الإثنين 29 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وحدة الأسرى ... ومعركة الأمعاء الخاوية

    آخر تحديث: السبت، 21 إبريل 2012 ، 00:00 ص

    شرع ما يقارب 1600 أسير فلسطيني من مختلف التنظيمات السياسية بإضراب مفتوح عن الطعام يوم 17/4/2012 تزامنا مع إحياء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، وكان الأسرى منذ شهور عديدة يخططون لمشروع نضالي استراتيجي على ضوء تصعيد الإجراءات القمعية والتعسفية بحقهم وتطبيق سياسات وتشريعات غير مسبوقة سلبت حقوقهم الإنسانية والمعيشية.

    كافة المؤشرات كانت تدل أن الوضع في السجون سوف ينفجر في أي لحظة أمام سياسة رسمية إسرائيلية ممنهجة اتخذت الأسرى عنوانا للانتقام والإذلال، وحولت حياتهم الى جحيم لا يطاق، حيث ظهرت بوضوح وأكثر من أي وقت مضى الكراهية والعدائية الاسرائيلية المصحوبة بالتحريض والتشهير بالأسرى.

    الهجمة الشاملة على حقوق المعتقلين لم تشمل فقط سن قوانين وعقوبات بالعزل الانفرادي والحرمان من زيارة الأهالي والحرمان من التعليم والاعتداءات المتكررة عليهم من قبل قوات قمع خاصة وفرض الغرامات والحرمان من الكنتين والكتب والإهمال الطبي وإذلال الأهالي على الحواجز العسكرية خلال الزيارات وإنما رافق هذه الهجمة بعدا أيديولوجيا وفكريا ساهم بشكل مسموم في التحريض على الأسرى بالدعوات والفتاوي والتشريعات التي دعت الى تشديد الإجراءات التعسفية عليهم، ووصل الأمر الى دعوة بعض أعضاء الكنيست اليمينيين إلى خنقهم بالغاز.

    إن الأجواء العامة بالسجون كانت تشير الى أن الأسرى مقبلين على التمرد والعصيان، وأن الخيارات أمامهم أصبحت مغلقة بعد فشل كافة الحوارات مع ضباط إدارة السجون، وأنه لم يعد هناك سوى خيار الإضراب المفتوح عن الطعام.

    لقد ساهمت الإضرابات الفردية ضد الاعتقال الإداري والتي بدأها الأسيران المحرران الشيخ خضر عدنان وهناء الشلبي وأكمل هذه الخطوة عدد آخر من الأسرى الإداريين الذين لا زالوا مضربين عن الطعام لليوم الثالث والخمسين كثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي وجعفر عزالدين، وما واكب ذلك من حركة تضامن شعبي وجماهيري امتدت الى الساحات الإقليمية والدولية، أدّى ذلك إلى بلورة قرار الإضراب المفتوح والتحضير النفسي للشروع في معركة الأمعاء التي بدأت.

    ورغم القناعة التامة أن واقع الأسرى يحتاج الى تدخل وخطوات نضالية لمواجهة السياسات الظالمة التي تطبق بحقهم، إلا أن عدم التوافق في صفوف الحركة الأسيرة بالإضراب المفتوح بشكل جماعي ووفق برنامج وطني وقيادة واحدة أثار قلقاً ومخاوف حول مصير هذه الخطوة لا سيما أن عدم الوحدة الداخلية بين الأسرى في معركتهم الإنسانية قد يُستخدم وسيلة لكسر الإضراب وزيادة الضغط الاسرائيلي لإفشاله.

    لم نتعود في تجربة الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967 أن يخوض الأسرى مواجهة استراتيجية مع إدارة السجون بشكل غير جماعي وموحد، وكانت وحدة الأسرى وانتظامهم واتفاقهم على الأهداف والقيادة والرؤية عاملا حاسما في الانتظار وتحقيق مطالبهم المطروحة في أي إضراب مفتوح عن الطعام.

    لقد ترسخ في عقولنا وثقافتنا الوطنية والنضالية أن الأسرى دائما هم موحدون، بل عامل توحيد الشعب الفلسطيني، وساهموا في ذلك تحت شعار الوحدة قانون الانتصار على المحتلين، ولم يظهر أبدا أن اختلفت فصائل العمل الوطني والإسلامي حول الأسرى ومساندتهم والوقوف الى جانبهم، والشارع الفلسطيني وفعاليات التضامن تشهد دائما على ذلك.

    إن حجم الهجمة الإسرائيلية على الأسرى وقساوتها تتطلب أكثر من أي وقت مضى وحدة داخلية وخارجية لكسر السياسات الإسرائيلية ولإلزام إسرائيل باحترام حقوق الأسرى وكرامتهم الإنسانية خاصة أن هذه السياسات تستهدف نزع الهوية الوطنية عن الأسرى وتجريدهم من صفتهم كمناضلي حرية.

    إنني أدعو قادة الأسرى الى الوحدة والاتفاق سريعا، فالمعركة قد بدأت، ولا يحتمل الوضع أي اجتهاد أو تأويل، ولا يحتمل تسييس الإضراب أو استخدام الأسرى لصالح أي أجندة سياسية وخاصة، فالجميع في مواجهة السجّان والذي بدأ يعد أدواته القمعية لكسر الإضراب وإفشاله.

    وأقتبس بهذا الصدد ما قاله أقدم الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، والذي يقضي 30 عاما بالسجون: لقد علمتنا التجربة انه يجب أن يكون هناك توافق وإجماع حول مشروع ومرجعية واحدة وقيادة واحدة تتحمل مسؤولية قيادة هذه الخطوة ، وأن يكون هناك الحد الأدنى من التنسيق في صفوف المعتقلين حتى ننتصر.

    المصدر : القدس


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد نضال اسماعيل عبيات من سرايا القدس على أيدي الوحدات الصهيونية الخاصة في بيت لحم

29 إبريل 2002

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب عدة مجازر في قرى كفر عانة وسلمة والخيرية قضاء مدينة يافا

29 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية