الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير الريخاوي: لن أتراجع في معركتي مهما كان الثمن

    آخر تحديث: الأربعاء، 06 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    يجافي النوم عيون الكبير والصغير ويعجزون أحيانا عن تناول الطعام، فكوابيس الخوف تلاحقهم في كل لحظة لتحول حياتهم لجحيم وخوف وقلق، فلا يملكون سوى التضرع لله تعالى ليفرج الكرب الذي حل بهم. ØªÙ„Ùƒ صورة مصغرة لحياة عائلة الأسير أكرم عبد الله الريخاوي (39 عاما) من رفح في قطاع غزة المضرب عن الطعام لليوم لما يقارب من ستين يوماً للمطالبة بإعادة محكمة الثلث كي يتم الإفراج عنه بعدما قضى 8 سنوات في مشفى سجن "الرملة" وسط ظروف صحية مأساوية.

    الحرية أو الشهادة
    الأسير الريخاوي الذي اعتقلته قوات الاحتلال منذ 200 4 / 6/ 7 وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 9 سنوات بتهمة الانتماء لحركة "حماس"، تحمل كل ظروف الاعتقال الصعبة وتحدى كل إجراءات القمع الصهيونية بانتظار محكمة الثلث لتضع حدا لفراقه القسري عن زوجته وأبنائه الثمانية، ولكن سلطات الاحتلال لم تأخذ بتوصيات أطباء مصلحة السجون حول خطورة استمرار اعتقاله بسبب قائمة الأمراض الطويلة التي نالت منه، فقرر أن يخوض معركة الأمعاء الخاوية رافعا شعار الحرية أو الشهادة.
    وقالت زوجته أم مروان: "سادنا الأمل كثيرا أن يجتمع شملنا بعدما عاش مرارة العذاب والإهمال الصحي لسنوات طويلة ليعود إلينا ونتمكن من علاجه وإنقاذ حياته بعدما فتكت به الأمراض ولكنهم رفضوا الإفراج عنه"، القرار الذي شكل صدمة كبيرة للزوجة والأبناء الذين ترعرعوا في غياب الوالد أثر أيضا على الريخاوي الذي وصفه "بالتعسفي والظالم واستمرارا لمسلسل العقاب والانتقام فقد تحملت كل الأذى وتجرعت كل صنوف المعاناة حتى يتحقق أملي بلقاء أولادي قبل أن يتكرر المصير الذي حل بعدد من المعتقلين المرضى أمثالي".

    قلق وخوف
    ومما يضاعف قلق وخوف عائلة الريخاوي المصير الذي حل برفيق ابنها المحرر الشهيد زهير لبادة الذي استشهد الأسبوع الماضي في مدينة نابلس بعد أيام من تحرره والذي كان يقبع في نفس المستشفى، وتقول أم مروان "إدارة السجون مسؤولة عن استشهاده فقد أهملوا علاجه رغم خطورة وضعه ولم تفرح عائلته بتحرره لأنه عاش في غيبوبة فهم لم يفرجوا عنه إلا بعدما تأكدوا أن وفاته قريبة"، وتضيف "نعيش لحظات مروعة من شدة القلق والخوف ونصلي لله أن يحفظ زوجي فهم ما زالوا يهملون علاجه".

    آثار الإضراب
    تخنق الدموع عبارات الزوجة أم مروان المحرومة ككل أهالي قطاع غزة من الزيارات للعام السابع على التوالي، ورغم اجتماع الأبناء والأهل حولها للتخفيف عنها ورفع معنوياتها، يتابع أبناؤها وأشقاء زوجها اتصالاتهم مع كافة المؤسسات وقرع الأبواب لإنقاذ حياة ابنهم الذي فقد من وزنه 22 كيلو غراما منذ إضرابه المفتوح عن الطعام ورغم ذلك فإنه مصمم على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطلبه في الحرية.

    الاعتقال
    كان أكرم يعيش حياته كباقي الفلسطينيين في قطاع غزة يتحدى الوضع المرير وآثار سياسات الاحتلال ويسعى لتوفير حياة كريمة لأسرته حتى اعتقلته قوات الاحتلال في 7/6/2004 مخلفا وراءه 8 أطفال، وخضع لتحقيق قاس رغم مرضه وتدهور وضعه الصحي ورغم التقارير الطبية التي قدمها محاميه للمحكمة حول حالته الصحية قررت الحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 9 سنوات، وكانت الصدمة الكبرى للأسرة بعد فقدان المعيل الحرمان من الزيارة.

    قائمة الأمراض
    منذ اليوم الأول لاعتقاله أدرج اسم الريخاوي في قائمة الأسرى المقيمين بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة، فهو يعاني من قائمة طويلة من الأمراض تحتاج إلى متابعة صحية متواصلة، ويقول الأسير الريخاوي: "وضعوني في الرملة على أساس أنه مستشفى لعلاج المرضى ولكن تفاقمت حالتي الصحية مع كل يوم فيه فلا علاج أو رعاية ولم يختلف عن باقي السجون بشيء".
    وذكر الريخاوي أنه يعاني من أزمة حادة مزمنة في الصدر(الربو)، وضيق التنفس، ولا يُقدم له العلاج سوى "الكرتزون"، وبسبب إهمال علاجه أصبح مؤخرا يعاني من مرض السكري وارتفاع نسبة الكلسترول في الدم، وهشاشة العظام وضمور في عدسات العين، وماء ابيض في العين، ومشاكل في الكلى.

