الخميس 02 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير حسن الصفدي: نخوض معركة الصبر والعزيمة حتى الحرية

    آخر تحديث: الثلاثاء، 01 مايو 2012 ، 00:00 ص

    في كل لحظة ترافق صور الأسير حسن الصفدي (33 عاماً) والدته الخنساء الفلسطينية "أم فريد" التي تشاركه الإضراب عن الطعام المتواصل لليوم ال 54 على التوالي، ورغم حزنها المستمر لا تجد وسيلة تخفف ألمها وقلقها وشوقها الشديد سوى الصلاة والصوم والدعاء لله وعناق صوره وتقبيلها بعدما حرمها الاحتلال من رؤيته أو زيارته رغم النداءات والمناشدات التي وجهتها مع عشرات المؤسسات الإنسانية والدولية، وتقول: "لم يبق مؤسسة إلا وتدخلت لإلغاء قرار المنع الأمني لكن دون جدوى، الخطر يتهدد حياة ابني التي أصبحت في أسوأ حالة، والاحتلال يرفض علاجه أو الإفراج عنه ويعاقبنا بمنع زيارته، قلبي ينزف دما دون أن يحرك أحد ساكنا".

    العقاب والعزل
    تلزم أم فريد خيمة التضامن المنصوبة في نابلس دعما لابنها وإخوانه المضربين، لتتابع كل ما يرد من أخبار شحيحة عن ابنها المعاقب بالعزل الانفرادي في مستشفى سجن "الرملة"، وتقول: "لأنه رفض الذل وحياة السجن الذي قضى خلف قضبانه 105 أشهر في الاعتقال الإداري التعسفي اضرب عن الطعام للمطالبة بحريته، فعاقبوه بالعزل في زنازين الجلمة مما أدى لتدهور حالته الصحية ".
    تقارير أطباء مصلحة السجون حذرت من خطورة استمرار عزله وأوصت بنقله للمستشفى ولكن الإدارة عاقبته بعزل جديد، وتضيف والدته: "استمروا بالانتقام من حسن ورغم حاجته الماسة للرعاية الطبية نقلوه بتاريخ 6/ 4/ 2012 إلى سجن مستشفى الرملة، ولم تراع الإدارة وضعه بعد مرور شهر على إضرابه جردوه من ملابسه، واعتدت القوات الصهيونية عليه بالضرب المبرح مما أدى لفقدانه الوعي وإصابته بمضاعفات جديدة".

    أوضاع خطيرة
    تتنقل الخنساء أم الشهداء والأسرى بين صور حسن تبكي وتتألم دون أن تتوقف عن الدعاء من هول الوقائع الجديدة التي حملها محامي مؤسسة "التضامن" الدولي لحقوق الإنسان إليها اثر زيارته والتي أفاد فيها أن الأسير أصيب بجرثومة في الدم نجم عنها انخفاض في حرارة الجسم وشعوره بحالة برد شديدة، وذكر المحامي أن الإدارة لم تتحرك إلا عندما وصلت حالته مرحلة خطيرة فقام الأطباء بحقنة لرفع درجة حرارته مما أدى لارتفاع كبير في الحرارة التي وصلت إلى 41 درجة، وبعد علاجات طويلة عادت واستقرت حالته الصحية.

    حياة الكوابيس
    أمام هول الأخبار المؤلمة التي أفقدتها القدرة على الاستراحة أو النوم وحولت لحظات حياتها لكوابيس، سارعت أم فريد لقرع أبواب المؤسسات الإنسانية مجددا، وهي تستغيث وتستصرخ الجميع كسر الإجراءات الصهيونية وإرسال لجنة طبية لفحص حسن ومتابعة وضعه الصحي، وتقول: "لا يوجد اهتمام من مؤسسات المجتمع الدولي بقضية أبنائنا، العالم يقيم الدنيا ولا يقعدها من اجل حقوق الحيوان بينما أسرانا يموتون بشكل تدريجي ويلزم الجميع الصمت، كل يوم نعتصم ونتظاهر أمام الصليب وغيره من المؤسسات ولكن ما من احد يسمعنا فأي ظلم اكبر من هذا؟، أي شريعة تجيز اعتقال حسن وحرمانه من حياته وحريته دون سبب ورغم أن حياته في خطر". ويؤكد محامي مؤسسة "التضامن"، إثر زيارة حسن، أنه محتجز في العزل الانفرادي ويرفض تناول المحاليل الطبية ويتعرض لمعاملة سيئة وعقوبات أدت لفقدانه حوالي 30 كيلو من وزنه، وأضاف: "يعاني من أوجاع شديدة في الكلية اليسرى، ونسبة السكر في دمه منخفضة جدا وكذلك الأمر بالنسبة لضغط الدم".

    ألم وصمود
    بين الصليب وخيمة الاعتصام، تتوزع لحظات حياة الوالدة أم فريد التي أصبح نظامها الجديد يرتبط بقضية نجلها، تكظم الغيظ وتقاوم الأوجاع رغم معاناتها البالغة من مرض هشاشة العظام ومشاكل صحية بدأت تراودها بسبب خطواتها التضامنية مع ابنها الذي أمضى ما مجموعه 10 سنوات في السجون كان آخرها في 29 / 6/ 2011، وتقول: "اعتقل حسن وإخوانه بما فيهم ابنتي نيللي عدة مرات، وقضيت سنوات طويلة على بوابات السجون ولكن اعتقاله الأخير كان أصعب محطات حياتي، ففي كل لحظة أتخيل التعذيب والضرب الذي تعرض له عندما انتزعوه من بيتي".

