26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير محمود العارضة سيأتي يوم وتتحقق أمنيات أمي ونكسر القيود

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

     Ø¨Ù‚رار عزل جديد لمدة 6 شهور في زنازين سجن "جلبوع"ØŒ استقبل الأسير محمود عبد الله علي عارضة (37 عاماً) من بلدة عرابة قضاء جنين عامه العشرين خلف قضبان سجون الاحتلال التي يعتقل فيها شقيقيه أحمد (37 عاماً) ورداد (33 عاماً) بينما ما زالت والدتهم الصابرة الحاجة فتحية يوسف عبد الرحيم العارضة تتنقل بين مكاتب الصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الانسان لمساعدتها في الحصول على تصريح لزيارة أبنائها الثلاثة الذين ترفض سلطات الاحتلال جمعهم في سجن واحد، وعاقبتها مؤخرا بسحب تصريحها وادراجها ضمن قائمة الممنوعين أمنيا.

    اصرار وتحد
    ورغم محطات المعاناة التي رافقت أبرز قادة حركة "الجهاد الاسلامي " فان محمود منذ اعتقاله الأول في 5- 3- 1992 والثاني والأخير، ما زال يتمتع بمعنويات عالية ويصر على مواصلة مسيرة النضال في الأسر، وقال: "لم ولن نندم للحظة على ما نقدمه من تضحيات في سبيل شعبنا وحقوقنا، فقد اخترنا طريق الجهاد وفلسطين بحب وانتماء ووفاء وإيمان، لأننا أصحاب الحق والقضية والدفاع عن أرضنا هو حق مشروع وواجب، لذلك كل يوم يمر في السجون يزيدنا قوة وإيمانا وثباتا وإصرارا على مواصلة مسيرة الشهداء مع شعبنا حتى الخلاص من الاحتلال". محمود الذي أدرج اسمه ضمن قائمة الملطخة أيديهم بالدماء وشطب اسمه من كل الصفقات وعمليات التبادل والإفراجات، أضاف " نتأثر أحيانا بسبب نجاح إسرائيل في فرض معاييرها التي شطبتنا وحرمتنا الحرية لأننا قدمنا واجبنا تجاه الله والوطن وشعبنا، ولكن لن نتأثر ولم تنل منا السجون وسياسات الاحتلال لأننا نثق جيدا أن شعبنا لن يتخلى عنا، وسيأتي يوم تتحقق فيه أمنيات أمي ودعواتها ونكسر القيود والقضبان".

    فخر واعتزاز
    حلم تتمسك به الوالدة التي تجاوزت العقد السابع والتي رغم ألمها لفراق أبنائها الثلاثة، فهي تتحدث دوما بفخر واعتزاز عن بطولاتهم وتضحياتهم، وقالت " كل حياتي وهبتها لأبنائي الابطال الذين لن اتخلى عنهم يوما لأنهم رفعوا راسنا عاليا رغم كل ما نعيشه من عذاب يومي ليس بسبب اعتقالهم وإنما جراء ما يمارسه الاحتلال والسجان من عقوبات وممارسات بحقنا والتي كان أخرها عزل ابني محمود وحرماننا منه واحتجازه في ظروف غير إنسانية، لذلك أقول له في ذكرى اعتقاله "اصبر"ØŒ فهذه المحنة لن تدوم ومهما عزلوك روحك حرة وسننتصر عليهم "ØŒ فالحاجة تعيش كل لحظة متمسكة بفرحة اللقاء لأن الله كما قالت أن الله "لن يتخلى عن عباده المؤمنين الصابرين المرابطين وفي مقدمتهم محمود الذي أعيش بذكرياته وصوره التي ترافقني ليل نهار عندما كان يدرس ويحلم بالمستقبل، وفي نفس الوقت يؤدي واجبه تجاه وطنه، فالمداهمات والاعتقالات وانتهاكات الاحتلال في الانتفاضة الأولى أثرت عليه، فكان يغادر المدرسة ليتقدم في صفوف المناضلين لمواجهة الاحتلال  الذي اعتقله وهو في الصف الأول ثانوي بعد مداهمة منزلنا عام 1992 ".
    وأضافت: "حوكم بالسجن أربع سنوات رغم صغر سنه، وشكلت تلك التجربة محطة هامه في بناء الوعي الوطني لقضيته، وفي نفس الوقت واصل دراسة الثانوية العامة واجتازها بنجاح، واستجاب الله لدعواتي وتحرر في عملية الإفراج عقب اتفاقيات أوسلو عام 1994 ".