    أين حقوق الإنسان
    لم تجد نفعا كل الجهود التي بذلتها العائلة بالسماح للجنة طبية متخصصة بزيارته في السجن وتزويده بالعلاج المناسب مما انعكس على وضعه بالمزيد من المضاعفات، وتقول زوجته أم مروان: "تدهور الوضع الصحي لزوجي بسبب مماطلة إدارة سجن الرملة والاعتماد على المسكنات". وأضافت " أين هي مؤسسات حقوق الإنسان وأي قانون أو ديمقراطية تجيز اعتقال أسير يعاني من قائمة طويلة من الأمراض دون متابعة صحية وفي ظروف تسبب الأمراض".
    وابلغ الأسير الريخاوي محامي نادي الأسير أنه كان من المقرر أن تجرى له عملية جراحية في العينين نتيجة وجود مياه بيضاء فيهما ولتغيير العدسات الداخلية، وكانت مقررة يوم 12/ 9/ 2011 ولكن تم تأجيلها عدة مرات، وأضاف "صبرت واحتملت هذه المأساة الكبيرة لأنني كنت أمل بالإفراج عني ولكن حاليا كل لحظة تأخير تهدد بفقداني البصر".

    الإضراب
    أمام حالة الخوف مع تزايد أشكال الألم فوجئ الريخاوي بعد طول انتظار بقرار المحكمة باستمرار اعتقاله حتى نهاية محكوميته بعد عام فأعلن الإضراب فردت عليه الإدارة بالمزيد من الإجراءات والعقوبات".
    الريخاوي رفض فك إضرابه رغم ضغوط الإدارة وصمد رغم الانهيار الصحي المستمر في وضعه وأصبح لا يستطيع السير والآن يتحرك على كرسي متحرك، وقال لمحامي نادي الأسير: "مؤخرا فقدت القدرة على الحركة وخسرت من وزني 20 كيلو غراما وأعاني من الغثيان وضيق التنفس، ولا يقدم لي العلاج سوى (الكرتزون). وأكمل "الإدارة رفضت نقلي لمستشفى مدني وتصر على احتجازي مع رفيقي المضرب محمود السرسك في الرملة لتؤكد أنه لا يوجد أي اعتبار أو قيمة لحياتنا وما حدث مع الشهيد لبادة خير مثال".

    لحظات مؤلمة
    إزاء هذا الواقع، أطلق الريخاوي نداءه الأخير الأسبوع الماضي خلال زيارة محامي نادي الأسير والذي ناشد فيه الجميع التحرك لإنقاذ حياته والسرسك قبل فوات الأوان، قائلا "لا تتركونا وحدنا في هذه المعركة، ولا تتركوا أجسادنا تنزف وأنتم تنتظرون هل سنموت، لتعتنوا بنا أم ماذا انتم فاعلون، ونحن لن نتراجع عن إضرابنا حتى النصر أو الشهادة".
    تبكي أم مروان وأبناؤها وهم يكررون تلاوة رسالة أكرم التي تثير المزيد من مشاعر الخوف والقلق على صحة زوجها لعدم معرفتها بالصورة الحقيقية لواقعه، موضحة أنهم ينتظرون كل يوم اتصالات محامي نادي الأسير ووزارة الأسرى ومؤسسة الضمير وغيرها من المؤسسات".

    عزلة تامة
    وتعيش عائلة الأسير الريخاوي عزلة تامة عنه، فهي لم تزره منذ سنوات، وتقول أم مروان: "لا توجد وسيلة اتصال مع زوجي ولم نره أو نسمع صوته منذ صدور قرار منع الزيارات وصلة التواصل الوحيدة من خلال الصليب الأحمر والرسائل التي لا تصل غالبيتها".

    أمل الحرية
    الريخاوي أكد لمحامي "الضمير" في آخر زيارة له، أنه لن يتراجع عن معركته مهما كان الثمن حتى صدور قرار جديد من المحكمة بالإفراج عنه بعد أن أمضى ثلثي مدة محكوميته، وأضاف "لم يكن أمامي خيار آخر سوى الإضراب بعدما تساوى الموت بالحياة ومعركتي المستمرة من سجن الرمل الذي ليس له علاقة بالمستشفى سوى الاسم صرخة الحرية التي لن أتنازل عنها".
    أما الزوجة الصابرة أم مروان فأطلقت نداء للجميع لإسناد معركته، وأضافت "نأمل أن يستمر التفاعل والحراك الشعبي والمؤازرة لأكرم والسرسك حتى ينتصرا في معركتهما العادلة ونناشد الجميع عدم نسيانهما".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية