الأربعاء 01 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    سعدات: الإضراب خيارنا الوحيد ومعنوياتنا عالية ولن نتراجع حتى تحقيق مطالبنا

    آخر تحديث: الثلاثاء، 01 مايو 2012 ، 00:00 ص

    يقود الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات (59عاماً) رفاقه في معركة الأمعاء الخاوية التي تخوضها الحركة الأسيرة من كافة الفصائل منذ 17 من شهر نيسان الجاري، للمطالبة بإلغاء سلسلة من الإجراءات الصهيونية التي فرضتها الحكومة الصهيونية على الأسرى ضمن قانون ما يسمى (شاليط). ورغم توقيع الصفقة بين حركة "حماس" والكيان وانجازها وعودة شاليط لعائلته، يقول سعدات: "رفضت السلطات الصهيونية تنفيذ الشق الذي ابلغنا موقعي الصفقة أنه أحد شروط انجازها والقاضي بإلغاء كافة الإجراءات التي فرضت على الأسرى وفي مقدمتها إلغاء العزل ومنع زيارات أهالي أسرى غزة وتحسين الظروف الاعتقالية والمعيشية "، وتابع يقول "انتهت الصفقة وانتظرنا أكثر من ثلاثة شهور ولكن لم يتغير شيء واستمرت معاناتنا وابتدعت إدارة السجون أساليب جديدة من القهر والقمع والعقاب، فلم يعد أمامنا خيار سوى الإضراب ومعركة الأمعاء الخاوية".

    الخيار الوحيد
    ورغم الأمراض التي يعاني منها النائب في المجلس التشريعي، فان سعدات رفض أن يستثني من الإضراب الثاني الذي يشارك به خلال اقل من ستة شهور، وصبيحة الموعد المتفق عليه أعلن من زنزانته الانفرادية في عزل سجن "ريمون" الإضراب بمشاركة كافة المعزولين، ويقول "لم يكن هناك مجال لتأجيلها، وأصبح الإضراب خيارنا الوحيد لأن إدارة السجون تجاوزت كل الحدود ولم يبق سوى حرماننا من التنفس أو النوم"، وأضاف "استخدمت كل الطرق وحولت كل لحظة في حياة المعزولين لموت بطيء ولم تبق لنا ولباقي الأسرى أدنى حقوق، العزل موت تدريجي أو تشريع بالإعدام البطيء".

    قرار سياسي
    واستمرت حكومة الاحتلال باستهداف سعدات بإجراءات صارمة انتهت بعزله منذ اختطافه من سجن أريحا مع رفاقه في كتائب الشهيد ابو علي مصطفى عاهد أبو غلمه، حمدي قرعان، باسل أسمر، و مجدي الريماوي بتاريخ 2006/3/14، وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما كونه قائد سياسي رغم عدم إدانته بالتهمة المنسوبة إليه وهي الضلوع في عملية اغتيال وزير السياحة الصهيوني السابق رحعبام زئيفي ردا على اغتيال الأمين العام السابق الشهيد ابو علي مصطفي، ويقول: "العزل مثل قرار حكم سياسي بامتياز في محاولة من قبل المؤسسة الرسمية الصهيونية لعقابي على قناعاتي ومواقفي السياسية التي تنحاز للدفاع عن حقوق شعبي بالحرية والاستقلال والكرامة والتي لن أتخلى عنها يوما".

    مسلسل العقوبات
    ووسط عزل سعدات في أقسى الظروف وحصاره المشدد، أضافت السلطات الصهيونية عقاباً جديدا بمنع زوجته وأسرته من زيارته حتى إشعار آخر، وتقول زوجته عبله سعدات: "لم تكتف السلطات الصهيونية بجريمة اختطافه وحكمه واعتقاله غير القانوني، فإضافة إلى كونه قائد سياسي فهو عضو في البرلمان الفلسطيني ومنتخب بإرادة شعبية ولكن حكومة الكيان خرقت حتى الحصانة البرلمانية التي كفلها القانون والأعراف الدولية". وأضافت: "وعلى مدار السنوات الماضية، استمرت السلطات الصهيونية بتجديد اعتقاله مرة تلو الأخرى ونقله من عزل لآخر بعدما رفض الإجابة على تساؤلات لجان مصلحة السجون خلال جلساتها الخاصة لمناقشة مسألة وجوده في العزل".

