الأسرى يهددون بتصعيد غير مسبوق.. واتساع أعداد المضربين

موضوعات ذات صلةً

• الأسير عدنان يتقيأ الدم في اليوم الـ 50 من الإضراب
• خلال كلمة مسجلة.. القيادي خضر عدنان يوضح دوافع خوضه للإضراب في يومه الـ35

هدد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بالشروع في خطوات "نوعية وغير مسبوقة"، إذا واصلت إدارة السجون رفض تنفيذ مطالبهم، والاستمرار في تقديم أنصاف الحلول، مؤكدين مضيهم في إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم.
وشهد انضمام نحو 170 أسيراً آخرين إلى الإضراب المفتوح الذي بدأه الأسرى في كافة سجون الاحتلال منذ14 يوماً، رفضاً لممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم وبحق ذويهم.
وأفاد مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، بأن تصدعاً كبيراً حدث في موقف مصلحة السجون الصهيونية التي كانت ترفض وبشكل مطلق الحديث ونقاش قضية إنهاء العزل الانفرادي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على اعتبار أنه "خط أحمر يمس الأمن القومي الصهيوني"- على حد تعبير أجهزة الاستخبارات الصهيونية.

وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش: "إن هذا التصدع والتنازل تم من قبل أحد مدراء الاستخبارات في أحد السجون حين طرح حلاً وسطاً لإنهاء إضراب المعتقلين، حيث طالب بتجميع المعزولين في قسم واحد وتقديم تعهد من قبل الأسرى الذين سيخرجون من العزل بعدم التدخل في أي شأن خارج السجن وعدم إعطاء أي تصريح".

وذكر الخفش أن العرض تم رفضه من قبل الأسرى الذين قالوا إنهم لن يقبلوا بأنصاف الحلول، مؤكداً أن إنهاء العزل الانفرادي الذي يعاني منه قرابة الـ 18 أسيراً فلسطينياً حق كفله القانون الدولي ولن تقبل قيادة الإضراب فك الإضراب قبل إخراج جميع الأسرى المعزولين بدون شروط.
وأضاف: "إن هذا الأمر يعتبر كسرًا للاءات الاحتلال الذي كان يرفض نقاش هذا الأمر وهو بداية لتحقيق مطالب الحركة الأسيرة والاستجابة لمطالبهم العادلة".
وطالب الخفش المؤسسات الحقوقية بتنظيم أكبر حملة تضامن مع الأسرى ومساندتهم في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها أسرى الشعب الفلسطيني.

اتساع الإضرابات
في السياق ذاته، أفاد مركز "أحرار" بدخول خمسين أسيراً الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن مجدو ليصبح عدد المضربين خلال أسبوع 215 أسيراً فلسطينياً في هذا السجن.
وقال المركز في بيان له: "إن خمسين أسيراً دخلوا الإضراب عن الطعام، وهم 30 أسيراً من الجبهة الشعبية، و 20من الجهاد الإسلامي"، مشيراً إلى دخول 120 أسيراً آخر في سجن عوفر الإضراب عن الطعام، ليصبح عدد الأسرى الذين أعلنوا بدء إضرابهم 170 أسيراً.

كما قرر 24 أسيرًا مريضًا في سجن مجدو الإضراب عن الطعام والدواء، تضامنًا مع باقي الأسرى المضربين في سجون الاحتلال. وقال الخفش: "إن الأسرى المرضى بسجن مجدو قرروا إرجاع وجبات الطعام، وامتناعهم عن تناول الطعام رغم صعوبة وضعهم الصحي"، مشيراً إلى أن الأسرى يعانون من أمراض مختلفة كالسكري والضغط والقولون، ويحتاجون إلى الغذاء والدواء بشكل متواصل.
ومن الأسرى المرضى الصحفي نواف العامر والمحاضر الجامعي محمد غزال والأسير صابر أبو السباع. وبيّن أن هذا التصاعد في أعداد المضربين يرفع عددهم إلى أكثر من 3 آلاف أسير في كافة سجون الاحتلال، لافتاً إلى أن عددهم سيزيد خلال الأيام القادمة حتى تستجيب مصلحة السجون الصهيونية لجميع مطالبهم.

من جهته، أكد الباحث المختص في شئون الأسرى رياض الأشقر، أن سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون تخشى من التحاق كافة الأسرى بالإضراب وخاصة بعد إعلان أسرى حركة فتح الذين لم يلتحقوا بالإضراب عن نيتهم الدخول في الإضراب بداية الشهر القادم، وإعلان العشرات من الأسرى يومياً الالتحاق بالإضراب.
وأوضح الأشقر بأن إدارة السجون تخشى من اتساع دائرة الإضراب مما يعني عدم السيطرة على السجون، واضطرارها في نهاية الأمر إلى تلبية مطالب الأسرى نتيجة الضغط الشديد والارتباك اللذين ستتعرض لهما بعد التحاق كافة الأسرى بالإضراب في كل قلاع الأسر.

وأضاف: "إن مصلحة السجون التقت بعدد من قادة الإضراب في محاولة للضغط عليهم لوقف الإضراب ووعدتهم بدراسة مطالبهم، وذلك في خطوة إستباقية لخوض كافة الأسرى للإضراب".