    مدى الحياة
    اختلفت طريق وحياة محمود بعد تحرره، فقد التحق بحركة "الجهاد الاسلامي "، وسراً قاد عملياتها العسكرية بعد ما أسس مع عدد من رفاقه خلايا الجهاد العسكرية التي نفذت عدة عمليات ضد أهداف الاحتلال وخاصة في محيط بلدة عرابة، وعلى مدار 7 شهور منذ تحرره، خاض محمود كل أشكال المقاومة حتى اكتشفه الاحتلال، وقالت والدته: "تميز بالصمت والسرية، وقضى فترة ما بعد تحرره مناضلا حتى اعتقل ثم حوكم بعد احتجازه أربعة شهور في الزنازين بالسجن مدى الحياة، وبينما أعلن رفضه للحكم والمحكمة انخرط في واقع الحركة الأسيرة ليواصل تأدية دورها القيادي في صفوف أسرى الجهاد، وأيضا دوما كان يرفع معنوياتي مما منحني القوة والصمود "، وأضافت: "مواقفه وبطولاته ومشاركته في معارك الحركة الأسيرة أثارت غضب الاحتلال الذي تفنن في قمعه وعقابه، فعاش العزل لسنوات طويلة ورغم ذلك صمد، ولكن مؤخرا تجدد قرار عزله وما زلت ممنوعه من زيارته، وكان أملي أن استقبل العام الجديد وهو في أحضاني في صفقة شاليط، ولكن حتى رؤيته ممنوعة إلى إشعار آخر".

    مقابر الأحياء
    ووصف الأسير محمود العزل بأنه كمقابر الموت البطيء للأسرى، وقال: "أقسى أنواع العقاب والانتقام التي تمارسها إدارة السجون هي العزل، ومن المؤسف أن شاليط أفرج عنه بينما ما زلنا ندفع ثمن قانونه التعسفي والقاسي، وسمعنا عن مسألة إغلاق أقسام العزل ونقلنا للأقسام العامة ولكن لم يتغير واقعنا وأمس تجدد الاعتقال لفترة أخرى، والواضح أننا أمام محطة تصعيد خطيرة لأن إدارة السجون لم تتراجع عن الانتقام منا لذلك من الضروري أن تتكاثف الجهود لتفعيل هذه القضية بخطوات عملية لمنع الاستفراد بنا لأن كل دقيقة بالعزل تتجاوز سنوات من السجن، فمتى سيتحرك الجميع لإخراجنا من مقابر الأحياء ؟".

    معاناة الأم
    سؤال طرحته الوالدة العارضة على ممثلي مؤسسات حقوق الإنسان التي تتنقل يوميا على أبوابها لتثير واقع المعاناة الرهيبة التي تلازمها بعدما أصبحت زيارة أبناءها مستحيلة، وقالت " أبنائي الثلاثة معاقبين ولا يحرك أحد ساكنا أمام مأساتي، فالزيارة تخفف عني كثيرا ولا أشعر بمعنى الفرح أو السعادة إلا عندما أشاهد أبنائي الذين ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين، أفلا يستحقون أن يهب الجميع لنجدتهم وباقي إخوانهم معاقبين بالعزل ومنع الزيارات ؟ من يحتمل غياب ابنه وحرمانه من رؤيته ، فكيف بحالتي ولي أن اصبر وقطار العمر يمضي وأبنائي الثلاثة يستقبلون عامهم الجديد في منافي الموت البطيء ؟".