    مسرحية مفبركة
    أمام هذا الواقع، ورغم معاناته المتعددة الأشكال لم يتراجع سعدات عن موقفه بعدم الاعتراف بشرعية المحكمة وقراراتها، ويقول: "ما زلت أتمسك بقناعاتي الرافضة للتعاطي مع المحكمة كونها غير شرعية وتستند الى الملف السري في تبرير قراراتها التي تعتبر جزء من سياسة صهيونية مبرمجة بحقي، وأضاف "إن السياسة التي تنتهجها دولة الكيان بعقد جلسات المحاكم في قضيتي عبارة عن مسرحية مفبركة، فالقرار جاهز من المخابرات، والمحاكم جزء من التضليل لإخفاء حقيقة كون قرار عربي سياسي".

    معركة الحرية
    ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الإضراب، شنت إدارة السجون حربا شرسة ضد المضربين، كان لسعدات نصيباً كبيراً منها، ومن عزله يقول: "في ساعات الصباح الباكر من اليوم الأول اقتحموا زنزانتي وفتشوني رغم عزلتي وأخرجوا كل الأغراض، ومارسوا نفس الأسلوب مع باقي المعزولين المضربين للضغط علينا ولكن أبلغناهم أن لا تراجع عن قراراتنا "، ويضيف "موقفنا أثار غضبهم، فصادروا الأجهزة الكهربائية والكنتينا والملابس ولم يتبق لدينا سوى ملابس السجن وبعض الغيارات الداخلي بيجامة والمناشف والصابون".

    هجمة شرسة
    وأضاف لم ينته المشهد على ذلك، ففي المساء تكررت عملية التفتيش لكن الأشد صعوبة بدأ صبيحة اليوم الثاني عندما استيقظ سعدات ليجد نفسه محاصرا بالوحدة الخاصة للقمع في مديرية السجون "ألماز"، ويقول "اقتحموا الزنازين بطريقة استفزازية وفتشونا كرسالة تهديد وتحذير للضغط النفسي والتلاعب بأعصابنا، وفي نفس اليوم قاموا بإجراء تفتيش مسائي. ومع فشل الإدارة في النيل من الأسرى ووحدتهم وقرارهم، يشير سعدات إلى أن حملات الدهم والتفتيش أصبحت تمارسها الإدارة منذ بداية الإضراب حتى اليوم العاشر في ساعات الليل، وتمتد ما بين الساعة 12 و3 فجرا بهدف الاستفزاز والإرهاق ليس أكثر على حد تعبيره. وفي نفس الوقت، وصف سعدات سياسة الإدارة في التعامل مع المضربين من الناحية الصحية بالإهمال واللامبالاة بشكل متعمد، وقال: "في الإضراب السابق كانت تجرى لنا فحوصات شاملة، ولكن حاليا تقتصر بقياس الوزن والضغط، مؤكدا أن جميع المضربين بشكل عام نقص وزن كل واحد منهم ما معدله 7 كيلو غرام".

    معنويات عالية
    ورغم ذلك، حرص سعدات وفي آخر رسالة وجهها من عزله، على رفع معنويات زوجته وأبنائه وكل شعبه وأهالي المضربين، وقال: "لا تقلقوا على صحتنا فهي أفضل بكثير من الإضراب السابق، بل اجزم انها جيدة جدا، ويسرنا جدا موقفكم المساند لنا كما كنتم دوما"، مؤكدا أن الجميع يتمتع بصحة جيده ومعنويات عالية، وأضاف: "نحن مصممون على الاستمرار في الإضراب وواثقون من تحقيق النصر، مستندين الى عدالة مطالبنا وقضيتنا والتفاف جماهير شعبنا وأمتنا وأحرار العالم أفرادا ومؤسسات وهيئات كما كان على الدوام إلى جنب نضالنا العادل".

    مطالب مشروعة
    ومع اتساع نطاق الإضراب، وانضمام المزيد من الأسرى للمعركة التي أطلق عليها الأسرى اسم " العهد والوفاء"، قال الأمين العام للجبهة الشعبية: "إن مطالبنا العادلة تشمل العديد من الحقوق المشروعة والإنسانية وفقاً للقانون الدولي، ويأتي في مقدمتها إلغاء العزل الانفرادي باعتباره أسوأ أشكال التعذيب"، مؤكدا انه يفتقد لمبرراته الأمنية القانونية ويتناقض مع القانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات الدولية منها، وتابع يقول: "منذ سبع سنوات أو أكثر تستمر معاناة الممنوعين من الزيارات من غزة والضفة تحت مسميات مختلفة وخاصة المنع الأمني، فضلا عن توسيع المسموح لهم بالزيارات لتشمل الدرجة الثانية والثالثة من الأهل كونها حاليا تقتصر على الدرجة الأولى فقط". متطلبات النصر ووسط صموده وثباته كباقي الأسرى، فإن الهم الأكبر بالنسبة لسعدات من موقعه الوطني والنضالي والسياسي والاعتقالي هو رفع معنويات الجماهير الفلسطينية وتحفيز القوى والفعاليات لدعم معركة الوحدة، ويقول: "إن متطلبات النصر في معركتنا يرتكز لتوحد جماهير شعبنا وقواه السياسية ومؤسساته في الميدان إسناد مطالبنا العادلة وإخراج الأسرى من دائرة التجاذبات السياسية وأمراض عملية إدارة الانقسام"، وأضاف "فالإضراب يشارك فيه كل القوى السياسية دون استثناء، بل ونطمح أن تكون هدية القوى السياسية الداعمة لنا هي الشروع بتنفيذ اتفاقات المصالحة التي لم يجف حبرها بعد، فوحدتنا هي الركيزة الأساسية والأولى والاهم لتحقيق أهدافنا الوطنية العادلة وفي مقدمتها معركة الأسرى".
    وبينما حيا سعدات كل القوى والفعاليات الوطنية والعربية والدولية وأحرار العالم الذين يقفون الى جانب نضال الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة، شدد على أهمية وتلاحم الحركة الأسيرة في كل السجون لتتوج معركتها بالانتصار.

    سعدات في سطور
    ينحدر سعدات من عائلة لاجئة من قرية دير طريف قرب اللد، وبعد نكبة عام 1948 لجأت عائلته لمدينة رام الله الذي ولد فيها وهناك ولد عام 1953، بعد الثانوية العامة تخرج من كلية المعلمين التابعة لوكالة الغوث ثم عمل مدرسا في مخيم عقبة جبر، عقب نكسة حزيران عام 1967 ساهم في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليكون ضمن الرعيل الأول الذي يحمل راياتها ويناضل في سبيل تحقيق الحلم الفلسطيني. تزوج سعدات عام 1981، و خلال مسيرته النضالية تعرض للاستهداف الصهيوني بين الملاحقة والمطاردة والاعتقال، فأمضى في السجون الصهيونية أكثر من 22 عاما. تقلد مسؤوليات متعددة ومتنوعة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع، وأصبح عضواً في لجنة فرع الجبهة الشعبية في الوطن المحتل، وأصبح مسئولا لفرع الضفة الغربية منذ العام 1994، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس العام 2000. وعقب اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية الشهيد ابو علي مصطفى في 28 - 7- 2001، انتخب أمينا عاماً للجبهة الشعبية خلال اعتقاله إداريا في السجون الصهيونية في مطلع شهر تشرين الأول من العام نفسه، وانتخب عضوا في المجلس التشريعي خلال اعتقاله. اختطف من سجن أريحا بعدما هاجمته القوات الصهيونية بتاريخ 14 / 3/ 2006 وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما، و في 16 - 2009-3، قررت السلطات الصهيونية عزله ومنع زوجته وأبنائه الأربعة من زيارته رغم أنه يعاني من عدة امراض منها "الربو" والتكلس في فقرات الرقبة ولا يتلقى أي علاج.

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 28/4/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد 13 فلسطينيا في اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لحي الشجاعية شرق غزة؛ ثلاثة منهم من عائلة واحدة

01 مايو 2003

الأمم المتحدة تنشئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ الذين هجروا من قراهم ومدنهم في العام 1948م

01 مايو 1950

اضطرابات في يافا استمرت 15 يوماً أسفرت عن مقتل 47 يهودياً 146 جريحاً، واستشهاد 48 عربياً وإصابة 219 جريحاً، وسلطات الانتداب تؤلف لجنة تحقيق في ذلك

01 مايو 1921

السلطات البريطانية تعلن بشكل رسمي عن وعد بلفور والذي تتعهد من خلاله بريطانيا لليهود بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين

01 مايو 1919

الأرشيف
القائمة البريدية