تدهور الأحوال الصحية
وفي سياق متصل، أكدت الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، أن الأسير المضرب عن الطعام محمد حلس الذي نقل إلى مستشفى سوروكا ببئر السبع وهو في حالة صحية حرجة وخطيرة، يعاني الآن من حالة غيبوبة متقطعة.
إلى ذلك، أفادت رسالة وصلت منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية تلقاها نشأت الوحيدي من داخل السجون أن الأسير عماد السراج من سكان المحافظة الوسطى ومحكوم بالسجن المؤبد وهو مضرب عن الطعام وفي حالة خطرة وحرجة، بات يتقيأ دما ويعاني من سياسة الإهمال الطبي الصهيوني المتعمد.

وجاء في رسالة الأسرى أن "الأسير السراج كان قد نقلته إدارة مصلحة السجون الصهيونية قبل 3 أيام تعسفياً، مع أكثر من  70  Ø£Ø³ÙŠØ±Ø§Ù‹ يشكلون قيادة الإضراب في سجن نفحة الصحراوي إلى سجن إيشل ببئر السبع".
وأشار الوحيدي بحسب رسالة الأسرى التي تلقاها، أن أسرى حركة "فتح" في سجن النقب الصحراوي قرروا خوض إضراب مفتوح عن الطعام في سياق البرنامج النضالي المرحلي الذي أقرته الحركة الأسيرة وبدأت خطواته الأولى في الأول من فبراير 2012 ووقعت خلاله على وثيقة العهد والوفاء.

ودعت الرسالة الكل الفلسطيني وقادة العمل الوطني والإسلامي للإضراب عن الطعام في الأول من أيار تأكيداً على المضي قدماً في الخطوات التصعيدية النضالية لإحقاق الحقوق الإنسانية للأسرى.
وأشارت رسالة الأسرى إلى أن الحركة الوطنية الأسيرة سوف تصعد من خطواتها النضالية العادلة في الأول من أيار حيث الإضراب الموحد والشامل في كافة السجون.
وذكر الوحيدي بحسب رسالة الأسرى أن ردود لجنة الحوار الصهيونية مع الأسرى كانت "سلبية وعنصرية حاقدة واستهزاء بإضراب الأسرى في محاولة صهيونية لإضعاف وإجهاض إضرابهم وبرنامجهم النضالي من أجل الحرية والحياة الكريمة".

وبيّنت أن إدارة السجون قامت بنقل ممثل أسرى حركة فتح الأسير أيمن العواودة إلى سجن "أوهالي كيدار"، بعد نقله تعسفياً قبل 3 أيام من سجن نفحة الصحراوي إلى سجن إيشل، وهو ما يدل على أن الاحتلال الصهيوني يعيش حالة من الإرباك والقلق الشديدين في ظل عزم وتصميم الأسرى على إكمال ومواصلة برنامجهم النضالي حتى إحقاق حقوقه الإنسانية العادلة.
فيما دعا مركز الأسرى للدراسات إلى المزيد من التضامن وتشكيل أوسع حالة مساندة مع الأسرى المضربين عن الطعام، والذين ينقلون يومياً إلى المستشفيات بسبب تدهور حالتهم الصحية.
وطالب الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وسائل الإعلام بنقل كل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأسرى، مناشداً الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على دولة الاحتلال للقبول بمطالب الأسرى العادلة.

تواصل التضامن
و في إطار التضامن الشعبي مع الأسرى، نظمت جمعية واعد للأسرى والمحررين وقفة تضامنية، لأبناء وأطفال الأسرى في قطاع غزة الذين يحرمون من زيارة آبائهم منذ ستة أعوام تحت ذرائع إسرائيلية واهية.
وتجمع عشرات الأطفال الذين أشعلوا شموع الأمل والحرية تضامناً مع آبائهم المضربين عن الطعام لليوم الثاني عشر على التوالي في السجون الصهيونية.
الطفلة أماني عودة ابنة الأسير رامي عودة تساءلت: "لمن أقول أريد زيارة أبي؟ في كل فعالية واعتصام أحضر وأشارك وأتوجه بكلمة ولكن لا حياة لمن تنادي.. لقد مللت الانتظار وأريد زيارة أبي حتى ولو مرة واحدة فأنا مشتاقة له وأريد أن أراه".
كما نظمت وزارة النقل والمواصلات بالتنسيق والتعاون مع وزارة الأسرى والمحررين وقفة تضامنية مع الأسرى أمام خيمة الاعتصام بمقر الصليب الأحمر الدولي بمشاركة عدد من موظفيها.

وفي الداخل المحتل، شارك العشرات من فلسطينيي 48 في تظاهرة تضامنية مع الأسرى على دوار الشهداء في عرابة، بدعوة من مركز حريات وشباب من أجل الأسرى. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصوراً للأسرى وشعارات تدعو إلى الوقوف بجانب الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها من أجل رفع الظلم وتحقيق مطالبهم في إلغاء الاعتقالات الإدارية وإلغاء ما عرف بقانون "شاليط".

اجتماع عربي
إلى ذلك، أعلن سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا، أنه تم الاتفاق مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على عقد اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين قريباً لبحث طرح قضية الأسرى في المحافل الدولية والتحضير للمؤتمر الدولي الخاص بقضية الأسرى الذي أقره مجلس الجامعة العربية هذا العام.

وقال في تصريحات صحفية عقب محادثات أجراها، مع الأمين العام للجامعة العربية: "إن الأمين العام اقترح أن تتقدم المجموعة العربية في الأمم المتحدة وتطرح قضية الأسرى كبند على أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد دورة استثنائية لها"، مؤكداً أن قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين خاصة بعد إضراب عدد منهم عن الطعام تحتل مكانة بارزة في اهتمام القيادة الفلسطينية والجامعة العربية.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 30/4/2012)

تعليقات الفيسبوك