    صرخات وجع
    تتجمع نساء الحي وبعض الأهل والأصدقاء حول الخنساء وكل منهم يحاول رفع معنوياتها والتخفيف عنها وحثها على الصبر وهي التي تشكل نموذجا للصبر والتضحية والصمود الذي جسدته بأعظم صوره خلال استشهاد نجلها واعتقال كريمتها، ولكنها تنتفض بين لحظة وأخرى لتصرخ من شدة وجعها "قلبي لم يعد يحتمل، الله اكبر يا عالم افهموني أنا أم، كيف استطيع النوم أو الأكل وابني يموت، عندما أرى الطعام اختنق، فمن يعيد لي ابني لاضمه لصدري وأطعمه بيدي؟، انه بطل ومناضل ويستحق حياة الحرية وليس السجن".
    تضم لصدرها صور حسن وشقيقه الشهيد فريد، وتقول: "حتى عندما استشهد فريد في هبة نفق الأقصى عام 1996، لم ابك واحزن كهذه اللحظات التي يتهدد فيها الخطر حياة ابني، قضيت حياتي بين القبور وعلى بوابات السجون الذي اعتقل كل أبنائي بما فيها كريمتي نيللي التي عاشت تجربة الاعتقال المرير 18 شهرا، ولكن كل يوم يمضي في اعتقال حسن يوازي دهر، اللهم فرج كربه واحميه وانصره".

    الإبعاد والمحكمة
    انتصر حسن لنفسه مطالبا بحريته على طريقته الخاصة بمعركة الأمعاء الخاوية وإعلانه رفض فك إضرابه حتى الإفراج عنه، فعرضت عليه السلطات الصهيونية الإبعاد الى غزة فرفض ووكل محاميه بالاستئناف للمحكمة العليا ضد قرار اعتقاله الإداري. بعد مماطلة وتأجيل احضر حسن في اليوم ال 50 من إضرابه عن الطعام لقاعة المحكمة العليا في القدس، ولأنه فقد القدرة على الحركة ادخل على كرسي متحرك متمنيا أن يصدر بحقه قرار يضع حد لمأساة اعتقاله غير القانوني. لكن المحكمة كانت مجهزة وفق معايير ورؤية جهاز الأمن الصهيوني والذي بدا واضحا من خلال المعاملة القاسية والهجمة الشرسة التي تعرض لها من القاضي، شقيقه فؤاد عبر عن صدمته بعد مشاهدة الوضع المأساوي لشقيقه ويقول: "احضر للمحكمة على كرسي متحرك في وضع صحي مأساوي بحيث عجز عن رفع يده، وقدم محاميه أوراق وتقارير طبية تؤكد خطورة وضعه الصحي والمخاطر الناجمة عن استمرار اعتقاله خاصة في العزل وحرمانه من كافة حقوقه". وأشار المحامي، إلى أن اعتقال حسن غير قانوني، فطوال الفترة التي أمضاها في السجن لم تصدر بحقه لائحة اتهام، مطالبا بالافراج الفوري عنه ليتسنى لعائلته علاجه قبل قوات الأوان.
    لم تؤثر صورة حسن الصعبة ومرافعة محاميه على قضاة المحكمة، وخاطبه احدهم قائلا: "لا نتحمل المسؤولية عن إضرابك، في السجن نوفر لك الطعام والماء والدواء، وإذا أردت الإضراب لتصبح أسطورة للشعب الفلسطيني فأنت حر"، وأضاف القاضي الصهيوني: "بناء على الملف السري المعروض أمامي، أنت تشكل خطرا على الأمن ويجب أن تبقى في السجن وإضرابك لا يهم دولة الكيان، ونحن نقدم لك المحاليل ولا علاقة لنا بحياتك". ويقول فؤاد: "واجه شقيقي هذا الصلف والاستهتار من قبل قضاة المحكمة، بشعار إما النصر أو الشهادة، وبمعنويات لم أتوقعها أنا شقيقه، مما أغاظ القضاة الذين أصدروا قرارهم الجاهز مسبقا ورفضوا الاستئناف".

    استمرار الإضراب
     ÙÙŠ بيتها بكت أم فريد عندما سمعت الخبر المؤلم، وواصلت الدعاء والرجاء لله عز وجل لحماية وإنقاذ ابنها الذي أعلن فور عودته لزنزانته استمرار في إضرابه عن الطعام، وقال: "لن نستجدي منهم شيئا، فكلهم احتلال ولا رهان إلا على الله وعزيمتنا وإيماننا، هذه معركة صبر وإرادة وعزيمة ونسال الله ان يوفقنا حتى نكلمها ويعزنا بنصر من عنده أو شهادة ".

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية عين الزيتون، ذهب ضحيتها 36 فلسطينياً

02 مايو 1948

استشهاد المجاهد أسامة الهوبي من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في عملية اغتيال المجاهد عوض القيق بمدينة رفح

02 مايو 2008

اغتيال القائد شفيق عبد الغني من سرايا القدس بكمين لوحدة صهيونية خاصة في جبال صيدا شمال طولكرم

02 مايو 2005

الاستشهادي إبرهيم حماد من سرايا القدس يقتحم موقع كيسوفيم برفقة الشهيد فيصل أبو نقيرة من ألوية الناصر فيوقعا 4 قتلى صهاينة

02 مايو 2004

الأسرى في سجون الاحتلال يعلنون الإضراب عن الطعام؛ ويرفعون شعار إطلاق سراح الأسرى كأحد شروط السلام

02 مايو 2000

استشهاد الأسير نصر الدين فهمي محمد الشخشير في سجن عسقلان نتيجة التعذيب وهو من سكان نابلس

02 مايو 1973

الأرشيف
القائمة البريدية