تواصل معاناة ثلاثة أسرى داخل السجون وسط تجاهل صهيوني

موضوعات ذات صلةً

• الأسير عدنان يتقيأ الدم في اليوم الـ 50 من الإضراب
• خلال كلمة مسجلة.. القيادي خضر عدنان يوضح دوافع خوضه للإضراب في يومه الـ35

ما تزال معاناة ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال، متواصلة إثر استمرار إضرابهم المفتوح عن الطعام لفترات مختلفة، احتجاجًا على تجاهل إدارة مصلحة السجون لمطالبهم العادلة والمشروعة، في حين أعلن 20 شبلاً في "هشارون" الإضراب عن الطعام، رفضًا للممارسات الصهيونية.
ويواصل الأسير محمود السرسك إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ "92" على التوالي، فيما دخل إضراب الأسير أكرم الريخاوي عن الطعام يومه الـ "64"، كما يواصل الأسير سامر البرق إضرابه لليوم الـ "24" على التوالي.
وذكرت مصادر حقوقية، أن حالة الأسير غير مستقرة رغم تناوله للحليب أمس الأول، مؤكدةً أنه سيمتنع عن تناوله نظرًا للمراوغة الصهيونية في إطلاق سراحه، وعدم تحديد تاريخ واضح لذلك، وعدم تسليمه لورقة مكتوبة وموقعة من إدارة السجون على ذلك.
وقالت تلك المصادر التي زارت الأسير: "إن السرسك تناول الحليب بعد وعد تم تقديمه له من قبل المستشار القانوني لمصلحة السجون الصهيونية بالإفراج عنه في وقت مبكر دون أن يتم تحديد هذا الوقت"، موضحةً أن تناوله للحليب لا يعني فكه للإضراب.

تعنت صهيوني
في المقابل، أكدت عائلة السرسك أن نجلها لا يزال مضربًا عن الطعام منذ 93 يومًا في السجون الصهيونية، وسط تدهور وتراجع خطير في حالته الصحية وتعنت صهيوني للإفراج عنه. وقال عماد السرسك شقيق الأسير: "لا توجد أي أنباء عن محمود تؤكد أنه سيتم بالفعل الإفراج عنه بموجب اتفاق أم لا"، مشيرًا إلى أن شقيقه دخل أحد المشافي الصهيونية بعد تدهور حالته الصحية واستمرار إضرابه عن الطعام.
وأثار عضو الكنيست الصهيوني عن الحركة الإسلامية، مسعود غنايم، في جلسة داخل الكنيست قضية استمرار إضراب الأسير سرسك عن الطعام منذ 93 يومًا، إلى جانب سياسة الاعتقالات الإدارية.
بدورها؛ طالبت جمعية واعد للأسرى والمحررين، الاتحادات العربية لكرة القدم بوقفة مشرفة لهم تضامنًا مع زميلهم السرسك الذي يتعرض لموت بطيء في سجون الاحتلال.
وقالت واعد في بيان صحفي: "يجب أن تكون هناك لمسة وفاء لهذا اللاعب الأسير من قبل زملائه، ويجب أن تنتقل قضية التضامن معه من العاطفة والأقوال إلى الفعل والإبداع لدعم صموده من ناحية ولفضح انتهاكات السجان الذي تعدى الحدود بإجرامه غير المسبوق".
وناشدت الجمعية الاتحاد العربي لكرة القدم بتعليق أنشطته المحلية والدولية لمدة أسبوع على الأقل تضامنا مع السرسك، وفضحًا لسياسات الاحتلال الإجرامية بحقه وبحق باقي الأسرى.
وحذرت مجددًا من تردي حالة السرسك الصحية، مشيرة إلى أن الاتفاق الأخير بين السرسك وإدارة السجون والذي يقضي بتناوله للحليب لا يعتبر فكا للإضراب أو تعليقا، "حيث إن تناول الحليب لا يعتبر كسرا للإضراب حسب أنظمة الإضرابات داخل السجون".
وشددت على أن مسألة تناول الحليب ستكون فقط لمدة 72 ساعة حتى تقدم قوات السجون تعهدًا خطيا بالإفراج عنه في تاريخ محدد، وفي حال لم تفعل الأخيرة ذلك فإن السرسك سيمتنع مجددا عن تناول الحليب.

إثارة القضية
من جهته؛ طالب مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة، المعلقين الرياضيين والاتحادات الكروية بالسير على خطى المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي والمهاجم الدولي فريدريك كانوتيه المحترف بنادي اشبيلية الإسباني واللذين أثارا قضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال وعلى رأسهم اللاعب الدولي محمود السرسك.
في حين دعا ناشطون في قضية الأسرى قيادة السلطة الفلسطينية إلى تكثيف الجهد الرسمي لنصرة الأسرى، وإعداد خطة استراتيجية داعمة لهم، وإنشاء ملحق خاص في جميع السفارات الفلسطينية في العالم من أجل تفعيل قضيتهم.
وقال هؤلاء الناشطون خلال ندوة نظمتها مؤسسة مهجة القدس أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إن الفعاليات الفلسطينية التي تنظم مع الأسرى تعد فقط موسمية وليست مستمرة بشكل دوري معهم"، مطالبين بتوسيع رقعة التضامن مع الأسرى في جميع المناطق الفلسطينية.
كما دعا هؤلاء إلى إعداد خطة إعلامية قادرة على مواجهة ما يتعرض له الأسرى، وضرورة استثمار المؤتمرات الدولية التي تعقد من أجلهم في تدويل قضيتهم، وتعزيز دور المجتمع المدني والمؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان في المطالبة بوقف معاناتهم.
من جانبه، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، صائب عريقات، أعضاء من "الترويكا" الأوروبية، بتدخل الاتحاد الأوروبي العاجل من أجل إنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام.
وناشد عريقات خلال لقائه قناصل وممثلي دول الترويكا، بالتدخل الفوري لدول الاتحاد الأوروبي للإفراج عن الأسرى السرسك والريخاوي والبرق المضربين عن الطعام منذ عدة أسابيع، محملا الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وأكد على وجوب الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وخاصة الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994 عملا باتفاق شرم الشيخ لعام1999 م وحسب تفاهم رئيس السلطة محمود عباس، مع رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق، أيهود أولمرت.

إضراب الأشبال
من جانب ثان، أفادت مصادر خاصة بوزارة الأسرى والمحررين، أن 20 أسيرًا من الأشبال في سجن "هشارون" بدؤوا من يومين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، احتجاجًا على الظروف الصعبة التي يعيشونها وعدم اهتمام إدارة مصلحة السجن بمطالبهم.
وأكد الشبل أحمد لافي17 عامًا أحد المضربين عن الطعام، أن 20 أسيرًا أعلنوا البدء في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على الأوضاع التي يمر بها الأسرى القاصرون في هذا السجن، وبسبب تردي أوضاعهم المعيشية، منعهم من التزاور فيما بينهم والدراسة.
وأوضح أن إدارة السجن ما زالت تمعن في تعذيب وإذلال الأسرى الأشبال حتى بعد التوقيع على اتفاق إنهاء الإضراب الذي وقع بين لجنة قيادة الإضراب ومصلحة السجون، مضيفًا أن إدارة السجن تقوم بعزل أي أسير يحاول المطالبة بحقوقه وتضعه في العزل الانفرادي.
وأشار أن الغرف أشبه بالزنازين والحمامات بدون أبواب إضافة إلى نقص في الأكل المقدم إذ يحصل كل 8 أشبال على صحن أرز واحد، إضافة إلى عمليات التفتيش التي تقوم بها المخابرات الصهيونية وعمليات استفزاز الأسرى.
وتمارس إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى الأشبال أبشع وسائل التعذيب والتنكيل لانتزاع الاعترافات منهم بطريقة وحشية مخالفة لكافة الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال.

يذكر أن سلطات الاحتلال الصهيوني لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة "190"طفلاً ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، في ظروف كتلك التي يُحتجز فيها الأسرى البالغون من حيث الأمكنة والقسوة والمعاملة اللاإنسانية، وسوء التغذية والرعاية الصحية.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 14/6/2012)

تعليقات الفيسبوك