الإثنين 20 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    السرسك يسجل هدفًا خرافيًا بمرمى

    آخر تحديث: السبت، 16 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    لا يختلف اثنان على أن 90 دقيقة من الجري وراء "الساحرة المستديرة" كفيلة بإنهاء أي مباراة كروية كانت مع انتهاء الوقت الأصلي، تمامًا كما يحدث اليوم في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2012"ØŒ الأولى عالميًا بعد مونديال كأس العالم. 
    مباريات بطولة "يورو 2012"ØŒ التي ينظمها اتحاد جمعيات كرة القدم الأوروبية UEFA""ØŒ بين المنتخبات الوطنية للدول الأوروبية، اختطفت الأضواء من قضية تكاد تكون غائبة عن القنوات الفضائية التي تتزاحم على نقل هذا الحدث الكبير. 
    لكن معظم سكان قطاع غزة المحرومين من مشاهدة مباريات "يورو 2012"ØŒ نظرًا للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي جراء النقص الحاد في الوقود، لم يمنعهم ذلك من متابعة قضية لاعب منتخبهم الوطني الفلسطيني الأسير في سجون الاحتلال الصهيوني محمود السرسك. 
    السرسك الذي يقود فريق بلاده من داخل قفص حديدي ضد فريق صهيوني حر طليق بقيادة إدارة سجون أحد أقوى جيوش العالم قاطبةً، في مباراة "عجيبة" تحكمها لوائح وأنظمة مخالفة ومغايرة للقوانين الأساسية التي تحكم عالم كرة القدم. 
    لوائح وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"ØŒ والتي يتم على أساسها صياغة عدد ليس له حصر من القوانين المتعلقة بالبطولات وانتقالات اللاعبين وتعاطي المنشطات وغيرها من القضايا ذات الأهمية البالغة، لم تجد مكانًا لها بين أنظمة تلك المباراة العجيبة. 
    وبالرغم من عدم تكافؤ موازين القوى في هذه المباراة التي أعلن الفريق الفلسطيني ممثلاً بالأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، خوض غمارها بشكل واضح وصريح لتحقيق أهداف ومطالب عادلة ومشروعة نادى بها لاعبوه مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى. 

    صافرة البداية 
    وفي الثامن عشر من شهر ديسمبر عام 2011ØŒ أطلق القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، صافرة البداية معلنًا انطلاق أول مباراة في هذا الموسم، احتجاجاً على ممارسات الاحتلال المذلة ومواصلة اعتقاله إداريًا. وظهر من مجريات المباراة أن فريق إدارة السجون كان يلعب بطريقة هجومية عنيفة في محاولة لدفع الشيخ عدنان للانسحاب من المباراة، لكن هذه الطريقة قوبلت بصمود وإصرار فلسطيني على مواصلة اللعب حتى الفوز بالإفراج عنه. 
    وفي منتصف فبراير الماضي، أعلنت المحررة ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" هناء شلبي والتي أعيد اعتقالها إداريا، بعد أيام من إطلاق سراحها، انضمامها للعب في صفوف الفريق الفلسطيني في مباراته إلى جانب الشيخ خضر عدنان. 
    وبدأ الجانب الفلسطيني بتنفيذ هجمات مرتدة سريعة سجل خلالها الشيخ عدنان أول أهداف الفوز بالفعل لفريقه في الحادي والعشرين من فبراير الماضي، بعد مرور 66 يومًا على إضرابه المفتوح عن الطعام، تمثل بانتزاعه قرارًا بالإفراج عنه في السابع عشر من إبريل بعد انتهاء محكوميته. 
    وتعزز هجوم الفريق الفلسطيني بترجل الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب إلى أرض الملعب، في السابع والعشرين من فبراير الماضي، للانضمام في صفوف الفريق والمشاركة في هذه المباراة في مساندة سريعة للأسيرة المحررة هناء شلبي. 
    ولم تكد تمر الأيام الـ"44" على بداية إضراب المحررة شلبي، حتى نجحت في انتزاع صدارة الموقف والقبول بـ"فوز مرير" على إدارة السجون الصهيونية، يقضي بالإفراج عنها وإبعادها إلى قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات، بعد إصابتها بتدهور حاد في حالتها الصحية. 
    ومررت شلبي بخطوات متثاقلة الكرة للأسيرين حلاحلة وذياب، قبل خروجها من أرض الملعب وسط هتافات الجماهير المؤازرة والمساندة للاعبين الفلسطينيين في مباراتهم "العجيبة"ØŒ ليستكملا الهجمة الفلسطينية ولكن بتشكيلة مختلفة. وتواصل دوري "انتصار الكرامة" واشتدت المنافسة بدخول آلاف الأسرى في صفوف الفريق الفلسطيني وإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام في السابع عشر من ابريل/ نيسان الماضي، حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة. 
    وبعد مرور 3 أسابيع، دخل الإضراب مرحلة الخطر وذلك بإطلاق الأسرى في بعض السجون الصهيونية التكبيرات وبدؤوا بالطرق على الأبواب، ما دفع الفريق الصهيوني إلى اللجوء للخشونة المتعمدة في اللعب لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات في الفريق الفلسطيني. 
    لكن مدرب الفريق الفلسطيني ولاعبيه المتواجدين على "دكة" البدلاء اعترضوا بشدة على تلك التجاوزات والممارسات القمعية الصهيونية، وبدؤوا بالتحرك فورًا مع ارتفاع أصوات أهازيج المشجعين المساندين للفريق الفلسطيني والمحتجين على طريقة اللعب الصهيونية. 
    وتدخل طاقم الحكام المصري والتقى بممثلين عن الفريق الفلسطيني ولاعبي احتياطه، ونقل صورة الاحتجاج إلى الجانب الصهيوني وضغط باتجاه إنهاء هذه المباراة التي وصلت إلى ذروتها مع انضمام أكبر عدد من اللاعبين الفلسطينيين إلى صفوف منتخبهم. 
    وانتهى الشوط الأول من المباراة بتقدم الفريق الفلسطيني على نظيره الصهيوني بعد موافقة الأخير - في إشارة إلى إدارة مصلحة السجون الصهيونية - على كافة مطالب الأول - في إشارة إلى الأسرى - والمتمثلة بإخراج كافة الأسرى المعزولين واستئناف برنامج أسرى أهالي قطاع غزة، دون إنهاء سياسة الاعتقال الإداري. 

