26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير ياسر ذياب... عشرة أعوام من الاعتقال

    آخر تحديث: الأربعاء، 29 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    مع نهاية كل زيارة لابنها الأسير ياسر دياب حسين تعود الوالدة الحاجة نجمة باكية متألمة ليس حزنا على اعتقال ابنها الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة رغم تأثرها الكبير بذلك، وليس كما تقول "خوفا على مصيره من الأمراض التي أصابته عقب اعتقاله، بل لأن حفيدها محمد أصغر أبناء ياسر لا يزال يرفض والده"، ورغم أن الجدة الوالدة تحرص على أن يرافقها في كل زيارة لمشاهدة والده وكسر ذلك الحاجز الذي تعجز عن وصفه أو تعريفه، ما زال يردد على مسامعها في كل زيارة: "لماذا تأتون بي إلى هذا السجن؟، لا أريد أن ازور السجن؟ ".
    الوالدة التي تجاوزت العقد السادس، تواصل استخدام كل الطرق للتأثير على حفيدها محمد الذي أنجبته والدته بعد اعتقال والده بأسبوع والذي يبلغ من العمر اليوم 11 عاما، تارة تتحدث له عن والده وأسباب اعتقاله وأخرى كما تقول: "عن حياته وأخلاقه وإنسانيته، وحبه له ولشقيقه أدهم الذي يكبره بعامين، وتارة تنقله لمنازل الأهل والأصدقاء ليستمع لما يتحدث به الجميع عن خصال ومواقف وبطولات والده".
    لكن كل ذلك لم يجدي نفعا، وتضيف "كل الطرق لم تؤثر في حفيدي فحتى عندما يزور والده وينادي عليه يبقى صامتا ولا يتكلم فلا زال يعيش الصدمة، وعندما أعرض عليه صور ياسر يصيبه الغضب ويقول هذا ليس والدي".

    الاحتلال والمصيبة
    تلك الحالة التي ترافق الطفل رغم تطور عمره تثير الحزن والألم للحاجة نجمة التي تقول: "هذا هو الثمن القاسي الذي تدفعه عائلتنا فأي مصيبة أكبر من مصيبة ابني ياسر الذي لا زال صامدا يتحدى السجن والسجان، ولكن يعجز عن كسر الحاجز الذي بناه السجن بينه وبين طفله"، وتضيف "حتى أن أمنيته الوحيدة وهي أمنيتنا أيضا أن نسمع محمد يقول كلمة أبي لا زالت محرمة عليه".
    نفس المعاناة، عاشتها والدة وزوجة ياسر مع باكورة أبنائه ادهم، وتقول زوجته: "بعد انتهاء التحقيق واجهت الوالدة الصدمة الكبرى عندما توجهت مع أدهم الذي كان طفلا صغيرا لزيارة والده لم يستوعب رؤية والده خلف القضبان وحوله سجانين وأصيب بصدمة بواقع اعتقال والده وعاش نفس التجربة"، وتضيف "بكيت من حسرتي ووجعي وأنا أحاول جاهدة إقناع أدهم بعناق والده بعدما وافقت إدارة سجن جلبوع على إدخال الطفل لوالده لبضعة دقائق، لكن تجمد أدهم في مكانه وابتعد عن والده ورفض عناقه وأجهش بالبكاء، وهو يصرخ أبي اعتقله الجيش رافضا الإصغاء لحديث جدته وهي تحاول جاهدة إقناعه أنه يقف أمام والده، وهو يردد لا إنه ليس أبي".
    وبينما نجحت العائلة بعد سنوات من الألم في تغيير نظرة ادهم واستعادة علاقته مع والده، لا زال البحث عن حل لحالة الصغير محمد مستمرا، في وقت تتعدد فيه أشكال معاناة تلك الوالدة الصابرة منذ اعتقال نجلها ياسر 19 - 6- 2002 بعدما طاردته قوات الاحتلال عقب اندلاع انتفاضة الأقصى في بلدته يعبد، تقول: "فور اعتقاله اقتيد لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وتعرض للعزل والضرب، وجراء إنكاره للتهم المنسوبة إليه تعرض لاعتداء وحشي بالضرب على إذنه أدى لإصابته بمضاعفات شديدة كما كسرت قدمه، وطوال فترة التحقيق رفضوا علاجه وبعد نقله للسجن كانت حالته أصبحت حرجة وفقد السمع".
    خلال ذلك تقول الوالدة: "جرى تمديد توقيفه عدة مرات ثم حوكم بالسجن مدى الحياة بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى والضلوع في عملية فدائية نفذتها الكتائب قرب يعبد أدت لمقتل جندي صهيوني، وبعد محاكمته مباشرة تم نقله إلى هداريم ومكث فيه لمدة سنتين، كما تعرض للعزل لمدة 3 شهور وأخيرا نقل إلى سجن جلبوع، ولا زال يقبع فيه.

    تدهور حالته الصحية
    وتؤكد أم ياسر انه لدى اعتقاله كان يتمتع بصحة جيدة ولكن بسبب ظروف التحقيق تدهور حالته الصحية، وتقول: "المسكنات كانت علاج ياسر الوحيد رغم ما أصيب به من مضاعفات، فالوضع في سجن جلبوع سيء للغاية وعيادة السجن لم تهتم بعلاجه، رغم صدور قرار من أطباء مصلحة السجون بحاجته الماسة لعملية جراحية استمرت الإدارة في المماطلة باجراءها لمدة 3 سنوات ".

    وفاة والده
    وتبكي أم ياسر وهي تتذكر رفيق دربها الحاج ذياب الذي كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع نجله، وتضيف "كان لا يتوقف عن ذكره ويتمنى أن يراه حرا ويعود لزوجته وطفليه ولكنه رحل وفي قلبه غصة باكيا على غياب ابنه وأغمض عينيه وهو يردد اسم نجله"، وتكمل "اشعر بالحزن وسنوات العمر تمضي وابني لا زال في السجن وأخشى أن يتكرر نفس مصير والده فلم يبقى لي أمل في هذه الدنيا سوى أن أرى ابني حرا بلا قيود".

    أمنيات الأم
    تحدق في صورة ابنها وتتمنى عودته، وتعانق طفليه وتقبلهما وتقول: "أصابتني الأمراض من حزني وبكائي الذي لا يتوقف على حبيب قلبي الذي أصلي لله أن يمنحني القوة والعمر حتى أراه يعانق محمد وأدهم في بيتنا وتنتهي محنة الاعتقال والفراق الذي يؤثر على أطفاله وحياتنا جميعا".
    وتخنق الدموع كلمات الوالدة التي طالما تحملت مشاق ومعاناة السفر عبر الحواجز وعلى بوابات السجون، لأن صورة نجلها في زيارته الأخيرة كانت مؤلمة وقاسية ومؤثرة، وفي كل اعتصام ومسيرة تصر على أن تبقى حكاية ولدها حية حاضرة حتى لا تنسى، وتقول: "استصرخ الرئيس محمود عباس أن تكون قضية الأسرى في قلبه وعقله وان يرعاهم ويتابع ملفهم وان لا تكون هناك عودة للمفاوضات قبل تحريرهم". وأكملت "المرض يفتك بابني وحتى عندما يقدمون له العلاج فانه غير مجدي ومفيد لذلك أناشد الجميع أن يرحموا شيخوختي وينظروا بقلوبهم لصورة حفيدي محمد وشوق حفيدي ادهم لوالده وان يفرحونا بتحررهم وعودتهم إليهم منتصرين".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية