خيمة الأسرى بغزة.. مقاعد فارغة تمتلئ يوم الاثنين فقط

موضوعات ذات صلةً

• حركة الجهاد الإسلامي تنظم وقفة تضامنية مع المضربين أمام الصليب الأحمر في جنين
• وقفة اسنادية في غزة لدعم حقوق الأسرى الانسانية

مقاعد بلاستيكية فارغة من الحضور، خلف كل مقعد منها حكاية معاناة طوتها سنون السجن، وتسبب في موتها التقصير الرسمي والشعبي تجاه الأسرى وذويهم.
يُسيطر على تلك المقاعد المرصوصة في خيمة التضامن مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر الدولي وسط مدينة غزة صمت رهيب يختفي يوم الاثنين فقط من كل أسبوع، وهو يوم التضامن الأسبوعي مع الأسرى، وتبقى الخيمة مهجورة في أيام الأسبوع الأخرى.
وتبدو على وجه والدة الأسير مصطفى الأسطل ملامح الغضب لضعف الفعاليات الشعبية والرسمية التي تختص بنصرة قضية الأسرى.
وتقول: إنّ قضيتهم يجب أن تصل لكل العالم بجميع الطرق المتاحة للضغط على المجتمع الدولي للنظر إلى معاناتهم.
ويصيب ملف قضية الأسرى -وفق والدة الأسير- حالة من الضعف وعدم التفاعل الحقيقي، فيما تستمر معاناة الأسرى وأهاليهم، "والحل يكمن برفع قضية الأسرى للمحاكم الدولية، وهو ما لم يتم تطبيقه بشكل عملي حتى الآن".
ويُضرب خمسة أسرى عن الطعام بينهم القياديين بحركة الجهاد في جنين طارق قعدان وجعفر عز الدين منذ أكثر من خمسة أشهر في سجون الاحتلال، احتجاجا على ظروف اعتقالهم التعسفية.

التضامن يفضح الاحتلال
ويقول الناطق الإعلامي باسم جمعية "واعد" عبد الله قنديل إنّ التفاعل مع قضية الأسرى من الملفات المطلوبة والمهمة لأنها تفضح سياسات الاحتلال وتضع المستوى المحلي والعالمي في مستوى جرائمه المتكررة.
ويشير إلى أنّ الحراكات الشعبية والفعاليات الرسمية رغم عدم اكتراث الكثيرين بها، إلا أنّها تمثل رسالة صمود وأمل للأسرى والمجتمع الفلسطيني والحكومة من خلفه.
وبات الشعب الفلسطيني يدرك -وفق قنديل- حساسية ملف الأسرى، "وبتنا نشهد فعاليات لنصرة الأسرى، وهناك نهضة حقيقية في ملف الأسرى لا بد أن تستمر وألا تنتهي بانتهاء إضراب الأسرى عن الطعام".
ويوضح أنّ لجمعية "واعد" برنامج فعاليات مكثّف وتواصل دولي نشط مع عدد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية منها اتحاد المحامين العرب، يتم إطلاعهم على أوضاع الأسرى أولا بأول.
وتحاول جمعية "واعد" استجلاب محررين عرب من الذين أمضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال، ويشير الناطق باسمها إلى وجود اتصالات مع بعضهم للقدوم إلى غزة ومنهم الأسير اللبناني سمير القنطار والأسير الأردني سلطان العجلوني والفلسطينية أحلام التميمي.
ولفت إلى أنّ القدوم بمحررين عرب وفلسطينيين من هذا الحجم، سيضاعف من حجم التضامن مع ملف الأسرى، "ولعلنا نشهد حضورهم في أي وقت".

يجب تدويل قضيتهم
ويؤكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للأسرى ياسر صالح أنّ خيمة التضامن أمام الصليب الأحمر، ستكون دائمة لتستقبل الوفود المؤازرة لقضية الأسرى.
ويلفت إلى أنّ الخيمة تشهد كل يوم اثنين تواجدًا شعبيا ورسميا عارمًا، "ونحن غير راضين عن حجم تلك المشاركة، لكنّها أفضل مما كان عليه الوضع في الأسابيع الماضية".
وقال: "هناك التفاف وتلاحم يرفع من روح الأسرى المعنوية، والهدف الأبرز حاليًا هو العمل من أجل تدويل قضية الأسرى ونقلها للعالم الخارجي حتى انتهاء معاناتهم داخل السجون".

لا تليق بصمودهم
أما ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية نشأت الوحيدي فيوضح أنّ قضية الأسرى تستحق الوقوف معها وقفة جادة؛ للنهوض بملفهم ونصرتهم بشكل يليق بصمودهم وتضحياتهم بالسجون.
ويقول: "يجب أن تكون قضية الأسرى بمثابة ناقوس يدق على بوابات المنظمات الدولية والإنسانية مستصرخًا هذه الضمائر للانتصار لحقوق الإنسان التي تداس تحت رحمة القرارات العنصرية الصهيونية".
ويؤكد أنّ قضية الأسرى حدث يستحق أكبر من وقفة تضامنية، لا بد وأن تخرج الجماهير الفلسطينية والعربية له في مظاهرات كبيرة للضغط على المنظمات الدولية والإنسانية للالتزام تجاه الأسرى بتوفير حماية دولية مع الأمم المتحدة خاصة بعد نيل فلسطين صفة مراقب فيها.
وأكدّ أنّ قضيتهم بحاجة إلى هبة جماهيرية وحقوقية وإعلامية لنصرتهم من جهة وفضح الممارسات التي يرتكبها الاحتلال من جانب آخر.
وثمّن الوحيدي كلّ الجهود التي تناصر الأسرى، "لكنها لم ترق بعد لصرخة وجع تنطلق من أمعاء أسير مضرب عن الطعام" كما قال.

(المصدر: سرايا القدس، 29/12/2012)

تعليقات الفيسبوك