    السرسك والاحتراف 
    لكن الأسير السرسك من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، رفض تعليق إضرابه والقبول بهذا الاتفاق، وأصر على موقفه القاضي بالإفراج الفوري عنه، وإما مواصلة الإضراب كرأس حربة للفريق الفلسطيني حتى نهاية المباراة. وبدأ السرسك من مواليد عام 1987ØŒ مسيرته الرياضية منذ نعومة أظفاره، إذ التحق بصفوف مدرسة للناشئين في نادي رفح الرياضي للأشبال عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات، وانتقل عام 1997ØŒ للنادي الأم. 
    ومع مرور الأيام لفت اللاعب الصغير الأنظار لمهارته العالية في لعب كرة القدم، وبزوغ نجمه في عالم "الساحرة المستديرة"ØŒ وعلى إثر ذلك مثل منتخب فلسطين للناشئين عام 1998ØŒ وشارك معه في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران. 
    وفور عودته مع المنتخب كان فريق خدمات رفح يستعد لبطولة القدس الثالثة في العاصمة العراقية بغداد, وتم ترفيعه مباشرة إلى الفريق الأول وبدأ الانخراط في تدريبات الفريق استعدادًا للمشاركة الخارجية, وسافر مع الفريق إلى بغداد. ونظرًا لموهبته ومهارته العالية في لعب كرة القدم وقع الاختيار على السرسك الذي لم يتجاوز سن الرابعة عشرة للعب في صفوف المنتخب الوطني الفلسطيني ليكون أصغر لاعب في الدوري الفلسطيني الممتاز. ولم يكن اختيار السرسك من قبل المدرب الأجنبي تشيفسكو الذي أعجب بقدراته وإمكانياته الفنية والبدنية، للمشاركة ضمن صفوف المنتخب الأولمبي الفلسطيني عام 2002ØŒ مستغرباً نظراً لكفاءته العالية. وانضم السرسك لمنتخب الشباب عام 2003ØŒ وسافر إلى النرويج للمشاركة في بطولة السلام, حيث ظهر في هذه البطولة بشكل مميز ولافت للأنظار توج على إثرها بلقب هداف البطولة وأفضل لاعب فيها. 
    وتلقى اللاعب الصغير بعد هذه البطولة عروضًا للعب في إحدى المدارس الكروية في النرويج, كما تلقى عرضًا من مدربين ألمانيين للعب في نوادٍ ألمانية قبل نحو عشرة أعوام، لكن عائلته رفضت ذلك بسبب صغر سنه وخوفًا على مسيرته التعليمية. 
    ولعب السرسك عام 2004ØŒ لفريق غزة الرياضي على سبيل الإعارة هو وزميله سعيد السباخي, وحصل معه على بطولة الناشئين, ثم عاد بعدها مباشرة إلى صفوف خدمات رفح وتمكن من حجز مقعده الأساسي بقوة وحقق معه بطولة الدوري التصنيفي عام 2006. 
    ولم تتوقف العروض الكروية بعد ذلك، إذ تلقى السرسك عرضًا للاحتراف في نادي "النجمة" الكويتي، لكنه لم يستطع تحقيقه بسبب تعرضه للاعتقال. وحجز الاحتلال الصهيوني مقعدًا للاعب السرسك في سجونه بعد اعتقاله في الثاني والعشرين من يوليو/ تموز عام 2009ØŒ على معبر بيت حانون "ايرز" بينما كان في طريقه للاحتراف في نادي شباب بلاطة الرياضي في الضفة الغربية، رغم حصوله على موافقة مسبقة للمرور. 