    أحمد في الأسر
    وفي ذكرى اعتقال نجلها أحمد، وقفت الوالدة أمام صورة وأشقاءه تتحدث إليهم ، تارة تبكي وأخرى تصلي ولا تتوقف عن الدعاء، حيث قالت: "الحمد الله نحن صابرون ومؤمنون ودوما أنا متوكلة على الله ومؤمنة أنه سيستجيب لدعواتي ويكرمني بالفرج عنهم، ولكن غيابهم طال، فابني أحمد اعتقل في سن 18 عاما وقضى 19 عاما في الأسر.
    وأضافت: "بعدما نجح في الثانوية العامة، قرر السفر لعمان لمواصلة دراسته ولكنهم وبينما كنت أعيش الألم بعد اعتقال محمود، اقتحموا منزلنا واعتقلوه ليستبدل مقعد الجامعة برقم جديد في السجن، وبعد رحلة عذاب وتحقيق مريرة في أقبية الموت انقطعت خلالها أخباره حوالي 4 شهور حوكم بالسجن 20 عاما بتهمة الانتماء للجهاد الإسلامي "، " تأثرنا كثيرا بسبب الأحكام القاسية بحق أبنائي خاصة عقب توالي الصفقات والإفراجات ورفض الاحتلال الافراج عنهما أو أحدهما، وبعد أيام قاسية وعصيبة توفي والدهم من شدة حزنه وحرم من رؤيتهم ووداعهم. كل الأبناء في السجن وبينما كان الاحتلال يواصل عقاب محمود وأحمد ورفض جمعهما للتخفيف من معاناة والدتهما ونقلهما من سجن لآخر، واجهت الحاجة فتحية صدمة جديدة باعتقال ولديها شداد ورداد، وقالت "استمر الاحتلال باستهدافنا ووسط صدماتي المتتالية برحيل زوجي وشطب ابنائي من الصفقة اعتقلوا شداد والحمد لله افرج عنه بعد قضاء 4 سنوات في الأسر، ولكن ابني رداد ما زال معتقلا منذ عام 1998 ويقضي حكما بالسجن 20 عاما، ولزيادة الألم والحسرة اعتقلوا ابنتي هدى في 25 - 5- 2004، وافرج عنها بعدما قضت محكوميتها البالغة 3 سنوات ونصف، ولكن كانت أقسى فترة في حياتي حتى شعرت أنني أسيرة مثلهم".

    أمنيات العام الجديد                                            
    ما زالت والدة الأسرى الثلاثة تبكي لأن فرحتها لم تكتمل في الصفقة التي انتظرتها طويلا لتضمد جراحها وتجمع شملها بأبنائها، حيث قالت: "لا أملك سوى كلمة الصبر والدعاء لهم بالفرج عليهم، فما زال قلبي حزين لأنهم وعدوني بتحرير محمود، وطوال السنوات الخمس تلقيت الوعود بخلاصة من السجون لأنه محكوم بالسجن مدى الحياة فجهزت منزله والعروس، ولم أنم وأنا أحلم واخطط للحظة اللقاء حتى شعرت أنه في حضني ولكن صدمتي كانت كبيرة "، وأضافت " عشت لحظات عصيبة عندما اتصل بي رفاقه الذين تعرفت عليهم خلال اعتقاله وتحرروا في الصفقة للتخفيف عني وتمنيت لهم حياة سعيدة، ولكنه قلبي ما زال يبكي ويتألم ويسأل لماذا تركوه ؟، لم أسال عن أحمد ورداد رغم أنهم محكومون عشرين عاما وكان أملي حرية وعناق محمود الذي أصبحت حتى زيارته مجرد حلم "، " فاستقبلت العام الجديد وأبنائي موزعين على السجون أحمد في سجن "نفحة " ومحمود في عزل "جلبوع " ورداد في " مجدو "، وهم صامدون ومعنوياتهم عالية، ولكني قلقه وخائفة بعدما تدهورت حالتي الصحية وأنا أفكر كل لحظة وسؤال واحد يتردد في ذهني، هل سأعيش حتى تتكحل عيناي برؤيتهم ؟، وهل بقي لي عمر لأعانقهم ككل الامهات وافرح بزفافهم ؟.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 13/1/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية