العالم أجمع".

    دولة فوق القانون
    ومن زاوية قانونية، أكد مدير مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان خليل أبو شمالة، أن نجاح إضراب الأسرى يدعم ويساعد في نضال مؤسسات حقوق الإنسان لإدانة ومعاقبة الاحتلال، لأن هذه عملية نضالية مشتركة يجب أن يشارك بها جميع الأطراف وفي مقدمتهم الأسرى في سجون الاحتلال.
    لكن أبو شمالة: "إننا لسنا بحاجة لإثبات مواد قانونية تدين الاحتلال، فالمشكلة ليست في القانون، فلدينا كل ما يكفي لإدانة  Ø§Ù„احتلال، المشكلة في تعامل دولة الكيان وكأنها دولة فوق القانون وتنكرها وإدارة ظهرها لكل قرارات الشرعية الدولية".
    وقال: "نحن في معركة قانونية مفتوحة ومستمرون في هذا الملف، وهذا الانتصار يمثل هزيمة جديدة الاحتلال ومحطة جديدة ينبغي أن نبني عليه سواء الحركة الأسيرة أو نحن جموع الشعب الفلسطيني الرسمية والشعبية والحقوقية".
    وأضاف: "هذا الانتصار ينبغي أن يوحد الفصائل الفلسطينية لاستعادة الوحدة وإعادة هيبة النظام السياسي الفلسطيني لمواجهة كل المخاطر، والاستمرار في المعارك الدبلوماسية والسياسية والقانونية".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 19/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين فوزي المدهون ومحمد ياسين من سرايا القدس أثناء تصديهما لقوات الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون بمدينة غزة

12 مايو 2004

قوات الاحتلال تقوم باحتلال قرى عولم وحدثا وعلام قضاء طبريا

12 مايو 1948

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية خبيزة قضاء حيفا، راح ضحيتها عشرات الشهداء الفلسطينيين

12 مايو 1948

اغتيال الأسير المحرر معتصم محمد الصباغ من جنين باطلاق قذائف صاروخية على سيارته من قبل طائرة حربية صهيونية

12 مايو 2001

استشهاد الأسير المحرر حسن محمد حمودة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال وهو من جباليا

12 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية