مصلحة السجون تبدأ بمواجهة الأسرى نفسيا لفك الإضراب

موضوعات ذات صلةً

• الأسير عدنان يتقيأ الدم في اليوم الـ 50 من الإضراب
• خلال كلمة مسجلة.. القيادي خضر عدنان يوضح دوافع خوضه للإضراب في يومه الـ35

بدأت إدارة مصلحة السجون الصهيونية تتخذ طرقًا جديدة في مواجهة معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى لليوم السابع عشر على التوالي، احتجاجًا على المعاملة غير الإنسانية التي يتلقونها، ومن ضمن هذه الخطوات البدء بالحرب النفسية وتخويف الأسرى صحيًا من مخاطر الاستمرار في الإضراب.
ونقل الأسير المحرر والناشط  ÙÙŠ شؤون الأسرى فؤاد الخفش عن الأسرى أن الإدارة قامت بتوزيع نشرات صحية على الأسرى تحذرهم فيها من مخاطر صحية جمة تتهددهم في حالة استمروا في الإضراب عن الطعام.
وقال الخفش: "إن الإدارة تتخذ أسلوب الحرب النفسية من خلال توزيعها لهذه النشرات، وتهدف إلى إرباك الأسرى، وإدخال الشك والريبة بينهم، حيث إنها ركزت في هذه النشرات على أن الإضراب يؤثر على القدرة الجنسية، ويؤدي إلى تلف بعض الأجهزة كالكلى، والمعدة والكبد".
وأضاف الخفش إن النشرة يوجد بها تخويف رهيب من الإصابة بمرض السكري وأمراض أخرى في حال استمر الأسرى بالإضراب، موضحًا أن الأسرى قاموا بتمزيق هذه النشرات، وقاموا بإلقائها خارج غرفهم، مشددًا على أن الروح المعنوية التي يتمتعون بها عالية رغم تدهور صحتهم.
وبين الخفش أن الأسرى لن يقبلوا فك إضرابهم عن الطعام إلا بالاستجابة لكافة مطالبهم التي رفعوها قبل دخولهم الإضراب، وهي إلغاء العزل الانفرادي، وإلغاء قانون شاليط، والسماح لأهالي أسرى قطاع غزة برؤية أبنائهم، وتحسين الظروف المعيشية داخل الآسر.

إرهاق نفسي
من جانبها، ذكرت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أنَّ إدارة مصلحة السجون الصهيونية تتعمد نقل الأسرى المعزولين المضربين عن الطعام في عزل عسقلان من زنزانة إلى أخرى عدة مرات يوميا بهدف إرهاق الأسرى والضغط عليهم نفسيا.
وأفاد الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي، أن إدارة عسقلان تقتحم وبشكل يومي زنازين الأسرى المعزولين في ساعة متأخرة من الليل وتنقلهم إلى زنزانة أخرى تفتقر لأية مقومات ودون أن تسمح لهم بنقل أي شيء من أغراضهم.
وأشار إلى أن جنود "النحشون" يتعمدون شوى اللحم بجانب زنازين الأسرى في ساعات الليل كأحد الأساليب الاستفزازية التي يمارسها الجنود بحق المضربين. وبيّن الباحث في المؤسسة أن ممثلين عن مصلحة السجون الصهيونية عقدوا سلسلة اجتماعات تفاوضية مع الأسرى المعزولين المضربين كل على حدة، في محاولة لكسر إضرابهم والالتفاف عليه من خلال إغرائهم بالاستجابة لمطالبهم في حال أوقفوا الإضراب، الأمر الذي رفضه الأسرى وطالبوا بالتفاوض مع الأسير محمود عيسى ممثل الأسرى المعزولين في عسقلان.

وذكر البيتاوي أن جميع الأسرى المعزولين في عسقلان وعددهم أربعة: إبراهيم حامد وضرار أبو سيسي وباجس نخلة ورائد أبو ظاهر ما زالوا مضربين عن الطعام منذ16  ÙŠÙˆÙ…ا، مشيرا إلى أن أنهم لا يتناولون سوى الماء بعد أن صادرت الإدارة الملح.
من جانبه، أفاد الأسير جمال الهور، من سجن نفحة في رسالة مسربة: أن قسمًا من أسرى فتح في سجن إيشل قد دخلوا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام وعدهم تقريبا 100 أسير، وتم نقلهم جميعا إلى سجن نفحة.
وقال الأسير الهور: "إن مجموعة من الأسرى من التنظيمات الذين تم نقلهم من سجن نفحة تم إعادتهم مرة أخرى إلى ذات السجن.
وأضاف أنه تم نقل الأسير منير مرعي من جلبوع إلى نفحة، مؤكداً أن الإضراب مستمر وجميع الأسرى بخير ومعنوياتهم عالية معنويات عالية في مقابل ذلك، أكدت وزارة الأسرى والمحررين أن الأسرى داخل سجن عسقلان ونفحة يتمتعون بمعنويات عالية رغم إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي يخوضونه.
وكشف علي بدوان، مدير الدائرة القانونية بوزارة الأسرى في تصريح له: أن الوزارة استطاعت التواصل مع الأسرى عبر تنظيم زيارة لبعض المحامين من الداخل الفلسطيني وزيارة سجن نفحة وعسقلان.
وأوضح محامي الوزارة أن الأسرى يتمتعون بمعنويات عالية مؤكدين أنهم لن يخضعوا لمحاولات إدارة السجن إنهاء الإضراب دون الاستجابة لمطالبهم، فقد حاولت إدارة السجن خلال الأيام الماضية كسر الإضراب والتوصل إلى اتفاقيات جانبية وفردية مع الأسرى كل على حدة، وهذا ما رفضه الأسرى بشكل قاطع، مؤكدين على أنهم موحدون ولديهم قيادة موحدة تمثلهم في هذا الإضراب.

من جانبه، أكد مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والأسير المحرر رأفت حمدونة أن إضراب الأسرى في السجون تحول من قرار يخص إدارة مصلحة السجون إلى قرار سياسي وأمنى في دولة الكيان وعنوانه وزير الأمن الداخلي "يتسحاق أهرنوفيتش" والذي يصور الأسرى في السجون بأنهم مجموعات من "الإرهابيين والقتلة والمخربين وأن أياديهم ملطخة بالدماء وغير شرعيين".
وأضاف حمدونة "إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يتابع هذا الملف عبر تقارير متواصلة رغم زحمة القضايا السياسية وعلى رأسها الانتخابات المبكرة ذات الخلاف على مستوى الأحزاب الصهيونية".

خطر شديد
بدوره، أكد المبعد من كنيسة المهد فهمي كنعان أن الاحتلال الصهيوني يمارس الإعدام البطيء بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك من خلال ما يرتكبه ضد الأسرى من جرائم وممارسات، تبرهن يوما بعد يوم أن الاحتلال رغم ادعائه بأنه لا يحكم بالإعدام، ولكنة يمارس الإعدام حقيقة على أرض الواقع. وأضاف كنعان في تصريح صحفي، أن سياسة العزل الانفرادي هي كذلك عملية إعدام بطيء بحق الأسرى، حيث إن بعض الأسرى دخل في العام 14 في العزل الانفرادي.
وعلى صعيد الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، أكد رائد محاميد محامي نادي الأسير الفلسطيني أن كلاً من الأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي قد دخلت حالتهم الصحية الخطر الشديد وذلك لدخولهم الإضراب لليوم الـ ( 67 ).
وقال محاميد: "إن الأسرى الثلاثة قد دخلوا حالة الغيبوبة وأصبحوا يعانون من آلام مختلفة في أنحاء أجسادهم"، موضحًا أن إدارة مصلحة السجون لم تتقدم بأي عرض لإطلاق سراحهم.
أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، فصرح أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال في خطر شديد يهدد حياة العديد منهم.
ودعا عبد الكريم في تصريح مكتوب، إلى مواصلة وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية تجاه قضية الأسرى لإيصال قضيتهم ومعاناتهم للعالم أجمع بما يتناسب مع زخم الحركة الأسيرة وتضحياتها.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 3/5/2012)

تعليقات الفيسبوك