السرسك.. قضية إنسانية تحتاج لمساندة إعلامية عربية ودولية

موضوعات ذات صلةً

• الهيئة القيادية لأسرى الجهاد تعزي بوفاة المفكر د.سميح حمودة
• "الأسرى في رمضان" معاناة مستمرة ولوعة الاشتياق لذويهم

يلعب الإعلام دوراً كبيراً في إثارة العديد من القضايا الهامة، ويشكل وسيلة فاعلة من أجل تحقيق التأثير المطلوب في المجتمعات، بحيث أصبح ركيزة أساسية في نهضة الشعوب وسعيها لنيل مطالبها وتحقيق التنمية والتطور.

ولكن عندما نتحدث عن الإعلام المتخصص، فإننا نجد الإعلام الرياضي يلقى رواجاً ويحظى باهتمام واسع وتأثير بالغ بمجرد وضع لافتة في هذا الملعب أو ذاك، أو رفع علم أو إطلاق عبارات تشجيع ربما ترتبط بالوضع العام، فإن التأثير سيكون بالغاً لأن الملايين تتابع هذه المباريات حول العالم، ولذلك وجدنا أن القضية الفلسطينية حظيت بمساحات واسعة من التضامن في الملاعب والمباريات سواءً على الصعيد العربي أو الدولي.
عبارات لم تكلف صاحبها الكثير من العناء لكن تأثيرها ربما يصل الملايين حول العالم، قالها المعلق الرياضي المعروف حفيظ دراجي على قناة الجزيرة الرياضية أثناء مباراة افتتاح بطولة أمم أوروبا2012 ، بين بولندا واليونان، وأرسل تضامناً عبر الهواء مع الأسير محمود السرسك لاعب المنتخب الفلسطيني ونادي خدمات رفح، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ (3) سنوات، والمضرب عن الطعام لليوم (88) على التوالي.
في صورة من صور التضامن ربما تجد آذاناً صاغية لمساندة الصمود الفلسطيني، وإنهاء المعاناة التي يكابدها أسيرنا السرسك، الذي يجسد ملحمة بطولية قلما نجد مثيلاً لها رغم العروض والإغراءات التي وضعها الاحتلال أمامه.

تدويل القضية
وفي معرض تعليقه على دور الإعلام الرياضي الفلسطيني في معالجة قضية الأسير السرسك، أكد جمال أبو حشيش عضو اتحاد كرة القدم والناطق الإعلامي للاتحاد، إن القضية لا تزال بحاجة للمزيد من العمل الدءوب والمتابعة اليومية، مع التركيز على موقف الاتحاد الدولي"الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية، ووضعها أمام مسئولياتها لصالح إنهاء معاناة السرسك وإطلاق سراحه بصورة عاجلة، كونه أحد أبناء الأسرة الرياضية.
وأشار أبو حشيش إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الرياضية المحلية من خلال المتابعة اليومية، ونشر جميع الفعاليات التضامنية مع السرسك، لكنه طالب بتفعيل المبادرات العربية والدولية كما فعل المعلق حفيظ دراجي، والاعتصام داخل مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من قبل متضامنين للمطالبة بالإفراج عن السرسك. وطالب أبو حشيش بالمزيد من الفعاليات على الصعيد العربي والدولي من أجل المزيد من الضغط لتفعيل القضية دولياً.

مساندة معنوية
وبدوره، شكر عماد السرسك شقيق الأسير "محمود" الإعلام الرياضي الفلسطيني على دوره الكبير في متابعة قضية شقيقه، لكنه أكد أن التأثير المطلوب يجب أن يصل إلى مستوى الإعلام العربي والدولي، ومساندة الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الأسير "محمود"، رغم المعاناة التي يعيشها وتواجده حالياً في مشفى "أساف هاروفيه" بسبب تردي وضعه الصحي، مطالباً بمساندة واسعة للخطوة المقررة برفع دعوى قضائية للمحكمة العليا في القدس المحتلة، من أجل المطالبة بالإفراج عن "السرسك" بسبب تراجع وضعه الصحي وعدم توجيه أي تهمة ضده.
وناشد عماد السرسك بتنفيذ المزيد من المبادرات الإعلامية لتعزيز صمود شقيقه، مع التركيز على الإعلام العربي والدولي، لتحقيق الضغط المطلوب على الاحتلال. ربما تتنوع الفعاليات التضامنية مع الأسير السرسك، ولكن التنوع في تناول معاناته والتركيز على الجانب الإنساني، كونه لاعب كرة قدم بدأ حياته في الملاعب وكان في طريقه للاحتراف في أحد الأندية الفلسطينية، وسيلة ناجعة للتعامل مع القضية إعلامياً، فالصورة والمقال والتقرير والتحقيق لا بد أن تساند الأخبار حتى نكسر إرادة السجان، ونحقق آمال السرسك بالحرية قريباً.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 14/6/2012)

تعليقات الفيسبوك