الأسير الريخاوي: إضرابي مستمر حتى تحقيق مطالبي

يدخل الأسير أكرم عبد الله الريخاوي من إضرابه المفتوح عن الطعام لما يزيد عن خمسة وأربعين رغم تدهور حالته الصحية في مستشفى سجن الرملة مصمما ورفيقه محمود السرسك وكلاهما من غزة على خوض معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطالبهما العادلة.
وخلال زيارة محامي نادي الأسير للريخاوي في "الرملة"، وجه نداء مستعجلا للجميع للتحرك ومؤازرتهما وإنقاذ حياتهما قبل فوات الأوان، قائلا "لا تتركونا وحدنا في هذه المعركة ولا تتركوا أجسادنا تنزف وانتم تنتظرون هل سنموت لتعتنوا بنا أم ماذا انتم فاعلون ونحن لن نتراجع عن إضرابنا حتى النصر أو الشهادة ". وأفاد محامي النادي، إن الأسير الريخاوي ابلغه أنهما لن يقبلا بأنصاف الحلول ومصممان على خوض معركتهما، مستصرخين كافة القوى والفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني مؤازرتهم والضغط بكل الوسائل وتكثيف الجهود بالتعاون مع القيادة المصرية حتى تستجيب إدارة السجون لمطالبهم.

إضراب مستمر
وبحسب النادي فإن الريخاوي من مواليد رفح في 11- 5-1973 والمعتقل منذ 2004/6/7 ويقضي حكما بالسجن لمدة 9 سنوات بتهمة الانتماء لحركة "حماس"، أفاد أن طبيب مصلحة السجون أبلغه أن هناك أمل بنسبة %95 أن يتم الإفراج عنه خلال جلسة اللجنة التي عينتها إدارة السجون للنظر في قضيته بتاريخ 5/ 6، موضحا أنه من جانبهم قدموا تقارير ايجابية ولكن يبقى القرار النهائي بيد جهاز الأمن الصهيوني "الشباك". وقال الأسير "طلب ممثلي الإدارة مني تعليق إضرابي حتى تاريخ موعد الجلسة، ولكني لن أتراجع عن موقفي إلا بتلبية مطالبي فورا وهو إعادة محكمة الثلث كي يتم الإفراج عنه".

طلب الإبعاد
وروى الريخاوي لمحامي نادي الأسير، أنه قدم طلب لإبعاده قبل خوضه الإضراب حتى يتلقى العلاج بالخارج بسبب تدهور وضعه الصحي لكنهم رفضوا وأهملوا طلبه، وأضاف "بعد 20 يوما من إضرابي فاوضوني على إبعادي بشرط أن أفك إضرابي ولكني رفضت ذلك, وأبلغتهم أنني سأفك إضرابي على حدود الدولة التي سيبعدونني إليها، وتابع الأسير يقول "أعلموني أنهم سيدرسون الموضوع، فقلت لهم إذا حضرتم بجواب بعد 25 يوما من إضرابي فلن أوافق على الإبعاد، وبعد 34 يوما حضروا ورفضت التفاوض بنفس الموضوع".

رفض المحاليل
وأبلغ الريخاوي محامي نادي الأسير، أنه تلقى رسالة من لجنة القيادة العليا للإضراب خلال اجتماعه مع ممثلي اللجنة الذين حضروا للقسم عقب توقيع الاتفاق مع مصلحه السجون وناقشوه من أجل فك إضرابه، وذكر أنه قال لهم أن إضرابه من أجل الإفراج عنه، موضحا أن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير الشيخ بسام السعدي أخبره أنهم يحترمون قراره الشخصي وسيواصلون متابعة موضوعه مع كافة الجهات حتى الإفراج عنه. وأفادت أماني سراحنة مديرة العلاقات العامة في نادي الأسير، أن الريخاوي متزوج ولديه 8 أولاد، ويعاني من أزمة حادة مزمنة في الصدر (الربو) ويشعر بالغثيان وضيق التنفس ولا يُقدم له العلاج سوى "الكرتزون"، وأصبح حديثاً يعاني من مرض السكري وارتفاع نسبة الكلسترول وهشاشة العظام ومياه بيضاء في عينيه، وكان من المقرر إجراء عملية جراحية له في العينين بتاريخ 2011/9/12، ولكن تم تأجيلها عدة مرات، كما يعاني الريخاوي من الاكتئاب النفسي بسبب كثرة الأدوية التي يأخذها.
وفي المقابل، قال لمحامي النادي "إنه مع مرور الوقت ورغم تدهور وضعه الصحي بدأ منذ عشر أيام برفض تناول المحاليل احتجاجا على وضعه"، موضحا أنهم حقنوه بالدواء عن طريق الوريد.

صرخة الحرية
الريخاوي الذي فقد 16 كغم نتيجة لإضرابه، ناشد كافة الجهات وفي مقدمتها مؤسسات حقوق الإنسان الاستمرار في إثارة قضيته ورفيقه السرسك على كافة المستويات والتركيز الإعلامي لمؤازرتهم لأنهم مستمرون بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم. وأطلق الريخاوي والسرسك نداءا وصرخة للجميع لمؤازرتهم، وقالا "من بين أسرة الموت وغياهب ما يسمى بمستشفى الرملة حيث كنا وكانت الأوجاع تأتينا والآهات صمودا والآم الجوع الأمعاء الخاوية سلاحنا فأرطال اللحم التي فقدناها من أجسادنا ساترا فسندافع ونناضل حتى تحقيق حريتنا،لذلك نعلن استمرارنا بالإضراب المفتوح عن الطعام حتى النصر والشهادة". وأضاف كل منهما "لن نعود من هذه المعركة بالوعود فما زلنا لدينا القدرة على المواصلة والإصرار على موقفنا وما زلنا نعشق فيكم روح الدعم والمساندة لقضيتنا العادلة فلا تتركونا وحدنا في هذه المعركة، وقوفكم دعم وإسناد لصمودنا فنحن منكم نستلهم الصبر والثبات ونستمر فلا تبخلوا علينا يا أهلنا ويا أحرار العالم بأصواتكم ووقفاتكم التضامنية".

 (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/5/2012)