    وتمكن السرسك في الوقت بدل الضائع، من إحراز هدف "خرافي" في مرمى موسوعة "غينتس" العالمية، بعد تحطيمه الرقم القياسي في تحقيق أطول إضراب متواصل عن الطعام بعد مرور 90 يومًا على إضرابه. لكن الشوط الثاني من مباراته التي يخوضها برفقة زميليه الأسيرين أكرم الريخاوي المضرب منذ 63 يومًا وسامر البرق المضرب منذ 23 يومًا ضد الفريق الصهيوني، لم ينته بعد. 
    وكما يطمح كل نجم أوروبي ساطع في عالم كرة القدم، أمثال اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو واللاعب الألماني ماريو جوميز واللاعب الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيمة، برفع كأس يورو 2012ØŒ مطلع يوليو القادم، يحلم الأسير السرسك بالإفراج عنه في هذا التاريخ ليرفع كأس الانتصار على السجان ولتصل رسالته الإنسانية السامية للعالم أجمع. 
    وكانت سيرة لاعب كرة القدم الفلسطيني المغمور حاضرة في ملعب وارسو بالعاصمة البولندية، حيث استهل المعلق الرياضي بقناة الجزيرة الرياضية حفيظ دراجي افتتاح "يورو 2012" بالتعليق على معاناته في سجون الاحتلال الصهيوني. 
    وقال دراجي على قناة الجزيرة الرياضية: "ما يقوم به البطل اللاعب محمود السرسك لهو أمر أكثر خيالاً وجنوناً، فصموده تعدى الحدود إنه لا يأكل ولا يشرب منذ ثلاثة أشهر".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 13/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد القائد محمد شعبان الدحدوح من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط مدينة غزة

20 مايو 2006

اغتيال المجاهدين عبد العزيز الحلو ومحمد أبو نعمة ومحمود عوض وماجد البطش من سرايا القدس بقصف صهيوني لسيارتهم شمال مدينة غزة

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد إبراهيم الشخريت إثر انفجار عبوة ناسفة داخل منزله شرق مدينة رفح

20 مايو 2007

استشهاد المجاهد حامد ياسين بهلول أثناء تصديه للاجتياح الصهيونى لحى البرازيل فى رفح

20 مايو 2004

الاستشهادي المجاهد محمد عوض حمدية من سرايا القدس ينفذ عملية استشهادية في مدينة العفولة المحتلة

20 مايو 2002

الموساد الصهيوني يغتال جهاد جبريل، نجل الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، بتفجير سيارته في بيروت

20 مايو 2002

استشهاد 7 عمال فلسطينيين من قطاع غزة، على يد مستوطن صهيوني مسلح في قرية عيون قارة قرب تل الربيع المحتلة

20 مايو 1990

إطلاق سراح 1150 أسير فلسطيني وعربي من السجون الصهيونية مقابل الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة كانوا محتجزين لدى الجبهة الشعبية "القيادة العامة" في أكبر عملية تبادل للأسرى بين الاحتلال والثورة الفلسطينية

20 مايو 1985

افتتاح سجن نفحة في قلب صحراء النقب

20 مايو 1985

احتلال قرى الغزاوية قضاء بيسان، والسافرية قضاء يافا، وصرفند العمارقضاء الرملة

20 مايو 1948

مجلس الأمن يقرر وقف إطلاق النار في فلسطين وتعيين الكونت فولك برنادوت وسيطًا

20 مايو 1948

إنتهاء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بعد فشله في احتلال مدينة عكا الفلسطينية

20 مايو 1799

الأرشيف
القائمة البريدية