الإثنين 20 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    حالة إضراب.. لحظة إنجاز!

    آخر تحديث: الخميس، 14 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    بقلم/ لمى خاطر

    لم يعد هناك متّسع لأن يدّعي مفلس أو متاجر بالوطن أنه منشغل بتحصيل حريّة الأسرى في لقاءاته مع شريكه الصهيوني، أو أن الهدف من هيامه بالتهامس مع هذا الشريك على طاولة التفاوض هو بحث ملف الأسرى، لأن نضال غرف المفاوضات المغلقة والمفتوحة ما عاد صالحاً لرتق جرح الكرامة، ولا مجدياً في مسيرة تعبّدها إرادة الضلوع الصلبة وحسب.
    ولم يعد هناك مصغٍ لمن سيقول بعد اليوم لمحمود السرسك وأكرم الريخاوي، ولكل من يتقاطرون إلى خندق صياغة الكرامة من جوع الأمعاء: إننا نحبكم، لكننا نخشى أن تصيبنا دائرة من غضب أمريكا إن تقرّبنا لحريتكم بالفعل لا بالكلام، وإننا نملك أن نناصركم بأصواتنا، لكننا عند لحظة الفصل لا نملك سوى اختيار الانقلاب على أعقابنا خوفاً من أن يشملنا المحتل بردّة فعله وهو يرى لواء كبريائه محترقاً بلهب أمعاء خاوية إلا من جوعها للكرامة، ونزعتها لإعلان التمرّد على معايير السجّان!
    ما زلنا بعد نجاح (إضراب الكرامة) في حاجة كبيرة لأن نتمعّن طويلاً في تلك الجدارية التي حفرتها أظافر الجوعى على كل حائط في فلسطين؛ والتي خطّت عليها حدوداً فاصلة وبيّنة بين السراب والحقيقة، وبين الضعف والإصرار، وبين الجوع والإضراب، وبين طلب الحرية والاكتفاء باشتهائها، وقبل ذلك كلّه بين صليل المقاومة وطنين المفلسين.
    ولأنهم كانوا من أصلاب المقاومة، وممن طرزوا لواء نهضتها، فقد أثمر (إضرابهم) كرامة، واستوثقوا من قدرتهم على الإنجاز مذ عقدوا نيّتهم على المواجهة، ومن اللحظة ذاتها التي نادى فيها قادتهم الرابضون في عزلهم أن خيارنا الشهادة أو كسر أنف سجاننا، فكانت لهم الثانية رغم أنهم صدقوا الله في طلبهم الأولى، ولمس شعبهم الناظر إليهم حجم ذلك اليقين الدافق من أعماقهم وهم يرسلون يومياً إشارات الصمود من داخل زنازينهم، وزاداً لمعنويات أهلهم وبنيهم، والمشتعلين قلقاً على مصيرهم!.
    سيسجّل التاريخ دون تردّد أن صفقة (وفاء الأحرار) حملت بذور الأمل وجذور الإرادة لمن ظلّوا يرقبون طلوع الشمس على ناصية أعمارهم، ولمن أداروا من سجونهم معارك الحرية، ولمن أسمعوا العالم رغماً عنه صرخات وجعهم المقيم، ولمن كشفوا زيف احترام سجانهم لحقوق الإنسان، وهتكوا الحجاب عن تماديه في انتهاك آدمية معتقليه.
    وسيسجّل أيضاً أن الفلسطيني الأسير لم ينم عن حقّه، وأنه لم يسلّم بقدر القهر الذي أراد سجانه إبقاءه حبيس منطقه، بل صار يجترح وسائل التصدي لصلف المحتل حتى وهو مقيد إلى جدار زنزانته، وحتى وهو يشكّل من معادلة الجوع سلاحاً للبقاء ومنطلقاً للثورة وأساساً للتمّرد، وفرصة لكشف الملامح الحقيقية لوجوه العاجزين وهوية المتخلّفين عن ركب الكبرياء، مهما علا صوتهم وشخير مزايداتهم، ومهما ادعوا الانتساب إلى الثلة الصانعة مجدَ الأحرار، وهم أبعد ما يكون عنها!.

    تتجه العيون اليوم إلى أفق ملبد بالمفاجآت يخط محمود السرسك على صفحته أسطورة جديدة، وتحبس الأنفاس شهقاتها وهي تطالع بعض الأخبار العاجلة حول هذا السجين الذي يقترب من اليوم التسعين على إضرابه عن الطعام، ورغم المدة القياسية التي سجلها، ورغم تآكل معالم الحياة في جسده وأطرافه، إلا أنه لم يعد يُنتظر من حالات فريدة كهذه سوى أن تسطّر إنجازاً جديداً، مشرقا ومشرّفا، يضاف إلى ركام الإنجازات العظيمة والمتتالية التي سطرتها الحركة الأسيرة، وما زالت ماضية في تسجيلها، على ناصية التاريخ، وفي عمق المحنة.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 12/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد القائد محمد شعبان الدحدوح من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط مدينة غزة

20 مايو 2006

اغتيال المجاهدين عبد العزيز الحلو ومحمد أبو نعمة ومحمود عوض وماجد البطش من سرايا القدس بقصف صهيوني لسيارتهم شمال مدينة غزة

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد إبراهيم الشخريت إثر انفجار عبوة ناسفة داخل منزله شرق مدينة رفح

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد حامد ياسين بهلول أثناء تصديه للاجتياح الصهيونى لحى البرازيل فى رفح

20 مايو 2004

الاستشهادي المجاهد محمد عوض حمدية من سرايا القدس ينفذ عملية استشهادية في مدينة العفولة المحتلة

20 مايو 2002

الموساد الصهيوني يغتال جهاد جبريل، نجل الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، بتفجير سيارته في بيروت

20 مايو 2002

استشهاد 7 عمال فلسطينيين من قطاع غزة، على يد مستوطن صهيوني مسلح في قرية عيون قارة قرب تل الربيع المحتلة

20 مايو 1990

إطلاق سراح 1150 أسير فلسطيني وعربي من السجون الصهيونية مقابل الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة كانوا محتجزين لدى الجبهة الشعبية "القيادة العامة" في أكبر عملية تبادل للأسرى بين الاحتلال والثورة الفلسطينية

20 مايو 1985

افتتاح سجن نفحة في قلب صحراء النقب

20 مايو 1985

احتلال قرى الغزاوية قضاء بيسان، والسافرية قضاء يافا، وصرفند العمارقضاء الرملة

20 مايو 1948

مجلس الأمن يقرر وقف إطلاق النار في فلسطين وتعيين الكونت فولك برنادوت وسيطًا

20 مايو 1948

إنتهاء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بعد فشله في احتلال مدينة عكا الفلسطينية

20 مايو 1799

الأرشيف
القائمة البريدية